Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين

الحزن الصامت | أعراضه وطرق التخلص من ألمه

نمر جميعنا بمواقف تسبب لنا الشعور بالحزن والألم، فمثلاً فقدان أحد المقربين أو التعرض للخسارة تسبب هذه المشاعر السلبية. لكن تبقى طريقة تعاملنا مع هذه المشاعر هي الأساسي في تجاوزنا للأمر. ففي الوقت الذي يعبر البعض عن مشاعر الحزن بشتى الطرق، قد يبقى البعض الآخر صامت.

تعرف على كيفية التعرف على هذا الحزن وأفضل الطرق لتجاوزه.

 

ماذا يعني الحزن الصامت؟

عندما يشعر الشخص بأن المحيطين به لن يتقبلوا ألمه أو عندما يرى أنه بحاجة إلى تحمل ألمه بمفرده وبمعزل عن الآخرين، فإن هذا ما يسمى الحزن الصامت. ويمكن أن يحدث هذا النوع من الحزن لأسباب كثيرة.

أسباب عدم إبداء الحزن

من الأسباب الكامنة وراء عدم إبداء الشخص لمشاعر الحزن التي يمتلكها أو إخفائها عن الآخرين:

  • عندما لا ينظر الآخرين للخسارة أو الموقف على أنه كبير أو مهم.
  • في حال عدم الاعتراف بأن هذا الموقف مؤلم أو أنه شيء يمكن الحديث عنه.
  • في حال التشكيك في مدى صدق الموقف.
  • وصمة العار التي ترافق بعض المواقف.
  • حكم الآخرين على طريقة التي يبدي فيها الشخص حزنه، والنظر على أنها مبالغ بها.
  • النظر إلى الشخص الحزين أنه لا يستحق أن يحزن.

عوامل تحدد طريقة حزننا

بالإضافة إلى ذلك، فإن عوامل شخصية كثيرة تؤثر على كيفية شعور الشخص وإبداء حزنه، لذلك نرى أن كل شخص يظهر حزنه بطريقته الخاصة. ومن ضمن هذه العوامل:

  • تجارب الطفولة.
  • أسلوب الارتباط (الطرق التي نتواصل بها مع الآخرين ونتفاعل معهم).
  • أنواع العلاقات التي نقيمها تساهم في الطرق التي نحزن بها ونحزن عليها.
  • الثقافة والأعراف المجتمعية، حيث أن البيئة المحيطة تلعب دوراً مهماً في تحديد كيفية التعبير عن الحزن وفي الظروف المقبولة وغير المقبولة التي يمكن أن نحزن فيها.

الأشخاص الذين يعانون من الحزن الصامت معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب الحزن المطول بسبب نقص الدعم والتواصل الاجتماعي.

هل تجد صعوبة في التعرف على ما إذا كنت تعاني من مشاعر الحزن، تابع القراءة وتعرف معنا على أعراض امتلاكك لهذه المشاعر.

 

كيف يمكن الاستدلال على الحزن الصامت؟

في بعض الأحيان يكون الشخص مضطراً للحزن بشكل صامت، مما يجعل التعرف على الحزن في نفسك أو لدى الآخرين عملية صعبة. 

وعلى الرغم من ذلك، يمكن الاستدلال على الحزن الصامت من خلال مجموعة العلامات والأعراض التالية:

  • امتلاك مشاعر الحزن الداخلي.
  • الانفعال والغضب.
  • الشعور بالذنب.
  • الانسحاب من الآخرين أو الدخول في عزلة.
  • الشعور بالقلق المفرط.
  • الشعور بالعار.
  • اضطراب نمط النوم أو حدوث أرق.
  • الإفراط في تناول الكحول أو اللجوء إلى تعاطي المخدرات.
  • الشعور بالخدر العاطفي.

يميل الأشخاص الذين يحزنون بشكل صامت إلى عزل أنفسهم. مما يضاعف من شعورهم بالوحدة خاصة في حال كان الحزن ناتج عن فقدان أحد المقربين.

 

أمثلة على الحزن الصامت

هناك الكثير من الأمور المؤلمة التي لا تتقبلها البيئة المحيطة أو المجتمع سواء كانت متعلقة بوفاة أو أنواع أخرى من الخسائر. ومع ذلك فهي تسبب للشخص الكثير من الحزن مما يضطره إلى التعامل معه بشكل صامت. من هذه المواقف:

  • فقدان الحيوانات الأليفة.
  • وفاة شخص كان في السجن.
  • فقدان الحمل (الإجهاض أو ولادة طفل ميت).
  • وفاة شخص لا يعتبر في علاقة مناسبة أو مقبولة للمجتمع. كما هو الحال في حالة وجود علاقة غرامية.
  • وفاة الزوج السابق.
  • تشخيص المرض المزمن لديك أو لدى أحد أفراد أسرتك، بما في ذلك مرض الصحة الجسدية أو النفسية.
  • تشخيص الإصابة بالإعاقة دائمة.
  • فقدان الوظيفة.

