Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
متلازمة غيلان باريه

متلازمة غيلان باريه: كل ما تحتاج معرفته

على الرغم من اعتبار متلازمة غيلان باريه من الحالات النادرة، إلا أن الإصابة بها يؤثر سلباً على حياة الشخص بشكل كامل وعلى مدى قدرته على القيام بالنشاطات الحياتية البسيطة، مما يستدعي إلى تلقي العلاج بشكل فوري لضمان الشفاء التام.

ما هي متلازمة غيلان باريه؟

متلازمة غيلان باريه (GBS) هو من أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة الأعصاب في الجسم مما يتسبب في تضرر مادة المايلين ومحور العصب، وينتج عن ذلك شللاً وضعفاً عضلياً وأحاسيس غريبة، ومن مسميات المرض الأخرى:(المرجع 1)

  • التهاب الأعصاب الحاد مجهول السبب (Acute Idiopathic Polyneuritis).
  • التهاب الأعصاب الحاد متعدد الشرايين مجهول السبب (Acute Idiopathic Polyradiculoneuritis).
  • شلل لاندري المتصاعد (Landry’s Ascending Paralysis).

أعراض متلازمة غيلان باريه

غالباً ما تبدأ الأعراض من القدمين أو الرجلين لتتقدم إلى بقية الجسم، وقد يحدث العكس من ذلك في بعض الأحيان، إذ تبدأ الأعراض باليدين تنتقل إلى أسفل الجسم بشكل تدريجي، ومن هذه الأعراض:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • ضعف العضلات أو شلل يصيب جانبي الجسم.
  • تظهر حركات الشخص على أنها حركة متشنجة وغير متناسقة.
  • فقدان الإحساس في الأعضاء أو الشعور بالخدر.
  • الشعور بألم في العضلات خاصة في الظهر، أو حدوث تقلصات فيها.
  • تجربة أحاسيس غريبة مثل سماع طنين أو حدوث اهتزازات أو الشعور بزحف حشرات تحت الجلد.
  • عدم التمكن من الرؤية بوضوح، أو حدوث ازدواجية في الرؤية أو عدم القدرة على تحريك العين.(المرجع 8)
  • الشعور بالدوار.
  • مشكلات في التنفس.
  • مواجهة صعوبة في البلع.
  • مواجهة صعوبة في حركات الوجه سواء بالحديث أو المضغ.(المرجع 8)
  • حدوث مشكلات في معدل ضربات القلب أو ضغط الدم.
  • فقدان ردود الفعل.(المرجع 3)
  • صعوبة التحكم بالبول أو البراز.(المرجع 8)
  • عدم القدرة على المشي أو صعود السلالم.(المرجع 8)

تحتاج الأعراض إلى بضعة أيام أو أسابيع لكي تصل ذروتها في جميع أجزاء الجسم، وتبقى ثابتة لفترة زمنية ومن ثم تبدأ بالتراجع خلال تعافي الشخص والتي قد تستمر ما بين ستة أشهر والسنة الكاملة.

مدى انتشار المتلازمة

على الرغم من اعتبار هذه المتلازمة من الأمراض النادرة، حيث أنها تصيب (2 – 8) أشخاص من كل 100 ألف شخص، إلا أنها يمكن أن تصيب أي شخص بغض النظر عن الفئة العمرية والجنس، ومع ذلك فهي أكثر انتشاراً ما بين كبار السن ومن يزيد عمره عن 50 عام.(المرجع 1) (المرجع 2)

أسباب الإصابة بمتلازمة غيلان باريه

لم يعرف السبب الحقيقي وراء حدوث هذه المتلازمة، إلا أنه تم الربط بينها وبين الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية، مثل:(المرجع 1) (المرجع 7)

  • التهابات الجهاز التنفسي.
  • التهابات الجهاز الهضمي مثل التسمم الغذائي.
  • الحمل.
  • الإصابة بحمى الضنك.
  • إجراء العمليات الجراحية.
  • التعرض للدغات الحشرات.
  • الإصابة بشلل الوجه النصفي.
  • التهاب الكبد الفيروسي.
  • التطعيم، حيث أن الحصول على أنواع معينة من اللقاحات يمكن أن يسبب الحالة على الرغم من ندرة حدوثها.

أثبتت الدراسات أن متلازمة غيلان باريه لا تعتبر من الأمراض المعدية أو المنقولة بالوراثة.

