فيما يتعلق بعلاج اضطراب الهوية التفارقي فإنه يعتمد على تقارير الحالة، وشدّة الأعراض التي يعاني منها الشخص، وعلى الرغم من أن العلاجات لا تساعد في التخلص من الاضطراب بشكل نهائي، إلا أنها تخفف من أعراضه وتجعل من الأسهل التعامل معه.[مرجع1]
تشخيص اضطراب الهوية التفارقي (DID)
قبل معرفة طرق علاج اضطراب الهوية التفارقي يجب معرفة التشخيص، علمًا أن التشخيص بالاضطرابات الفصامية عمومًا قد يستغرق وقتًا طويلًا، وقد لا يتم التشخيص بالاضطراب المناسب حتى مرور سنوات؛ ويتم تشخيص اضطراب الهوية التفارقي حسب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) على النحو الآتي:[مرجع1]
-
- امتلاك هويتان أو أكثر من الهويات المميزة أو الحالات الشخصية، على أن يكون لكل منها نمط من الإدراك، والارتباط، والإحساس بالذات.
- حدوث فقدان الذاكرة، أو فجوات في استدعاء الأحداث اليومية أو في تذكر المعلومات الشخصية المهمة، أو حتى الأحداث الصادمة.
- الشعور بالضيق بسبب الاضطراب.
- مواجهة مشاكل في العمل أو في الحياة بشكل عام بسبب الإصابة بالاضطراب.
- استبعاد الأسباب الطبية الأخرى التي قد تسبب الأعراض مثل الإغماء، أو تسمم الكحول، أو النوبات الجزئية المعقدة.
ما يصل إلى 99 ٪ من الأفراد الذين يصابون باضطرابات فصامية قد أدركوا التاريخ الشخصي للاضطرابات أو الصدمات المتكررة والقهرية.
علاج اضطراب الهوية التفارقي
هناك العديد من الطرق المختلفة المتاحة لعلاج الاضطراب، ومنها:
التنويم المغناطيسي
يستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي بالتزامن مع العلاج النفسي للوصول إلى الذكريات المكبوتة، والتحكم في السلوكيات المصاحبة للاضطراب، والمساعدة في دمج الشخصيات في شخصية واحدة.[مرجع1]
العلاج المساعد
العلاجات المساعدة مثل العلاج بالفن أو العلاج بالحركة تساعد الأشخاص على التواصل مع الأجزاء العميقة في الدماغ التي أُغلقت بسبب التعرض للصدمات.[مرجع1]
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يعتمد هذا النوع من العلاج على تغيير الأفكار المختلّة أو السلبية التي تؤدي للإصابة في اضطراب الهوية التفارقي، ويستبدلها بأفكار أكثر واقعية.
على سبيل المثال الشخص المصاب بالاضطراب بسبب المعاناة من سوء المعاملة قد يتوقع دائمًا نتائج سلبية في علاقاته.[مرجع3]
العلاج الجدلي السلوكي (DBT)
هو نوع من أنواع علاج اضطراب الهوية التفارقي، والذي يركز على التغيير أو القبول للإصابة في الاضطراب، وعلاجه، وذلك باستخدام المهارات الرئيسية الأربع:[مرجع3]
-
- تحمل الضيق: للمساعدة في تعلّم إدارة المشاعر الغامرة.
- اليقظة: التي تركز على إدراك المحيط وما يحدث في الوقت الحاضر.
- الفعالية الشخصية: تساهم في تعزيز القدرة على التواصل بشكل فعال وتأكيد الاحتياجات والحدود في العلاقات
- تنظيم المشاعر: من خلال فهم المشاعر، وتعلم كيفية التخلص من المشاعر القوية دون التصرف حيالها.
العِلاج النفسي الديناميكي
يركّز العلاج النفسي الديناميكي على مساعدة الأشخاص في فهم الجوانب اللاواعية للاضطرابات والمشاكل بشكل أفضل. ولكن غالبًا يستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات لمساعدة الشخص على فهم كيف يلعب الماضي دورًا في سلوكه الحالي.[مرجع3]
إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها (EMDR)
الهدف من هذا العلاج تقليل الضغط المرتبط بالذكريات المؤلمة أو الصدمات السابقة؛ بحيث أنه خلال العلاج يفكر الشخص بالصدمة أو الحدث المؤلم؛ إلى جانب أداء أي مهمة جسدية في نفس الوقت مثل النقر، أو الاستماع إلى الأصوات، أو المشي السريع.[مرجع3]
العِلاج بالمخطط
يعرَف بأنه إطار عقلي يطوره الشخص للمساعدة في تفسير تجاربه السابقة، مثل التعرض للصدمات، أو الإساءة في مرحلة الطفولة؛ والتي بدورها سببت له ضعفاً في مهارات التأقلم الإيجابية، ويهدُف العلاج المخطط إلى:[مرجع3]
-
- المساعدة على تحديد الأفكار السلبية، ومن ثم علاجها.
- زيادة الوعي بذكريات الطفولة، والعواطف أو الأحاسيس الجسدية والمعتقدات المصاحبة لها.
- مساعدَة الشخص في السيطرة على طريقة استجابته للمحفزات في بيئته.
- إيجاد طرق صحية لتلبية الاحتياجات العاطفية الأساسية.