    من الجيد أن تعلم أن ألمك بسبب حزنك يمكنك التخلص منه أو التقليل من حدته من خلال مجموعة من الاستراتيجيات المفيدة.

     

    معالجة آلام الحزن الصامت

    إن كنت تعاني من الحزن الصامت، فأنت غالباً تجد صعوبة في التعامل مع مشاعرك، مما يؤدي إلى تكثيف الأفكار والمشاعر السلبية. ومن ثم اختيار أساليب غير صحية للتعامل مع ما بداخلك.

    بدلاً من ذلك، قم بتجربة النصائح التالية لمعالجة مشاعر الألم في هذه الأثناء:

    البحث عن طريقة مناسبة للتعبير عن المشاعر

    في حالة وفاة الأشخاص المقربين، فإن الطقوس المتبعة في الجنازة غالباً ما تسعد في التعبير عما تشعر به من حزن. لكن إن كنت من ضمن الأشخاص الذين يخفون حزنهم فقد تجد صعوبة في الأمر.

    لذلك، يمكنك القيام بإحدى الأفكار التالية التي تعبر بها عن مشاعرك:

    • كتابة رسالة إلى الشخص لتوديع المتوفي.
    • زراعة شجرة تخليداً للذكرى.
    • تشغيل الأغاني التي كانت مفضلة لدى الشخص.
    • إنشاء ألبوم من الصور والذكريات التي تمت مشاركتها فيما مضى.
    • تخصيص بعض الوقت لفهم كيف قد يرغب هذا الشخص في أن يتم تذكره.

    ما أن تبدأ في التعبير عن مشاعر حزنك، حتى تجد نفسك قد بدأت في رحلة التعافي النفسي والعودة للحياة من جديد.

    طلب الدعم من الأشخاص المتفهمين

    على الرغم من أنك تظن أن الأشخاص المحيطين بك لا يقدرون مدى حزنك، لكن تأكد أن هناك ما يشعر بك. إن وجدت هؤلاء الأشخاص فاغتنم الفرصة وعبر عن مشاعرك بالطريقة الصحيحة.

    إن لم تجد من يمكنك الاعتماد عليهم ممن حولك، فهناك الكثير من مجموعات الدعم النفسي المتخصصة بالحزن والفجيعة. غالباً ما ستجد الدعم النفسي الذي تحتاجه في هذه الأثناء، كما يمكنك الاستفادة من تجارب الآخرين في التعامل مع المشاعر أو تفريغها بطرق تناسبك، ومن ثم البدء في التعافي.

    يكفي التحدث مع الآخرين عن مشاعرنا للتقليل من الشعور بالضغط النفسي

    طلب المساعدة النفسية المتخصصة

    بسبب حكم الآخرين فأنت لا تتحدث عن مشاعرك معهم، هذا قد يكون عذراً مقنعاً. لكن تأكد الأخصائي النفسي لن يقوم بالحكم عليك، هو فقد سيوفر مكاناً آمناً للحديث بحرية، بالإضافة إلى تعليمك أفضل الطرق للتعامل مع مشاعرك.

    بالإضافة إلى ذلك، يساعدك الأخصائي النفسي في اكتشاف أي مشكلات نفسية قد تكون سبباً في تعاملك مع مشاعرك بهذه الطريقة، أو ما دلالات عدم ثقتك بالآخرين أو الحديث معهم عما تشعر به.

     

    كلمة من عرب ثيرابي

    أنت بحاجة إلى الاعتراف بحزنك أو حزن الآخرين، مما يسمح بالتعامل مع المواقف بطرق أكثر فاعلية وتقلل من تأثيراتها السلبية على الحالة النفسية.

    حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن عدم الاعتراف الشخص بهذا الحزن قد ينتج عنه:

    • الشعور بالألم الداخلي غير المبرر.
    • كتمان المشاعر والشعور بالكبت الداخلي.
    • عدم معرفة الشخص بحقيقة ما يمر به بسبب عدم اعترافه أساساً بحزنه لنفسه.
    • اتباع أساليب غير صحية للتعامل مع المشاعر غير المكتشفة.
    • عدم طلب المساعدة المتخصصة في الوقت المناسب.