Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
مريض فصام

كيف أتعامل مع زوجي مريض فصام؟

عند إصابة الزوج بمرض عضوي فإن طريقة مساعدته غالباً ما تكون واضحة ومعروفة. إلا أن الإصابة بحالة نفسية وأن يصبح الزوج مريض فصام فغالباً ما يكون الأمر صعباً، لكن من خلال معرفتها الطريقة الصحيحة للتعامل مع زوجها مريض الفصام تصبح الأمور أكثر تقبلاً وتفهماً.

 

كيف أتعامل مع زوجي مريض الفصام؟

تواجه المرأة الكثير من التحديات والصعوبات عندما يتم تشخيص زوجها بأنه مريض فصام، حيث تحاول بشتى الطرق مساعدة زوجها في تخطي الأمر أو التعود عليه، كما أن الأمور الحياتية البسيطة تصبح أكثر صعوبة في هذه الأثناء. لكنها من خلال اتباع نصائح محددة يمكنها التقليل مما تعانيه وتتمكن من تقديم ما يلزم لزوجها. ومن ضمن هذه النصائح:

تثقيف النفس

يوجد الكثير من المعلومات المغلوطة حول مرض الفصام، لذلك يتحتم على الزوجة تثقيف نفسها وتطلع على المزيد من المعلومات الصحيحة ذات المصادر الموثوقة. حيث أن المزيد من المعلومات يساعدها في فهم الأعراض التي يعاني منها زوجها مريض الفصام.

الاستماع الفعّال

قد يجد الزوج مريض الفصام صعوبة في التعبير عن مشاعره أو أفكاره التي تراوده، لكن ما أن يبدأ بالحديث يجب على الزوجة الاستماع بفاعلية إليه، حيث يعد الحديث مفيد للزوج للتعبير عما بداخله وللزوجة لتتمكن من فهمه. مع الانتباه إلى:

  • عدم تشتيت انتباهها أثناء استماعها لما يقوله بإمساكها الهاتف أو مشاهدتها للتلفاز.
  • عدم إصدار الأحكام أو النتائج، او التعبير عن رؤية الأمور بطريقة مختلفة.
  • إبداء التعاطف والتفهم.
  • إعطاءه ما يحتاج من الوقت، فغالباً ما يعاني من مشكلات في التعبير أو الحديث.
  • عدم حثه على التحدث أكثر مما يرغب هو.

تفهم الأعراض الذهانية

سواء كانت هلاوس أو أوهام، فإن تجربة هذه الأعراض في غاية الصعوبة على مريض الفصام، لذلك يجب على المرأة تقدير احتياجات زوجها في هذه الأثناء من خلال:

  • عند حديثه عن هلاوسه يجب عدم تأكيد الأمر أو نفيه.
  • عدم محاولة تصحيح معتقداته الخاصة بالأوهام.
  • محاولة تجنب الحول حول الهلاوس والأوهام.
  • التخطيط للتعامل مع المواقف الذهانية في الأوقات التي يشعر بها مريض الفصام بالتحسن.
  • إعطاء الزوج مساحة شخصية خاصة به للشعور بالراحة.

تساعد بعض العبارات في إظهار التعاطف مع مريض الفصام. لذلك جربي قول “أتخيل مدى ازعاج هذا الصوت” أو “ألاحظ أنك تشعر بالخوف من هذه الأصوات”.

المساعدة المحدودة للزوج مريض الفصام

في بعض الأحيان قد تشعر الزوجة أنه من الأفضل القيام بالمهام والمسؤوليات التي تقع على عاتق زوجها مريض الفصام، إلا أن رحلة التعافي تستلزم شعوره بالثقة والنشاط. فمن الضروري دعمه وتشجيعه عند قيامه ببعض النشاطات مع إظهار مدى الاستعداد لتقديم المساعدة إن احتاج إليها.

عدم أخذ الأمور على محمل شخصي

من أعراض الفصام عدم التمكن من إظهار الاهتمام بالآخرين أو التعبير عن المشاعر، مما يزيد من ثقل الأمر على الزوجة. لكن عليها معرفة أن الأمر لا يتعلق بها شخصياً وإنما هو بسبب ما يعانيه الزوج.

تشجيع مريض الفصام على العلاج

غالباً يصعب على مريض الفصام متابعة المواعيد العلاجية والالتزام بأوقات الدواء من تلقاء نفسه، لذلك يجب على الزوجة الاهتمام بتذكيره بهذه المواعيد بشكل دائم واصطحابه إليها.