كيفية تشخيص متلازمة غيلان باريه

بالإضافة إلى الأعراض التي يعاني منها والفحص العصبي للمريض، فإن الطبيب بحاجة إلى بعض الإجراءات الطبية الأخرى للتأكد من الحالة، ومن ضمن هذه الفحوصات:(المرجع 2)

  • البزل الشوكي (Spinal Tap): وهو إجراء يتم من خلاله أخذ جرعة من السائل النخاعي عن طريق إدخال إبرة صغيرة بالظهر وأخذ كمية من السائل وتحليلها مخبرياً لاستبعاد أي أمراض أخرى وتأكيد الإصابة بالمتلازمة.
  • تخطيط كهربية العضل (Electromyography): ومن خلاله يتأكد الطبيب من حالة الأعصاب والعضلات، عن طريق دراسة التوصيل العصبي وتخطيط كهربية العضل.

مضاعفات الحالة

تتشافى معظم الحالات في خلال فترات متفاوتة، إلا أن في بعض الأحيان يبقى الشخص يعاني من بعض الأعراض التي تحتاج إلى العلاج الطبيعي الطويل، أو بعضها قد يبقى مزمناً وبحاجة إلى المساعدة في الأنشطة الحياتية المتنوعة مثل الأكل والاستحمام وارتداء الملابس.(المرجع 2)

متى يجب مراجعة الطبيب؟

بسبب تطور الأعراض بشكل سريع، فلا بد من مراجعة الطبيب أو طلب الدعم الصحي بشكل فوري، حيث أن احتمالية المعالجة بشكل كامل تكون أكبر في حال الحصول على العلاج المبكر، لذلك يجب ملاحظة الأمور التالية:(المرجع 8)

  • الشعور بوخز في أصابع القدم أو القدم وبدء ينتشر في باقي الرجل.
  • انتشار وخز أو ضعف عام في أنحاء مختلفة من الجسم بشكل سريع.
  • الشعور بصعوبة التنفس أو ضيق النفس عند الاستلقاء بشكل مستقيم.
  • حدوث اختناق باللعاب أو دون تناول أي شيء.

علاج المتلازمة

لا يوجد علاجاً محدداً لمتلازمة غيلان باريه، إلا أنه يمكن من خلال بعض الإجراءات التعجيل في العلاج، ومن هذه الإجراءات:(المرجع 4)

  • فصل البلازما (Plasmapheresis): من خلال هذه العملية يتم إزالة المكون السائل من الدم عن خلايا الدم، ثم يتم إعادته إلى الجسم وبالتالي إنتاج بلازما جديدة والتخلص من الأجسام المضادة التي تساهم في محاربة الجسم لنفسه.
  • الغلوبولين المناعي (Immunoglobulin): عن طريق حقن المريض بالأجسام المضادة السليمة (يتم الحصول عليها من خلال المتبرعين)، الأمر الذي يقلل من الأجسام الضارة التي تهاجم الجسم.
  • الأدوية: حيث يتم وصف مسكنات الألم للحالات الحادة، كما يفضل استخدام المميعات للتقليل من احتمالية حدوث الجلطات بسبب عدم الحركة.
  • العلاج الطبيعي: للتمكن من استعادة القدرة على الحركة من جديد.

العلاقة بين المتلازمة والحالة النفسية

تم ملاحظة ارتباط متلازمة غيلان باريه مع بعض المشكلات النفسية والعقلية على حد سواء، حيث أن بعض المصابين بها يعانون من:(المرجع 5) (المرجع 6)

  • مشاهدة الأحلام الحية.
  • حدوث الهلاوس الحسية.
  • حدوث الأوهام.
  • الإصابة بالهذيان.
  • اضطرابات النوم.
  • ضبابية الوعي.
  • الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
  • جنون العظمة.

نصيحة عرب ثيرابي

بسبب صعوبة الحالة، فإن الشخص غالباً ما يعاني من ضغوطاً نفسية كبيرة عند الإصابة بهذه المتلازمة، لذلك ننصح في عرب ثيرابي المريض بما يلي:

  • المحافظة على العلاقات الاجتماعية للحصول على دعم نفسي ومادي قدر الإمكان من أفراد العائلة والأصدقاء.
  • التواصل مع مجموعات الدعم التي يعاني أفرادها أو تعافوا من متلازمة غيلان باريه، مما يعطي المزيد من الأفكار والحلول للمشكلات التي يواجهها الشخص والأفراد المحيطين به.
  • مناقشة المشاعر الناتجة عن الحالة الصحية مع مختص نفسي، مما يساعد في تعلم أساليب أكثر صحية للتعامل من الوضع الراهن.