Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما الفرق بين التوحد والتوحد الافتراضي؟

ما الفرق بين التوحد والتوحد الافتراضي؟

ننجذب بطبيعتنا إلى الشاشات والأدوات الرقمية المختلفة، وبشكلٍ خاص الأطفال؛ حيث يقضي الأطفال ساعات أمام الشاشات وخلال فعل أنشطة مختلفة، وهي ضارّة لدرجة أنها قد تسبب الإصابة بالتوحد، ولكن هل التوحد والتوحد الافتراضي هما نفس الشيء؟

 

ما الفرق بين التوحد والتوحد الافتراضي؟

الفرق الأساسي بينهما هو أن التوحد حالة نمو عصبي ليس لها سبب محدد ولا يمكن التحكم في ظهورها أو الوقاية منها، بينما التوحد الافتراضي يصاب به الأطفال بسبب قضاء وقت طويل باستخدام الشاشات.

التوحد الافتراضي

هو حالة تحدث عند الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن عامين عند استخدام الشاشات بشكل مفرط؛ والذي يؤدي لظهور أعراض مشابهة لأعراض اضطراب طيف التوحد مثل مشاكل التواصل.

أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يقضون 3 ساعات يوميًا على الهاتف يعانون من تأخر لغوي وقصر مدى الانتباه.

اضطراب طيف التوحد (ASD)

التَوحد أو اضطراب طيف التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يحصل بسبب الاختلافات في دماغ الطفل، والتي تسبب مشاكل في التفاعلات الاجتماعية وفي تفسير واستخدام التواصل غير اللفظي واللفظي.

 

ما أسباب الإصابة بالتوحد والتوحد الافتراضي؟

التَوحد الافتراضي يحصل عند الأطفال، وذلك بسبب تعرضهم للشاشات مثل الهواتف، أو الأجهزة اللوحية، أو التلفاز، وغيرها لأوقات طويلة. وذلك لأن تعرّض الأطفال للشاشات لأوقات طويلة يحجب المحفزات الرئيسية لنمو دماغ الأطفال، والذي بدوره يؤثر على تطور ونمو الطفل.

أما بالنسبة لأسباب اضطراب طيف التوحد فإنه يحصل لأسباب جينية أو بيئية، ولكن الأسباب الحقيقية أو الفعلية خلف الإصابة به لا تزال غير معروفة حتى الآن، وتوجد بعض العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة به، ومنها:

    • الولادة في عمر أكبر من 35 عامًا.
    • استخدام المرأة حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد أثناء الولادة.
    • الولادة المبكرة أو حصول مضاعفات أثناء الولادة.
    • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
    • وجود شقيق مصاب بالتوحد.
    • الإصابة بحالات صبغية أو وراثية معينة.
     

    كيف يمكن التمييز بين التوحد والتوحد الافتراضي؟

    يمكن التمييز بينها من خلال الأعراض المميزة لكل اضطراب، وذلك على النحو الآتي:

    أعراض التوحد الافتراضي

     التوحد الافتراضي من خلال ظهور الأعراض التالية:

      • فرط النشاط.
      • عدم القدرة على الانتباه.
      • فقدان الاهتمام بالألعاب أو الأنشطة الواقعية، ولكن الاستمرار في لعب الألعاب الإلكترونية.
      • التأخر في الكلام أو أشكال التواصل الأخرى.
      • قلة التفاعل الاجتماعي.
      • التهيّج وتقلب المزاج.
      • قلة الإدراك.

