ما ستجده في هذا المقال:
تسبب الحياة اليومية بما فيها من مواقف مجهدة ومزعجة في توليد المزيد من التوتر والقلق، الأمر الذي ينعكس على الصحة الجسدية للشخص مسببة الكثير من الأعراض منها الصداع. وعلى الرغم من أن الشخص غالباً ما يستطيع التعامل مع صداع التوتر بالأدوية المسكنة، إلا أن هناك الكثير من الطرق التي يمكنه علاج ألمه فيها.
تعرف مع طرق علاج صداع التوتر غير الدوائية وتخلص مما تعانيه من ألم.
علاج صداع التوتر بالأساليب البديلة
على الرغم من عدم القدرة على إيقاف المواقف الحياتية المجهدة التي قد يتعرض لها الشخص خلال الحياة اليومية، إلا أنه يمكن علاج الصداع الناتج عن التوتر بعدة طرق منها:
الارتجاع البيولوجي
من خلال الارتجاع البيولوجي يتعلم الشخص كيفية التحكم في ردود الفعل التي يظهرها جسم تلقائياً بسبب التوتر الذي تعرض إليه. فمثلاً يتم قياس ضربات القلب وضغط الدم ومدى تشنج العضلات في الرقبة والكتفين.
حيث يتم الحصول على هذه القراءات في عيادة الطبيب المعالج عن طريق توصيل الشخص بمجموعة من الأجهزة لقياس العلامات الحيوية وطريقة تفاعل الجسم مع المواقف. وفي الوقت ذاته يطلب منه إجراء أي من تقنيات الاسترخاء ليلاحظ كيفية تخفيفها من حدة توتره وتأثيره بالتالي على جسمه.
تشير الدراسات إلى أن الاسترخاء ونوعاً معيناً من الارتجاع البيولوجي يخفضان صداع التوتر بنسبة 50%.
العلاج بالإبر الصينية
على الرغم من عدم القدرة على اختيار الطريقة القياسية للتخلص من التوتر والصداع الناتج عنه من خلال الإبر الصينية (حيث يعتمد اختيار الموضع الدقيق للإبر على الشخص)، إلا أن العلاج بهذه الطريقة كان أفضل من عدم العلاج نهائياً. حيث ساعدت هذه الإبر على الحد من التوتر ومن ثم استرخاء العضلات.
ملاحظة: قد تحتاج إلى عدة جلسات من الوخز بالإبر تستمر كل منها لحوالي الساعة من الوقت لتلاحظ الفاعلية المرجوة منها.
يستخدم ممارسو العلاج بالإبر الصينية إبراً رفيعة جداً في نقاط محددة من الجسم لإعادة توجيه الطاقة، وبالتالي تخفيف المشكلات المختلفة.
تدليك
يساعد الخضوع لجلسات من التدليك على خفض مستوى التوتر من خلال التأثير على هرمون الكورتيزول. وعلى الرغم من الشخص قد يشعر بصداع أقل حدة عندما يخضع لهذه الجلسات، إلا أن حدة الصداع تكون ذاتها عند إصابته بنوبة جديدة. مما يجعل التدليك علاجاً ذو فائدة مهدئة قصيرة الأمد.
علاج صداع التوتر بشكل طبيعي
بالإضافة إلى ما سبق، يمكنك الاعتماد على الطبيعة في علاج صداع التوتر الذي تعاني منه. حيث يمكنك تجربة:
زيت النعناع
لزيت النعناع فائدة عظيمة في الشعور بالانتعاش أو تخفيف الألم. حيث أن فرك منطقة الجبهة والصدغ بهذا الزيت يعمل على استرخاء عضلات الوجه والرقبة.
وأظهرت دراسة شملت 41 شخص ممن يعاني من صداع التوتر، أن تدليك الرقبة بهذا الزيت عمل على علاج الصداع وتخفيف الألم. فقد لوحظ أن فاعلية زيت النعناع في هذه الحالة يعادل 1000 ملغ من عقار الاسيتامينوفين (Acetaminophen).
مرهم النمر Tiger Balm
يعتبر مرهم النمر مرهماً عشبياً مصنوع من مكونات مثل الكافور والمنثول، له الفاعلية ذاتها التي يتميز بها زيت النعناع. وبالتالي فهو يعمل على الحد من ألم الصداع الناتج عن التوتر.
