ما ستجده في هذا المقال:
يصبح علاج رهاب الخلاء ضروريًا عندما تصبح أعراض رهاب الخلاء تؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص، وذلك مثل القلق بكثرة، والتعرض لنوبات هلع، وتدني احترام الذات أو فقدان الثقة بالنفس.
تشخيص رهاب الخلاء
يجب الحصول على تشخيص من أحد الأطباء أو المعالجين لوضع خطة لعلاج رهاب الخلاء ، ويتم التشخيص بناءً على:
- العلامات والأعراض.
- مقابلة مفصلة مع الطبيب أو الأخصائي النفسي.
- الفحص الجسدي لاستبعاد أي أمراض أخرى قد تكون هي المسببة للأعراض.
- إظهار الخوف من موقفين مختلفين على الأقل مثل الأماكن المفتوحة، أو المناطق المزدحمة، أو وسائل النقل العام.
- استجابة القلق حول جميع الأماكن المكشوفة أو المفتوحة.
- الشعور بالخوف بما لا يتناسب مع التهديد الموجه.
- تصرف سلوكيات التجنب والابتعاد عن مسببات الرهاب، والتي تعطل الروتين المعتاد للشخص، والعمل، والدراسة، والعلاقات.
- اختبار أعراض رهاب الخلاء لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
يخشى الشخص المصاب برهاب الخلاء مغادرة البيئات التي يعرفها ويعتبرها آمنة خوفًا من الإصابة بالقلق أو نوبة الهلع.
علاج رهاب الخلاء
عادةً ما يكون علاج رهاب الخلاء مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية، كما أنه يستغرق بعض الوقت حتى تظهر فعاليته، ويتم العلاج بأحد الطرق التالية أو بمزيج منها:
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي العمل مع المعالج أو الطبيب وتحديد الأهداف، ومن ثم تعلم المهارات العملية التي تساعد على تقليل الأعراض عند الشخص، وفي حال كان الشخص يواجه صعوبات في الخروج من المنزل بسبب رهاب الخلاء يُمكن أن إيجاد بدائل للجلسات العلاجية، مثل:
- الالتقاء مع المريض في منزله أو أي منطقة يشعر بالراحة عند التواجد بها.
- العلاج عبر الهاتف.
- استخدام البريد الإلكتروني وبرامج الكمبيوتر المختلفة للتواصل.
الأدوية
كثيرًا ما تستخدم أنواع معينة من مضادات الاكتئاب في علاج رهاب الخلاء، وأحيانًا يتم استخدام الأدوية المضادة للقلق، ولكن أدوية الاكتئاب فعالة أكثر، وتحتاج الأدوية أسابيع حتى تظهر مفعولًا وتبدأ في تخفيف الأعراض، وقد يحتاج الشخص لتغيير نوع الدواء، وذلك مثل:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Fluoxetine)، و سيرترالين (Sertraline).
- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، والتي هي مهدئات تخفف القلق الحاد.
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
وهو أحد أشكال العلاج النفسي الذي يعمل على إدارة الأفكار المتعلقة في رهاب الخلاء؛ حيث يتم التعرف على الأفكار المشوهة وغير المنطقية في عقل الشخص التي تدور حول الخلاء وتجعله يخاف منه، ومن ثم يتم تبديلها بأفكار أكثر واقعية ومتوازنة.
العلاج بالتعرض
يساعد على علاج رهاب الخلاء من خلال تعريض المريض للخلاء والمواقف التي يخاف منها تدريجيًا تحت إشراف المعالج أو الطبيب، ويبدأ بمجرد النظر إلى صور أو فيديوهات متعلقة في الخلاء أو الاقتراب منها، وزيادة التعرض تدريجيًا حتى يبدأ الشخص ينخرط في الموقف كاملًا.
المساعدة الذاتية في علاج رهاب الخلاء
لا يمكن إتمام علاج رهاب الخلاء والتخلص من أكبر قدر ممكن من الأعراض إلا من خلال ممارسة تقنيات الرعاية الذاتية، ومن الأمثلة عليها:
تقنيات الاسترخاء
تمارين وتقنيات الاسترخاء مثل التخيل تُساعد على الهدوء وتقليل التوتر بشكل سريع، وبشكلٍ خاص عند ممارستها في مكان هادئ وآمن بالنسبة للأشخاص المصابين في رهاب الخلاء.
مجموعات الدعم
الانضمام لمجموعات الدعم الخاصة في علاج رهاب الخلاء تجعل الشخص يشعر بالإطمئنان أنه ليس لوحده، وأن هناك أشخاص آخرين غيره يمرون في نفس الحلة، كما يُساعده على تبادل المشورات، والتعاطف، وتعتبر عونًا كبيرًا في تحقيق التفاعل الاجتماعي لمن يخاف الخروج من المنزل.
