Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

أعراض انقطاع الطمث | تأثير سن اليأس على الحالة النفسية

من الشائع أن تظهر مجموعة من الأعراض الجسدية عند انقطاع الطمث أو في الفترة المحيطة به. لكن قد يبدو الأمر جديداً عليك فيما يتعلق بالأعراض النفسية المرافقة للحالة.

إن كنت مقبلة قريباً على هذه المرحلة من عمرك، فقد يكون من المفيد التعرف على الحالة النفسية المحتمل أن تعانين منها في هذه الأثناء.

 

الأعراض النفسية لانقطاع الطمث

على الرغم من أن الجميع يلقي باللوم على التغيرات الطارئة على الهرمونات خلال فترة انقطاع الطمث، إلا أنه لا تشكل سوى عاملاً مؤثراً فقط. حيث أن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي قد ينتج عنها أعراض نفسية عند انقطاع الطمث، والتي غالباً ما تتمحور حول ازدياد التوتر والقلق والاكتئاب في بعض الأحيان.

كما قد تشتمل الأعراض على:

  • تراجع الحالة المزاجية والشعور بالتعاسة والحزن.
  • العصبية المفرطة دون وجود سبب وجيه لذلك.
  • مواجهة مشكلات في الذاكرة.
  • حدوث نوبات الهلع أو القلق المفرط.
  • فقدان الثقة بالآخرين.
  • الشعور بالغضب والتهيج.
  • إبداء العدوانية.
  • فقدان الحافز والشعور بالإحباط.
  • ضبابية الدماغ أو ضعف التركيز.

غالباً لن تعاني المرأة من أعراض نفسية عند انقطاع الطمث إلا إن كان لديها تاريخ مسبق من المشكلات النفسية.

 

الاكتئاب وانقطاع الطمث

تشير الدراسات أن أكثر من نصف النساء يعانين من زيادة في أعراض الاكتئاب في الفترة السابقة لانقطاع الطمث لديهن. حيث أن التغيرات الكبيرة في مستويات الهرمونات، خاصة هرمون الاستروجين وهرمون الإستراديول (الشكل الأقوى من هرمون الاستروجين)، تسبب تغيرات ملحوظة في ما تشعر به المرأة في هذه الأثناء. 

وعلى الرغم من أن انقطاع الطمث قد يسبب زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. ومع ذلك، لا ينبغي الخلط بين التغيرات المزاجية التي تحدث نتيجة لانقطاع الطمث والاكتئاب. إذ أنه لا ينبغي التفكير باستخدام مضادات الاكتئاب كعلاج الخط الأول لانخفاض المزاج المرتبط بفترة انقطاع الطمث. فلا توجد أي أدلة على أنها تساعد بالفعل في علاج الأعراض النفسية.

الأعراض النفسية لانقطاع الطمث حقيقية مثل الأعراض الجسدية، ومن المهم طلب المساعدة إذا كنت تعانين منها لدرجة تأثيرها على حياتك اليومية.

 

أسباب الأعراض النفسية عند انقطاع الطمث

بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، فإن هناك الكثير من العوامل والأسباب التي تعتبر محفزاً لا يمكن تجاهله في ظهور الأعراض النفسية لدى المرأة عند انقطاع طمثها. ومن ضمن هذه العوامل والأسباب:

  • قلة النوم: بسبب الهبات الساخنة والأرق الذي يصيب المرأة في هذه الفترة، يتأثر نمط نومها بشكل كبير. حيث تعاني بشكل كبير من قلة النوم الذي يسبب لها الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي. هذه الأمور جميعها تنعكس على حالتها النفسية وتسبب لها تقلبات مزاجية حادة لا يمكنها السيطرة عليها.
  • الأعراض الجسدية: من المعروف أن هذه الفترة تحمل الكثير من التغيرات الجسدية التي تؤثر سلباً على حالتك المزاجية. حيث عادة ما تتغير الطريقة التي تشعر بها المرأة تجاه نفسها ومدى ثقتها واحترامها لذاتها.
  • الضغوط الحياتية: يحصل انقطاع الطمث عادة في منتصف العمر، ومن المعروف أن هذه الفترة من العمر تحمل الكثير من الضغوطات الحياتية. فمثلاً تربية الأبناء والاعتناء بالوالدين كبار السن جميعها تعتبر حملاً كبيراً على المرأة.

