الاكتئاب المزمن

الاكتئاب المزمن

من المتعب أن يستمر الشخص بحالة من اليأس والاكتئاب والمزاج المتعكر لمدة طويلة، حيث أن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب المزمن قد تمضي عليه السنوات الطويلة وهو في الحالة النفسية ذاتها، لذلك ما هو الاكتئاب المزمن وكيف يتم علاجه.

الاكتئاب المزمن

الاكتئاب المزمن أو اضطراب الاكتئاب المستمر (Dysthymia أو Chronic Depression) هو نوع من الاكتئاب أقل حدة من الاكتئاب الحاد، إلا أنه يبقى لفترة أطول، حيث قد يستمر الاكتئاب المزمن لمدة عامين كاملين.(المرجع 1)

سمات الاكتئاب المزمن

قد يتخلل فترة الاكتئاب المزمن الطويلة فترات من الاكتئاب الحاد ويسمى عندها الاكتئاب المزدوج (Double Depression)، بالإضافة إلى ذلك قد تظهر الأعراض وتختفي على مدى سنوات، إلا أن اختفاء بشكل متواصل لا يستمر لأكثر من شهرين في كل مرة.(المرجع 1) (المرجع 2)

أسباب الاكتئاب المزمن

هناك الكثير من العوامل التي تساعد في إصابة الشخص بالاكتئاب المزمن، ومن ضمن هذه العوامل: (المرجع 3) (المرجع 4)

      • الجينات: حيث تلعب الوراثة دور أساسي في الأمر، على الرغم أن بعض الأشخاص يصابوا بالاكتئاب دون وجود عامل الوراثة.
      • العامل البيولوجي: ويكون ذلك بسبب الوظائف غير الطبيعية للمسارات العصبية في الدماغ، والمسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية للشخص، بالإضافة إلى وجود خلل في التوازن الكيميائي في الدماغ، كما يوجد اختلاف في حجم أجزاء من الدماغ.
      • ضغوطات الحياة المتنوعة: والتي تؤدي إلى زيادة العبء والقلق على الشخص، بحيث لا يستطيع التعامل معها.
      • الأمراض المزمنة: عند تعرض الشخص للإصابة بالأمراض المزمنة قد يقع تحت ضغط لا يمكنه تحمله، ويؤثر على حالته النفسية.
      • الادوية: بعض الأدوية تؤثر على كيميائية الدماغ والنواقل العصبية المسؤولة بشكل مباشر عن الحالة المزاجية.
      • الصدمات النفسية: تعد الإصابة بنوع من أنواع الصدمات النفسية في الماضي محفز للاكتئاب المزمن.
      • السمات الشخصية: حيث أن السلبية والتشاؤم وقلة احترام الذات جميعها أمور تساعد في إصابة الشخص بالاكتئاب المزمن.(المرجع 2)
      • الاضطرابات النفسية: تزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب المزمن في حال الإصابة بإحدى الاضطرابات النفسية الأخرى.(المرجع 2)

    أعراض الاكتئاب المزمن

    تتشابه أعراض الاكتئاب المزمن مع أعراض الاكتئاب الحاد، إلا أنها أقل تكراراً وأخف شدة، وتتمثل هذه الأعراض بما يلي:(المرجع 1) (المرجع 2)

        • الشعور بالحزن والمزاج المتعكر معظم اليوم ويومياً.
        • عدم القدرة على الاستمتاع بالأمور المفضلة.
        • تغييرات في شهية الشخص وبالتالي تغير كبير على صعيد وزنه.
        • اضطرابات على صعيد النوم بشكل كبير يومياً.
        • تغيير كبير على مظهر الشخص الخارجي، بحيث يمكن للآخرين ملاحظة الأمر بسهولة.
        • التعب وفقدان الطاقة بشكل يومي.
        • الغضب الشديد والتهيج.
        • انخفاض نشاط الشخص وفاعليته وانتاجيته.
        • الابتعاد عن المواقف الاجتماعية.
        • الشعور باليأس والندم والإحساس بالعجز بشكل يومي.
        • عدم قدرة الشخص على التركيز أو اتخاذ القرارات بشكل دائم.
        • توارد الأفكار عن الموت أو الانتحار، أو التخطيط للأمر، أو القيام به.

