يُمكن أن يؤدي إدمان مسكنات الألم إلى إحداث فوضى في نواحي مختلفة من حياة الشخص بدءًا من العلاقات الشخصية حتى الأداء في مكان العمل، وبالإمكان الحصول على المساعدة للتخلص منه بطرق مختلفة.[مرجع1]
ما هو إدمان مسكنات الألم؟
الذي يُعرف أيضًا باسم اضطراب تعاطي المواد الأفيونية (OUD)، والتي تعتبر حالة طبية قد يعاني منها الكثير من الأشخاص، والإدمان على المسكنات قد يكون نفسيًا أيضًا، ولا يعتمد على الحاجة الجسدية لتناول المسكنات فحسب.[مرجع2]
كيف يُدمن الشخص على مسكنات الألم؟
عند تناول مسكنات الألم الأفيونية فإنها تُحفز مناطق معينة في الدماغ لزيادة إفراز هرمون الدوبامين؛ لتقليل الشعور بالألم وتحفيز الشعور بالسعادة والمتعة، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالراحة عند تناولها، ويرغب في المزيد منها.[مرجع3]
أسباب إدمان مسكنات الألم
هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تعتبر من مسببات الإدمان على مسكنات الألم، وهي:
العوامل الوراثية
الشخص الذي لديه أقارب من الدرجة الأولى يعانوا من أي شكل من أشكال الإدمان تزيد إمكانية إصابتهم في إدمان مسكنات الألم.[مرجع3]
كيمياء الدماغ
ربما يعاني الشخص من نقص في إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ لأسباب خلقية، وعند استخدامه مسكنات الألم الأفيونية فإنه يزداد إفراز الدوبامين، ويحسّن مشاعر الشخص، وبالتالي يرغب بالمزيد.[مرجع3]
العوامل البيئية
النشوء في بيئة فوضوية تنتشر بها السلوكيات الإدمانية، أو تعاطي المخدرات من العوامل التي تزيد مخاطر إصابة الشخص بالإدمان في مراحل لاحقة من حياته.[مرجع3]
الاضطرابات النفسية
الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب سواء تم علاجها أم لا تزيد من احتمالية الإدمان على مسكنات الألم لأنها تزيد من شعور الشخص بالراحة والسعادة.[مرجع3]
أعراض إدمان مسكنات الألم
تختلف أعراض إدمان المسكنات بين الأشخاص بالاعتماد على نوع المسكن، وكميته، وتكرار استخدامه، ومن أبرز الأعراض:
الأعراض السلوكية والاجتماعية
من الأعراض السلوكية والاجتماعية التي تظهر على مُدمن مسكنات الألم:[مرجع1]
- الشعور بالحاجة للتوقف عن استخدام المسكنات، ولكن عدم القدرة على ذلك.
- ضعف الأداء والكفاءة في العمل، وربما يصل الأمر لفقدان الوظيفة.
- الميل في العلاقات للأشخاص المدمنين.
- العزلة والانسحاب الاجتماعي، وخسارة العلاقات.
- فقدان الاهتمام في الأنشطة والهوايات التي كان يستمتع بها الشخص سابقًا.
- الكذب حول استخدام مسكنات الألم.
- استهلاك وقت طويل لمحاولة التعافي من آثار مسكنات الألم.
- الاستمرار في استخدام مسكنات الألم على الرغم من تأثيرها السيئ والسلبي.
- استخدام المسكنات التي تصرف بوصفات طبية بعد زوال الأعراض التي وصفت لأجلها.
- استعارة أو سرقة المسكنات المقررة بوصفة طبية.
- محاولة الحصول على وصفات طبية متعددة للأدوية المسكنة من خلال زيارة أكثر من طبيب.
- طلب مسكنات الألم بوصفة طبية على الإنترنت.
- ارتداء قمصان بأكمام طويلة؛ لإخفاء الجروح والكدمات التي تنتج من استخدام حقن مسكنات الألم.
- وجود الأدوات التي تستخدم لحقن مسكنات الألم.
- قلة أو انعدام الاهتمام بالنظام الشخصية.
- المشاكل المالية والتشرد.
- القضايا والمشاكل القانونية، وربما الاعتقال والسجن.
الأعراض النفسية
تظهر مجموعة من الأعراض النفسية التي تدل على إدمان مسكنات الألم، ومنها:[مرجع1]
- القلق.
- جنون الارتياب (البارانويا).
- الاكتئاب ومشاعر اليأس.
- الشعور بالخزي والذنب.
- تدني احترام الذات.
- فقد القدرة على التركيز.
- التقلبات المزاجية الشديدة.
- نوبات الغضب.
- تفاقم الاضطرابات النفسية والمشاكل النفسية الموجودة.
- التفكير بكثرة حول كيفية وإمكانية الحصول على مسكنات الألم.
