غالباً ما يختفي القلق الذي يشعر به الشخص من تلقاء ذاته دون الحاجة إلى الأدوية، أما في حالة الإصابة بأحد أنواع اضطرابات القلق فإن الأمر يحتاج إلى المساعدة من خلال الأدوية المضادة للقلق والعلاج النفسي في معظم الأحيان، فما هي هذه الأدوية؟
الأدوية المضادة للقلق
لا تعمل جميع الأدوية المضادة للقلق بالطريقة ذاتها مع الجميع، لذلك فقد يحتاج الطبيب إلى تجربة عدة أدوية قبل معرفة أي منها ذو الفائدة المرجوة للمريض، ومن ضمن هذه الأدوية:(المرجع 3) (المرجع 4)
- البنزوديازيبينات Benzodiazepines.
- حاصرات بيتا Beta blockers.
- بوسبيرون Buspirone.
- هيدروكسيزين Hydroxyzine.
- الأدوية المضادة للاكتئاب Antidepressants.
البنزوديازيبينات
من أشهر مضادات القلق، ويطلق عليها أيضاً الأدوية المهدئة أو المنومة، وهي أكثر الأدوية على الإطلاق ذات التأثير النفسي كما أنها سريعة المفعول (فقد يبدأ تأثيرها خلال ساعتين)، حيث أنها تعمل على تعزيز نشاط الناقل العصبي (GABA) في الدماغ، ولها الفوائد التالية:(المرجع 2) (المرجع 3)
- تقليل أعراض القلق.
- تسهيل النوم.
- إرخاء العضلات.
- علاج النوبات.
- التقليل من الأعراض الانسحابية للكحول.
- الشعور بالاسترخاء.
- التقليل من القلق قصير الأمد، مثل الإصابة بفوبيا الطيران واضطرار الشخص إلى السفر بالطائرة.
الآثار الجانبية للبنزوديازيبينات
غالباً ما يساهم الاستخدام المطول أو إساءة استخدام الدواء في إدمان الشخص عليه، كما أن لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية مثل:(المرجع 2)
الآثار الجانبية للجرعات الصغيرة
- الشعور بالنعاس.
- الهدوء والسكون.
- الشعور بالدوار.
- فقدان التوازن.
- صعوبة تعلم أو تذكر المعلومات الجديدة.
الآثار الجانبية للجرعات الكبيرة
- الارتباك.
- فقدان الذاكرة.
- صعوبة التنفس.
- الاكتئاب.
آثار نادرة
في بعض الأحيان قد تسبب هذه الأدوية بعض الأعراض النادرة مثل حدوث الهلاوس أو رؤية الكوابيس أو انفعال الشخص وهيجانه.
أنواع البنزوديازيبينات
على الرغم من أن طريقة عمل هذه الأدوية واحدة إلا أن مدة وشدة تأثيرها هو الأمر المختلف، ومن أنواع البنزوديازيبينات المضادة للقلق:(المرجع 2) (المرجع 3)
الأدوية المستخدمة لاضطرابات القلق
هناك مجموعة كبيرة من البنزوديازيبينات المستخدمة للتقليل من الأعراض التي يعاني منها الشخص عند الإصابة بأحد أنواع اضطرابات القلق، ومنها:
- كلونازيبام Clonazepam.
- ألبرازولام Alprazolam.
- لورازيبام Lorazepam.
- برومازيبام Bromazepam.
- أوكسازيبام Oxazepam.
- الكلورديازيبوكسيد Chlordiazepoxide.
- كلورازيبات Clorazepate.
- الديازيبام Diazepam.
الأدوية المستخدمة للأرق
لعلاج الأرق والمساعدة على النوم بالشكل المطلوب يمكن استخدام أحد أنواع البنزوديازيبينات التالية:
- لورازيبام Lorazepam.
- نيترازيبام Nitrazepam.
- أوكسازيبام Oxazepam.
- تيمازيبام Temazepam.
- تريازولام Triazolam.
- فلورازيبام Flurazepam.
حاصرات بيتا
تستخدم حاصرات بيتا في علاج مشكلات القلب وضغط الدم مثل (أتينولول Atenolol) ودواء (بروبرانولول Propranolol)، إلا أن لها مفعول كبير على الأعراض الجسدية للقلق.(المرجع 4)
آلية عمل حاصرات بيتا في حالات القلق
يظهر تأثير حاصرات بيتا من خلال الحد من إفراز النورإيبينفرين النشط أثناء الموقف المقلق، وبالتالي التقليل من استجابة القتال أو الهرب، حيث تعمل على:(المرجع 4) (المرجع 5)
- إعادة التوازن لضربات القلب.
- التقليل من التعرق.
- الحد من الارتعاش.
- التقليل من الشعور بالدوار.
- الحد من ارتعاش الصوت.
