اضطرابات صعوبة التعلم مهما كان نوعها فإنها يؤثر على الطريقة التي يتعلم بها الشخص أشياء جديدة طوال حياته؛ سواء كان الاضطراب في فهم المعلومات المعقدة، أو تعلم بعض المهارات، أو الاعتناء بالنفس ورعايتها.[مرجع1]
اضطرابات صعوبة التعلم
اضطرابات صعوبة التعلم هو مواجهة صعوبة في تعلم أمور محددة تؤثر على أداء الشخص مهام حياته اليومية، وعمله، وعلاقاته الشخصية، وحتى العيش بمفرده، أو الحصول على التعليم في درجات معينة، وفي بعض الأحيان يكون الشخص بحاجة للدعم طوال حياته.[مرجع1]
أنواع اضطرابات صعوبة التعلم
من أكثر أنواع اضطرابات صعوبة التعلم شيوعًا:
عسر القراءة
صعوبات القراءة أو عسر القراءة عبارة عن اضطراب في معالجة اللغة يؤثر على القراءة، والكتابة، والفهم، ويواجه الطفل بسببه صعوبة في فك الكلمات، وتحديد الأصوات الفردية داخل الكلمات، كما يؤدي لمشاكل في القراءة، والقواعد، والمهارات اللغوية.[مرجع4]
عسر الكتابة
خلل الكتابة أو عسر الكتابة يجعل الشخص يواجه صعوبة بتحويل أفكاره إلى كتابة أو رسم، ولا يُمكنه أن يترجم أفكاره إلى كتابة أبدًا، كما يكون خط اليد الخاص بالشخص ضعيف، ويكتب الأحرف متباعدة.[مرجع4]
صعوبة الحساب
أو ما يُعرف باسم عسر القراءة الرياضي، في هذا النوع من اضطرابات صعوبة التعلم يواجه الشخص مشكلة في الحسابات الرياضية والأرقام، ولا يُمكنه فهمها، كما أنه يواجه صعوبة في قراءة الوقت، وحساب النقود، وتحديد الأنماط، وتذكر الحقائق الرياضية، أو حتى حل الرياضيات العقلية.[مرجع4]
اضطراب المعالجة السمعية (APD)
يواجه المصاب به صعوبة في معالجة الأصوات أو ترتيبها، كما يكون غير قادر على تصفية الأصوات المختلفة، بل يقوم بخلطها بدلًا من فصلها، على سبيل المثال لا يتمكن من فصل صوت المعلم عن الضوضاء الموجودة في الخلفية.[مرجع4]
اضطراب معالجة اللغة
ينشأ هذا الاضطراب عند مواجهة الشخص تحديات في معالجة اللغة المنطوقة، والذي بدوره يؤثر على استقبال اللغة أو التعبير باستخدام اللغة، وذلك بسبب مواجهة صعوبة في ربط المعنى بمجموعة الصوت التي تُشكّل الكلمات، والجمل، والقصص.[مرجع4]
صعوبات التعلم غير اللفظية (NVLD)
تتعلق صعوبات التعلم غير اللفظية في صعوبة فك تشفير السلوكيات غير اللفظية مثل فهم لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت.[مرجع4]
العجز الحركي البصري
يُسبب صعوبة في التنسيق بين حركة اليد وحركة العين، وغالبًا ما يظهر ذلك بعدم القدرة على تتبع الكلمات أثناء القراءة، وصعوبة استخدام الأقلام، والمقصات، وأي أنشطة حركية دقيقة.[مرجع4]
أعراض اضطرابات صعوبة التعلم
أعراض صعوبات التعلم تختلف من شخص لآخر حسب الاضطراب الذي يعاني منه الشخص، ولكن يوجد مجموعة من الأعراض الشائعة والمشتركة في لكل فئة عمرية من الأشخاص، وذلك على النحو الآتي:
سن ما قبل المدرسة
أعراض صعوبات التعلم في سن ما قبل المدرسة:[مرجع2]
- مشاكل في نطق الكلمات.
- عدم القدرة على العثور على الكلمة الصحيحة.
- مواجهة صعوبات في القافية.
- صعوبة في تعلم الأحرف، أو الأرقام، أو الألوان، أو الأشكال، أو أيام الأسبوع.
- مواجهة مشكلة في اتباع التوجيهات أو إجراءات التعلم.
- تحديات في التحكم بأقلام التلوين، وأقلام الرصاص، والمقص.
- عدم القدرة على التلوين داخل الخطوط بشكل صحيح.
- امتلاك مصاعب في الأزرار، والسحابات، وتعلم ربط الأحذية.
من سن 5 إلى 9 سنوات
أعراض صعوبات التعلم من سن 5-9 سنوات:[مرجع2]
- مشكلة في تعلم العلاقة بين الحروف والأصوات.
- نقص القدرة على دمج الأصوات لتكوين كلمات.
- الخلط بين الكلمات الأساسية عند القراءة.
- تعلم المهارات الجديدة ببطء.
- الأخطاء في تهجئة الكلمات باستمرار، وارتكاب أخطاء متكررة.
- عُسر في تعلم مفاهيم الرياضيات الأساسية.
- صعوبة في معرفة الوقت، وتذكر التسلسلات.
من سن 10 إلى 13 سنة
بعض أعراض صعوبات التعلم من سن 10-13 سنة:[مرجع2]
- صعوبة في القراءة، والاستيعاب، ومهارات الرياضيات.
- مشكلة في أسئلة الاختبارات المفتوحة والمشاكل الكلامية.
- كراهة القراءة والكتابة.
- تجنب القراءة بصوت مرتفع.
- خط اليد يكون ضعيفًا.
