ما ستجده في هذا المقال:
يعد التغلب على الخوف من العلاج النفسي خطوة جوهرية نحو تحسين جودة حياتنا النفسية أو العاطفية. والبحث عن المساعدة النفسية خطوة شجاعة. ولذلك نجيب عن سؤال كيف يمكن التغلب على الخوف من العلاج النفسي؟
ما هو الخوف من العلاج النفسي؟
يعد العلاج النفسي شكلًا فعالًا من أشكال العلاج (Therapy) والذي يمكن أن يؤدي إلى رؤى وتغييرات دائمة. وعلى الرغم من قدرته المثبتة على علاج الأمراض النفسية، إلا أنه ليس من غير المألوف أن يتجنب الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض الذهاب إلى العلاج.
وهناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الناس يتجنبون العلاج أو تلقي الدعم (Support). ومن المهم أن تدرك أن هذه المشاعر طبيعية تمامًا وأنك قادر على تهدئة هذه المخاوف للحصول على المساعدة التي تحتاجها.
يتمثل دور المعالج النفسي في علاج الصحة النفسية في تقديم فهم متعاطف ثم الاستماع دون إصدار أحكام بأي شكل من الأشكال.
كيف يمكن التغلب على الخوف من العلاج النفسي؟
يمكنك تجربة الطرق التالية:
- تذكر دائمًا أنه يمكنك أن تتحكم في ما تقرر الانفتاح بشأنه مع الطبيب النفسي. وأنه ليس عليك الغوص في أعمق أفكارك حتى تكون مستعدًا.
- يمكنك أن تأخذ وقتك لتصبح أكثر راحة في بيئة العلاج أو استكشاف مواضيع مختلفة بالسرعة التي تناسبك.
- ذكر نفسك أن المعالج الجيد لن يحكم عليك أبدًا.
- تذكر أيضًا أنهم محترفون وعلى دراية جيدة بمجموعة واسعة من قضايا الصحة النفسية والحالة الإنسانية. وقادرون على اتخاذ منظور موضوعي وسريري، مما يسمح لهم بإرشادك نحو الحلول.
- ليس عليك إخبار أي شخص أنك تخضع للعلاج.
- تذكر أن الذين يحبونك ويهتمون بك سيكونون سعداء لأنك تطلب المساعدة وتحاول أن تصبح شخصًا أفضل.
- تعلم كيف تكون واثقًا في قراراتك دون الاهتمام كثيرًا بما يعتقده الناس.
- ذكر نفسك أن مواجهة مشاعرك الصعبة هي الطريقة الوحيدة لإدارتها حقًا.
يوفر العلاج مساحة آمنة لك لاستكشاف هذه الذكريات المكبوتة أو الأفكار بدعم من محترف مدرب.
لماذا يشعر البعض بالخوف من العلاج النفسي؟
تشمل بعض المخاوف الشائعة حول العلاج ما يأتي:
الخوف من تشخيص المرض النفسي
يتجنب طلب العلاج لأعراض مثل الخوف المفرط أو الحزن المطول أو تقلبات المزاج غير المتوقعة:
- غالبًا ما يرتبط تشخيص المرض النفسي بالوصمة، لذلك قد تشعر بالقلق (Anxiety) والتوتر بشأن ردود أفعال الآخرين إذا طلبت العلاج. ويمكنك تجربة اختبار القلق للتأكد.
- يمكن لأعراض المرض النفسي أن تجعلك بائسًا أو تؤثر على قدرتك على العمل في حياتك اليومية.
- دون علاج، قد تتفاقم الأعراض بمرور الوقت.
- يمنحك التحدث إلى طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية الفرصة لمعرفة سبب ظهور الأعراض لديك ثم البدء في خطة يمكن أن تساعد في تقليلها بشكل كبير.
الخوف من الانفتاح على شخص غريب تمامًا
قد يكون هذا الخوف الأكثر شيوعًا الذي يمنع الناس من الذهاب إلى العلاج. في بعض الأحيان، لا نتمكن حتى من التحدث إلى أحبائنا أو شركائنا أو أصدقائنا المقربين حول مشاكلنا لأننا تخشى الحكم علينا أو كيف سيُنظر إلينا. وقد يكون الانفتاح على شخص غريب تمامًا أمرًا مرعبًا للغاية.
يمتنع الأخصائي النفسي عن محاولة تقديم المشورة ولكنه بدلًا من ذلك يستمع ويعيد ذكر ما شاركته معه، ويمكن أن يساعدك هذا في فرز تحدياتك ثم إيجاد الحلول.
