ما ستجده في هذا المقال:
الأشخاص المصابون بـ الاضطراب الانفعالي المتقطع لديهم قدرة منخفضة على تحمل الإحباط أو ضغوطات الحياة، وعلى الرغم من السلوكيات العدوانية أو العنيفة خلال نوبات الغضب، ولكن خارج نوبات الغضب لديهم سلوك طبيعي ومناسب تمامًا.
الاضطراب الانفعالي المتقطع (IED)
هو اضطراب نفسي يسبب نوبات متكررة ومفاجئة من السلوك العنيف أو العدواني، وعادةً ما يوصف السلوك بأنه تصرف غير متناسب مع الموقف.
الأشخاص المصابون به ينفجرون من الغضب بلا سبب في معظم الأوقات، كما لو أنهم يفقدون السيطرة على عواطفهم ويغمرها الغضب، ولكن تعكس أعراض الاضطراب في الكثير من الأحيان بشكل مباشر أعراض اضطرابات نفسية أخرى تكون مرافقة له، ومنها:
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
- الاضطرابات السلوكية.
- اضطراب التحدي المعارض (ODD).
- الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطرابات القلق.
- اضطرابات الاكتئاب.
- اضطِراب ما بعد الصدمة (PTSD).
يعاني ما يقرب من 80٪ من المصابين بالاضطراب الانفعَالي المتقطع من اضطرابات نفسية أخرى مثل اضطرابات القلق أو الاضطراب ثنائي القطب، أو غيرها.
أسباب الاضطراب الانفعالي المتقطع
الأسباب التي تؤدي للإصابة في هذا الاضطراب عديدة ومتنوعة، ومنها:
العوامل الوراثية
تم الافتراض بأن السمات التي يتكون منها هذا الاضطراب تنتقل من الآباء إلى الأبناء، ولكن لا يوجد حاليًا أي جين محدد تم تحديده على أنه له تأثير واضح في تطوير الاضطراب.
كيمياء الدماغ
اقترحت الأبحاث أن الاضطِراب الانفعالي المتقطع قد يحدث نتيجة تشوهات في مناطق الدماغ التي تنظم مشاعر الإثارة والتثبيط، وقد يرتبط السلوك الاندفاعي بآليات غير طبيعية في جزء الدماغ الذي يثبط أو يمنع النشاط العضلي من خلال الناقل العصبي السيروتونين.
العوامل البيئية
يمكن أن يكون للبيئة التي ينمو فيها الشخص تأثير كبير على ظهور أعراض الاضطراب أو عدم ظهورها؛ حيث تم الافتراض بأن الأشخاص الذين نشأوا في منازل تعرضوا فيها لظروف قاسية هم أكثر عرضة لتطوير هذا الاضطراب، أو بسبب التعرض لأي من الآتي:
- التعرض للعنف في سن مبكرة.
- العيش في بيئة أسرية غير آمنة مثل نوبات الغضب من الوالدين أو الأشقاء.
- مواجهة صدمات جسدية أو عاطفية.
- امتلاك تاريخ من تعاطي المخدرات.
أن تكون ذكرًا فأنت أكثر عرضة للإصابة في الاضطِراب الانفعالي المتقطع؛ حيث أنه ينتشر بشكل أكبر بين الذكور مقارنةً بالإناث.
أعراض الاضطراب الانفعالي المتقطع
تتضمن الأعراض أو العلامات التي تصاحب الاضطِراب الانفعالي المتقطع:
- نمط من نوبات الغضب التي لا تتناسب مع الموقف أو الحدث الذي تسبب في حدوثها.
- الشعور بعدم القدرة على التحكم في الأفعال أثناء نوبات الغضب.
- الاندفاع أو السلوكيات المندفعة غير المخطط لها.
- حدوث نوبة الغضب بسرعة بعد الاستفزاز.
- لا تدوم أكثر من 30 دقيقة.
- يسبب شعور كبير بالضيق.
- تسبب مشاكل في المدرسة، أو العمل، أو المنزل.
- العنف اللفظي والذي قد يشمل الصراخ أو تهديد الآخرين.
- الاعتداء الجسدي على الأشخاص أو الحيوانات مثل الدفع، أو الصفع، أو اللكم، أو استخدام سلاح لإلحاق الأذى.
- تخريب الممتلكات أو الأشياء مثل رمي الأشياء، أو ركلها، أو كسرها، أو حتى إغلاق الأبواب.
- العنف المنزلي.
- قبل نوبة الغضب مباشرة مواجهة الغضب أو التهيج، والتوتر، وتسارع الأفكار، وضعف التواصل مع زيادة الطاقة وخفقان القلب.