تعتبر مضادات الاكتئاب مفيدة للنساء اللاتي يعانين من الاكتئاب المستمر، ويمكن إعطاؤها بشكل آمن مع العلاج التعويضي بالهرمونات. 

 

كيفية التخفيف من أعراض انقطاع الطمث النفسية

هناك الكثير من خيارات العلاج التي يمكنك الاعتماد عليها للمساعدة في التغيرات النفسية والعاطفية التي قد تواجهينها أثناء فترة انقطاع الطمث. يمكن أن تشمل هذه:

العلاج النفسي

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من أكثر العلاجات النفسية فاعلية في المساعدة للتأقلم أو التخلص من التغيرات النفسية والعاطفية أثناء فترة انقطاع الطمث. فهو يساعد على تحقيق التوازن في الأفكار والمشاعر.

فمن خلال هذا الأسلوب العلاجي تستطيع المرأة فهم المشكلات الهائلة عن طريق تقسيمها إلى أجزاء أصغر. ومن ثم تزويدها باستراتيجيات تساعد على التعامل مع الأفكار والمشاعر غير المرغوب فيها والسلوكيات المرتبطة بها.

بالإضافة إلى ذلك، تتمكن المرأة من التخلص من أنماط التفكير السلبية التي تمتلكها، بل يوفر لها الكثير من الطرف المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة.

بواسطة العلاج النفسي تستطيع المرأة قبول التحديات والتكيف مع هذه المرحلة الحياتية الصعبة نوعاً ما.

العلاج بالهرمونات البديلة

بسبب الارتباط بين التغيرات الهرمونية المسببة لانقطاع الطمث والحالة النفسية في هذه الأثناء، فإن تناول أدوية الهرمونات البديلة تساعد بشكل واضح في تحسين الحالة النفسية والعاطفية.

حيث تعمل هذه الأدوية على تعويض الجسم بالكميات اللازمة من هرمون الاستروجين المنخفض. لكن غالباً ما تحتاج النساء إلى التحلي بالصبر إلى أن يتم معرفة الجرعة والنوع المناسب من العلاج.

وعلى الرغم من أن الأعراض الجسدية لانقطاع الطمث عادة ما تتحسن بشكل سريع بعد تناول هذه الأدوية، إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت لتظهر النتائج الإيجابية على الحالة النفسية. وفي معظم الأحيان تلاحظ النساء اختفاء الأعراض النفسية في غضون (3 – 6) أشهر من بدء العلاج.

ومن أولى التأثيرات الإيجابية لهذا العلاج:

  • التمكن من النوم.
  • تحسن الحالة المزاجية.
  • الإحساس بالهدوء والسكينة.
  • زيادة الطاقة والحيوية.

تعد مراقبة الحالة النفسية عن كثب خلال تناول الأدوية الهرمونية أمراً ضرورياً للتمكن من معرفة مدى فاعليتها وملائمتها لحالتك.

الأدوية غير الهرمونية

في بعض الحالات، قد لا تجد المرأة التحسن المرغوب به من خلال الأدوية الهرمونية أو قد لا ترغب في تناولها. لذلك قد يكون من المناسب استخدام بعض الأدوية غير الهرمونية، مثل:

  • الأدوية المستخدمة للتحكم بالهبات الساخنة مثل جابابنتين (Gabapentin) أو بريجابالين (Pregabalin).
  • مضادات الاكتئاب مثل الفينلافلاكسين (Venlaflaxine) والفلوكستين (Fluoxetine) والسيرترالين (Sertraline). والتي تستخدم في حال تم تشخيص الإصابة بالاكتئاب، أو كخيار علاجي ثاني للتحكم بالتقلبات المزاجية.

يمكن استخدام عشبة القديس يوحنا (سانت جون)، حيث أنها تعتبر فعّالة في تحسين الحالة المزاجية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

تلعب التغيرات الهرمونية دوراً كبيراً في حياة المرأة النفسية. سواء كان ذلك في فترة الحيض أو خلال الحمل والولادة أو عند انقطاع الطمث. حيث أنها تعاني من أعراض جسدية تزيد من كاهل الأعراض النفسية عليها.

إن كنت تعانين في أي مرحلة من مراحل حياتك من أعراض نفسية لا تستطيعين التعامل معها بالشكل الصحيح، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون ضرورة اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة لتتمتعي الرفاهية النفسية التي تستحقينها.