بالإضافة إلى التحديات الجسدية غالبًا ما يكون تأثير السمنة على الصحة النفسية كبيرًا؛
حيث أن العلاقة بين السمنة والصحة النفسية معقدًا قليلًا، ويشكل كل منهما حواجز علاجية للآخر.[مرجع1]
تأثير السمنة على الصحة النفسية
ربطت أبحاث السمنة مع تفاقم الاكتئاب الشديد، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب الهلع أو رهاب الخلاء،
وقد وجدت إحدى الدراسات أن البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالاكتئاب على مدى الحياة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من السمنة.[مرجع1]
والسُمنة تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي قد تؤثر بشكل أكبر على الصحة النفسية،[مرجع4]
كما أن السمنة قد تؤدي للإصابة ببعض الأمراض الجسدية مثل السكري، والتي بدورها تزيد الشهية لتناول الأكل.[مرجع2]
كيف تؤثر السمنة على الصحة النفسية؟
هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا في تأثير السمنة على الصحة النفسية، ومنها:[مرجع1]
جودة الحياة
غالبًا ما يواجه الرجال والنساء الذين يعانون من السمنة مشاكل تتعلق بالأداء البدني والمهني بسبب الحجم والأمراض المزمنة، أو الألم المزمن الذي يتم ربطه بشكل مباشر في الاكتئاب،
وعدم القدرة الجسدية على فعل الأشياء التي يحبها الشخص قد تؤدي لشعوره بالعزلة الاجتماعية والوحدة،
وقد لا يستطيع المشاركة في بعض الأنشطة مثل:
- حضور الأحداث الممتعة.
- السفر.
- زيارة الأصدقاء أو العائلة.
التحيز في الوزن
أحد أكبر التحديات التي يواجهها أي شخص يعاني مشاكل الوزن هو وجهات النظر السلبية للمجتمع حول السمنة، والتحيز في الوزن، وهو الصور النمطية والمواقف التي تحدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على أنهم غير جذابين وكسولين أو غير منضبطين،
ولكن هذه المفاهيم على الرغم من انتشارها بشكل واسع إلا أنها خاطئة، وتؤدي لسلوكيات التمييز، مما يؤثر على احترام الشخص لذاته، ويحد من فرص العمل المتاحة له، ويقلل من جودة الرعاية الصحية التي يتلقاها.
صورة الجسم السيئة
بسبب التحيز في الوزن الشخص المصاب بالسمنة يطوّر صورة جسم سيئة، والتي بدورها تجعل الشخص يشعر بالحرج من وزنه، ولا يكون راضيًا عن نفسه،
والذي بدوره قد يجعل الشخص الذي يعاني من السمنة يقلق من الأحكام التي تُطلق عليه من الآخرين بناءً على مظهره.
القضايا الصحية
تشير الأبحاث إلى أن زيادة الدهون في الجسم وعادات الأكل السيئة تزيد من علامات الالتهاب،
والالتهاب الشديد يزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب، و يلعب دورًا في صحة الجهاز المناعي.
كيف تؤثر الصحة النفسية على السمنة؟
السمنة قد تكون أحد الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة لإدارة مشكلات الصحة النفسية؛ حيث يمكنها أن تسبب زيادة الشهية أو الخمول الشديد، والتي بدورها تؤثر بشكل كبير على زيادة الوزن غير المرغوب به،[مرجع2]
على سبيل المثال:
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، المرضى الذين لديهم تاريخ من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لديهم فرصة أكبر للإصابة بالسمنة.[مرجع4]
العلاقة بين الاكتئاب والسمنة
على الرغم من وجود عدد من المتغيرات التي يمكن أن تؤثر على العلاقة بين الاكتئاب والسمنة وجدت بعض الأبحاث والدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة تزيد لديهم مخاطر الإصابة بالاكتئاب مع مرور الوقت
بنسبة تصل إلى 55٪، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب معرضون لخطر الإصابة بالسمنة بنسبة 58٪.[مرجع2]
ما الذي يجب معالجته أولًا السمنة أو الاضطراب النفسي؟
كلاهما مرتبطان معًا بشكل معقد، والإصابة بأحدهما لا يعني حتمية الإصابة بالآخر، ولذلك يجب العمل على علاج السمنة والاضطراب النفسي الذي يعاني منه الشخص معًا، إلا لو كان معروفًا أيهما كان السبب للآخر.[مرجع3]
حالات الصحة النفسية المرتبطة بالسمنة
ترتبط السمنة بزيادة مخاطر الإصابة ببعض اضطرابات الصحة النفسية، ومنها:[مرجع5]
اضطرابات القلق
من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابين بالسمنة من اضطرابات القلق، ويعتقد أن ذلك يحصل بسبب التعرّض للتمييز من الوزن أو نظرة المجتمع المختلفة.
الاضطراب ثنائي القطب
هو نوع من اضطرابات المزاج التي تتضمن نوبات الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب،
وعلى الرغم من أن الأسباب التي تخلق علاقة بين الاضطراب ثنائي القطب والوزن غير معروفة بعد، ولكن يعتقد أن الرابط بينهما أحد الآتية:
- قد يلجأ الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب إلى الطعام كطريقة للتعامل مع الضيق، وبالتالي زيادة الوزن.
- الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب مثل مثبتات الحالة المزاجية يمكن أن تسبب آثارًا جانبية مثل زيادة الشهية وزيادة الوزن.
اضطرابات الأكل
يساهم التركيز المفرط على فقدان الوزن والخوف من السمنة على اتباع نظام غذائي مقيد،
والذي بدوره يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل،ويعتقد بعض الباحثين أن اتباع نظام غذائي لانقاص الوزن قد تكون مخاطره أكبر من فوائده.