Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

علاج الشخصية المازوخية | طريقك للتعافي

ينتج عن السلوكيات التي يمارسها الشخص ذو الشخصية المازوخية الكثير من الأذى الجسدي والنفسي، الأمر الذي قد يؤدي بالبعض إلى طلب العلاج على الرغم من أنهم يعتبرونها طريقتهم الخاصة في الشعور بالاستمتاع واللذة.

إن كنت تسعى إلى التخلص مما لديك من سلوكيات مازوخية مضرة، فغالباً ستمر بالخطة العلاجية التالية.

 

علاج الشخصية المازوخية بشكل متخصص

غالباً لن تسعى الشخصية المازوخية للعلاج، حيث أنها تعتبر سلوكياتها المازوخية ما هي إلا وسيلة للشعور بالاستمتاع واللذة. لكن ما أن تبدأ هذه السلوكيات تؤثر سلباً على الشخص ذاته، حتى يشعر بمدى حاجته للمساعدة، وعندها قد يطلب العلاج.

حيث تتضمن الخطة العلاجية الأمور التالية:

العلاج النفسي

بسبب الارتباطات النفسية، فإن العلاج النفسي غالباً ما يكون هو الأساس في الخطة العلاجية بغض النظر عن نوع المازوخية التي يعاني منها الشخص. ومن خلال هذا العلاج وخاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، يساعد الأخصائي النفسي المريض عن طريق:

  • تحديد وتقييم السلوك المؤلم أو الضار الذي يمارسه الشخص.
  • اكتشاف مشاعر الخزي أو أي نوع من المشاعر المتضاربة.
  • تعليم الشخص مهارات التعامل مع المحفزات عند ظهورها، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء والتهدئة التي تقلل من الشعور بالضيق عند التعرض للمواقف المزعجة. 
  • اكتشاف الحالات النفسية المصاحبة للشخصية المازوخية مثل اضطرابات المزاج، والعمل على علاجها.

تعد تمارين اليقظة الذهنية من أفضل تقنيات الاسترخاء التي تساعد الشخص على البقاء في اللحظة الحالية دون الانجرار وراء أفكاره.

الأدوية الموصوفة

لكي تعتبر الخطة العلاجية متكاملة، فلا بد أن تشتمل على العلاج الدوائي. فبينما يعمل العلاج النفسي على تعليم الشخص ذو الشخصية المازوخية المهارات اللازمة، يعمل الدواء على منع السلوكيات والأعراض في الوقت الحالي. والتي غالباً ما تُمارس لتلبية رغبته في الشعور بالإذلال والألم.

وفي الوقت ذاته، يمكن الاستفادة من هذه الأدوية لعلاج الحالات الناتجة عن المازوخية مثل الإصابة بالاكتئاب أو القلق.

وتعتبر الأدوية المضادة للاكتئاب من فئة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (Fluoxetine)، هي الأدوية الموصوفة في معظم الأحيان لهذه الحالة.

العلاج الجنسي لعلاج المازوخية الجنسية

إن كان الشخص يعاني من المازوخية الجنسية، فإن العلاج النفسي الجنسي لدى معالج متخصص يعد أمراً في غاية الأهمية للتخلص من السلوكيات القهرية التي يقوم بها الشخص على هذا الصعيد، والتي غالباً ما تعود عليه بالأذى الجسدي الكبير.

وفي بداية الأمر، يحتاج المعالج إلى تقييم الحالة بشكل دقيق عن طريق البحث في التاريخ النفسي والجنسي والاجتماعي للشخص لمعرفة العوامل التي تسببت في ذلك. ومن ثم يبدأ العلاج من خلال:

  • اقتراح طرق ووسائل لضمان سلامة الشخص، وتقليل الضرر الذي قد يصاب به من سلوكياته المازوخية.
  • تعليم الشخص كيفية السيطرة على مشاعر الضيق الناتجة سواء عن الرغبة الملحة في ممارسة السلوكيات الجنسية المؤذية، أو اللاحقة عن تأنيب الضمير أو الشعور بالخزي بعد ممارسة السلوكيات غير المرغوبة. حيث يتعلم المريض مجموعة من مهارات الاسترخاء مثل تمارين وتقنيات اليقظة أو التنفس العميق أو اليوغا.
  • علاج أي حالات نفسية متزامنة مثل اضطرابات المزاج أو فرط الرغبة الجنسية.

