ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن التعرض لمواقف الحياة اليومية المجهدة أو المسببة للتوتر بحدود منخفضة تعلم الشخص كيفية التعامل مع المواقف الخطيرة. إلا أن التعرض لمستويات مرتفعة من هذه المواقف له الكثير من التأثيرات السلبية. فما هي أضرار التوتر المختلفة؟ وكيف يمكن الحد منها؟
ما هي أضرار التوتر النفسية؟
سواء كانت المواقف مؤقتة أو دائمة، فإن التعرض للتوتر يعمل على تغيير الحالة المزاجية للشخص، ويتضح ذلك بشكل خاص في التعرض طويل الأمد لمستويات توتر عالية. حيث ينتج عن التوتر أضرار نفسية متنوعة مثل:
-
- تغير بنية الدماغ بمرور الوقت، ويعود ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول بمستويات مرتفعة.
- تثبيط التنظيم العاطفي لدى الشخص.
- التعرض لتقلبات مزاجية حادة.
- زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- اللجوء إلى سلوكيات تأقلم غير صحية، مثل الشراهة في تناول الطعام، إدمان الكحول أو المخدرات، التدخين المفرط.
إذا لاحظت تغيرات مفاجئة في سلوكياتك وأصبحت أحد العادات غير الصحية تتسلل لحياتك، اطلب الاستشارة النفسية في أسرع وقت قبل تفاقم الحالة النفسية.
ولمعرفة ما إذا بدأ الشخص بالتعرض للأضرار النفسية المحتملة للتوتر، لا بد من الانتباه إلى العلامات والدلالات التالية:
-
- قلق والتهيج.
- عدم امتلاك الحافز للقيام بالأنشطة المختلفة.
- الإصابة بالاكتئاب.
- صعوبة في التركيز.
- حدوث الأرق.
- تقلب المزاج المستمر.
- توارد الأفكار المتسارعة.
- انخفاض النشاط البدني.
ما هي أضرار التوتر الجسدية؟
لا تتوقف الأضرار الناتجة عن التوتر بأضرار جسدية. بل أن الأمر يمتد لمشكلات جسدية حقيقية قد يكون بعضها خطيراً في بعض الأحيان. ومن ضمن الأضرار الجسدية للتعرض المزمن أو المطول للمواقف المجهدة:
مشكلات التنفس
يحتاج الجسم للمزيد من الأوكسجين عند تعرضه للمواقف المجهدة ليتمكن من مواكبة التنفس المفرط وتزويد الأعضاء بما تحتاجه من أوكسجين في ردود أفعالها. لكن هذه الأمور قد تكون مشكلة في حال إصابة الشخص بالربو أو مرض انتفاخ الرئة، مما يفاقم الحالة المرضية لديه.
ارتفاع ضغط الدم
بسبب ارتفاع هرمونات التوتر في الدم فإن كميات أكبر من الدم تبدأ بنقل الأوكسجين لخلايا الجسم للتفاعل بالشكل المناسب. إلا أن الأمر يشكل عبئاً على الأوعية الدموية عند التعرض المستمر للتوتر، مما ينتج عنه زيادة خطر التعرض للأضرار التالية:
-
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالسكتة الدماغية.
- التعرض لنوبة قلبية.
اضطراب الجهاز الهضمي
بالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالمعدة وطريقة تفاعل الجهاز الهضمي مع الغذاء، حيث قد يعاني الشخص عند التعرض للتوتر إلى حدوث إسهال أو إمساك، أو الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ، أو الشعور بألم في المعدة. فقد يعاني الشخص من أضرار أخرى في الجهاز الهضمي عند التعرض المستمر للتوتر، مثل:
-
- الإصابة بداء السكري: بسبب كمية الجلوكوز الإضافية التي ينتجها الكبد لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة. فقد لا يستطيع الجسم من مواكبة هذه الكمية من الجلوكوز وبالتالي تراكمها والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- اضطراب النظام الهضمي: بسبب إفراز المزيد من الهرمونات وزيادة ضربات القلب والتنفس السريع، تصبح العملية الهضمية أكثر صعوبة.
- حرقة المعدة: في المواقف المزعجة يزيد إفراز حمض المعدة، وبالتالي قد يعاني الشخص من ارتداد المريء وحرقة المعدة.
- قرحة المعدة: على الرغم من عدم تسبب التوتر بقرحة المعدة، إلا أنه يساهم في زيادة الأعراض أو خطر الإصابة بها.
