ما ستجده في هذا المقال:
في الوقت الذي تلعب به الكثير من الهرمونات في الجسم العديد من المهام، إلا أن بعضها يعتبر هرمون أساسي في الشعور بالسعادة وزيادة العافية والرفاهية النفسية.
تعرف معنا على الهرمونات التي تؤثر على شعورك بالسعادة والرضا، وما يمكنك القيام به لتحفيز إنتاجها.
ما هو هرمون السعادة؟
لا نشعر بالسعادة بسبب هرمون دماغي واحد، بل أن هناك مجموعة من الهرمونات تولد لدينا مشاعر السعادة. المواقف والإيجابية وبعض التجارب الحياتية تؤدي إلى تولد تفاعلاً كيميائياً في الدماغ، ويتم ذلك عبر الرسائل الكيميائية في أدمغتنا.
وتتأثر هذه الهرمونات بمستويات التوتر والرعاية الذاتية وخيارات نمط الحياة. لذلك فإن الهرمونات المسؤولة عن السعادة في الجسم هي:
- الإندورفين: ويساعد هذا الهرمون الشخص على التعامل مع التوتر وتقليل مشاعر الألم، ومن ثم تحفيز الشعور بالسعادة.
- السيروتونين: يعد هذا الهرمون المسؤول عن الحالة المزاجية أو الشعور بالرفاهية والسعادة.
- الدوبامين: يلعب هرمون الدوبامين دوراً تحفيزياً في نظام المكافأة في الدماغ.
- الأوكسيتوسين: يرتبط هرمون الحب هذا بكل من الحب أو الثقة.
اعرف المزيد: السيروتونين (هرمون السعادة) | ما مصادره الطبيعية؟
عوامل تعزز إنتاج الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة
كما قلنا، فإن الشعور بالسعادة مرتبط بالكثير من العوامل التي تؤثر على الهرمونات الأربعة السابقة. لذلك فإن اتباع بعض الاستراتيجيات من شأنه تحفيز إنتاج كل هرمون من هذه الهرمونات، وبالتالي التمكن من الشعور بالسعادة المرجو الوصول إليها.
إن كنت تسعى للرفاهية النفسية، فلا تتردد في التركيز على ما يلي:
ممارسة الرياضة
تؤثر ممارسة التمارين الرياضية على جميع جوانب الحياة اليومية، حيث يظهر ذلك جلياً على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء. فكلما كان الشخص بعيداً عن المشكلات البدنية والنفسية، كلما كان أقرباً للشعور بالسعادة.
لذلك، فإن ممارسة الرياضة يعزز الصحة الجسدية من خلال إنتاج الهرمونات التالية:
- هرمونات النمو التي تعتبر ضرورية للنمو وتجديد الجسم باستمرار.
- هرمون التستوستيرون، الذي يساعد على تنشيط الجسم والشعور بالانتعاش ويساهم في نمو العضلات.
- الأنسولين وهرمونات الغدة الدرقية التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتساعد في عملية التمثيل الغذائي.
كما أن الرياضة ترتبط بشكل وثيق بالصحة الدماغية وإعادة التوازن للهرمونات النفسية وإنتاج المزيد منها. فمثلاً تعمل الرياضة على إنتاج:
- هرمون الدوبامين المسؤول عن جعلنا نشعر بالسعادة. حيث أن الرياضة تساعدنا في تحقيق أهدافنا المتعلقة بشكل الجسم أو الوزن، وبالتالي إنتاج هذا الهرمون بكميات أكبر.
- هرمون السيروتونين، وبالتالي محاربة حالات الاكتئاب والتقليل من أعراضها التي تؤثر على قدرة الشخص على الشعور بالسعادة.
- الإندورفين الذي تقليل الشعور بالألم الجسدي بسبب تشابه خصائصه الكيميائية مع المورفين، الذي يستخدم لتخفيف الألم. فكلما شعرنا بالألم أكثر، كنا أبعداً عن الشعور بالسعادة.
الابتسام في جميع المواقف
تساهم ممارسة النشاطات المفضلة في توليد الابتسامة بشكل مستمر على الوجه، مما يقلل من مستويات التوتر والقلق. كما أن الحفاظ على الابتسامة عند مواجهة الظروف الصعبة يمكن أن يساعد الجسم على إنتاج السيروتونين والإندورفين المرتبطين بشكل مباشر بالسعادة.
ومن النشاطات التي تساهم في الابتسام:
- زيارة أماكن جديدة.
- الحصول على جلسة تدليك أو اعتناء بالبشرة.