- ضعف المهارات التنظيمية في أداء الواجبات المنزلية، وعدم تنظيم غرفة النوم أو مكتب الدراسة.
- مواجهة مشاكل في متابعة النقاشات في المدرسة، أو في التعبير عن الأفكار بصوت عالي.
- تهجئة نفس الكلمة بشكل مختلف.
علامات اضطرابات صعوبة التعلم عند الأطفال
تزيد احتمالية أن يكون الطفل مصاب في صعوبات التعلم إذا ظهرت عليه العلامات التالية:[مرجع3]
- لا يجيد مهارات القراءة، أو التهجئة، أو الكتابة، أو الرياضيات بنفس المستوى المتوقع منه.
- لديه صعوبة في فهم التعليمات واتباعها.
- ينسى بسهولة حتى أنه لا يتذكر شي تم إخباره إياه للتو.
- يمتلك نقص التنسيق في المشي، والرياضة، والمهارات مثل مسك القلم.
- يفقد ويضيع منه الواجبات المنزلية، والكتب المدرسية، وأي أشياء يضعها في غير مكانها.
- يواجه مشكلة في فهم مفهوم الوقت.
- يتجنب أداء الواجبات المدرسية التي تتضمن القراءة، أو الكتابة، أو الرياضيات.
- يحتاج المساعدة باستمرار حتى يقوم بأداء واجباته المدرسية.
- يُظهر سلوك سيء وعدائي.
- يُظهر ردات فعل عاطفية مبالغ بها في المدرسة أو أثناء القيام بالواجبات.
أسباب اضطرابات صعوبة التعلم
يوجد مجموعة من الأسباب التي تزيد من مخاطر ظهور صعوبات التعلم أو الإصابة بها، ومنها:[مرجع3]
- امتلاك تاريخ عائلي من الإصابات.
- مخاطر ما قبل الولادة مثل ضعف النمو في الرحم، وشرب الأم للكحول أو المخدرات قبل الولادة.
- مخاطر ما بعد الولادة مثل الولادة المبكرة، والوزن المنخفض عند الولادة.
- الصدمات السيكولوجية.
- الإدمان في مرحلة الطفولة المبكرة التي تؤثر على تطور المخ.
- الإصابات الجسدية في الرأس.
- عدوى الجهاز العصبي.
- التعرض لمستويات مرتفعة من السموم مثل الرصاص؛ بسبب البيئة التي يعيش بها الطفل.
اضطرابات نفسية تؤثر على صعوبات التعلم
بعض الاضطرابات النفسية لها تأثير مباشر على اضطرابات صعوبة التعلم، ومنها:
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
يُمكن لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن يؤثر على قدرة الأشخاص على التعلم، وغالبًا ما يُعاني الأطفال المصابون به من مشاكل في الجلوس، والتركيز، واتباع التعليمات، والبقاء منظمين، وفي إكمال الواجبات المنزلية أيضًا.[مرجع2]
التوحد
أحيانًا تكون صعوبات تعلم المهارات الأكاديمية بسبب اضطرابات النمو مثل التوحد ومتلازمة أسبرجر، وقد يواجه الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد صعوبة في التواصل، وقراءة لغة الجسد، وتعلم المهارات الأساسية، وتكوين الصداقات، والتواصل بالعين.[مرجع2]
تشخيص اضطرابات صعوبة التعلم
تشخيص صعوبات التعلم لا يكون سهلًا دائمًا حتى لو كانت الأعراض واضحة، يجب الحصول على على تشخيص من متخصص مؤهل، ويتم ذلك من خلال الاختبار، وتسجيل التاريخ الطبي، والمراقبة من قبل الأخصائي، ويُمكن تشخيصه على يد أحد المتخصصين مما يلي:[مرجع2]
- أخصائي علاج نفسي في المدرسة أو في عيادته الخاصة.
- أخصائي علاج نفسي للأطفال.
- الأخصائي التربوي، أو التنموي، أو العصبي.
- معالج وظيفي يختبر الاضطرابات الحسية التي تؤدي لمشاكل في التعلم.
- مُعالج النطق واللغة.
علاج اضطرابات صعوبة التعلم
يُمكن علاج اضطرابات صعوبة التعلم بأحد الطرق التالية:[مرجع3]
- اختصاصي مدرّب: الحصول على مساعدة من اختصاصي مدرّب لتحسين مهارات الطفل الأكاديمية، والتنظيمية، والدراسية.
- برنامج التعليم الفردي (IEP): الذي يتم تقديمه في بعض المدارس لدعم طلاب صعوبات التعلم.
- التأهيل المهني: يُساعد التأهيل المهني على تحسين مهارات الطفل الحركية والتي تعالج مشكلات الكتابة.
- الدواء: أحيانًا يوصي الطبيب بأدوية علاج الاكتئاب والقلق الشديد للأطفال لتحسين قدرتهم على التركيز.
- الطب البديل أو التكميلي: مثل تغيير النظام الغذائي، والفيتامينات، وتمارين العين، والتغذية العصبية، واستخدام الأجهزة الإلكترونية.
التعامل مع اضطرابات صعوبة التعلم
أهم النصائح المفيدة عند التعامل مع اضطرابات صعوبة التعلم:[مرجع3][مرجع5]
- منح الطفل المزيد من الوقت لإكمال الواجبات والاختبارات.
- جلوس الطفل بالمدرسة بالقرب من المعلم.
- استخدام تطبيقات الكمبيوتر التي تدعم الكتابة.
- توفير الكتب الصوتية للطالب.
- التركيز على نقاط القوة عند الطفل.
- تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطفل.
- توفير الدعم والحب، والتعاطف مع الطفل.
- الانضمام مع الطفل لمجموعات الدعم.