الشخص العنيد

من هو الشخص العنيد في علم النفس؟

من الأمور الصعبة أن نواجه شخص عنيد في حياتنا اليومية، فهو دائماً ما يحاول إقناعنا بأفكاره وإن كانت خاطئة بشكل جلي، كما أنه يتسم بمجموعة من السمات الإيجابية والسلبية في آن واحد، فما هذه السمات وكيف يمكن التعامل معه؟

من هو الشخص العنيد؟

الشخص العنيد هو الشخص الذي يقاوم أو يرفض تغيير رأيه فيما يتعلق بأفعاله أو أقواله مهما تم تقديم الدلالات التي تثبت مدى الخطأ في الأمر، وفي سبيل الابتعاد عن التعرض لرفض رأيه فهو يحاول البقاء مع الأشخاص المشابهين له.(المرجع 3)

ما هي سمات الشخص العنيد؟

يكشف علم النفس أن للشخص العنيد مجموعة من السمات التي تميزه عن باقي أنواع الشخصيات، ومن هذه السمات نذكر:

الإرادة القوية

يمتلك الشخص العنيد إرادة قوية لتحقيق أهدافه الحياتية وطموحاته، ولا يترك التحديات تقف عائقاً أمامه، وغالباً ما يمتلك هذه الميزة أشخاص معينين مثل:(المرجع 1)

  • الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف صعبة في حياتهم المبكرة، بالإضافة إلى نضالهم في حياتهم.
  • الأشخاص الذين لا يملكون شيئاً ممكن خسارته.

الاتكال على النفس

لا يمكن للشخص العنيد الاتكال على الآخرين في تحقيق ما يصبو إليه، فهو دائماً ما يقوم بأعماله بنفسه وإن تطلب الأمر الكثير من الجهد والوقت، وفي هذه الأثناء لا يهتم لآراء الآخرين.(المرجع 1)

تكرار كلمة لا

لإغلاق المواضيع والابتعاد عن النقاشات غير المفيدة، فغالباً ما يكرر كلمة لا بدلاً من نعم.(المرجع 4)

الاعتقاد بخطأ الآخرين

يعتبر الشخص العنيد أن الأشخاص الذين يمتلكون آراء مخالفة لرأيه على أنهم مخطئين بشكل حتمي، وأن من يوافقه الرأي على أنه مؤكداً صائب، كما أنه يشعر بالسعادة ما أن يقتنع أحد بأفكاره.(المرجع 3) (المرجع 4)

التصميم على الرأي

بسبب عدم المرونة التي يتصف بها هذا الشخص، فإن الشخص العنيد أثناء حواره مع الآخرين دائما ما:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • يتمسك برأيه ولا يسمح للآخرين بالتأثير على أفكاره مهما كان الاتفاق مع رأي الجماعة مريح.
  • لن يعترف بأفكاره الخاطئة أو آرائه الغريبة مهما حدث.
  • إمتلاك العداوات بسبب التنافر وعدم الاعتراف بالهزيمة في كثير من الأحيان.
  • الغضب والإحباط عند محاولة الآخرين إقناعه بأمر غير مقتنع به.

إبداء الموافقة في بعض الأحيان

في بعض الأحيان قد يبدي هذا الشخص موافقته على حديث الآخرين، أو يظهر فتوراً اتجاههم عندما يقرر اتخاذ موقف معاكساً أو مختلفاً تماماً.(المرجع 2)

الاعتقاد بعدم استحالة الأمور

لا يجد هذا الشخص صعوبة أو إستحالة في أي أمر من أمور الحياة، لذلك تجدهم ينجحون في بعض الوظائف التي تحتاج إلحاح وإصرار لتنفيذها، مثل:(المرجع 1)

  • مندوب المبيعات.
  • المحلل الإداري.

الجدية في تنفيذ الأمور

عند إيكال المهام للشخص العنيد فإنه ينفذها بمعايير عالية، وباستمتاع كبير خاصة عند قيامه بها بشكل منفرد، إلا أنه لا يواجه صعوبة في العمل التعاوني إلا إذا تم تجاهل رأيه أو تهميشه.(المرجع 1) (المرجع 2)

تحبيط الآخرين

يسعى هذا الشخص لتقديم جميع البراهين الدالة على فشل خطط الأشخاص المقابلين، وإن لم يمتلك هو شخصياً خطة خاصة به.(المرجع 2)

