ما ستجده في هذا المقال:
يعتبر التحقق من الحالة النفسية باستمرار أمراً مهماً عند التعرض المستمر للضغوط الحياتية. ويمكن التأكد من الصحة النفسية بشكل ذاتي من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة الشخصية المتعلقة بذلك.
قم بالتحقق من حالتك النفسية بشكل ذاتي بين الحين والآخر واضمن تمتعك بالرفاهية النفسية.
أسئلة شخصية تتعلق بالحالة النفسية
سواء كنت تشعر بالقلق أو تعاني من أعراض جديدة بالنسبة لك، فإن طرح بعض الأسئلة الشخصية يبقيك على اطلاع مستمر بحالتك النفسية. ومن ضمن هذه الأسئلة:
كيف تشعر اليوم؟
عادة ما نسأل الأشخاص من حولنا كيف حالهم اليوم، لكن نادراً ما نتأكد مما نشعر به في الآونة الأخير أو حالياً. وجه لنفسك هذا السؤال “كيف تشعر اليوم؟” وامنح ذاتك بعض الوقت للتفكير في الإجابة.
للتأكد من حالتك النفسية، أنت بحاجة أولاً إلى تقييم ما تشعر به. لذلك تأكد مما إذا كنت كنت تشعر بالتوتر أو القلق أو الحزن أو غيرها من المشاعر الصعبة.
يمكن القيام بذلك يومياً، ولتقييم حالتك استخدم مقياساً (1 – 10) ودوّن ذلك باستمرار. ومن ثم قم بمقارنة مستوى مشاعرك الصعبة، فإن لاحظت أن هذه المشاعر تنخفض فهذا جيد. أما إن كان المستوى في ازدياد مستمر، فأنت بحاجة إلى الاهتمام بحالتك النفسية بشكل أكبر.
لمساعدتك في تقييم مشاعرك الصعبة، يمكنك اللجوء إلى أعراضك الجسدية. فأنت غالباً ستعاني من الأعراض جسدية في حالات محددة. فمثلاً يمكنك ملاحظة:
- التوتر: الصداع، آلام الجسم، الطفح الجلدي، أو تفاقم المشاكل الصحية المزمنة.
- القلق: الصداع، آلام المعدة، توتر العضلات، أو كثرة التبول.
- الاكتئاب: تغيرات في الشهية، فقدان الوزن أو زيادته، فقدان الطاقة، والأوجاع والآلام غير المبررة.
ما سبب قلقي؟
بعد تحديد ما تشعر به بشكل دقيق، لا بد من معرفة المحفزات والأسباب التي تؤدي إلى ذلك. فمثلاً إن كنت تشعر بالقلق، فهل يعود ذلك لمشكلات اجتماعية أو شخصية أم بسبب ضغوط العمل أم الأمور المالية. كما أنه من الجيد ملاحظة ما هي الأساليب التي تتبعها للتعامل مع المشكلة وكيف تبذل قصار جهدك لمعالجتها.
فعلى سبيل المثال، إن كان قلقك بسبب الكوارث الطبيعية في الآونة الأخيرة، فقد تكون فقد تكون أساليبك الذاتية للتعامل مع الأمر:
- الابتعاد عن متابعة الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.
- تدوين الملاحظات.
- ممارسة التأمل وبعض تقنيات الاسترخاء الأخرى.
- أخذ حمام دافئ.
إن لم تكن قادراً على معرفة سبب مشاعرك الصعبة، يمكنك تتبع نمط حياتك اليومية لمدة أسبوعاً مثلاً. وعند التعرف على هذه المحفزات، يمكنك تجربة أساليب مختلفة للتقليل من تأثير هذه المحفزات على حالتك النفسية.
في بعض الأحيان، إن استمرت المشاعر الصعبة دون تمكنك من معرفة محفزاتها، فقد يكون من الأفضل اللجوء إلى المساعدة النفسية المتخصصة.
هل أساليب رعايتي الذاتية كافية؟
من الجيد أن تسأل نفسك أسئلة تتعلق بمدى قيامك بالرعاية الشخصية. ففي الكثير من الأحيان ومع الانشغالات الكثيرة في الحياة اليومية، قد تنسى أن تركز على الأمور الأساسية مثل تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والنوم بشكل كاف. وعلى الرغم من بساطة هذه الأمور، إلا أنها مهمة لضمان بقائك بصحة جيدة نفسياً وجسدياً.
لذلك، من الجيد التحقق مما يلي:
- تناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية مليئة بالفواكه والخضروات، وشرب كمية كافية من الماء.
