ما ستجده في هذا المقال:
قد يمتلك الشخص الكثير من الأفكار الوسواسية المتعلقة بمعتقداته الدينية، بحيث تؤثر سلباً على مجريات حياته اليومية أو تعيق الكثير من النشاطات الحياتية، كما أنها تسبب له المزيد من القلق وتشككه ببعض الرواسخ الدينية والعقائدية لديه. لذلك فإن اللجوء إلى علاج الوسواس القهري الديني يعتبر أمراً لا مفر منه لاستعادة الروحانيات بشكل صحي.
العلاج النفسي للوسواس القهري الديني
يمكن للشخص التخلص من الأفكار الدينية التطفلية والتقليل من السلوكيات القهرية التي تؤثر على جودة حياته من خلال الالتزام بخطة علاجية يقررها المعالج النفسي بموافقة الشخص ذاته. حيث يتمكن تساعده على التحكم بالقلق الذي ينتابه دون لجوئه إلى ممارسة ما يطمئنه. وخلال العلاج يتم اتباع إحدى الأساليب العلاجية التالية:
العلاج المعرفي السلوكي CBT
يساعد العلاج المعرفي السلوكي في معرفة ما يمتلكه الشخص من أفكار وكيف تؤثر على سلوكياته. فمن خلال تحديد هذه الأفكار السلبية يتمكن الشخص مع الاستمرار في الجلسات العلاجية من تغييرها أو استبدالها بأفكار إيجابية.
علاج التعرض ومنع الاستجابة ERP
يعتبر علاج التعرض ومنع الاستجابة من أكثر أنواع العلاجات النفسية فاعلية للحد من الوسواس القهري. فمن خلال معرفة المحفزات الدينية الخاصة بالشخص، يمكن أن يقوم المعالج النفسي بتعريضه لها بشكل تدريجي ومن ثم منعه من القيام بالسلوكيات القهرية للتقليل من القلق الذي يشعر به.
قد يشعر الشخص أن العلاج بالتعرض أمراً صعباً لأن العلاج قد يمس الأفكار المتعلقة بمعتقداته الثابتة مع منه من القيام بشيء حيالها.
إعادة الهيكلة المعرفية
ومن خلال هذا العلاج يتعلم الشخص كيفية تحد أفكاره أو سلوكياته غير المرغوبة بفاعلية كبيرة. ومن خلال إعادة الهيكلة المعرفية يتم علاج الشخص المصاب بالوسواس القهري الديني بتعليمه كيفية تحديد أفكاره الوسواسية ومن ثم العمل على معالجتها دون المساس بإيمانه.
العلاج العائلي أو علاج الأزواج
يمكن للوسواس القهري الديني أن يؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية أو العلاقة بين الأزواج، لذلك فإن هذه الأنواع من العلاجات تعمل على:
- تصحيح العلاقات.
- تحرير الشخص من مشكلته النفسية في الوقت ذاته.
- توفير فرصة لأفراد الأسرة للعمل معاً ووضع استراتيجيات للتعامل مع هذا الاضطراب.
- زيادة الدعم الذي يتلقاه الشخص من أفراد أسرته.
إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها EMDR
يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج عندما يكون العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة غير مناسب. وفيه يقوم المريض بالتحدث عن أفكاره التطفلية مع المعالج أثناء القيام بحركة العين السريعة.
الاستشارة الروحية
تعتبر الاستشارة الروحية نوع من أنواع العلاج المعرفي السلوكي. فمن خلال استخدام التعاليم الدينية والروحية يستطيع الشخص من التعامل مع الوسواس القهري. حيث يتمكن الشخص من:
- استكشاف معتقداته وإيجاد طرق لدمج الإيمان في نمط حياة أكثر صحة.
- الحد من أعراض الوسواس القهري الناتج عن الدين.
- إدراك أن أفكاره المتطفلة لا تشير إلى نقص الإيمان.
علاج القبول والالتزام ACT
يعتمد هذا العلاج على تحديد الأفكار والسلوكيات غير المرغوبة واكتشاف السبب الحقيقي أو محفزات الوسواس القهري الديني لدى الشخص. ومن ثم الاعتراف بها دون العمل على تغييرها، حيث أنه مع مرور الوقت يتمكن الشخص من:
- تحدي أفكاره مع عدم قمعها.
- عدم القيام بالسلوكيات القهرية للتقليل من حدة الأفكار.
- القدرة على تغيير الأنماط الفكرية غير المرغوبة.