قَد يتم وصف مضادات الأندروجين لخفض مستويات هرمون التستوستيرون بشكل مؤقت للتقليل من الدافع الجنسي والحد من السلوك الجنسي القهري إلى حين علاج الحالة النفسية وزيادة فعالية العلاج. 

 

متى تحتاج الشخصية المازوخية للعلاج؟

في بعض الأحيان تصبح الحاجة إلى المساعدة المتخصصة للتعامل مع السلوكيات القهرية المؤذية أو المشاعر السلبية أمراً مهماً لا يمكن تجاهله. لذلك إن كنت من تمتلك هذه الشخصية فانتبه لنفسك جيداً، خاصة إن كنت:

  • تشعر بالضيق النفسي على الرغم من أن المواقف والأحداث من حولك تؤهلك لأن تكون سعيداً.
  • ترغب في ممارسة العلاقة الجنسية التي تسبب الأذى الجسدي والنفسي لك.
  • ترفض المعاملة اللطيفة من قبل الآخرين، وتشعر بعدم استحقاقها.
  • مستمر فيال علاقة مع شخص دائماً ما يسخر منك أو يقلل من شأنك.

إن كانت السمات المازوخية التي تمتلكها لا تسبب لك الكثير من الضيق أو أنك تستطيع التعامل معها بشكل ذاتي فأنت لا تحتاج إلى علاج من قبل طبيب متخصص.

 

استراتيجيات تساعد في علاج الشخصية المازوخية

بالإضافة إلى العلاج المتخصص، فإن الشخص ذو الشخصية المازوخية يتوجب عليه اتباع بعض الاستراتيجيات التي تساعده في إدارة حالته والتقليل من سلوكياته غير المرغوبة. حيث يساعده في ذلك:

الشعور بالحزن على التجارب الماضية

تنتج المازوخية بسبب بعض المواقف السلبية والمؤلمة التي عايشها الشخص فيما سبق، وبقي تأثيرها قائماً لفترة طويلة. إن كان لديك مثل هذه المواقف فأنت لست بحاجة إلى تجاهلها بعد الآن، بل اسمح لنفسك أن تنفس عن مشاعرك من خلال:

  • اعترف بهذه المواقف وما تسببه من مشاعر سلبية لك.
  • تعامل مع نفسك بلطف ولا تستعجل التعافي من هذه المواقف.
  • ضع فاصلاً حاسماً بين هذه التجارب المؤلمة وبين التحديات النفسية التي تسببها.

السيطرة على المشاعر

كونك مازوخياً، فأنت غالباً ما تعاني من مجموعة كبيرة من المشاعر السلبية الناتجة عن سلوكياتك. مما يعني حاجتك إلى التعامل مع هذه المشاعر بطرق أكثر فاعلية للحد من مدى تأثيرها عليك. ومن أفضل الطرق التي تساعدك في التقليل من حدة مشاعرك:

  • تحدث مع أحد الأشخاص المقربين أو الذين تثق بهم.
  • ممارسة أي نشاط إبداعي يساعدك في التعبير عما تشعر به.
  • قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة أو مع حيوانك الأليف.
  • المشاركة في الأعمال التطوعية.

من الطبيعي أن تجد الشخصية المازوخية مشاعر مثل الغضب والألم مكبوتة في داخلها.

فهم المحفزات

تعتبر المواقف والتجارب المؤلمة السابقة هي السبب في كون الشخص مازوخياً في معظم الحالات، لكن الأمر يحتاج إلى محفزات ليبدأ بممارسة السلوكيات المازوخية. 

إن معرفة هذه المحفزات يعد أمراً مهماً في معرفة كيفية التعامل معها بطريقة صحية بدلاً من ممارسة السلوكيات غير المرغوبة. لذلك اسأل نفسك دائماً:

  • ماذا قال هذا الشخص ليجعلني أشعر بهذه الطريقة؟
  • أين كنت أقضي الوقت قبل ظهور هذه المشاعر؟
  • ما هي المواقف التي شهدتها مؤخراً والتي سببت لي الألم؟

 

نصيحة عرب ثيرابي

إن اكتشفت أنك بحاجة إلى علاج المازوخية، فأنت بحاجة إلى التعامل مع نفسك بمزيد من اللطف والرعاية الذاتية، وذلك تعويضاً عما سبق.

وفي سبيل ذلك، ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باتباع أسلوب تقديم المكافأة لنفسك عند تجاوزك أي عقبة في رحلتك العلاجية. مما سيقلل من مشاعر التوتر والقلق ويساعدك في المضي قدماً نحو التعافي الكامل.