التنفس ببطء
التنفس السريع أو السطحي سوف يزيد من رهاب الخلاء أو نوبة الهلع سوءًا، بينما التنفس البطيء والعميق يساعد على تقليل التوتر، ومن المهم للغاية التركيز على التنفس من البطن وليس الصدر، وذلك من خلال ارتفاع البطن عند الشهيق.
تغيير الأفكار السلبية
غالبًا ما يكون رهاب الخلاء بسبب الأفكار السلبية المرتبطة في رهاب الخلاء، والتي تكون أفكار مبالغ بها وغير منطقية، وعند التواجد في موقف يثير الخوف ينصح بسؤال النفس الأسئلة التالية، والإجابة عليها بطريقة منطقية لطمأنة النفس:
- هل الموقف حقًا مخيف كما يخطر في عقلي؟
- في حالة حصول موقف مخيف أو خطير، كيف يمكنني البقاء في أمان؟
- لو كان هناك شخص آخر في نفس الموقف، كيف سأقوم في مواساته؟
- هل شعرت بهذه الطريقة عندما تعرضت لهذا الموقف سابقًا؟
التعامل مع رهاب الخلاء
قد يكون التعامل مع رهاب الخلاء أمرًا صعبًا بالنسبة لبعض الناس، ولكنه مهم في علاج رهاب الخلاء، وهذه الطرق تُساعد في جعلها أسهل:
تنفيذ مهارات التأقلم
يوجد العديد من المهارات التي تساعد في التأقلم مع رهاب الخلاء، والتي توضح للشخص كيف يمكنه التعامل مع بعض المواقف عند ظهورها، وذلك مثل تمارين الاسترخاء، وأساليب التأقلم الصحية.
قد يحاول الشخص التأقلم باستخدام أساليب غير صحية مثل الأكل المريح أو الكحول. والتي بدورها تسبب مشاكل صحية.
معرفة الأسباب الرئيسية
لمعرفة الطرق الأفضل للتعامل مع رهاب الخلاء يجب معرفة الأسباب والعوامل التي ساهمت في التسبب به، من الأسباب المحتملة لرهاب الخلاء:
- الإجهاد البيئي.
- الإصابة في اضطراب الهلع، أو أي من أنواع الرهاب الأخرى.
- صدمات الطفولة وخبرات الطفولة.
- أحداث الحياة المجهدة، وسوء المعاملة.
- امتلاك قريب مصاب برهاب الخلاء.
- الاختلافات في أجزاء الدماغ التي تتحكم في القلق والاستجابة للخوف.
التحدث مع شخص مقرب
التحدث إلى شخص آخر يمكن الوثوق به حول الأمور التي يخاف منها الشخص، وتجعله يشعر بالذعر والخوف؛ للتخفيف عن النفس، والتعبير عن المشاعر، والحصول على بعض الدعم.
التوقف عن سلوكيات التجنب
على الرغم من أنه مزعج ومتعب أن يستمر الشخص في الذهاب للأماكن التي تثير الذعر والرهاب في قلب الشخص إلا أنها تسهل عليه التعامل معها، وينصح في التوقف عن تجنب أي أماكن أو مواقف لعلاج رهاب الخلاء، ويفضل القيام بذلك مع صديق أو شخص مقرب يُمكن الثقة به للحصول على الدعم.
مضاعفات رهاب الخلاء
في حال لم يتم علاج رهاب الخلاء يتعرض الشخص لمخاطر الإصابة في الأمور التالية:
- الابتعاد عن ممارسة أي أنشطة خارج المنزل مثل الهوايات الخارجية، والتمارين الرياضية، أو التواصل الاجتماعي.
- تجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
- زيادة مخاطر الإصابة في الاكتئاب، وبشكلٍ خاص مع وجود مصاعب مالية، أو عزلة، أو وحدة.
- العجز عن التصرف مع الخوف من الخلاء على الرغم من إدراك أنه غير منطقي.
- الشعور بالغضب والإحباط من النفس.
- زيادة المشاعر السلبية التي تؤدي لتدمير احترام الذات، وتزيد من الاكتئاب والقلق.
- اللجوء لأساليب التأقلم غير الصحية مثل المخدرات، والكحول، وتناول الطعام.
- الميل لتعاطي المخدرات.
- الإصابة في الاكتئاب.
- تطور الاضطرابات النفسية الأخرى.
- مواجهة مشاكل في المدرسة أو العمل.
- الصعوبات في تكوين العلاقات أو الاستمرار بها.
- فقدان القدرة على مغادرة المنزل.
نصيحة عرب ثيرابي
لا يعد رهاب الخلاء من الحالات الصعبة، حيث يمكن علاجها بالكثير من الأساليب العلاجية. لكن ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الاهتمام ببعض النقاط لضمان الاستفادة القصوى من العلاج. ومن هذه النقاط:
- التعرف على رهاب الخلاء وكل ما يتعلق به، والتركيز على الحالة الشخصية والأعراض التي يعاني منها الشخص.
- التقليل من تناول الكافيين والكحول.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تجنب تناول المخدرات.