- الأفكار الانتحارية.
العلامات الجسدية
يواجه الشخص المُدمن على مسكنات الألم الأعراض الجسدية التالية:[مرجع1]
- زيادة التحمل لمسكنات الألم؛ أي الحاجة لتناول كميات أكبر منها للحصول على نفس التأثير.
- الرغبة الشديدة في تناول مسكنات الألم، وظهور أعراض الانسحاب عند عدم تناولها.
- اضطرابات ومشاكل في الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي.
- الإمساك.
- الاستفراغ والغثيان.
- الحكة.
- المعاناة من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا باستمرار.
- التهابات الصدر المنتظمة.
- سقوط الدموع وسيلان الأنف.
- قشور أو كدمات أو تقرحات في الجلد؛ بسبب حقن مسكنات الألم.
- اضطرابات النوم.
- فقدان الوزن بشكل غير مقصود.
- التعب والإرهاق.
- أمراض الكلى والكبد مثل التهاب الكبد الوبائي ج.
- مخاطر الإصابة في فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)؛ نتيجة مشاركة استخدام الإبرة مع شخص مصاب.
أعراض الانسحاب من إدمان مسكنات الألم
عند الرغبة في التوقف عن استخدام المسكنات قد يواجه الشخص أعراض الانسحاب التالية:[مرجع2]
- التعرق.
- الارتباك والتوتر.
- اتساع حدقة العين.
- الارتعاش أو الارتجاف.
- فقدان الشهية.
- الإسهال أو القيء.
- تقلصات وآلام في العضلات.
- التثاؤب.
آثار إدمان مسكنات الألم
يترتب الكثير من الأثار السيئة للإدمان على مسكنات الألم، ومنها:[مرجع4]
- المخاطرة وشراء الأدوية الأفيونية من مصادر غير معروفة عبر الانترنت.
- الإصابة في تليف الكبد وأمراض الكلى.
- انخفاض معدل ضربات القلب، وضغط الدم.
- تباطؤ التنفس وتعب الجهاز التنفسي.
- التوقف عن التنفس والدخول في غيبوبة.
- ارتفاع مستويات القلق والتوتر.
الوقاية من إدمان مسكنات الألم
بمجرد الحصول على وصفة طبية لمسكنات الألم يجب الحذر عند استخدامها؛ لتجنب الإدمان عليها، وذلك من خلال:[مرجع2]
- التحقق من التحذيرات والتعليمات في كل مرة يتناول بها الشخص الدواء.
- الالتزام في تناول المسكنات حسب الوصفة تمامًا.
- عدم تناول أي جرعات إضافية دون استشارة الطبيب أو توصية الطبيب بذلك.
- لا يُستحسن مضغ أو تكسير حبوب مسكنات الألم.
- التخلص من مسكنات الألم غير المستخدمة.
- تخزين وحفظ مسكنات الألم في مكان آمن ولا يسهل الوصول إليه من قِبَل الأطفال.
- تجنب بيع أو مشاركة الوصفة الطبية مع أي شخص آخر.
مراحل علاج إدمان مسكنات الألم
يتم علاج إدمان المسكنات بالمراحل التالية:
الاستشارة
تساعد الاستشارة على معرفة الأمور التالية قبل بدء العلاج:[مرجع5]
- تحديد سبب تعاطي مسكنات الألم.
- معرفة أسباب الإدمان عليها.
- تعلم المهارات والممارسات لتقليل احتمالية تناولها مستقبلًا.
إزالة السموم
في هذه المرحلة يتم التخلص من سموم الأفيون الموجودة الجسم، ويجب أن تتم هذه المرحلة تحت إشراف طبي؛ للسيطرة على أعراض الانسحاب ومنع الانتكاس، وغالبًا ما يتم استخدام الأدوية لإزالة السموم والتوقف عن استخدام مسكنات الألم بأمان.[مرجع5]
العلاج الفردي
بمجرد التخلص من السموم يتم البدء في العلاج الفردي من خلال الجلوس مع أحد الأطباء أو المعالجين، ومناقشة إدمان مسكنات الألم، ووضع خطة علاجية كاملة.[مرجع5]
التخلص من إدمان مسكنات الألم
بالإمكان التخلص من الإدمان على مسكنات الألم بالطرق التالية:[مرجع6]
- الاعتراف في الإدمان على مسكنات الألم.
- البحث عن المساعدة والعلاج المناسب للتخلص من إدمان مسكنات الألم.
- التحدث إلى شخص آخر عن المخاوف والأشياء التي تجعل الشخص قلقًا حول مسكنات الألم.
- الحصول على الدعم من الأشخاص المقربين والأصدقاء الداعمين.
- التعاطف مع النفس ومنحها الوقت الكافي للتعافي والتخلص من الإدمان.
- استشارة الطبيب أو المُعالج والحصول على العلاج المناسب.