      تشخيص الاكتئاب المزمن

      لا  يوجد اختبار أو فحص أو أي من هذه الأمور يمكن أن تؤكد الإصابة بالاكتئاب المزمن، إلا أن الطبيب سيقوم بإجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الإصابة باية أمراض عضوية، وبالتالي التدقيق في التاريخ النفسي للمريض وما إذا كانت الأعراض مستمرة منذ الأسبوعين، عندها يتم تأكيد الإصابة بالاكتئاب المزمن.(المرجع 1)

      علاج الاكتئاب المزمن

      غالباً ما يتم علاج الاكتئاب المزمن من خلال العلاج النفسي والعلاج بالأدوية، حيث أن العلاج المبكر يضمن عدم التعرض لنوبات من الاكتئاب الحاد، وتكون الخطة العلاجية متضمنة لما يلي:(المرجع 1) (المرجع 4)

      العلاج بالكلام Talk Therapy

      بالإضافة إلى تطوير مهارات التأقلم لدى المريض والقدرة على مواجهة المعتقدات السلبية والأفكار الخاطئة عن الذات، يعمل العلاج بالكلام على مساعدة المريض من خلال:(المرجع 1) (المرجع 4)

          • زيادة التزام المريض بالأدوية.
          • التأكد من ممارسة المريض الأنماط الحياتية الصحية.
          • تمكن كل من الأسرة والمريض على فهم الاكتئاب المزمن بطريقة أوضح وأشمل.

        العلاج الدوائي 

        يوجد الكثير من الأدوية للاكتئاب، إلا أن اختيار الأنسب من بينها تعد مهمة تحتاج إلى التجريب، حيث لا بد من ملاحظة الأمور التالية عند وصف الأدوية المضادة للاكتئاب:(المرجع 1) (المرجع 4)

            • يجب معرفة الأمراض العضوية التي يعاني منها  المريض في حال وجودها.
            • اختيار ما هو مناسب من بين الأدوية المضادة للاكتئاب بحيث تكون أكثر فاعلية وأقل آثار جانبية.
            • قد يستغرق الأمر عدة أسابيع (4 -6) بعد البدء في تناول الأدوية للتمكن من الشعور بالتحسن.
            • في معظم الحالات قد يستمر تناول الأدوية مدة (6 – 9) أشهر بعد آخر نوبة اكتئاب عانى منها المريض.
            • لا بد من التدرج في التقليل من العلاج قبل التوقف عنه، لما للتوقف المفاجئ من آثار جانبية.

          العلاجات الأخرى

          يمكن للأخصائي النفسي اللجوء إلى العلاج بطرق أخرى، حيث يختار ما هو أنسب لحالة المريض واعتماداً على خبرته، ومن ضمن هذه العلاجات:(المرجع 3) (المرجع 4)

            المساعدة الذاتي في الاكتئاب المزمن

            يمكن للمساعدة الذاتية أن تقلل من الفترة التي تظهر فيها أعراض الاكتئاب المزمن، ومن ضمن الإجراءات التي يمكن من خلالها الشخص أن يساعد نفسه ما يلي:(المرجع 5)

                • الابتعاد عن الكحول والمخدرات.
                • عدم لوم الذات، بل لا بد من التعامل مع النفس بأسلوب ألطف.
                • اتباع نظام غذائي صحي، حيث أن بعض الأطعمة تعزز الحالة المزاجية للشخص وتقلل من أعراض الاكتئاب.
                • ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق، مما يساعد الدماغ على إطلاق الهرمونات المسؤولة عن السعادة.
                • التواصل مع الأصدقاء والأشخاص المقربين، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
                • الحصول على قسط كافي من النوم المريح يساعد على استعادة الدماغ توازن المواد الكيميائية فيه.
                • محاولة الاستمتاع بأوقات مختلفة من اليوم، من خلال ممارسة الأمور التي قد تعيد الاستمتاع بالهوايات أو الممارسات الممتعة.

              مضاعفات الاكتئاب المزمن

              ينتج عن الاكتئاب المزمن غير المعالج الكثير من الأمور السلبية في حياة الشخص، حيث تضمن النتائج المترتبة عليه ما يلي:(المرجع 2)

                  • انخفاض في جودة الحياة.
                  • الإصابة بالاكتئاب الحاد أو اضطرابات القلق أو أنواع أخرى من اضطرابات النفسية.
                  • الإدمان على الكحول أو المخدرات.
                  • المشكلات العائلية والاجتماعية.
                  • تراجع الإنتاجية والأداء، سواء المدرسي أو العملي.
                  • الإصابة بالآلام المزمنة دون سبب معين، أو الإصابة بالأمراض العضوية.
                  • التفكير بالانتحار أو محاولته.
                  • الإصابة بالاضطرابات الشخصية المختلفة.

                ابدأ العلاج
                بسرية وخصوصية تامة