- الاجتماع مع الأصدقاء وباقي أفراد العائلة.
المشاركة في الأنشطة التي تترك ابتسامة على وجهك، سواء كانت تتضمن أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الأحباب، يمكن أن توفر شعوراً بالراحة يحارب التوتر.
التعرض لأشعة الشمس
من خلال التعرض لأشعة الشمس في الأوقات المناسبة، يتمكن الجلد من إنتاج فيتامين D المهم لصحة العظام والجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الفيتامين يعد مهماً في إنتاج هرمون السيروتونين، والذي يساهم في الوقاية من الاكتئاب أو الحد من أعراضه المزعجة.
إن كنت ترغب في الاستفادة من أشعة الشمس، فحاول التعرض لها في الصباح الباكر أو قبل حلول الظلام. مع الانتباه إلى تجنب الساعات (10 صباحاً – 3 ظهراً.
معانقة أو تقبيل أحد أفراد أسرته
من خلال العناق أو القبلات يتم إظهار الحب والعطف والحماية. هذه السلوكيات لا تؤثر على نفسية الطرف المقابل فقط، بل أنها تنعكس على نفسية الشخص ذاته من خلال إطلاق مجموعة من الهرمونات التي تساعد في الشعور بالسعادة عن طريق:
- إنتاج المزيد من الدوبامين يساهم في الشعور بالرضا، مما يؤدي إلى السعادة والإثارة والتحفيز.
- إطلاق هرمون الأوكسيتوسين المرتبط بقوة العلاقات، فهو يساعد على بناء روابط مع الأشخاص الآخرين.
تناول المكملات الغذائية
إن كنت بحاجة إلى رفع مستويات الهرمونات المتعلقة بالسعادة لديك بشكل سريع وأكيد، فقد يكون من المناسب اللجوء إلى بعض المكملات الغذائية المرتبطة بذلك. والتي من ضمنها:
- التيروزين الذي يساعد في إنتاج الدوبامين.
- الشاي الأخضر المرتبط بكل من الدوبامين والسيروتونين.
- البروبيوتيك المهم لإنتاج السيروتونين والدوبامين.
- التربتوفان المفيد لإنتاج المزيد من السيروتونين.
لكن من الأفضل قبل البدء في استخدام هذه المكملات الغذائية قراءة التعليمات الموجودة على العبوة أو التحدث مع الصيدلاني حول التفاعلات الدوائية.
استراتيجيات أخرى لتعزيز هرمون السعادة
إن لم تكن الاستراتيجيات السابقة كافية لتشعر بالسعادة من جديد، فأنت بحاجة إلى المزيد من الأفكار لرفع هرمون المسؤول عن شعورك بالرفاهية النفسية المطلوبة.
حاول الانتباه إلى الأمور التالية ولا تقلل من مدى تأثيرها:
- تناول الشوكولاتة: وجدت الدراسات أن تناول حوالي (50 – 100) جرام من الشوكولاتة الداكنة أو ما يعادل (300 – 600) سعرة حرارية) مرتين أسبوعياً تقلل من مشكلات القلب والموت مبكراً. كما أنها تساعد في الشعور بالسعادة فوراً.
- اللعب مع الحيوانات الأليفة: من الطبيعي أن تشعر بالسعادة والرضا وتلاحظ تراجع مستويات التوتر لديك بعد اللعب مع الحيوانات الأليفة. حيث أن الحيوانات التي تبدي المودة واللطافة معنا غالباً ما تعمل على زيادة إنتاج كل من السيروتونين والأوكسيتوسين.
- ممارسة التأمل: يعد التأمل من تقنيات الاسترخاء التي تخلص الدماغ من أي أفكار سلبية بشكل تدريجي. حاول البقاء منفرداً مع أفكارك لبضع لحظات، فذلك يساعدك في اكتساب الوعي أو القبول لبعض المواقف الصعبة. وبدلاً من إفراز هرمونات التوتر في الجسم، يبدأ هرمون الإندورفين بالتواجد بشكل أكبر.
كلمة من عرب ثيرابي
قد يكون عدم قدرتك على الشعور بالسعادة سببه ضغوط العمل المتراكمة، سواء كانت زيادة المهام الموكلة أو سوء العلاقة مع الزملاء أو تسلط المدير المباشر. إن كنت تشعر أنك لا تستطيع التعامل مع هذا النوع من الضغوط، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون أن اللجوء إلى العلاج النفسي يساعدك في تعلم المزيد من مهارات التواصل واكتساب طرق أفضل لإدارة مستويات التوتر المرتفعة لديك.