ما ستجده في هذا المقال:
ربما يُعتقد أن الضرب في تربية الأطفال أصبح أسلوبًا باليًا لا يستخدمه الأهل في الوقت الحالي، ولكن من المؤسف معرفة أنه ما زال يستخدم وبشكل واسع بين الآباء، وفي المدارس.
سلبيات الضرب في تربية الأطفال
هناك سلبيات عديدة لاستخدام أسلوب الضرب لتربية الأطفال، وأبرزها:
تقليد السلوك
غالبًا ما يميل الأطفال لتقليد سلوك الوالدين أو مقدمي الرعاية لهم، ولذلك عند اعتماد الضرب في تربية الأطفال سوف يكتسب الأطفال هذا السلوك باعتباره سلوكًا عاديًا. ومن ثم يطبقونه على الأطفال الأصغر منهم، وعلى أقرانهم في المدرسة أو خارج المنزل.
تشوّه الصورة الذاتية
تبدأ الصورة الذاتية بالتشكل عند الطفل من نظرة الآخرين إليه، وعندما يقوم الأهل بضرب الطفل لغايات تربيته أو تأديبه سوف تتشوه صورته الذاتية لنفسه. وتسيطر عليه مشاعر الضعف والانعزال أو قلة الحيلة.
مشاكل الغضب الكامنة
عند استخدام الضرب في تربية الأطفال فإن الطفل يشعر بعدم العدالة، وأنه تعرّض للظلم أو الإذلال. وحتى لو لم يعبر عن ذلك بشكل واضح وصريح سوف يظهر ذلك في تصرفاته ونوبات غضبه في أوقات لاحقة.
الذكريات السيئة والصادمة
بالأغلب يتذكر الناس الصدمات والأحداث السيئة التي حصلت في حياتهم وطفولتهم أكثر من الإيجابية أو الممتعة. لذا عند اتباع الضرب في تربية الأطفال سوف تبقى هذه الذكريات مع الطفل حتى يكبر ويُصبح بالغًا، وربما تحجب الذكريات الإيجابية أو الممتعة.
توتر العلاقة بين الوالدين والطفل
يحتاج الطفل لتطوير علاقات وارتباطات آمنة مع الوالدين تعتمد على الفهم المتبادل أو المشاعر الجيدة. وذلك حتى يتمكن الطفل من النمو بشكل جيد، وتنمية مهاراته الاجتماعية، والفكرية أو العاطفية. ولكن الضرب يتعارض تمامًا مع تحقيق أي منها للطفل، وسوف يجعله يشعر بالخوف وعدم الأمان.
لماذا لا يجب استخدام الضرب في تربية الأطفال؟
لا يجب أبدًا استخدام الضرب لتربية الأطفال نظرًا لعواقبه الكبيرة، وذلك مثل:
التعرّض للإساءة
واحدة من أكبر سلبيات الضرب في تربية الأطفال هي احتمالية تعرّض الطفل لسوء المعاملة. حيث أن الطفل لم يعد يستجيب للضرب، وعندها قد تتفاقم سلوكيات الأهل في الضرب من الضرب التأديبي الخفيف إلى الضرب المؤلم والمؤذي، علمًا أن كلاهما مرفوضان تمامًا.
الضرب لا يُحسن السلوك
يعتقد الكثير من الآباء ومقدمي الرعاية أن الضرب يساعد على تحسين سلوك الطفل، ويمنعه من القيام بأي سلوكيات غير صحيحة أو خطيرة. ولكن ذلك خاطئ تمامًا، والطفل المُعنّف يشعر أنه مخطئ في داخله، والذي يظهر في سلوكياته السيئة.
أظهرت الأبحاث أن الصفع يزيد من العدوانية لدى الأطفال الصغار وغير فعال في تغيير سلوكهم غير المرغوب فيه.
النمو غير الصحي
الضرب في تربية الأطفال يرسل رسائل مختلفة للطفل، والتي تؤثر على نموه صحيًا أو نفسيًا بشكل سلبي، ومن الأمثلة عليه:
- قدرة أقل على منع النفس من التصرفات السيئة أو السيطرة عليها.
- الفهم من الضرب أن الوالدين لا يحبون الطفل.
- تدني احترام الذات.
- صعوبات في التكيف الاجتماعي في المدرسة.
- ضعف الأداء الأكاديمي أو التحصيل الدراسي في المدرسة.
- الأفكار حول إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية.
الإصابات الجسدية
من المحتمل للغاية أن يتعرض الطفل لإصابة جسدية خطيرة بسبب الضرب، وبشكلٍ خاص إذا كان الطفل رضيعًا؛ حيث أن مجرد هزه أو دفعه قد يسبب له إصابة جسدية. وتلف في الدماغ، أو ربما الموت.
القوانين
يعتبر الضرب في تربية الأطفال شكل من أشكال انتهاك حقوق الأطفال؛ حيث لا يتم احترام السلامة الجسدية للطفل، ولا كرامته، ولا صحته، أو نموه وتعليمه، كما أنه معاملة غير إنسانية ومهينة للطفل.