- الشعُور بالراحة بعد نوبة غضب، ومن ثم الشعور بالندم أو الإحراج.
علاج الاضطراب الانفعالي المتقطع
لعلاج الاضطراب يمكن اتباع أحد الطرق التالية:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
هو نوع منظم وموجه نحو الهدف من العلاج النفسي، بحيث يساعدك المعالج أو الأخصائي النفسي في إلقاء نظرة عميقة على أفكارك وعواطفك، وفهم كيف تؤثر أفكارك على أفعالك، ومن ثم العمل معًا على التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتعلم تبني أنماط وعادات تفكير صحية.
تتضمن الأساليب التي يستخدمها أخصائيو الصحة النفسية في العلاج السلوكي المعرفي للاضطِراب الانفعالي المتقطع ما يلي:
- إعادة الهيكلة المعرفية: تتضمن تغيير الافتراضات الخاطئة والأفكار غير المفيدة حول المواقف المحبطة والتهديدات المتصورة.
- الاسترخاء: تشمل تعلّم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، أو استرخاء العضلات التدريجي.
- مهارات التأقلم: بحيث يتم تدريبك على كيفية التأقلم والاستجابة لنوبات الغضب بطريقة صحية وآمنة.
- منع الانتكاس: يتضمن ذلك التوعية بأن تكرار السلوك العدواني المندفع أمر شائع ويجب اعتباره زلة بدلاً من فشل.
الأدوية
قد تزيد بعض الأدوية من الحد (العتبة) التي تؤدي عندها حالة ما إلى نوبة غضب بسبب الاضطراب، ويعتبر دواء فلوكستين (Fluoxetine) الأكثر شيوعًا لهذا الاضطراب، كما يمكن أن تشمل الأدوية التي تساهم في العلاج:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- مضَادات الاختلاج.
- الأدوية المضادة للقلق.
- مثبتات المزاج.
آثار الاضطراب الانفعالي المتقطع
إذا لم يتم علاج هذا الاضطراب بشكل مناسب غالبًا ما يتم مواجهة الآتي:
- مشاكل صحية جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم أو قرحة المعدة.
- اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب أو القلق.
- تراجع العلاقات الشخصية أو خوض علاقات شخصية سيئة.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- فقدان الوظيفة أو مواجهة مشاكل في البقاء في المدرسة.
- مواجهة مشاكل مالية أو قانونية بسبب كثرة الغضب أو الانفعال.
- إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية، أو حتى محاولة الانتحار.
يجب أن يكون عمر الشخص 6 سنوات على الأقل للحصول على تشخيص الاضطراب الانفعالي المتقطع، ولكن عادة ما يتم ملاحظتها لأول مرة في أواخر الطفولة أو المراهقة.
نصائح للتخلص من الاضطراب الانفعالي المتقطع
قد لا تكون قادرًا على التحكم في نفسك أثناء نوبات الغضب، ولكن يوجد العديد من الأمور التي يمكن أن تساعدك على التحكم في غضبك والوقاية من تحوله إلى نوبة غضب، ومنها:
- فكر بطريقة مختلفة؛ لأنه لا يمكنك إحداث فرق دون إعادة بناء أفكارك.
- حاول إيجاد أسباب منطقية في المواقف العدوانية، ومن ثم حاول رد عليها بعقلانية.
- اتبع خطة العلاج الخاصة بك، ولا تفوت جلسات العلاج أو أي دواء يصفه الطبيب.
- عزز مهارات الاتصال الخاصة بك، وحاول الاستماع إلى سبب الشخص الآخر قبل الرد عليه باندفاع.
- مارس تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس بانتظام.
- قم بتغيير روتينك اليومي؛ غالبًا ما يؤدي اتباع نمط معين إلى زيادة الإحباط، لذا ضع جدولًا ليومك وأضف إليه أنشطة مختلفة.
- تجنب المواد التي تغير المزاج مثل الكحول أو العقاقير الترويحية؛ لأن تأثيرها كبيرًا على مزاجك.
نصيحة عرب ثيرابي
إذا كنت تغضب باستمرار دون سبب عليك استشارة طبيب أو معالج نفسي، ويجب عليك أيضًا طلب المساعدة إذا كانت نوبات غضبك تجعل من الصعب عليك الاحتفاظ بوظيفة أو المحافظة على علاقات مستقرة، كما ينصحك أخصائي عرب ثيرابي في الآتي:
- مارس التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنها تعزز إنتاج الإندروفين الذي يزيد من شعورك بالرضا.
- تتبع المحفزات أو الأسباب التي تجعلك تدخل في نوبة غضب وحاول الابتعاد عنها.
- فكّر قبل اتخاذ رد فعل على أي موقف يؤثر بك بشكل مباشر.