الشد العضلي
من المعروف أن عضلات الجسم وخاصة الظهر يصيبها شد أو تشنج عند التعرض للمواقف المجهدة، إلا أن تسترخي من جديد عند الابتعاد عن الموقف. وهذا ما لا يحدث في التعرض المستمر للتوتر، والذي ينتج عنه:
-
- الصداع.
- ألم في الظهر أو الكتف.
- أوجاع في الجسم بشكل عام.
غالباً ما يضطر الشخص إلى تناول الأدوية المسكنة للألم للحد من الأوجاع الناتجة عن الشد العضلي.
المشكلات الجنسية
غالباً ما يعاني الشخص من فقدانه الرغبة الجنسية عند تعرضه بشكل مستمر للتوتر المفرط. حيث تظهر أضرار التوتر على النواحي الجنسية كما يلي:
-
- انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وبالتالي انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية وضعف الانتصاب أو العجز الجنسي. بالإضافة إلى الإصابة ببعض المشكلات المتعلقة بالأعضاء التناسلية مثل البروستاتا أو الخصيتين.
- مشكلات تتعلق بالدورة الشهرية لدى المرأة، حيث تصبح الدورة غير منتظمة أو أكثر كثافة أو أكثر ألماً، فغالباً ما يزيد التوتر من الشعور بأعراض الدورة المزعجة.
قد تكون المستويات المنخفضة من التوتر مفيدة للصحة الجنسية لدى الرجال، حيث أنها ترفع مستويات هرمون التستوستيرون على المدى القصير.
الجهاز المناعي
يزيد التعرض للتوتر المعتدل من تحفيز الجهاز المناعي لمقاومة أي أمراض أو التهابات محتملة. لكن العكس تماماً قد يحدث عند التعرض للتوتر بشكل مفرط أو مستمر، حيث يثبط هذا الجهاز ويصبح:
-
- أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتناقلة بالعدوى مثل الفيروسات المسببة للأنفلونزا والبرد.
- الإصابة بالالتهابات المتنوعة.
- الحاجة للمزيد من الوقت للتعافي من الأمراض أو الإصابات. الأمر الذي يؤثر سلباً على نظرة الشخص لنفسه ومدى تمكنه من تكوين أو المحافظة على علاقاته المتنوعة، حيث أن للتوتر أضرار على صعيد العلاقات يتضح كما يلي.
ما هي أضرار التوتر على العلاقات الاجتماعية؟
قد يتعامل الأشخاص المقربين أو أفراد العائلة بشكل أفضل أو يتفهمون ما تمر به خلال المواقف المجهدة التي تمر بها. إلا أن هذا الأمر قد ينعكس بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية المختلفة، حيث غالباً ما تعاني في هذه الأثناء من:
-
- نوبات غضب غير محتملة.
- محاولة الابتعاد أو تجنب الآخرين.
- انخفاض احترام الذات لديك.
- الشعور بالانفصال عن العلاقات.
كيفية التقليل من أضرار التوتر المستمر
يمكن من خلال تعلم كيفية إدارة التوتر بالشكل الصحيح أن يحد الشخص من الأضرار المحتملة والتي تؤثر على جوانب حياته المختلفة. حيث يمكنك تجربة ما يلي:
-
- تحديد الضغوطات: لا بد من الاعتراف بمشاعر التوتر أولاً للتمكن من تحديد السبب الحقيقي له. فهل هو العمل أم المال أم العلاقة أم أي شيء آخر؟ بمجرد أن تحديد ذلك، يمكن البدء في التعامل مع التوتر بطريقة صحية.
- ممارسة التمارين الرياضية: زيادة النشاط بشكل عام يزيد من مستويات الهرمونات الدماغية وتشتيت الانتباه عن المواقف المجهدة ، وبالتالي الشعور بالمزيد من السعادة.
- المشاركة بالنشاطات الممتعة: يساهم الانخراط بالنشاطات أو الهوايات المفضلة في صرف الانتباه عن موضوع التوتر والشعور بالذات بشكل أفضل.
- ممارسة التأمل: يعتبر التأمل من التمارين المفيدة على صعيد التوتر، حيث يساعد في التركيز بشكل أكبر على اللحظة الحالية والابتعاد عن التوتر والقلق.
كلمة من عرب ثيرابي
في بعض الأحيان لا يستطيع الشخص تحديد موضوع التوتر على وجه التحديد، وبالتالي البقاء في دوامة لا تنتهي من المشاعر السلبية والأضرار المتراكمة. لذلك نفضل في عرب ثيرابي التحدث مع أحد الأخصائيين النفسيين بحيث يستطيع الشخص التعرف على المواقف المحفزة في حياته اليومية والتعلم المزيد من المهارات اللازمة للتعامل معها.