من الطبيعي أن يشعر الشخص بالإحباط والقلق بين الحين والآخر، ولكن الاستمرار بالشعور بهذه الطريقة ربما يدل على الألم العاطفي أو الإجهاد العاطفي، والذي لا يجب الاستهانة به أبدًا.[مرجع1]
ما هو الألم العاطفي؟
هو الألم أو الأذى الذي ينشأ من مصادر غير جسدية، وغالبًا ما ينتُج من تصرفات الآخرين أو الحزن والخسارة، أو مشاكل الصحة النفسية، ويُعرف أيضًا باسم الإجهاد العاطفي، أو الألم النفسي.[مرجع3]
أسباب الألم العاطفي
هناك العديد من الأسباب المحتملة خلف الألم أو الإجهاد العاطفي:
الحزن
الحُزن عاطفة طبيعية مرتبطة بالخسارة وخيبة الأمل، ولكن إذا لم تتلاشى مع مرور الوقت قد تشير للألم العاطفي.[مرجع3]
الغضب المكبوت
عندما يغضب الشخص فإن الجسم يُفرز هرمون الأدرينالين الذي يزيد من توتر العضلات ويسرع التنفس، وهو جزء من استجابة الكر والفر، وفي حال لم يتم إدارة الغضب بالوقت المناسب يُمكن أن تؤثر على الإجهاد العاطفي.[مرجع3]
القلق
الخوف والقلق أيضًا من أسباب إفراز الأدرينالين، والذي ينتج عنه عدم القدرة على الحركة، أو الجفلة بسهولة، أو عدم القدرة على الاسترخاء، والتي بدورها تساهم في الإجهاد والألم العاطفي.[مرجع3]
العار والذنب
غالبًا ما يؤدي الشعور بالخجل والذنب إلى الشعور بألم المعدة، ومن الشائع بين الأشخاص المدمنين الميل للسرية التي تزيد من الوضع سوءًا، وفي حال لم يتم التعامل معها قد تؤدي لظهور أعراض جسدية.[مرجع3]
علامات الألم العاطفي
يوجد مجموعة من العلامات التي تدل على أن الشخص لديه ألم عاطفي، ومنها:[مرجع1][مرجع2]
- اضطرابات النوم حيث يختلف نوم الشخص ويصبح كثيرًا أو قليلًا.
- تقلبات كبيرة في الوزن، وتغير في أنماط الأكل.
- فقدان أو اكتساب الوزن دون أي تغيير في النظام الغذائي أو الرياضي.
- الإرهاق والتعب الجسدي غير المبرر وليس له أي سبب واضح.
- صعوبة في التحكم بالأعصاب، ونوبات الغضب المفاجئة.
- السلوكيات القهرية مثل تكرار غسل اليدين، أو لمس الأشياء، أو التحقق من الموقد والمكواة باستمرار.
- الوساوس والأفكار القَلِقة بشكل متكرر.
- التعب المُزمن وقلة الطاقة.
- مواجهة مشكلات في الذاكرة والكثير من التداخلات بها.
- الابتعاد عن النشاط الاجتماعي، وتفضيل العزلة.
- التوقف عن ممارسة الأنشطة التي اعتاد الشخص الاستمتاع بها.
- فقدان الرغبة الجنسية، وعدم الاستمتاع بأي نشاط جنسي.
- التقلبات المزاجية الكبيرة، والسلوكيات السيئة التي ترتبط به.
- الشعور بالعجز أو اليأس، والشعور بالذنب.
- الإفراط في التدخين، أو تعاطي الكحول والمخدرات.
- القلق كثيرًا.
- التفكير في إيذاء النفس أو إيذاء أشخاص آخرين.
- صعوبات في إعادة التكيف مع المنزل أو الحياة العملية.
تأثير الألم العاطفي
يُمكن أن يؤثر الإجهاد العاطفي على مشاعر وسلوكيات الشخص من نواحي عديدة، وذلك مثل:[مرجع3]
- الإسهال.
- الدوخة.
- الصداع.
- آلام العضلات وخاصة في الرقبة.
- الغثيان.
- الألم في الذراعين والساقين.
- ألم في المعدة، واضطرابات الجهاز الهضمي.
- العدوان والعنف.
- تعاطي الكحول والمخدرات.
- محاولات الانتحار، أو الأفكار الانتحارية، وإيذاء النفس.
- السلوكيات القهرية مثل التسوق، والقمار، وإدمان الجنس.
- اضطرابات الأكل.
- السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
كيفية التعامل مع الألم العاطفي
مجموعة من الطرق المتنوعة التي تساعد بالتعامل مع أي ألم أو توتر عاطفي:
الاسترخاء
يجب الحصول على بعض الوقت للاسترخاء والعناية بالنفس، ويُستحسن تخصيص 15 دقيقة على الأقل يوميًا للاسترخاء في أي طريقة يراها الشخص مناسبة، وذلك مثل:[مرجع4]
- قراءة كتاب هادئ.
