نظريات العلاج السلوكي المعرفي متنوعة ومتعددة، وتستخدم في علاج العديد من اضطرابات الصحة النفسية، وتعتمد على مبدأ علاج أفكار ومشاعر الشخص لتحسين حالته النفسية والصحية.[مرجع2]
ما هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)؟
العلاج السلوكي المعرفي من أنواع العلاج النفسي الذي يساعد الشخص على تعلم كيفية تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية والمدمرة التي تؤثر سلبيًا على سلوكياته، وتصرفاته، وعواطفه،[مرجع3] وتم وضع مجموعة من نظريات العلاج السلوكي المعرفي.
نظريات العلاج السلوكي المعرفي
تختلف نظريات العلاج السلوكي المعرفي عن بعضها في كيفية عملها وتأثيرها على الآخرين، ومن الأمثلة عليها:
العلاج السلوكي المعرفي يتعلق في المعاني
أول نظرية تنص على أن العلاج السلوكي المعرفي بشكل أساسي يدور حول المعاني التي يصنعها الناس من تجاربهم؛ حيث يُفسر الشخص كل شيء يدور من حوله على شكل معتقدات وتفاهمات، والتي بدورها تؤثر على الطريقة التي يرى بها الشخص العالم، وعلى تصرفاته.[مرجع1]
الطريقة التي يتم تفسير الأحداث بها
طريقة تفسير الأحداث من نظريات العلاج السلوكي المعرفي التي تدور حول أن الأحداث ليست هي ما يُسبب الإزعاج للشخص؛ بل الطريقة التي يفسر بها هذه الأحداث، وهي التي تؤثر على مشاعره، والطريقة التي يتعامل بها مع المواقف، ومن الأمثلة على ذلك:[مرجع1]
- إضافة طابع شخصي على الأحداث، والتفكير في ما الخطأ الذي ارتكبه الشخص، والتي ينتج عنها مشاعر القلق.
- وضع مبررات وتفسيرات لسلوكيات الآخرين، وبالتالي الحيادية والهدوء.
- النظر إلى المواقف المختلفة على أنها فرص جديدة، والشعور بالسعادة والحماس.
- النظر للمواقف الجديدة على أنها تغيير كبير قد لا تكون نتائجه جيدة، وبالتالي الشعور بالقلق.
الأفكار والمشاعر وأحاسيس الجسد والسلوكيات جميعها مرتبطة معًا
في هذه النظرية يُعتقد بوجود رابط بين الأفكار، والمشاعر، وأحساسي الجسد، والسلوكيات، وأن جميعها تؤثر على بعضها البعض في طريقة ما، ويُمكن للأشياء التي نقوم بها أن تؤثر على ما نشعر به، وبالتالي يُمكن إجراء تغيير في واحدة للتأثير على البقية، ويتم استخدام نموذج “الكعكة المترابطة” لتحديد تأثيرها وترابطها معًا.[مرجع1]
اختلاف مستويات تفكير الأشخاص
من نظريات العلاج السلوكي المعرفي أن البشر يفكرون على مستويات مختلفة؛ حيث يمتلكون مستويات مختلفة من الإدراك، والعلاج السلوكي المعرفي يعمل على فحص تفكير الشخص على عدة مستويات، واختيار نوع العلاج الأنسب بناءً عليها، ومستويات الإدراك تُقسم إلى:[مرجع1]
- الأفكار التلقائية: وهي الأفكار السطحية التي تظهر بشكل لا إرادي في العقل استجابة لمحفز ما مثل حدث، أو فكرة.
- المعتقدات الأساسية: وهي أعمق مستوى من الإدراك الذي يعبر عن الحقائق التي يملكها الشخص عن نفسه وعن الحياة، وغالبًا ما تكون آراء غير منطوقة.
- المعتقدات الوسيطة: وهي القواعد والافتراضات الموجودة في العقل، والتي تمنع أسوأ عواقب المعتقدات الأساسية من الحصول.
