ما ستجده في هذا المقال:
اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD) أو غير المستقلة هو واحد من اضطرابات الشخصية، وفيه يبدي الشخص مجموعة من السمات التي تظهر حاجته المفرطة إلى الرعاية. وغالباً ما يتجلى ذلك في سلوك التشبث أو الخوف من الانفصال.
نتعرف فيما يلي على أهم السمات والسلوكيات التي تميز هذه الشخصية لنستطيع اكتشاف مدى تواجدها في محيطنا الشخصي.
سمات وأعراض الشخصية غير المستقلة
بسبب شك الشخص ذو الشخصية غير المستقلة في مدى قدرته أو امتلاكه السمات والمهارات هو يخلق حوله هالة من العجز. أو قد يضطر في الكثير من الأحيان إلى الكذب بشأن قدرته على أداء مهام معينة من أجل جعل أحد الأشخاص يتم ذلك نيابة عنه. الأمر الذي يولد فكرة لدى الآخرين أنهم لا يستطيعون التخلي عنه لأنه لا يمكنه الاعتماد على نفسه في الأمور المختلفة.
ومن أهم سمات الشخصية غير المستقلة:
- الشعور بعدم الراحة عندما تكون بمفردها.
- امتلاكها خوف كبير حول تخلي الآخرين عنها.
- الشعور بعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
- تحتاج إلى الكثير من النصائح والتأكيدات والدعم العاطفي لتشعر بالراحة أو الأمان.
- مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات البسيطة واليومية بشكل مستقل. فمثلاً لا تستطيع اختيار ما تتناوله من طعام أو ما ترتديه من الثياب. لذلك فهي بحاجة ماسة إلى مساهمة أو مساعدة الآخرين في اتخاذ هذه القرارات.
- الشعور براحة أكبر عندما يتولى شخص آخر المسؤولية ويتخذ القرارات عنها. بل الرغبة بأن يقوم الآخرين بالتعامل مع أمورها الشخصية.
- الحساسية المفرطة تجاه انتقادات الآخرين أو عدم موافقتهم لما تريده.
- تجنبها للصراعات أو المواجهات، وعدم القدرة على الاختلاف مع أي شخص حتى في الجدالات البسيطة خوفاً من فقدان موافقته.
- الشعور بالعجز واليأس عندما تنتهي العلاقات.
- عدم الرغبة في تجربة أي شيء جديد أو يبدو صعباً.
- عدم الثقة بالنفس والنظرة التشاؤمية لجميع الأمور.
- الخوف الشديد من الهجر، وخاصة من قبل أحبائها. لذلك فهي تشعر بالحزن الشديد والخمول عند رحيل شخص عزيز أو بعد الانفصال.
- الاستعداد لفعل أي شيء في وسعها (بما في ذلك تحمل الإساءة أو سوء المعاملة أو القيام بأشياء خطيرة أو غير قانونية) في سبيل إرضاء شخص مهم أو ابقائه بالقرب منها.
- مواجهة صعوبة في بدء المشاريع أو القيام بالأشياء بمفردك
- البحث المستمر عن العلاقات وتنميتها حتى لا تكون وحيدة، مهما كانت العلاقة غير صحية.
بسبب الحاجة إلى التأكيدات وعدم القدرة على القيام بالمهام والمسؤوليات بشكل ذاتي، تبدو الشخصية غير المستقلة خاضعة بشكل مفرط للآخرين.
سلوكيات تشير إلى امتلاك سمات الشخصية غير المستقلة
هناك مجموعة من السلوكيات التي يقوم بها الشخص ذو الشخصية غير المستقلة، والتي على الرغم من بساطتها إلا أنها تشير بشكل أو بآخر إلى السمات التي تمتلكها. ومن بينها:
- عدم القدرة على الذهاب إلى الحمام بشكل منفرد في حال كنت تتناول الطعام مع الرفاق في المطعم. فغالباً ما تقوم بسؤال أحد أصدقائك “هل ستذهب معي الى الحمام؟”
- عدم الذهاب إلى المطعم بشكل منفرد وإن كان الشخص يتضور جوعاً، بل يفضل البقاء جائعاً بدلاً من ذلك. لكن مع توفر خدمة توصيل الطعام إلى المنزل، أصبح الأمر أقل حدة، حيث أنه من الشائع أن يقوم هذا الشخص بطلب الطعام في المنزل بدلاً من أن يراه الآخرين جالساً وحيداً على طاولة في المطعم.