- استعادة السيطرة على الحياة الخاصة.
عندما نستطيع قبول أفكارنا ومشاعرنا غير المرغوب بها دون محاولة التخلص منها، فإنها تفقد القدرة على سيطرتها علينا.
علاجات نفسية أخرى
يمكن أن يعالج الوسواس القهري الديني من خلال علاجات نفسية أخرى مثل:
- العلاج التفاعلي.
- العلاج الجدلي السلوكي.
- العلاج المعرفي التحليلي.
- العلاج النفسي الديناميكي.
علاج الوسواس القهري الديني دوائياً
غالباً ما يعتمد الطبيب المعالج على الأدوية المضادة للاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين والتي توصف للأشخاص المصابين بمرض الاكتئاب. حيث يعتقد أن زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ تحد من الأفكار الوسواسية. لكن حال عدم استجابة المريض لهذا النوع من الدواء يتم صرف أنواع أخرى من الأدوية، مثل:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- المضادة للذهان.
أساليب أخرى لعلاج الوسواس القهري الديني
في حالات محددة يمكن الاستفادة من الأنواع الأخرى من العلاجات المتاحة، حيث يمكن اللجوء إلى التحفيز المغناطيسي للدماغ (TMS)، أو العلاج بالتنويم المغناطيسي.
استراتيجيات تساعد في علاج الوسواس القهري الديني
على الرغم من أن العلاج النفسي يعتبر أمراً مهماً للتخلص من الأفكار الوسواسية، إلى أن الشخص يمكنه المساعدة في التخلص من الوسواس القهري الديني الذي يعاني منه من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:
- الحد من طلب الطمأنينة: فإن كنت تحتاجها للتأكد ما إذا كانت صلاتك صحيحة، فحاول التقليل من ذلك من خلال كتابة المحفزات التي تثيرك وتلهيك في الصلاة والعمل على التقليل منها. وبالتالي القدرة على التركيز في المرات القادمة.
- إدارة الوقت قراءة الكتب المقدسة: إن قراءة القرآن أو الإنجيل من الأمور الدينية المحببة، إلا أن المبالغة في الأمر بسبب الوسواس القهري يؤثر سلباً على مجرى الحياة. لذلك حدد وقت محدداً للقيام بذلك دون تغييره.
- الابتعاد عن تكرار الطقوس الدينية: فمثلاً لا تعيد صلاتك إذا شعرت بعدم التركيز أو التشتت، حيث أن إعادتها مرة واحدة كفيل بالدخول بدوامة لا تنتهي من التكرارات.
- تجنب التفكير المتطرف: إن التفكير على نحو “أبيض أو أسود” “خير أم شر” من شأنه أن يزيد من الأفكار الوسواسية. ثق بنفسك وبما تقوم به دون الشك بسبب ممارسات الدينية، واقنع نفسك أنك لا تقوم بها للتباهي أمام الآخرين.
بغض النظر كان شيخاً أم قسيس، فإن اللجوء إليه والحصول على الإجابات والتفسيرات المطلوبة يقلل من الأفكار الدينية الوسواسية.
نصائح مفيدة لضمان نجاح علاج الوسواس القهري الديني
لضمان النجاح في تخطي الوسواس القهري الديني، ينصح باتباع الإرشادات التالية:
- تحدي المعتقدات غير الواقعية، وذلك من خلال السؤال بشكل مستمر عن مدى حقيقة أو واقعية الأفكار، أو ما هو الدليل على ذلك.
- التحدث مع أشخاص داعمين يمكنهم فهم الصراعات التي تواجهها تجاه أفكارك، سواء كانوا من أصدقاء أو أقارب أو معالج نفسي.
- ممارسة اليقظة الذهنية من خلال التأمل أو اليوغا، مما يزيد من وعي الشخص بأفكاره أو سلوكياته، وبالتالي التعامل معها بأساليب صحية.
- تغيير في الروتين اليومي لكسر الهوس الديني أو السلوكيات المتكررة.
كلمة من عرب ثيرابي
قد يؤدي الوسواس القهري الديني إلى حالة يصعب التعايش معها. لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي الحصول على المساعدة والدعم المناسبين، مما يضمن للشخص إدارة حالته وتعلم قبول نفسه وتعيش حياة أكثر جودة. حيث يمكن التغلب عليها من خلال:
- تحديد معتقداتك وطقوسك الدينية غير العقلانية.
- الانخراط في أنشطة اليقظة الذهنية.
- طلب المساعدة المتخصصة.