لا تؤثر حاصرات بيتا على الأعراض الأعراض النفسية أو الأفكار المقلقة، إلا أنها غالباً ما تكون مفيدة في إدراة أعراض القلق المصاحبة لحالات الرهاب مثل الرهاب الاجتماعي وقلق الأداء حيث يمكن تناول الدواء قبل الموقف المقلق للمزيد من السيطرة. من الانتباه إلى أن هذه الأدوية لا تستخدم على المدى الطويل بل يمكن استخدامها عند الحاجة فقط.
الآثار الجانبية لحاصرات بيتا
عند استخدام حاصرات بيتا لإدارة أعراض القلق، فقد يلاحظ الشخص المجموعة التالية من الآثار الجانبية:(المرجع 1) (المرجع 5)
- الشعور بالدوار.
- النعاس على الرغم من عدم القدرة على النوم.
- الشعور بالضعف أو التعب.
- الإصابة بالصداع.
- الغثيان.
- بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، فقد يعاني الشخص من الإمساك أو الإسهال.
- برودة الأطراف.
- ضيق في التنفس.
بوسبيرون
من الأدوية المضادة للقلق بطيئة المفعول عند مقارنتها مع البنزوديازيبينات، فهو يحتاج إلى مدة لا تقل عن أسبوعين ليبدأ مفعوله، كما أن فاعليته محدودة في علاج اضطراب القلق المعمم، أما الأنواع الأخرى من القلق غالباً ما تكون فاعليته قليلة، ومع ذلك فإن له الكثير من الإيجابيات مثل:(المرجع 3) (المرجع 5)
- إمكانية استخدامه مع أعراض القلق قصيرة أو طويلة المدى.
- الآثار الجانبية للدواء قليلة، لذلك فهو خيار جيد لكبار السن.
- احتمالية الإدمان عليه أقل بكثير من سواه، مما يجعله الخيار الأول للأشخاص الأكثر عرضة للإدمان.
- عدم وجود تفاعلات دوائية خطيرة.
مضادات الاكتئاب
من خلال إعادة التوازن للمواد الكيميائية في الدماغ، يمكن للأدوية المضادة للاكتئاب السيطرة على أعراض القلق، لكن الأمر قد يحتاج إلى (4 – 6) أسابيع، أي أن التأثير غير مباشر، ومن ضمن هذه الأدوية:
مثبطات امتصاص السيروتونين SSRIs
تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات الهرمون الدماغي السيروتونين، مما يؤثر على الحالة المزاجية للشخص ومن ثم يمكّنه من النوم وتحسين ذاكرته وشهيته، فهي فعالة في جميع أنواع اضطرابات القلق تقريباً، لكن لمثبطات امتصاص السيروتونين الكثير من الآثار الجانبية المزعجة للشخص، لذلك لا بد من التحدث مع الطبيب المعالج حول الأمور المتوقعة عند تناولها، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:(المرجع 1)
- باروكستين Paroxetine.
- سيرترالين Sertraline.
- اسكيتالوبرام Escitalopram.
مثبطات امتصاص السيروتونين – نوربينفرين SNRIs
بعض الأطباء يعتبرون هذه الأدوية العلاج الأول للقلق، حيث يظهر تأثيرها من خلال التقليل من امتصاص النواقل العصبية السيروتونين والنورادرينالين، وبالتالي تحسين الحالة المزاجية والتقليل من القلق، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:(المرجع 3)
- دولوكستين Duloxetine.
- فينلافاكسين Venlafaxine.
أدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclics
كما هو الحال في مثبطات امتصاص السيروتونين، يمكن لأدوية الاكتئاب ثلاثية الحلقات أن تكون فعّالة على جميع أنواع اضطرابات القلق سوى الوسواس القهري، ومع ذلك فقد تم تقليل استخدام هذه الأدوية لتسببها بالكثير بالآثار الجانبية مقارنة مع الأدوية المضادة للاكتئاب الحديثة، ومن ضمن هذه الفئة الدوائية:(المرجع 1)
- كلوميبرامين Clomipramine.
- إيميبرامين Imipramine.
هيدروكسيزين
من مضادات الهيستامين، أي أنه يستخدم لعلاج الحساسية، لكن له تأثير مباشر أيضاً في تقليل النشاط الدماغي، حيث أنه يعمل على تقليل التوتر والعصبية من خلال إعادة ضبط مستويات السيروتونين والهيستامين، ولأن مفعوله سريع في التقليل من أعراض القلق كما هو الحال في البنزوديازيبينات فهو يستخدم في الحالات الطارئة وقصيرة المدى، ويمتاز عن البنزوديازيبينات بأنه لا يسبب الإدمان.(المرجع 4) (المرجع 5)
هل تعتبر الأدوية المضادة للقلق علاجاً للقلق؟
غالباً لا تعالج الأدوية المضادة للقلق القلق بحد ذاته، بل هي أدوية تعمل على التقليل من الأعراض التي يعاني منها المريض وتتيح له المجال للتحكم بها بشكل أكبر أو إدارتها بفاعلية.(المرجع 1)