- استخدام الهاتف بشكل مفرط في حال كان الشخص جالساً منفرداً في الأماكن العامة. قد يظهر على أنه لديه الكثير من الأصدقاء أو أنه منشغلاً للغاية، بينما لا يتعدى الأمر تصفح الإنترنت دون هدف معين.
- امتلاك الكثير من الاشتراكات في باقات الأفلام في حال عدم امتلاك الصداقات التي تذهب معه إلى السينما.
- محاولة تكوين العلاقات الشخصية بشكل كبير وسريع. فما أن يلاحظ أن أحد الأشخاص بدأ بالتقرب منه حتى يصبح من أقرب المقربين إليه ويحاول أن تبقى معه طوال الوقت، مع عدم قدرته على فهم متى لا يريد قضاء ذلك الوقت معه.
يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية غير المستقلة إلى التفاعل فقط مع عدد قليل من الأشخاص الذين يعتمدون عليهم.
مشاعر تنتاب الشخصية غير المستقلة
بالإضافة إلى الخوف من الهجر أو الانفصال، فإن هذا الشخص لديه المزيد من المشاعر. مثل:
- الشعور بالوحدة فور عدم إيجاد أحد الأشخاص الذين يشاركهم نشاطاته.
- الاستغراب والحيرة من قدرة الآخرين على الاستقلالية. فما أن يخبره أحد أنه قام بالخروج لوحده حتى يشعر بالانبهار من ذلك، على الرغم من تصوره مدى الملل الذي قد يسببه الخروج منفرداً.
- الشعور بالغيرة من الأشخاص المستقلين، والتظاهر في بعض الأحيان بالاستقلالية على الرغم من معرفة حقيقة الكذبة التي يقوم بها.
هم أكثر عرضة لتحمل الإيذاء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي لأنهم لا يريدون خسارة العلاقات
كيفية التخلص من الاعتمادية على الآخرين
إن امتلاك سمات الشخصية غير المستقلة لا يعد أمراً صحياً. لذلك إن كنت ترغب في التخلص من هذه السمات، فما عليك إلا اتباع الاستراتيجيات التالية التي تساعدك على التأقلم بشكل أفضل:
- البدء في القيام بالأشياء بشكل ذاتي ومنفرد:
أول خطوة لذلك هي اختيار المهام البسيطة مثل الذهاب إلى البقالة وحيداً والشراء ما تحتاج إليه. من ثم انتقل إلى تحديات أصعب قليلاً، إلى أن تصل إلى تناول الطعام في الطعام بمفردك.
من المفيد البدء في ممارسة الرياضة ودفع نفسك للقيام بالمزيد بشكل تدريجي. تعلم أنه يمكنك تجاوز حدودك الجسدية والنفسية، حيث أن الرياضة تعزز ثقتك بنفسك وتعطي شعوراً بالقوة والقدرة.
- تقييم العلاقات:
فكر جيداً في علاقاتك الشخصية وحدد الطرق التي تعتمد بها على الآخرين. حاول أن تبدأ بالقيام بالأشياء دون اللجوء إلى دعمهم أو طمأنتهم لك. لا تكن مستعجلاً في ذلك، يكفي أن تقوم بمهمة واحدة مما كنت تعتمد بها على الآخرين كل أسبوع مثلاً.
قبل أن تسعى للحصول على آراء الآخرين بك، ابدأ بالتفكير بنفسك واسمع أفكارك ومشاعرك. حاول أن تثق أكثر بحدسك في اتخاذ القرارات ولا تسأل الآخرين عما يجب القيام به.
تبدأ أعراض اضطراب الشخصية غير المستقلة عادةً في مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ المبكر، وبشكل عام قبل سن الثلاثين.
كلمة من عرب ثيرابي
يمكن أن يتسبب اضطراب الشخصية غير المستقلة في زيادة الشعور بالقلق من احتمال اتخاذ القرارات أو البقاء وحيداً. هذا يجعل العيش مع مشاعر كهذه أمراً صعباً وغير مريح.
لكن من خلال العلاج النفسية يرى الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي أن الشخص يستطيع علاج الأسباب الكامنة وراء الاعتمادية وتزيد من ثقة الشخص بذاته ليصبح أكثر اكتفاءً ذاتياً مع مرور الوقت.