ما ستجده في هذا المقال:
أظهرت الدراسات أن بعض الأشخاص لا يصابوا بالاكتئاب على الرغم من إصابة أحد أفراد العائلة به، والبعض الآخر قد يعاني من الاكتئاب مع عدم وجود تاريخ عائلي للمرض، من هنا تأتي أهمية الإجابة على التساؤل هل الاكتئاب هو مرض وراثي؟
هل الاكتئاب هو مرض وراثي
يوجد العديد من العوامل خلف الإصابة بالاكتئاب، إلا أن الدراسات أثبتت أن وجود أحد أفراد العائلة (أحد الوالدين أو الأخوة) مصاب به، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة به إلى:
- ضعفين أو ثلاثة أضعاف من الحالات العادية، في حال إصابة أحد الأفراد العائلة مرة واحدة بالاكتئاب.
- تزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب إلى (4 -5) أضعاف في حالة الإصابة المتكررة لأحد أفراد العائلة، أو الإصابة بعمر مبكر.
من المحتمل أن تكون نسبة الوراثة (40-50)% بالاكتئَاب، وقد تكون أعلى في حالة الاكتئاب الشديد.
أدلة على أن الاكتئاب هو مرض وراثي
قامت العديد من الدراسات بالتحقق من أن الاكتئاب هو مرض وراثي، حيث تم البحث عن العائلات التي تعاني من تاريخ مرضي للاكتئاب ولديها مواليد توائم، لتُظهر هذه الدراسات أن:
- التوائم المتطابقة (تطابق الجينات 100%) المشاركين في الدراسة كانت نسبة إصابتهم بالاكتئاب (40 -50)%.
- الوراثة تكون سبباً في الاكتئاب بما نسبته 50%، ويبقى للعوامل النفسية والجسدية النسبة ذاتها.
الجينات المرتبطة بالاكتئاب
على الرغم من أن هناك العديد من الجينات التي تؤثر على الاكتئاب، إلا أن العلماء تمكنوا من:
- تحديد جين معين من الجينات المرتبطة بالاكتئاب، حيث تم عزل الجين (3p25-26) في الكثير من العائلات التي لديها حالات من الاكتئاب المتكرر.
- تحليل السجلات الطبية واكتشاف أن ما يزيد عن 178 نوع من الجينات لها علاقة بالاكتئاب.
وظائف الجينات المرتبطة بالاكتئاب
يعتقد العلماء أن هناك العديد من الجينات المرتبطة بالاكتئاب، حيث أن لكل منها وظائف مختلفة تؤثر بشكل مباشر على الإصابة، ومن هذه الارتباطات:
- بعض الجينات المسؤولة عن إنتاج ونقل ونشاط المواد الكيميائية (الناقلات العصبية) في الدماغ، وتعتبر هي المسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية.
- البعض الآخر من الجينات مسؤول عن نمو الخلايا العصبية ونضجها والحفاظ عليها.
- بالإضافة إلى لدونة التشابك والترابط بين الخلايا العصبية.
عوامل تساعد على الإصابة بمرض الاكتئاب
يوجد العديد من العوامل المسببة للاكتئاب، والتي قد تتزامن مع العامل الوراثي فتسرع ظهور الاكتئاب، إو تسبب ظهور المرض، منها:
- تقليد الأبناء لآبائهم، حيث أن مشاهدة الطفل لأحد والديه المصاب بالاكتئاب مستلقي بالسرير بشكل دائم، فيقوم بتقليده إلى أن يصاب بالاكتئاب حقيقة.
- تعتبر الإناث أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الذكور، فقد أثبتت الدراسات أن النساء تصاب بالاكتئاب الوراثي بنسبة 42% مقارنة بالرجال بنسبة 29%.
يعد الاكتئاب شائعًا لدى النساء بنسبة الضعف تقريبًا مقارنة بالرجال، وقد يكون مرتبطًا جزئيًا بالعوامل الهرمونية.
- اختلال المواد الكيميائية في الدماغ، بما في ذلك مادتي السيروتونين والدوبامين.
- التعرض لبعض أنواع الصدمات النفسية، مثل التحرش أو وفاة أحد المقربين.
- تعاطي المخدرات والإدمان على الكحول.
- تعمل بعض الأدوية على التأثير على الدماغ بشكل مباشر، مما يزيد احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
- العوامل الأسرية، مثل إساءة معاملة الطفل، أو التعرض للأذى الجسدي.
- قلة العلاقات الاجتماعية أو الانعزال.
- العوامل الشخصية، مثل البطالة أو المشكلات المالية.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل السرطان أو أمراض الغدة الدرقية.
العوامل الأخرى المرتبطة بالاكتئاب
قد يكون للعوامل التالية دور فعال وواضح في إصابة الشخص بالاكتئاب:
- بعض الاختلافات في البنية التكوينية للدماغ تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب في بعض الحالات.
- التغييرات الهرمونية خاصة عند النساء قد تؤدي إلى زيادة الاحتمالية في الإصابة.
- قد يكون للإجهاد والتوتر النفسي الشديد دور فعال في الأمر.
- في كثير من الأحيان يكون العمر عامل مؤثر، حيث أن كبار السن عرضة للاكتئاب.
- تؤدي اضطرابات النوم التي يعاني من الأشخاص إلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض.
- النظام الغذائي غير الصحي يزيد احتمالية الاكتئاب، حيث أن بعض العناصر تعمل على التقليل من النواقل العصبية، وبعضها الآخر يزيد منها.
- التعرض للإهمال العاطفي والجسدي أثناء الطفولة.
تكامل العوامل للإصابة بالاكتئاب
على الرغم من أن الوراثة لها دور كبير في إصابة الشخص بالاكتئاب، إلا أنها لا تكفي لذلك، حيث أنه لا بد من تزامنها مع أحد العوامل البيئية والجسدية لتبدأ الأعراض بالظهور لدى الشخص الذي لديه استعداد وراثي.
نصيحة عرب ثيرابي
لا بد من علاج الاكتئاب باللجوء إلى العلاج النفسي، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاجات النفسية القائمة على العلاج المعرفي السلوكي قادرة على:
- حماية الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالاكتئاب الوراثي.
- استبدال أنماطهم الفكرية والسلوكية.
- إيجاد طرق أكثر فاعلية للتعامل مع التوتر وتحسين احترام الذات.
- إعادة تكوين العلاقات الاجتماعية للتقليل من الشعور بالوحدة.