ما ستجده في هذا المقال:
لكل منا سلوكياته القهرية في بعض الأحيان ولكن لن نسمح لها بالتأثير سلباً على حياتنا اليومية، أما الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لا يكون الأمر لديهم بهذه البساطة، حيث أن سلوكياتهم وأفكارهم المتطفلة تؤثر بشكل مباشر على نمط الحياة وتعرضهم لبعض المخاطر.
تأثير الوسواس القهري على الحياة اليومية
لا تترك السلوكيات القهرية جانب من جوانب الحياة اليومية للشخص دون أن تؤثر عليها سلباً، مما يفقد الشخص الكثير من الفرص والعلاقات القيمة، فمن تأثيرات الوسواس القهري على الشخص:
العلاقات الأسرية والاجتماعية
تنعكس الأفكار أو السلوكيات القهرية على الحياة العائلية للشخص بشكل كبير كما أنها تؤثر على بقية الأفراد، حيث أنه:
-
- بسبب الانخراط في العديد من السلوكيات القهرية لعدة ساعات يومياً، الأمر الذي يؤثر سلباً على الحياة الأسرية والاجتماعية.
- الابتعاد عن المواقف الاجتماعية للتقليل من التعرض للأمور المحفزة، مما يترك الشخص منعزلاً ومنطوياً على نفسه.
- يصبح الشخص أكثر إجهاداً وإرهاقاً مما يؤثر على طريقة تعامله مع المحيطين به وظهور المزيد من المشكلات.
- الابتعاد عن بعض الأشخاص بالتحديد والذين يولدون المزيد من الأفكار السلبية المتعلقة بالوساوس القهرية.
قد ينخرط بقية أفراد الأسرة بالسلوكيات الخاصة بالشخص المصاب بالوسواس القهري قبل معرفة حقيقة مشكلته النفسية، مما يسبب لهم الشعور بالضيق والقلق.
العلاقة مع الشريك
عندما يكون أحد الشريكين مصاب بالوسواس القهري فإن العلاقة الزوجية بأكملها تتأثر بالأمر على النحو التالي:
-
- الشك بخيانة الشريك، حيث أن جميع الأدلة أو البراهين الممكن إحضارها لا تفيد، ويبقى الشخص يشك في سلوكيات الشريك ويحاول إثبات ذلك بأي طريقة.
- التحقق المستمر من مدى التوافق عند الارتباط بالشريك، حيث أن أبسط الأمور يمكن أن تثير الشكوك حول ذلك.
- قد يؤدي الخوف من الجراثيم والأمراض إلى تجنب التقارب الجسدي بين الزوجين، وبالتالي نشوب الكثير من المشكلات.
المجال الدراسي والمهني
التأثير السلبي على التعليم والمجال المهني، حيث أن الشخص المصاب بهذه المشكلة فغالباً ما:
-
- يرغب بالوصول إلى الكمال عند قيامه بالمهام، ولكن سلوكياته تمنعه في الكثير من الأحيان من إتمام الأمر وخفض الانتاجية.
- يقلق الشخص بشأن نظرة الزملاء له وحديثهم الدائم عنه.
التقليل من الاستمتاع
اتباع أسلوب التجنب والابتعاد عن المواقف المثيرة للمخاوف القهرية مما يعني عدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية بما فيها من نشاطات متنوعة بشكل طبيعي.
بعض السلوكيات القهرية تستدعي صرف المزيد من الأموال، مثل شراء مواد التنظيف والمعقمات عندما يعاني الشخص من وسواس النظافة.
النظرة المجتمعية
غالباً ما يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بالحرج مما يقوم به من سلوكيات قهرية ويحاول قدر الإمكان إخفاء هذه السلوكيات عن الآخرين، كما يمكن لأفراد العائلة أن يشعروا بالخجل من سلوكيات هذا الشخص مما يجعلهم يبتعدون عن الآخرين، وغالباً ما ينتج عن ذلك:
-
- التقليل من تعرضه لمواقف التنمر المتنوعة.
- الحماية من المشاعر السلبية.
مخاطر الوسواس القهري
للوسواس القهري بعض المخاطر على الشخص والتي تعود عليه بالكثير من الأضرار، حيث يمكن أن يسبب الوسواس القهري في:
الإصابة بالاضطرابات النفسية
يمكن للسلوكيات والأفكار الوسواسية أن تتطور لدى الشخص وتسبب المزيد من المشكلات النفسية مثل:
-
- الاكتئاب.
- القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي.
- اضطراب الهلع أو نوبات الهلع المتكررة.
- قلق الانفصال.
- قلة تقدير الذات.
إيذاء النفس
القيام ببعض السلوكيات المؤذية للجسد بشكل قهري لا يستطيع الشخص التحكم بها، فقد يقوم الشخص بما يلي:
-
- بنتف شعره.
- التقيؤ بشكل متعمد للمحافظة على الوزن عند الإصابة باضطراب الشره العصبي.
- غسل يديه بشكل متكرر بالماء والصابون مما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما.
- الاحتفاظ بالأشياء غير المهمة وتراكمها أثناء الإصابة باضطراب الاكتناز قد يتسبب بالكثير من الأمراض العضوية والتعرض للأذى.
التأقلم غير الصحي
في محاولة الشخص للتقليل أو السيطرة على سلوكياته غير المرغوبة فإنه يلجأ في الكثير من الأحيان إلى أساليب التأقلم غير الصحية مثل إدمان الكحول أو الأدوية المهدئة مثل البنزوديازيبينات.
قد لا يستطيع الشخص التأقلم مع الوضع الراهن والسلوكيات القهرية، مما يزيد من يأسه وشعور بالإحباط فنلاحظ توارد بعض الأفكار الانتحارية لديه.
كيفية التقليل من أعراض الوسواس القهري
تساعد بعض الاستراتيجيات في التقليل من السلوكيات القهرية التي يعاني منها الشخص، حيث يمكن تجربة:
-
- التقليل من التركيز على الأمور المحفزة من خلال ممارسة نشاط مفضل فور ظهور الرغبة للقيام بالسلوك غير المرغوب.
- كتابة الأفكار التطفلية كلما راودت الشخص للتمكن من تتبعها ومعرفة مدى تكرارها.
- القيام بالسلوكيات القهرية بنوع من اليقظة، فمثلاً عند التأكد من إقفال الباب مع توجيه تأكيد لفظي مسموع عن الأمر.
- ممارسة الاسترخاء للتقليل من التوتر سواء الناتج عن السلوك القهري أو المسبب للسلوك.
طرق علاج الوسواس القهري
للتمكن من تجاوز أعراض الوسواس القهري، لا بد من اللجوء إلى خطة علاجية متكاملة، تشتمل على:
- العلاج المعرفي السلوكي: يهدف هذا العلاج إلى تغيير أنماط التفكير والمعتقدات أو السلوكيات التي قد تثير القلق وأعراض الوسواس القهري ويزيد السيطرة على الأعراض. ويتضمن تعلم كيفية اكتشاف ما إذا كانت الأمور المتعلقة بموضوع الوسواس القهري حقيقية أو لا.
- إدارة التوتر والقلق: كلما كان الشخص قادراً على إدارة توتره كلما كان أكثر قدرة على الاسترخاء والهدوء، مما ينعكس إيجاباً على التحكم بأعراض الوسواس القهري. وغالباً ما تكون تقنيات الاسترخاء أكثر فاعلية عند مزامنتها مع العلاج المعرفي السلوكي.
- مجموعات الدعم: تساعد المشاركة في مجموعات الدعم على تعلم المزيد من الاستراتيجيات التي تساعد في السيطرة على الحالة. بالإضافة إلى ذلك تتيح مكاناً آمناً للتحدث عن المشاعر بشكل كبير.
- الأدوية: أظهرت الدراسات أن أدوية الاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين لها تأثير إيجابي في هذه الحالة.
كلمة من عرب ثيرابي
بسبب أعراض الوسواس القهري، فإن التعامل مع مواقف الحياة اليومية يصب أكثر صعوبة، مما ينتج عنه في الكثير من الحالات العزلة أو البقاء منفرداً للتقليل من التعرض للمحفزات. بالإضافة إلى ذلك فإن التوتر المتزايد قد يؤدي إلى إيذاء النفس أو حتى التفكير بالانتحار.
لكن لاحظ الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الحصول على العلاج النفسي المناسب ساعد الكثيرين ممن يعانون من مثل هذه الحالات على التخلص من الأعراض واستعادة الحياة بشكلها الطبيعي.