لا يمكن إجبار الزوج المصاب بالفصام على العلاج، حيث أن القرار عائد إليه وحده وأي محاولة إجبار قد يكون لها نتائج سلبية على الجميع.

 

التخطيط للحالات الطارئة فيما يتعلق بالزوج مريض الفصام

قد لا تسير الأمور بالشكل السليم في بعض الأحيان، إلا أن الاستعداد المسبق والتخطيط للحالات الانتكاسية وما قد يتبعها من مواقف خطيرة يساعد في تجاوز الأمر بأقل الخسائر الممكنة، حيث تنقسم الخطة الاستباقية في هذه الأثناء إلى قسمين على النحو التالي:

الانتباه إلى الانتكاسات

خلال الرحلة العلاجية قد يحدث بعض الانتكاسات للزوج، لذلك يجب على الزوجة التعرف جيداً على أعراض الانتكاسة والتواصل مع المعالج النفسي بشأنها. ومن هذه الأعراض:

  • الأرق.
  • تغييرات في السلوكيات الروتينية، مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • ظهور أعراض جنون العظمة مرة أخرى.
  • اتباع أنماط كلام مربكة، أو عدم قدرة الزوج على الاستمرار في محادثة بسيطة.
  • الشعور بالارتباك والعدوانية تجاه الآخرين.

الاستعداد المسبق للحالات الخطيرة

في بعض الأحيان قد يقوم مريض الفصام بإيذاء نفسه أو الآخرين، لذلك فإن ملاحظة علامات الخطر والإبلاغ عنها للحصول على المساعدة المتخصصة في الوقت يعد أمراً ضرورياً. ويساعد الاستعداد المسبق في جعل الحالة تحت السيطرة، ويساعد في ذلك:

  • الاحتفاظ بالأرقام الخاصة بالإسعاف أو الطوارئ والشرطة.
  • الاحتفاظ بعنوان مستشفى يمكنه تقديم الخدمات النفسية أو يمكن لطبيب نفسي تقديم خدماته به.
  • وضع خطة رعاية خاصة بالأطفال سواء كانت الاتصال بأحد المقربين للقدوم والاعتناء بهم أو كيفية نقلهم إلى مكان أكثر أماناً.

 

تحديات تقابل المرأة في حال كان زوجها مريض فصام

في الوقت الذي تعد فيها المهام المنزلية والأمور المالية من المسؤوليات المتقاسمة بين الزوجين، فإن الأمر يختلف عند إصابة الزوج بمرض الفصام، حيث أن المسؤوليات جميعها قد تلقى على كاهل الزوجة بالإضافة إلى مسؤولية الاعتناء بزوجها. حيث تصبح:

  • المسؤوليات المنزلية: لن يتمكن الزوج المريض بالفصام فهم ما تريده الزوجة القيام به من مهام منزلية، لذلك من الأفضل وضع توقعات أكثر منطقية وواقعية في هذا الصدد.
  • الوضع المالي: في كثير من الأحيان لن يتمكن الزوج من العودة لعمله وإن أظهر تحسناً بالأعراض، مما يحتم على الزوج إيجاد مخرجاً للصعوبات المالية التي قد تعاني منها.
  • العلاقة الحميمة: بسبب الفصام فإن الزوج لا يظهر اهتماماً بالعلاقة الحميمة، بالإضافة إلى أن الأدوية النفسية الخاصة بالذهان لها تأثير واضح على الاستجابة الجنسية.
  • العلاقات العائلية: يواجه مريض الفصام الكثير من الصراعات العاطفية التي تجعله يتعامل مع أفراد العائلة بطريقة لن يتمكنوا من فهمها.

تتفاعل الكحول والمخدرات مع الأدوية الذهانية بشكل خطير، لذلك يجب الحذر من تناول الزوج لهذه المواد.

 

نصيحة عرب ثيرابي

أثناء الاهتمام المرأة بزوجها مريض الفصام قد تنسى أن تهتم بنفسها مما يزيد من الضغوط النفسية لديها. لذلك يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة أن تخصص المرأة لنفسها بعض الوقت لتقوم ببعض الأمور الخاصة مثل:

  • ممارسة الرياضة بشكل منظم.
  • المحافظة على الهويات ومحاولة ممارستها قدر الإمكان للتمكن من تفريغ المشاعر السلبية والضغوط المتراكمة.
  • تقوية العلاقات الاجتماعية، فهي بمثابة حلقات للدعم النفسي في هذه الأثناء.