ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من الاعتقاد الشائع أن الخوف مكانه في الدماغ، إلا أن من يشعر به يجد أن للخوف تأثيرات جسدية كبيرة. فمثلاً ألم البطن الذي يعاني منه الشخص في هذه الأثناء قد يكون بسبب الخوف، لذلك إن كنت متأكد من ذلك فاسعى إلى علاج أعراضك من خلال علاج خوفك.
ما هو الخوف في البطن؟
الخوف في البطن أو المعدة العصبية هي مرض يصيب المعدة والأمعاء بسبب التوتر والخوف، حيث يتغير توازن الحموضة داخل الجهاز الهضمي لتصبح المعدة أكثر حمضية. ومن ثم تقليل حركة الأمعاء والتي يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى اضطرابات أخرى.
وفي هذه الأثناء قد يشعر الشخص بمجموعة من الأعراض التالية:
- عسر الهضم.
- تقلصات مؤلمة في المعدة.
- اضطراب في المعدة يؤدي إلى القيء أو الإسهال أو الإمساك.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالجوع بشكل غير طبيعي.
- الشعور بالغثيان.
- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي (IBS).
- الإصابة بالقرحة الهضمية.
- تقلصات المعدة.
- عسر الهضم.
- وجود غازات مؤلمة.
- الشعور بزيادة الحاجة إلى الدخول إلى الحمام.
قد يبدو من الطبيعي الشعور بمثل هذه الأعراض بين الحين والآخر، لكن من غير الطبيعي استمرار الحياة بهذا الشكل. كما أن عدم علاج الحالة قد يؤدي إلى المشكلات التالية.
مضاعفات ترك الخوف في البطن دون علاج
لا يتوقف الأمر على الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص في هذه الحالة، بل يمتد الأمر إلى تأثيرات نفسية أكثر حدة. فمثلاً:
- تسبب هذه الأوجاع والأعراض قلقاً متزايداً، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية.
- الخوف من الخروج من المنزل والتعرض للمواقف المحرجة بسبب الغازات أو الرغبة المتكررة في دخول الحمام.
- الخوف من تناول أصناف طعام كثيرة لكي لا تصاب بتقلصات المعدة أو عسر في الهضم.
- تأثر الحياة الاجتماعية بسبب تقييد حركتك ومشاركتك بالأنشطة، مما قد ينتج عنه الشعور بالوحدة.
إن تقبلك لمشاكل معدتك يقلل من قلقك ويحد من أعراضك. القلق بشأن معدتك يزيد الأعراض سوءاً.
استراتيجيات لعلاج الخوف في البطن
على الرغم من عدم القدرة على التحكم بالمواقف الحياتية ومدى التعرض للتوتر والخوف، إلا أن هناك الكثير مما يمكنك القيام به للمساعدة في علاج الخوف وبالتالي التقليل من أعراض البطن المزعجة التي تعاني منها.
فمثلاً قم بتجربة:
- تنفس بعمق: لن يأخذ منك الأمر الكثير من الوقت، فقط قم بممارسة أياً من تمارين التنفس لمدة دقيقة واحدة كل ساعتين لتشعر بالتحسن الفوري. حاول أن لا تلهيك المهام التي تقوم بها، فصحتك الجسدية والنفسية هي الأساس.
- ضع المزيد من الحدود: إن تحمل المسؤوليات الإضافية من شأنه الشعور بالمزيد من التوتر وبالتالي التعرض للأعراض المزعجة في بطنك. حاول تعلم متى وكيف تقول “لا” والتوقف عن القيام بإرضاء الجميع.
- مارس التمارين الرياضية: الرياضة لها دور فعّال في الحد من المشاعر السلبية مثل التوتر المتراكم والخوف، حيث أنها تزيد من مستويات الإندورفين في الدماغ مما ينعكس إيجاباً على حالتك النفسية والجسدية.
- ركز على ما يمكنك التحكم به: لا يمكنك التحكم في جميع الأمور، لكنك تستطيع اختيار الطريقة التي تتعامل فيها مع مشكلاتك.