- الاستماع إلى القرآن، أو الترانيم، أو الموسيقى الهادئة.
- الاستماع إلى الأصوات الطبيعية التي تدعو للاسترخاء مثل صوت المطر.
- المشي وممارسة تمارين اليوجا في الهواء الطلق.
- الرقص على أنغام الموسيقى أو الأغنية المفضلة.
- الاستمتاع في حمام هادئ ودافئ.
- الجلوس في مكان هادئ، وإغلاق العينين، والاستمتاع بالهدوء.
- إشعال شمعة معطرة.
تمارين اليقظة
أحد الأمور التي تساعد في التعامل مع الألم العاطفي هي ممارسة تمارين اليقظة التي تساعد على كيفية تركيز الانتباه وزيادة الوعي، والتي تساعد الشخص على:[مرجع4]
- الشعور بالتغيرات الجسدية التي تحدث استجابة للمشاعر والعواطف المتغيرة.
- تعلم كيفية إدارة التوتر بشكل أفضل.
- معرفة تأثير المشاعر والعواطف على الجسد.
- تعزيز تركيز العقل على أمر معين.
- معرفة الأمور التي تساعد الشخص على الشعور بالهدوء والاسترخاء.
تشتيت العقل
عند مواجهة محفزات الإجهاد والألم العاطفي يُفضل تشتيت العقل والتركيز على شيء آخر مثل:[مرجع4]
- مشاهدة فيلم مضحك.
- لعب لعبة ممتعة.
- الانخراط في ممارسة هواية مفضلة مثل الرسم، أو التصوير.
- اللعب مع الحيوانات الأليفة.
- التطوع لمساعدة الأشخاص الآخرين.
- قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يشعر الشخص معهم بالسعادة.
كتابة اليوميات
هي عبارة عن كتابة وتدوين الأفكار والمشاعر حتى يتمكن الشخص من فهمها بشكل أفضل وأوضح، وتساعد على تهدئة الأفكار والانتباه حول ما يجري في حياة الشخص، والمشاعر والأفكار حول كل منها.[مرجع4]
طرق التخلص من الألم العاطفي
يُمكن اتباع أحد الطرق التالية للمساعدة في التغلب على الألم والإجهاد العاطفي:
التأمل
يُعتبر التأمل طريقة لإعادة توجيه الأفكار من خلال اختيار الأمور التي يجب التفكير بها مثل الأفكار الإيجابية، والذكريات الدافئة والمريحة، والتي بدورها تساعد على التحكم بالمشاعر، وتقليل الألم العاطفي.[مرجع4]
التركيز على جودة النوم
النوم المتوتر وغير الجيد لا يساعد أبدًا على التخلص من الإجهاد والتوتر العاطفي، ولذلك يُنصح بالنوم جيدًا حسب الآتي:[مرجع5]
- الذهاب للنوم والاستيقاظ كل يوم في نفس الموعد؛ للمساعدة على ضبط الساعة البيولوجية للجسم.
- الحرص على الحصول على 7-8 ساعات ليلًا كل يوم.
- المحافظة على جدول النوم ثابتًا قدر الإمكان.
- خلق روتين مريح قبل النوم مثل أخذ حمام دافئ، أو شرب كوب من الشاي الدافئ.
- محاولة الحصول على كميات جيدة من ضوء الشمس خلال النهار.
- تخفيف الأضواء في المساء لتعزيز إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون النوم الطبيعي.
- تجنب استخدام أي أجهزة إلكترونية قبل ساعة من موعد النوم؛ لأن الضوء الأزرق للشاشة يُنبه العقل.
الزيوت العطرية
تساعد الزيوت العطرية على تحفيز أجزاء في الدماغ مسؤولة عن استرجاع الذاكرة والعواطف، كما أنها تساعد على تنظيم معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والاستجابة الهضمية، وغيرها، ومن الزيوت العطرية التي تساعد في تقليل الإجهاد العاطفي:[مرجع5]
- اللافندر.
- يلانج يلانج.
- البرغموت.
- البخور.
- خشب الصندل.
- البابونج.
- الباتشولي.
تناول الأعشاب
بعض أنواع الأعشاب تساعد بشكل كبير على تقليل التوتر والضغط، وتنظيم المشاعر، ومنها:[مرجع5]
- النعناع.
- الجينسنغ.
- اللافندر.
- بلسم الليمون.
- زهرة الآلام.
- الشاي الأخضر.
علاج الألم العاطفي
في بعض الأحيان إذا ما كان الإجهاد العاطفي شديد ويؤثر على صحة الشخص وحياته اليومية يُنصح بالحصول على العلاج مثل:[مرجع3]
- العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على استبدال الأفكار والعواطف السلبية بأخرى إيجابية.
- الأدوية: التي تستخدم لعلاج أعراض معينة مثل مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق.
- العلاجات البديلة: مثل الوخز بالإبر، واليوجا، والارتجاع البيولوجي، والتنويم المغناطيسي، وغيرها.