سلبيات الضرب في تربية الأطفال

سلبيات الضرب في تربية الأطفال

ربما يُعتقد أن الضرب في تربية الأطفال أصبح أسلوبًا باليًا لا يستخدمه الأهل في الوقت الحالي، إلا أنه من المؤسف معرفة أنه ما زال يستخدم وبشكل واسع بين الآباء، وفي المدارس.[مرجع2]

سلبيات الضرب في تربية الأطفال

هناك سلبيات عديدة لاستخدام أسلوب الضرب لتربية الأطفال، وأبرزها:

تقليد السلوك

غالبًا ما يميل الأطفال لتقليد سلوك الوالدين أو مقدمي الرعاية لهم، ولذلك عند اعتماد الضرب في تربية الأطفال سوف يكتسب الأطفال هذا السلوك باعتباره سلوكًا عاديًا، ويطبقونه على الأطفال الأصغر منهم، وعلى أقرانهم في المدرسة أو خارج المنزل.[مرجع1]

تشوّه الصورة الذاتية

تبدأ الصورة الذاتية بالتشكل عند الطفل من نظرة الآخرين إليه، وعندما يقوم الأهل بضرب الطفل لغايات تربيته أو تأديبه سوف تتشوه صورته الذاتية لنفسه، وتسيطر عليه مشاعر الضعف، والانعزال، وقلة الحيلة.[مرجع1]

مشاكل الغضب الكامنة

عند استخدام الضرب في تربية الأطفال فإن الطفل يشعر بعدم العدالة، وأنه تعرّض للظلم والإذلال، وحتى لو لم يُعبر عن ذلك بشكل واضح وصريح سوف يظهر ذلك في تصرفاته ونوبات غضبه في أوقات لاحقة.[مرجع1]

الذكريات السيئة والصادمة 

بالأغلب يتذكر الناس الصدمات والأحداث السيئة التي حصلت في حياتهم وطفولتهم أكثر من الإيجابية أو الممتعة، لذا عند اتباع الضرب في تربية الأطفال سوف تبقى هذه الذكريات مع الطفل حتى يكبر ويُصبح بالغًا، وربما تحجب الذكريات الإيجابية والممتعة.[مرجع1]

توتر العلاقة بين الوالدين والطفل

يحتاج الطفل لتطوير علاقات وارتباطات آمنة مع الوالدين تعتمد على الفهم المتبادل، والمشاعر الجيدة، وذلك حتى يتمكن الطفل من النمو بشكل جيد، وتنمية مهاراته الاجتماعية، والفكرية، والعاطفية، إلا أن الضرب يتعارض تمامًا مع تحقيق أي منها للطفل، وسوف يجعله يشعر بالخوف وعدم الأمان.[مرجع4]

لماذا لا يجب استخدام الضرب في تربية الأطفال؟ 

لا يجب أبدًا استخدام الضرب لتربية الأطفال نظرًا لعواقبه الكبيرة، وذلك مثل:

التعرّض للإساءة

واحدة من أكبر سلبيات الضرب في تربية الأطفال هي احتمالية تعرّض الطفل لسوء المعاملة؛ حيث أن الطفل لم يعد يستجيب للضرب، وعندها قد تتفاقم سلوكيات الأهل في الضرب من الضرب التأديبي الخفيف إلى الضرب المؤلم والمؤذي، علمًا أن كلاهما مرفوضان تمامًا.[مرجع1]

الضرب لا يُحسن السلوك

يعتقد الكثير من الآباء ومقدمي الرعاية أن الضرب يساعد على تحسين سلوك الطفل، ويمنعه من القيام بأي سلوكيات غير صحيحة أو خطيرة، إلا أن ذلك خاطئ تمامًا، والطفل المُعنّف يشعر أنه مخطئ في داخله، والذي يظهر في سلوكياته السيئة.[مرجع1]

النمو غير الصحي

الضرب في تربية الأطفال يُرسل رسائل مختلفة للأطفال، والتي تؤثر على نموه صحيًا ونفسيًا بشكل سلبي، ومن الأمثلة عليه:[مرجع3]

  • قدرة أقل على منع النفس من التصرفات السيئة أو السيطرة عليها.
  • الفهم من الضرب أن الوالدين لا يحبون الطفل.
  • تدني احترام الذات.
  • صعوبات في التكيف الاجتماعي في المدرسة.
  • ضعف الأداء الأكاديمي والتحصيل الدراسي في المدرسة.
  • الأفكار حول إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية.