- مارس تمارين الاسترخاء: قم بتجربة اليوغا أو التأمل أو التصور الموجه. هناك الكثير من تمارين الاسترخاء التي تعمل على تقليل التوتر والخوف، وبالتالي المساهمة في علاج أعراض البطن المزعجة.
- انتبه لما تأكله: صحيح أن هناك أطعمة تسبب المزيد من آلام البطن، إلا أن هناك أطعمة قد تزيد من التوتر والقلق يجب الابتعاد عنها في حالتك هذه. حاول استبدال الأطعمة ذات التأثيرات السلبية بأخرى، فمثلاً تناول الشوكولاتة الداكنة.
- استخدم العلاجات العشبية: هناك الكثير من الأعشاب التي تساعد في الحد من التوتر والقلق. فمثلاً يمكنك إعداد كوب من شاي البابونج أو منقوع الزنجبيل.
- حسن صحة أمعائك: تعتبر الأمعاء الدماغ الثاني في الجسم، حيث يتم إنتاج الكثير من السيروتونين فيها. لذلك اهتم بصحتها من خلال تناول ما هو جيد لها مثل الأطعمة الغنية بالألياف.
للزنجبيل الكثير من الفوائد للجهاز الهضمي، حيث أنه يبقيه يعمل بكفاءة عالية. يمكنك إعداد حلوى أو شاي أو حتى تناوله مباشرة.
نصائح غذائية لعلاج الخوف في البطن
تذكر جيداً، ما تأكله يؤثر مباشرة على حالة جهازك الهضمي، خاصة إن كنت تعاني من أعراض الخوف في البطن فلا بد أن تزيد من تركيزك على الأمور التالية:
- تجنب الأطعمة الحارة والحمضية، لأنها تؤدي إلى زيادة الأحماض في المعدة.
- ابتعد عن الأطعمة الدهنية والمشوية، لأنها صعبة الهضم وتبقى لفترة طويلة داخل المعدة، مما ينتج عنها المزيد من الغازات والشعور بالانتفاخ.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل الشاي والقهوة، لأنها تؤدي إلى زيادة الأحماض في المعدة.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والمشروبات المخمرة، لأنها أيضاً تؤدي إلى زيادة مستويات الأحماض في المعدة.
وعلى الرغم من جميع النصائح والاستراتيجيات السابقة، قد يبقى الشخص يعاني من الأعراض المزعجة في جهازه الهضمي. في هذه الحالة يجب القلق ومراجعة الطبيب المتخصص خاصة في الحالات الموضحة تالياً.
متى يجب القلق بشأن أعراض البطن المزعجة؟
إن كنت فعلاً قد استطعت التحكم وإدارة توترك وخوفك بالشكل المناسب ولا تزال الأعراض لديك مستمرة أو تفاقمت، فأنت بتأكيد بحاجة إلى استشارة طبيب متخصص في أقرب وقت.
وتشمل الأعراض التي يجب عدم التقليل من شأنها في هذه الحالة:
- فقدان الشهية، وما يتبعه من فقدان الوزن غير المبرر.
- القيء الدموي.
- ملاحظة أن البراز أصبح باللون الأسود أو دموي.
- أو حال كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجهاز الهضمي.
إن ترك الأمر دون معالجة لفترة طويلة أو تركه ليصبح مزمناً، قد يؤدي إلى حالة أكثر خطورة مما تعتقد.
كلمة من عرب ثيرابي
مع كل الاحتياطات والنصائح السابقة، فإن الشعور بأعراض الخوف في البطن من الأمور الطبيعية في حال حدوثها بين الحين والآخر. حيث لا يمكن منع التعرض للتوتر والارتباك والخوف في الحياة اليومية.
لكن إن كانت هذه الأعراض مستمرة فهي غالباً ما تؤثر على قدرتك على ممارسة حياتك اليومية بالشكل الطبيعي. لذلك لا بد من الحصول على الاستشارة الطبية في أقرب وقت لمعرفة ما إذا كان الأمر مرتبطاً بحالة مرضية.
وإن كان غير ذلك، فإن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي على استعداد تام لتقديم المساعدة المتخصصة التي تحتاجها للتعامل مع توترك وخوفك.