شاي الزنجبيل
يعتبر الزنجبيل من مضادات الالتهاب، حيث يتم الاعتماد عليه بشكل كبير في علاج الصداع النصفي. وعلى الرغم من عدم القدرة على تأكيد فاعليته بالنسبة لصداع التوتر، إلا أنه يفضل تناول كوب من شاي الزنجبيل، فقد تأتي فائدته على الأقل بسبب:
- تناول كوب الشاي الدافيء والمهدئ يعمل على إرخاء الأعصاب والعضلات.
- أخذ وقت مستقطع من المهام والاسترخاء لبعض الدقائق يساعد على الحد من التوتر.
يمكن لنبات القبعية (Butterbur) واليانسون أن تكون ذات فائدة في علاج صداع التوتر، لفائدة في علاج الصداع النصفي. مع الأخذ بالاحتياطات الدوائية.
المكملات
تساعد بعض المكملات الدوائية في علاج صداع التوتر بشكل فعال وبعدة طرق. فمثلاً:
- يعمل الميلاتونين على تحسين النوم، وبالتالي التقليل من احتمالية الإصابة بصداع التوتر. بالإضافة إلى أن النوم يساعد في التقليل من تشنج العضلات والحد من التوتر.
- مساعد أنزيم Q10 مع أكسيد المغنيسيوم، تساعد في استرخاء العضلات.
علاج صداع التوتر من خلال الوقاية الاستباقية
ما أن تتحكم بمستويات توترك وتساعد نفسك على التعامل مع المواقف السلبية أو المزعجة بطريقة إيجابية حتى تتمكن من وقاية نفسك من الإصابة بنوبة صداع التوتر المستقبلية. لذلك حاول التركيز على الأمور التالية:
- شرب الماء: الجفاف يمكن أن يزيد من شدة الصداع، لذلك يجب شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً.
- التمارين الرياضية: النشاط البدني ينتج مواد كيميائية في الدماغ (الإندورفين) وهي مسكنات طبيعية للألم. تؤدي التمارين أيضاً إلى تحسين النوم، مما ينعكس على مستوى التوتر لديك.
- تمارين التمدد: عند مزج كل من اليوجا والتاي تشي فأنت تحصل على نتائج إيجابية تتمثل بالاسترخاء وتحسين نمط التنفس وتقليل مستويات التوتر.
- نمط نوم صحي: وللوصل إلى ذلك لا بد من تقليل وقت القيلولة أثناء النهار، وتجنب تناول الكافيين أو الكحول في الفترة المسائية، وممارسة التمارين الرياضية وتجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم. قد تحتاج في بعض الأحيان إلى استخدم وسادة مختلفة أو تغيير أوضاع النوم للتخفيف من الألم.
- جلسات التدليك: يساعد التدليك على تخفيف توتر العضلات المتراكم في الكتفين والرقبة وفروة الرأس.
- اليقظة الذهنية: يمكن ممارسة اليقظة الذهنية من خلال التركيز على التنفس للحفاظ على الأفكار في الوقت الحاضر. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التوتر ومن ثم الألم بشكل عام.
- تغيير بعض الممارسات اليومية: فمثلاً التدرب على وضعية جديدة جيدة عند القراءة أو العمل أو القيام بأنشطة أخرى.
- التأكد من سلامة النظر: قد يكون الصداع الذي تعانيه بين الحين والآخر ناتج عن مشكلة في نظرك. لذلك يجب إجراء فحص لعينيك، أو استخدام نظارتك إن كانت لديك واحدة لا تستخدمها.
كلمة من عرب ثيرابي
سواء كان الصداع ناتج عن التوتر أو من محفزات حياتية أخرى، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ينصحون الشخص بتتبع هذه المحفزات وتدوين الملاحظات فيما يخص ذلك لمراجعتها مع طبيبك الخاص. فمثلاً قم بتدوين:
- اليوم والوقت الذي بدأ فيه الألم.
- المأكولات أو المشروبات خلال الـ 24 ساعة السابقة لبدء الألم.
- عدد ساعات النوم قبل الألم.
- الأفعال التي سبقت بدء الألم.
- كم من الوقت استمر الصداع وما الذي جعله يتوقف.