ما ستجده في هذا المقال:
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزء مهم من حياتنا حاليًا، ولكن يخاف البعض من هوس المشاهدات والاعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن تأثيرها على صحتنا النفسية والجسدية.
هوس المشاهدات والإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي
يرى بعض الباحثين والأخصائيين أن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية قد تكون كبيرة؛ بحيث يمكن أن تتحول المنشورات إلى منافسة بين المستخدمين، ومن ثم يصبح لدى المستخدمين هوس المشاهدات والاعجابات من الآخرين. وبطريقة أو بأخرى يصبح ذلك مرتبطًا في تعزيز احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
تماشياً مع المخاوف من الهوس بالإعجابات والمشاهدات بدأ Instagram مؤخرًا مرحلة اختبار الإعجابات غير المرئية في العديد من البلدان
في دراسة تم إجراؤها بواسطة APA في العام 2022 ارتبط تدني احترام الذات وتدني الوضع الاجتماعي بارتفاع صلة التعليقات، بينما ارتبط الوضع الاجتماعي المنخفض بشكل أكبر بالمشاركة العالية في العديد من أنشطة Instagram واختيار أن يكون لديك ملف تعريف عام.
وأحيانًا قيام الأشخاص بالمشاركة بشكل أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على إعجابات ومشاهدات أو تعليقات، أو التعليق على منشورات الآخرين. يشير إلى رغبتهم في جذب الانتباه وتعزيز تقديرهم لذاتهم.
سبب هوس المشاهدات والإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي
يُعتقد أن السبب الأساسي خلف الهوس بالمشاهدات والإعجابات هو الطريقة التي تؤثر بها على عقلنا وطريقة تفكيرنا بأنفسنا، وذلك على النحو الآتي:
- مع أن مواقع التواصل تبدو غير ضارة إلا أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ينشط مراكز المكافأة في الدماغ.
- مراكز المكافأة هي التي يتم تنشيطها أو تحفيزها في الدماغ هي نفسها الناتجة عن إدمان المواد المسببة للإدمان. وذلك بسبب أن الدماغ يحصل على مكاسب أو مكافآت غير متوقعة.
- الإعجابات، أو التعليقات، أو المشاركات كلها مصادر محتملة لهذه المكاسب غير المتوقعة، والتي بدورها تحفز النواة المتكئة، ومن ثم تنشط استجابة الدوبامين.
- مع مرور الوقت تتكيف النواة المتكئة مع استجابة الدوبامين مما يتطلب تحفيزًا متزايدًا، ويبدأ الهوس بالاعجابات والمشاهدات.
- على الرغم من أننا لا نستهلك مادة كيميائية، ولكن يمكن تصنيف الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي أو هوس المشاهدات والاعجابات على أنه إدمان.
- قد يأتي الهوس في شكل البحث عن المزيد من الإعجابات، أو التعليقات، أو المشاركات، أو قضاء وقت أطول في استخدام الوسائط الاجتماعية.
- يعكس تأثير السلوكيات الإدمانية على الدماغ المواقف المتغيرة تجاه الإدمان، ويجعلها تبدو كأنها سلوكيات عادية.
المشاهدات والإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي تسبب الإدمان لأنها تؤثر على عقلك بشكل مشابه لتعاطي المواد الإدمانية
لماذا عليك التوقف عن هوس المشاهدات والإعجابات؟
هناك العديد من الأسباب التي تدفعك للتوقف عن الهوس بالمشاهدات والإعجابات، ومنها:
- سوف تفتقد أقل مما تعتقد أنك ستفقده؛ حيث لن يفوتك الكثير من الأشياء كما تتوقع عندما تقلل من استخدام وسائل التواصل.
- سوف تتحسن صداقاتك وعلاقاتك الشخصية بشكل كبير بعد أن يصبح التواصل مع المقربين منك وجهًا لوجه.
- بدون ثقل الأفكار، والأفعال، والآراء وما يجري مع مئات الأشخاص من حولك سوف تحصل على قسط أفضل من النوم.
- ستشعر بقلق أقل، واسترخاء أكبر، ولن يعود للتوتر مكانًا في حياتك وأنت تفكر في الاعجابات أو التعليقات.
- بدلًا من الاهتمام بتوثيق لحظات يومك المختلفة حتى تحصل على مشاهدات وإعجابات، سوف تبدأ تهتم أكثر في الاستمتاع بها.
- بدلًا من التفكير بآراء الآخرين وكيف تفاعلوا على منشوراتك سوف تبدأ بالاهتمام بنفسك ووجهة نظرك لجميع هذه الأمور.