الإصابات الجسدية

من المحتمل للغاية أن يتعرض الطفل لإصابة جسدية خطيرة بسبب الضرب، وبشكلٍ خاص إذا كان الطفل رضيعًا؛ حيث أن مجرد هزه أو دفعه قد يسبب له إصابة جسدية، وتلف في الدماغ، وربما الموت.[مرجع4]

القوانين

يُعتبر الضرب في تربية الأطفال شكل من أشكال انتهاك حقوق الأطفال؛ حيث لا يتم احترام السلامة الجسدية للطفل، ولا كرامته، ولا صحته،أو نموه وتعليمه، كما أنه معاملة غير إنسانية ومُهينة للطفل.[مرجع5]

الضرر الجسدي غير المباشر

ينتج عن ضرب الطفل لأجل التربية والتأديب ضعف الصحة العامة للطفل، وفي مراحل لاحقة من حياته، وزيادة احتمالية إصابته في الأمراض التالية:[مرجع5]

  • السرطانات.
  • مشاكل الكحول.
  • الصداع النصفي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • التهاب المفاصل.
  • السُمنة والبدانة.

سلبيات الضرب في تربية الأطفال على الوالدين 

يؤثر ضرب الأطفال لأجل تربيتهم على الأهل كما يؤثر على الأطفال، وذلك على النحو الآتي:[مرجع1]

  • شعور الأهل بشكل مسيء نحو النفس.
  • الإحساس باليأس والعجز لاستخدام الضرب في تأديب الأطفال.
  • زيادة احتمالية أن يخاف الأطفال من الأهل بدلًا من احترامهم.
  • التقليل من دور الوالدين بصفتهم أشخاص يُمكن الثقة بهم بالنسبة للأطفال.
  • زعزعة وضعف العلاقة بين الوالدين والأطفال.
  • تعزيز مشاعر الغضب عند الوالدين أو مقدمي الرعاية.

آثار الضرب في تربية الأطفال على المدى الطويل

أظهرت الأبحاث والدراسات أن الضرب يترك ندوبًا نفسية عند الأشخاص تستمر معهم لأوقات طويلة، ومنها:[مرجع1][مرجع2]

  • معاداة المجتمع والأنانية.
  • العنف الجسدي في مرحلة المراهقة والبلوغ.
  • زيادة مخاطر الإصابة في الاضطرابات النفسية في مراحل لاحقة من حياة الطفل.
  • الميل لاستخدام نفس الأسلوب في تربية الأبناء بالمستقبل، وفي التعامل مع الشركاء (الزوج/الزوجة).
  • امتلاك سلوك عدواني وعنيف في التعامل مع الآخرين.
  • احتمالية اتباع السلوكيات الإجرامية المختلف مثل القتل، والاغتصاب.
  • ارتفاع مخاطر الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل القلق، والاكتئاب.
  • مواجهة صعوبة في المشاركة الإيجابية في المدارس.
  • ضعف في المهارات التنظيمية.
  • تعاطي المخدرات والكحول.[مرجع3]
  • المخاطرة بالإصابة في الشره المرضي، والإعاقات الذهنية، والاضطرابات الشخصية.[مرجع3]
  • مشكلات سلوكية.[مرجع4]

تأثير الضرب في تربية الأطفال على الدماغ

أظهرت بعض الأبحاث أن ضرب الطفل لأجل التربية يُغير استجابة دماغ الطفل، ويزيد من إدراك التهديدات، والاستجابة لها، كما أنه يؤثر على نمو دماغ الطفل، ويؤدي لعواقب دائمة.[مرجع2]

طرق بديلة عن الضرب في تربية الأطفال

بالإمكان تربية الأطفال وتأديبهم بالعديد من الطرق الآمنة والفعالة بعيدًا عن الضرب والعنف، ومنها:

القدوة الحسنة

أفضل ما يُمكن للآباء فعله هو التصرف بطريقة صحيحة وسليمة مع الطفل؛ حتى يتمكن الطفل من الاقتداء بسلوكيات الأهل الجيدة.[مرجع6]

التعزيز الإيجابي

يُعد التعزيز الإيجابي من أفضل الطرق في تربية الأطفال، وذلك من خلال مدح السلوكيات المرغوبة والتي يرغب الأهل في أن يكررها الطفل، والتعبير له عن الفخر والسعادة بهذه التصرفات الجيدة.[مرجع6]

تجاهل السلوك السيء

على الرغم من ضرورة تعديل سلوكيات الطفل السيئة إلا أنه في بعض الأحيان يكون الأفضل تجاهلها؛ حتى لا يتخذها الطفل سلوكًا دائمًا للحصول على ما يرغب به، على سبيل المثال إذا دخل الطفل في نوبة غضب لأنه يرغب في أخذ التابلت يجب تجاهله وعدم منحه إياه، ومع مرور الوقت يتعلم الطفل أن نوبة الغضب لن تساعده في الحصول على ما يرغب به.[مرجع6]

العقاب

يُستحسن دائمًا وضع قواعد ثابتة للسلوكيات الجيدة في المنزل، وعقاب للسلوكيات غير المرغوب بها، ويُنصح في وضع الطفل بعيدًا للقليل من الوقت (دقيقة واحدة لكل سنة من عمره) عندما يتصرف بطريقة غير جيدة، مع توضيح أسباب العقاب.[مرجع6]

ابدأ العلاج
بسرية وخصوصية تامة