- التخلص أو إزالة سيطرة ذكريات الماضي المؤلمة عند المصاب باضطراب الهوية التفارقي.
علاج اضطراب الهوية التفارقي بالأدوية
أحيانًا يحتاج الطبيب لوصف بعض الأدوية في علاج الاضطراب للتخلص من بعض الأعراض أو السيطرة عليها، وذلك مثل:
مضادات الاكتئاب
الأدوية المضادة للاكتئاب لها تأثير خفيف على اضطراب الهوية التفارقي، ولكن الطبيب يصفها لعلاج الأعراض التي تتعلق بالاكتئاب المصاحب للاضطراب، والتي تساعد على تحسين الحالة المزاجية،
وتتضمن مضادات الاكتئاب التي توصف لعلاج اضطراب الهوية التفارقي:[مرجع4]
-
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مضَادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دوكسيبين (Doxepin).
- كلونيدين (Clonidine).
- مضَادات الاختلاج.
- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).
الأدوية المضادة للقلق
العيش مع اضطراب الهوية التفارقي قد يؤدي للإصابة بالقلق أو اضطرابات القلق المختلفة، وبشكل خاص بعد الحصول على التشخيص الصحيح. ولذلك قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للقلق مثل:[مرجع4]
-
- فلوكستين (Fluoxetine).
- سيرترالين (Sertraline).
- دولوكستين (Duloxetine).
- بوبروبيون (Bupropion).
- دوكسيبين (Doxepin).
الأدوية المضادة للذهان
ثبت أن الأدوية المضادة للذهان تقلل من الانتقالات بين الشخصيات المختلفة بشكل متكرر، ولذلك قد تساعد في علاج اضطراب الهوية التفارقي. وتعمل على تنظيم مستويات الدوبامين، والنورأدرينالين، والسيروتونين في الدماغ، وذلك مثل أدوية:[مرجع4]
-
- أريبيبرازول (Aripiprazole).
- أولانزابين (Olanzapine).
- ريسبيريدون (Risperidone).
لا توجد علاجات دوائية ثابتة لاضطراب الهوية التفارقي، مما يجعل العلاج الأساسي هو العلاج النفسي.
طرق التعايش مع اضطراب الهوية التفارقي
إلى جانب علاج اضطراب الهوية التفارقي يمكن التعايش معه أو التعامل معه بأحد الطرق التالية:[مرجع3]
-
- اليقظة: جلب الأفكار والانتباه إلى اللحظة الحالية يمكن أن يساعد الشخص المصاب بالاضطراب على أن يصبح أكثر تقبلاً للأحداث التي لا يمكن السيطرة عليها.
- التمارين الرياضية: النشاط البدني يمكن أن يقلل من أعراض القلق أو الاكتئاب المصاحبة للاضطراب.
- نظام غذائي صحي: المحافظة على تناول الطعام الصحي والمغذي يساعد في تحسين الأعراض.
- الابتعاد عن السكريات: يمكن أن يساعد الابتعاد عن السكريات المضافة والأطعمة المصنعة على التقليل من شدة الأعراض.
- النوم جيدًا: الحصول على قسط كافٍ من النوم في الليل يوميًا يمكن أن يقلل من أعراض اضطراب الهوية التفارقي.
- تجنب المحفزات: بمساعدة المعالج يمكن تحديد معرفة المحفزات لظهور الأعراض، وبالتالي يمكن تجنبها، وتقليل ظهور الأعراض.
ما هو أفضل علاج لاضطراب الهوية التفارقي؟
لكل حالة ولكل شخص استجابة مختلفة لأنواع العلاج، ولكن بشكل عام يعتبر العلاج النفسي أو العلاج بالكلام بأنواعه المختلفة الأكثر فعالية في علاج اضطراب الهوية التفارقي؛ حيث يساعد الأشخاص على:[مرجع2]
-
- العمل على الصدمات أو الإساءة التي تعرض لها الشخص في السابق.
- إدارة التغيرات السلوكية المفاجئة.
- دمج الهويات المنفصلة في هوية واحدة.
هل يمكن الوقاية من اضطراب الهوية التفارقي؟
لا، لا يمكن الوقاية من الإصابة به، أو تجنب الإصابة به، ولكن يمكن للتشخيص المبكر أن يساعد في التحكم بالأعراض وإدارتها بشكل أفضل، كما أنه يساعد في تحديد المحفزات، التي عند تجنبها يقل ظهور الأعراض؛ ويقل تأثير الاضطراب على حياة الشخص، ولذلك من المهم للغاية الانتباه للأعراض والحصول على التشخيص المناسب.[مرجع2]
نصيحة عرب ثيرابي
غالباً لا يدرك المحيطون بالشخص المصاب باضطراب الهوية التفارقي كيفية التعامل، إلا أنه من خلال اتباع النصائح المقدمة من عرب ثيرابي يمكن أن يصبح الأمر أكثر سهولة، ومن ضمن هذه النصائح:
- تعلم المزيد عن الاضطراب وأعراضه.
- مشاركة الشخص بجلسات مجموعات الدعم والإرشاد الأسري.
- محاولة البقاء هادئاً عند حدوث التغييرات المفاجئة في سلوك الشخص.