      أعراض اضطراب طيف التوحد

      الطفل الذي لديه اضطراب طيف التوحد غالبًا ما تظهر عليه الأعراض التالية:

        • فقدَان في الكلام أو الثرثرة عند الطفل حسب المرحلة العمرية التي هو بها.
        • ضعف أو تراجع في المهارات الاجتماعية.
        • غالبًا ما يعمل الطفل على ترتيب الألعاب بطريقة محددة، أو يلعب بها بنفس الطريقة في كل مرة.
        • يحِب الطفل أن يتبع روتينًا معينًا.
        • يمتلك الطفل ردود فعل متطرفة تجاه التغييرات الصغيرة في الروتين.
        • لدى الطفل اهتمامات مهووسة أو غير عادية.
        • يعاني الطفل من نفور حسي مثل كره الأصوات الصاخبة، أو كره ألوان ملابس معينة أو شعورها.
        • النظر من زاوية عينه إلى الأشياء، أو التحديق بها.
        • عدَم فهم ما يقوله الآخرين، وعدم التعاطف معهم بسهولة أو الشعور بهم.
        • مواجَهة صعوبة في التعبير عن المشاعر.
        • مشاكِل في الاقتراب من الآخرين، وتفضيل ترك مساحة واسعة بعيدًا عن الآخرين.

        يعتقد الباحثون أن العلامات السلوكية لخصائص التوحد تظهر عادةً بين سن 1.5 – 3 سنوات.

         

        هل يمكن علاج التوحد والتوحد الافتراضي؟

        غالبًا ما تختفي أعراض التوحد الافتراضي عند التوقف عن التعرض للشاشات، ومن خلال فعل الآتي:

          • تشجيع الطفل على التفاعل الاجتماعي الواقعي، والنشاط البدني.
          • الانخراط في أنشطة ألعاب واقعية بعيدًا عن الشاشات والهواتف أو الألعاب الإلكترونية.
          • التقليل من وقت الشاشة تدريجيًا حتى لا يعود الطفل يستخدمه أبدًا.
          • تحديد أوقات للعب الجماعي مع أطفال آخرين، أو الانضمام إلى النوادي.
          • قضاء الكثير من الوقت مع الطفل واللعب معه، أو ممارسة الأنشطة مثل الطهي أو قراءة القصص.
          • إشغال الطفل بألعاب تحفز النشاط والتفكير مثل حل الألغاز، أو لعبة البحث عن الكنز، أو الرسم والتلوين، أو الألعاب اللوحية.
          • اصطحاب الطفل إلى أماكن تفاعلية مثل حديقة الحيوانات، أو الحدائق، أو صالات الألعاب، أو الشواطئ.
          • الحرص على وضع قواعد وقوانين استخدام الشاشات، مع الالتزام بها، وحتى الوقت المسموح للشاشات يجب أن يكون مفيدًا وفعالًا للطفل.
          • مكافأة الطفل عند الالتزام في قواعد استخدام الشاشات.

          بينما اضطراب طيف التوحد حالة مزمنة ولا يمكن علاجها، ولكن يمكن التعامل مع أعراضها والسيطرة عليها من خلال الآتي:

            • التدخلات أو العلاجات السلوكية التي تعلّم الطفل المهارات اللازمة للحياة.
            • العلاج اللازم للحالات المصاحبة للاضطراب مثل مشاكل الجهاز الهضمي، والتغذية، والنوبات واضطرابات النوم.
            • العلاج السلوكي المكثف المبكر بمساعدة الأطباء وأفراد العائلة المختلفين.
            • خلال فترة المراهقة يتم تقديم خدمات التأهيل الوظيفي التي تعزز مهارات الاستقلال الضرورية في مرحلة البلوغ.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            يعتبر التوحد من المشكلات التي تستجيب للتدخل السريع والمبكر، لذلك على الوالدين عدم انتظار التشخيص الرسمي للقيام بالدعم أو طلب المساعدة في حال ملاحظة وجود خطأ ما، وفقاً لعرب ثيرابي يمكن للوالدين دعم طفلهما من خلال:

            • اكتشاف محفزات طفل التوحد، سواء كانت محفزات السلوكيات الإيجابية أو السلبية.
            • تقبل طفل التوحد والعمل على مساعدته بدلاً من مقارنته مع الأطفال الأسوياء.
            • عدم السوداوية ووضع الاحتمالات السلبية فقط لمستقبل الطفل.
            • توفير البيئة الآمنة والسليمة.
            • البحث عن طريقة غير لفظية للتواصل مع الطفل.