- ممارسة المزيد من النشاط البدني، سواء كان بالمشي يومياً لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، أو تطبيق بعض التمارين الرياضية البسيطة منزلياً.
- النوم ما بين (7 – 9) ساعات كل ليلة.
في حال كنت لا تتمكن من النوم فقد تكون تعاني من الاكتئاب. أما إن لم تشعر بالجوع فقد يكون ذلك علامة على مستوى توترك المرتفع.
كيف أزيد من شعوري بالسعادة؟
ممارسة الأنشطة والهوايات المفضلة يعد أمراً مهماً لتشعر بالمزيد من السعادة، لكن في الكثير من الأوقات تختفي سعادتنا الذاتية من قائمة أولوياتنا. حاول التفكير في هذه النشاطات من جديد، لا تحتاج إلى قضاء يوماً كاملاً في ذلك، بل يكفي نصف ساعة يومياً لممارسة ما تفضله.
غالباً ستحتاج إلى إجراء بعض التغيرات في نمط حياتك لإتاحة المجال لممارسة النشاطات. لكن في حال لم تستطيع التوصل إلى ما قد يكون سبباً في سعادتك، قم بتجربة:
- اكتب يومياً 3 أشياء تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك.
- التخطيط للقيام برحلة صغيرة.
- قم بإعداد وجبة طعام جديدة.
- مشاهدة برنامج تلفازي كوميدي، مما يساعدك في رسم المزيد من الابتسامات على وجهك.
- تواصل مع أصدقائك وزد من نشاطاتك الاجتماعية المباشرة.
- قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس (يكفي 15 دقيقة لذلك).
يساعد قضاء بعض الوقت مع حيوانك الأليف سواء كان ذلك باللعب أو العناية به في الشعور بالمزيد من السعادة والرضا الداخلي.
ممن تتكون علاقاتي الاجتماعية؟
نحتاج إلى الأشخاص الأوفياء والصادقين الذين يمكن أن تعتمد عليهم عند شعورنا بالضيق. قم بتوجيه الأسئلة التالية لنفسك “ممن تتكون علاقاتك الشخصية؟” “هل يمكنك الاعتماد على هؤلاء الأشخاص؟” ” هل تشعر بالحرج عند الحديث مع الأشخاص المقربين منك؟”
هذه الأسئلة من شأنها أن تظهر لك مدى قوة شبكة الدعم الاجتماعي الخاصة بك، وبالتالي قدرتك على اللجوء إليها عند حاجتك لمن يستمع إليك دون أن يصدر أحكاماً.
سواء كان شريكاً أو أخاً أو صديقاً تثق به، فأنت بحاجة إلى شخص واحد على الأقل في حياتك تتوفر فيه الامتيازات التالية:
- يعطي نصيحة جيدة عندما تطلب ذلك.
- جدير بالثقة.
- يتيح لك مساحة لاتخاذ القرارات وحتى ارتكاب الأخطاء.
- يستمع إليك عند حاجتك للكلام.
أسئلة شخصية تساعدك على اكتشاف وجود مشكلة نفسية
إن تتبعك لحالتك النفسية وما تشعر به يجعلك أكثر وعياً بذاتك. لذلك حاول معرفة العلامات الدالة على وجود مشكلة نفسية بحاجة إلى المساعدة المتخصصة، وحاول حماية نفسك من تفاقم الحالة في أسرع وقت ممكن.
كن على دراية بالعلامات والأعراض التالية ولا تستهين بها:
- حدوث تغيرات في شعورك تجاه نفسك أو الآخرين أو مواقف معينة.
- امتلاكك مشاعر مستمرة من المشاعر السلبية، مثل الحزن أو اليأس أو الذنب.
- الشعور بالانسحاب الاجتماعي، والرغبة بالابتعاد عن الجميع.
- تغيير العادات أو الروتين اليومي إلى عادات غير صحية.
- الشعور بألم جسدي مستمر دون وجود مبرر لذلك.
- قلة النوم والشعور بالتعب.
نصيحة عرب ثيرابي
يبدأ العلاج النفسي بمعرفتك بحاجتك إليه، حيث أن ملاحظتك أعراضك وشعورك أن هناك أمراً خاطئ في حياتك اليومية دليلاً على تتبعك لحالتك النفسية.
لذلك ينصحك الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بعدم تتردد في طلب المساعدة المتخصصة فور شعورك بتلك الأعراض. فغالباً ما سيكن العلاج المعرفي السلوكي حلاً مناسباً يساعدك في تغيير الأفكار والسلوكيات غير المرغوبة ومعرفة كيفية ارتباط مشاعرك بما تفكر أو تقوم به.