- ستكتسب بعض الانفتاح والمنظور الجديد للحياة؛ حيث تتأكد أن الاعجابات والمشاهدات ليست حقًا مهمة كما تظن.
- ستصبح أكثر تركيزًا على ملاحقة أحلامك وطموحاتك، والسعي خلف تحقيق أهدافك.
- بطريقةٍ ما سيبدو لك أن يومك أطول، وأنه لديك وقت أطول لفعل جميع الأمور التي ترغب بفعلها.
الاستخدام القهري لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن تصنيفه على أنه إدمان.
كيفية التعامل مع هوس المشاهدات والإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي
إليك بعض الطرق السهلة والفعالة في التعامل مع الهوس بالمشاهدات والإعجابات:
ضع في اعتبارك أن الكل يبحث عن المثالية
الشيء الوحيد الذي يموت الناس من أجله هو الحياة المثالية التي يعرضها الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، لذا كلما كان هناك المزيد من اللمعان أو المثالية، زاد عدد الإعجابات التي يحصلون عليها، ولكن لا يشترط أن تعكس صورة عن الحياة كاملة.
حدد وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي
فكر في مقدار الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كل يوم بينما أنت تضع الإعجابات، أو تراقب المشاهدات والاعجابات على منشوراتك، وابدأ في تقليل هذا الوقت تدريجيًا حتى تتمكن بالنهاية من الابتعاد عنها دون أن تشعر بأنك تعاني من أي نقص.
هويتك الشخصية مهمة
يؤدي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهوس المشاهدات أو الاعجابات إلى فقدان الأشخاص هوياتهم، ويصبح الأغلب يريدون أن يكونوا مثل الآخرين الذين يحظون بالإعجاب والتقدير كثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالتالي يصبح الأشخاص على استعداد للتخلي عن الهوية الشخصية من أجل الحصول على الإعجابات، لكن ليس عليك أن تفعل ذلك؛ حافظ على هويتك الشخصية وتصرّف بالطريقة التي تجدها مناسبة لك أكثر، ولا تفقد نفسك من أجل بضعة اعجابات.
اختر مجتمعات ومجموعات جيدة
نظرًا لأن الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل قد يكون صعبًا بعض الشيء، بإمكانك رفع قيمة حساباتك؛ بحيث تتابع أشخاص ملهمين ولديهم محتوى إيجابي وجيد، وابحث عن المجموعات والمجتمعات ذات القيم الجيدة.
وسائل التواصل الاجتماعي لا تجعلنا بالضرورة “اجتماعيين” أكثر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عزلنا عن العالم
هل مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير على الصحة النفسية؟
بالطبع؛ يمكن أن يكون لهوس المشاهدات والاعجابات أو إدمان مواقع التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على صحتك النفسية. وذلك على النحو الآتي:
- يزيد من شعورك بعدم الملاءمة، أو كأنه لا يمكنك مواكبة التحديثات والأشخاص الآخرين.
- الميل لمقارنة نفسك بالآخرين و الأشخاص الذين تتابعهم أو تتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- إظهار علامات انعدام التلذذ الاجتماعي؛ حيث تفقد قدرتك على الشعور بالسعادة من الأنشطة التي تستمتع بها عادة.
- رفع مخاطر إصابتك بالإدمان على الهاتف أو الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.
- يجعل التواصل الشخصي صعبًا نوعًا ما، ومن الممكن أن يسبب الرهاب الاجتماعي؛ بسبب قلة التفاعلات الشخصية.
- تجربة الخوف من الضياع، والشعور بالقلق أو الخوف بشكل مستمر بسبب الخوف من أن ينساك الآخرون.
- المعاناة من القلق بسبب عدم الشعور بالذكاء الكافي، أو النجاح مثل الآخرين.
- ارتفَاع احتمالية الإصابة في الاكتئاب أو اضطرابات القلق.
نصيحة عرب ثيرابي
لا بأس من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركة بعض الأمور “العادية” مع الأشخاص المقربين منك أو حتى الغرباء. ولكن لا تسمح لها بأن تتطور حتى تصبح هوسًا أو إدمانًا، وينصحك خبراء عرب ثيرابي في الآتي:
- احرص على أن يكون لك حياة اجتماعية حافلة مع الكثير من الأشخاص المتعددين والمختلفين.
- خصص وقتًا من يومك لعدة ساعات بعيدًا عن تفقد أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- حافظ على روتين يومي صحي، ولا تهمل رعايتك الذاتية.
- أشغل أوقاتك بأنشطة مفيدة وممتعة، أو تعلم مهارات جديدة.