الصبر والمثابرة

يمكن للشخص العنيد القيام بالأمور والمهام التي يشعر بها الآخرين بالملل أو يتضايقون أثناء تنفيذها، مما يتيح له فرصة للتميز والإبداع.(المرجع 1)

الاعتداءات الشخصية

بما أن الشخص العنيد يأخذ الآراء المعاكسة له على أنها هجوم صريح عليه، فهو لن يتوقف عن اتخاذ المواقف العدائية أو التهجم اللفظي على الآخرين.(المرجع 3)

مقاومة التغيير

يتمسك هذا الشخص بأسلوبه بالحياة وروتينه في جميع الأصعدة، فهو لا يرغب بالتغيير مهما كان نوعه، مما يعني السباحة عكس التيار في الكثير من المواقف التي تستدعي التغيير.(المرجع 1) (المرجع 4)

الجدال الدائم

يرغب الشخص العنيد لأن يثبت للآخرين مدى صوابه بشكل دائم، لذلك يلجأ إلى الجدال في شتى المواضيع دون الاهتمام للوقت أو المواضيع المطروحة.(المرجع 3) (المرجع 4)

كيفية التعامل مع الشخص العنيد

لا يُعد التعامل مع الشخص العنيد من الأمور السهلة والبسيطة في الحياة، فغالباً مواجهته تسبب الكثير من الصدامات والمواقف السلبية، ولكن من خلال النصائح التالية يمكن التقليل من حدة هذه المواقف:(المرجع 1) (المرجع 5)

  • عند عدم الاتفاق على رأي واحد والمواجهات الحادة، يمكن الابتعاد قليلاً للشعور بمزيد من الراحة، ومن ثم العودة للنقاش من جديد.
  • المعرفة المسبقة لتفاصيل الشخص العنيد، فقد يكون أسلوبه ناتج عند اضطراره للدفاع عن نفسه في طفولته وعدم امتلاك مهارات التواصل.
  • من خلال المبادرة للوصول إلى نقطة وسطى ما بين الرأيين يمكن تقريب المسافات وإيجاد الحلول للمشكلات المتنوعة.
  • اختيار الكلمات الصحيحة، بحيث يمكن لكلمة واحدة أن تغير من أفكار الشخص العنيد، لذلك يجب الابتعاد عن كلمة لا أو أنت مخطئ.
  • اختيار الوقت المناسب للحديث مع هذا الشخص، حيث أن الحالة المزاجية قد تنعكس على مدى تقبله للأمور.

فوائد العناد

غالباً ما ينظر إلى العناد على أنه صفة سلبية، ومع ذلك فإن له مجموعة من الفوائد التي لا يمكن غض النظر عنها، حيث أنه يعمل على:(المرجع 1)

  • تقليل اهتمام الشخص العنيد بمعتقدات الآخرين عنه.
  • التقليل من الإجهاد العقلي الناتج عن آراء الآخرين.
  • الشعور بالثبات الذهني.
  • النظرة الإيجابية للحياة.
  • المساهمة في العيش لفترة زمنية أطول.

كيف يمكن الاستفادة من فوائد العناد؟

قد يخسر الشخص العنيد الكثير في مقابل الحصول على الفوائد المرجوة أثناء عناده وإصراره على موقفه، لكن من خلال اتباع النصائح التالية يمكنه تعديل سلوكه والاستفادة من مواقفه العنيدة دون تقديم أي خسائر:(المرجع 2) (المرجع 3)

  • الاستماع للآخرين: حيث أن إظهار مدى الاهتمام بآراء الآخرين والاستماع إليهم يعطي فرصة أكبر لمناقشة وجهات النظر المختلفة.
    الانفتاح على الاحتمالات الأخرى: على الرغم من اقتناع هذا الشخص بوجود مسار واحد للأمور، إلا أن الانفتاح على باقي الاحتمالات يعطي انطباعاً بالمرونة الذاتية.
  • الاعتراف بالأخطاء: من منا دون أخطاء، لكن الاعتراف بها وتحمل مسؤولية الأفعال والأقوال يعطي المزيد من المصداقية للشخص المخطئ.
  • المرونة في بعض المواقف: لا يمكن أن يكون الشخص عنيداً دائماً في جميع المواقف، حيث يجب التراجع عن هذا النمط من الشخصية في المواقف المناسبة.

تقبل التغيير: لن تستمر الحياة في نمطها كما هو، لذلك لا بد من اكتساب مهارات التأقلم مع التغيير للاستفادة بشكل أكبر من المواقف.