الخوف أن العلاج النفسي لن ينجح
يخشى البعض أن يستثمروا الوقت والطاقة والمال في العلاج ثم بعد ذلك لا ينجح. وقد يخشى البعض أن تكون مشاكلهم غير قابلة للإصلاح. ولكن عندما تجد خطة العلاج التي تناسبك، يمكن أن تغير حياتك.
الخوف من الحكم علي
يعد الخوف من الحكم عاملًا مشتركًا آخر يمنع الناس من طلب العلاج. إما أننا نخشى أن يحكم علينا معالجنا، أو أن يحكم علينا أشخاص آخرون في حياتنا عندما يعلمون أننا في العلاج.
هل هناك أنواع أخرى من الخوف من العلاج النفسي؟
يمكن الخوف من أمور أخرى قد تمنع من العلاج، تشمل:
- الخوف من السماح للمعالج بالتحكم فيك: يشعر المرضى أحيانًا بوجود خلل في القوة في العلاج النفسي، وأن المعالج النفسي يتمتع بقوة وسيطرة أكبر مما يتمتعون به.
- الخوف من استعادة التجارب الصعبة أو المؤلمة: يخشى العديد من الأشخاص أن يجبرهم العلاج على إعادة إحياء تجاربهم المؤلمة.
- مخاوف أخرى: إذا لم تكن قد خضعت للاستشارة مطلقًا فقد لا تفهم كيف يمكن أن تساعدك.
يوفر العلاج جوًا آمنًا وداعمًا مع الاستجابة الإيجابية غير المشروطة.
هل تحتاج إلى العلاج النفسي أم تعالج نفسك بنفسك؟
قد تتردد في بدء العلاج لأنك متأكد تمامًا من قدرتك على إدارته بنفسك. إذا كان بإمكانك القيام بذلك، فلماذا تهتم بالعلاج؟ تعد أساليب المساعدة الذاتية أو مهارات التأقلم الإيجابية ضرورية للجميع.
يمكن أن تساعدك هذه الأساليب في التغلب على العديد من الصعوبات بمفردك. لكن بعض الحالات شديدة أو معقدة للغاية بحيث لا يمكن إدارتها بمساعدة الذات. وفيما يلي بعض العلامات التي تدل على قدرتك على إدارة تحدياتك بنفسك:
- إذا اتخذت إجراءات باستخدام أساليب المساعدة الذاتية من قبل وحصلت على نتائج.
- أنت على استعداد لاتخاذ إجراءات الآن لحل مشكلتك، سواء بوجود شخص يحاسبك أو بدونه.
- مشكلتك مزعجة، ولكن يمكنك مواصلة عملك أو يمكنك البقاء على اتصال بالعلاقات أو الاهتمام باحتياجاتك الشخصية.
- لا تبدو هذه المشكلة أسوأ من المشكلات المماثلة في الماضي.
- لديك عدة طرق لتخفيف التوتر أو تحسين مزاجك وتفعلها بانتظام.
إذا كنت قد خضعت للاستشارة النفسية من قبل وتعلمت العديد من الاستراتيجيات المفيدة فهذا يدل على قدرتك على إدارة تحدياتك بنفسك.
متى تفكر في العلاج النفسي؟
من الضروري معرفة متى يجب عليك زيارة متخصص. إليك ما يجب البحث عنه:
- مشاعرك شديدة وتواجه صعوبة في إدارتها.
- لاحظت تغييرات في نومك أو شهيتك، أو ربما كليهما.
- لا تحقق نتائج جيدة في المدرسة أو العمل.
- علاقاتك متوترة أو تنسحب منها.
- لا تشعر بالمتعة في الأنشطة التي تستمتع بها عادةً.
- قد تكون معرضًا لخطر إيذاء نفسك أو الآخرين. الذهاب إلى العلاج – مواجهة مخاوفك
عندما تواجه تحديات الصحة النفسية يحق لك التركيز على المشكلات أو التحديات الأكثر أهمية بالنسبة لك والعمل على إيجاد الحلول الخاصة بك.
نصيحة عرب ثيرابي
تعد خطوة التغلب على الخوف من العلاج النفسي بمثابة بوابة للنمو الشخصي والشفاء الداخلي. من خلال الشجاعة والثقة بالنفس، يمكننا تجاوز التحديات النفسية والعقبات التي تعيقنا. اكتشف قوتك الداخلية واستعد لرحلة التعافي التي ستعيد تشكيل حياتك بإيجابية وسلام داخلي. انطلق بثقة نحو العلاج النفسي واستعد للنمو والتطور الشخصي الذي سيحققه لك.