الضرر الجسدي غير المباشر
ينتج عن ضرب الطفل لأجل التربية أو التأديب ضعف الصحة العامة للطفل، وفي مراحل لاحقة من حياته، وزيادة احتمالية إصابته في الأمراض التالية:
- السرطانات.
- مشاكل الكحول.
- الصداع النصفي.
- أمراض القلب أو الأوعية الدموية.
- التهاب المفاصل.
- السمنة أو البدانة.
سلبيات الضرب في تربية الأطفال على الوالدين
يؤثر ضرب الأطفال لأجل تربيتهم على الأهل كما يؤثر على الأطفال، وذلك على النحو الآتي:
- شعور الأهل بشكل مسيء نحو النفس.
- الإحساس باليأس أو االعجز لاستخدام الضرب في تأديب الأطفال.
- زيادة احتمالية أن يخاف الأطفال من الأهل بدلًا من احترامهم.
- التقليل من دور الوالدين بصفتهم أشخاص يُمكن الثقة بهم بالنسبة للأطفال.
- زعزعة وضعف العلاقة بين الوالدين والأطفال.
- تعزيز مشاعر الغضب عند الوالدين أو مقدمي الرعاية.
آثار الضرب في تربية الأطفال على المدى الطويل
أظهرت الأبحاث والدراسات أن الضرب يترك ندوبًا نفسية عند الأشخاص تستمر معهم لأوقات طويلة، ومنها:
- معاداة المجتمع أو الأنانية.
- العنف الجسدي في مرحلة المراهقة والبلوغ.
- زيادة مخاطر الإصابة في الاضطرابات النفسية في مراحل لاحقة من حياة الطفل.
- الميل لاستخدام نفس الأسلوب في تربية الأبناء بالمستقبل، وفي التعامل مع الشركاء (الزوج أو الزوجة).
- امتلاك سلوك عدواني أو عنيف في التعامل مع الآخرين.
- احتمالية اتباع السلوكيات الإجرامية المختلف مثل القتل، والاغتصاب.
- ارتفاع مخاطر الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
- مواجهة صعوبة في المشاركة الإيجابية في المدارس.
- ضعف في المهارات التنظيمية.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- المخاطرة بالإصابة في الشره المرضي، والإعاقات الذهنية، والاضطرابات الشخصية.
- مشكلات سلوكية.
تأثير الضرب في تربية الأطفال على الدماغ
أظهرت بعض الأبحاث أن ضرب الطفل لأجل التربية يُغير استجابة دماغ الطفل، ويزيد من إدراك التهديدات أو الاستجابة لها، كما أنه يؤثر على نمو دماغ الطفل، ويؤدي لعواقب دائمة.
ربطت الدراسات بين الضرب وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة النفسية وضعف نمو الدماغ عند الأطفال.
طرق بديلة عن الضرب في تربية الأطفال
بالإمكان تربية الأطفال وتأديبهم بالعديد من الطرق الآمنة أو الفعالة بعيدًا عن الضرب والعنف، ومنها:
التعزيز الإيجابي
يُعد التعزيز الإيجابي من أفضل الطرق في تربية الأطفال، وذلك من خلال مدح السلوكيات المرغوبة والتي يرغب الأهل في أن يكررها الطفل، والتعبير له عن الفخر أو السعادة بهذه التصرفات الجيدة.
تجاهل السلوك السيء
على الرغم من ضرورة تعديل سلوكيات الطفل السيئة ولكن في بعض الأحيان يكون الأفضل تجاهلها؛ حتى لا يتخذها الطفل سلوكًا دائمًا للحصول على ما يرغب به.
على سبيل المثال إذا دخل الطفل في نوبة غضب لأنه يرغب في أخذ الهاتف يجب تجاهله وعدم منحه إياه، ومع مرور الوقت يتعلم الطفل أن نوبة الغضب لن تساعده في الحصول على ما يرغب به.
العقاب
يُستحسن دائمًا وضع قواعد ثابتة للسلوكيات الجيدة في المنزل، وعقاب للسلوكيات غير المرغوب بها، ويُنصح في وضع الطفل بعيدًا للقليل من الوقت (دقيقة واحدة لكل سنة من عمره) عندما يتصرف بطريقة غير جيدة، مع توضيح أسباب العقاب.
أفضل ما يُمكن للآباء فعله هو التصرف بطريقة صحيحة وسليمة مع الطفل؛ حتى يتمكن الطفل من الاقتداء بسلوكيات الأهل الجيدة.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن للكثير من سلوكيات الطفل غير المرغوبة أن يتم تعديلها بشكل أسرية دون الحاجة إلى مساعدة خارجية. ولكن قد تكون بعض السلوكيات خطيرة أو مضرة بالآخرين ولا يستطيع الوالدين حلها بشكل ذاتي. حينها لا بد من اللجوء إلى المعالجة المتخصصة. حيث ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بطلب المساعدة في الحالات التالية:
- إن باءت جميع المحاولات بالفشل.
- إن كنت تشك في مدى حاجة الطفل للمساعدة فهو حقاً بحاجة لذلك.
- تأثير سلوك الطفل على حياته الاجتماعية.
- عدم ملائمة سلوك الطفل مع مرحلته العمرية.
- قيامه بالسلوكيات العدوانية.