التحيز الفكري
يُمكن أن تكون أفكار الشخص ومعتقداته أكثر أو أقل دقة لإدراك العالم، وأن التفكير قد يكون غير دقيق، ويؤثر على المشاعر، وغالبًا ما تكون المشاعر سلبية للاعتقاد بأن الشخص غير دقيق في أفكاره، وتصبح الأفكار منحازة لأسباب عديدة، منها:[مرجع1]
- الحصول على معلومات وأفكار غير صحيحة في الطفولة.
- التفكير بشكل سريع واتخاذ طرق مختصرة، والتي تجعل الشخص يخطئ في التفكير.
- التمسك في المعتقدات والأفكار الموجودة في العقل، وعدم النظر لها إذا ما كانت صحيحة أم خاطئة.
عواقب الأفعال
من أهم نظريات العلاج السلوكي المعرفي هي أن الأفعال لها عواقب، وبعضها يكون واضح بينما الأخرى لا تكون معروفة، وربما يتمكن الشخص من الإفلات من عواقب ما، وربما لا.[مرجع1]
نظريات العلاج السلوكي المعرفي حسب علماء النفس
قام علماء النفس في وضع نظريات العلاج السلوكي المعرفي المتنوعة، ومنها:
ألبرت إليس
اقترح عالم النفس ألبرت إليس أن كل شخص يمتلك مجموعة فريدة من الافتراضات حول النفس والعالم، وهي ما توجه الشخص وترشده خلال حياته، وتحدد ردود الأفعال التي يمتلكها تجاه المواقف المختلفة، وقام بتطوير تقنية اللاعقلانية (نموذج ABC)، والتي تشمل:[مرجع2]
- الحدث أو الفعل: يتم تسجيل أي استجابة أو نوع تفكير.
- المعتقدات: يتم كتابة الأفكار السلبية التي تواجه الشخص.
- النتائج: لتسجيل المشاعر السلبية والسلوكيات المختلفة التي نتجت عن الفعل والمعتقدات.
آرون بيك
نظرية آرون بيك من نظريات العلاج السلوكي المعرفي المميزة؛ حيث يعتقد أن رد فعل الشخص تجاه أفكار مزعجة معينة يُساهم في حصول خلل، وذلك من خلال الأفكار التلقائيه للإدراك غير المحظور (وهي الأفكار المريحة والمزعجة) التي تأتي على البال عند مواجهة المواقف المختلفة بالحياة، وقام بتحديد 3 آليات مسؤولية عن الاكتئاب، وهي:[مرجع2]
- الثالوث المعرفي: وهو عبارة عن 3 أشكال من التفكير السلبي العاجز والنقدي عن النفس، والمستقبل، والعالم.
- المخططات الذاتية السلبية: حيث أن الشخص المكتئب يطور خطط سلبية لنفسه.
- التشوهات المعرفية: وهي عدد من عمليات التفكير غير المنطقي التي تدمر الذات وتسبب الاكتئاب والقلق.
أنواع العلاج السلوكي المعرفي
نظريات العلاج السلوكي المعرفي أدت لظهور أنواع متعددة من العلاج، ومنها:[مرجع3]
- العلاج المعرفي.
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT).
- علاج متعدد الوسائط.
- علاج السلوك الانفعالي العقلاني (REBT).
تقنيات العلاج السلوكي المعرفي
تم وضع مجموعة من التقنيات بناءً على نظريات العلاج السلوكي المعرفي، ومنها:
تحديد الأفكار السلبية
من المهم معرفة الأفكار التي تساهم في السلوكيات السيئة والتي تمنع الشخص من التكيف بشكل جيد، وقد تكون هذه التقنية صعبة في بعض الأحيان وتحتاج وقت طويل، إلا أنها تُساعد الشخص في اكتشاف ذاته.[مرجع3]
ممارسة مهارات جديدة
يتم تعليم الشخص مجموعة من المهارات الجديدة التي تساعده في مواجهة مواقف العالم الحقيقي، والتي تساعده في التأقلم مع المواقف الاجتماعية المختلفة.[مرجع3]
حل المشكلات
من أهم التقنيات التي وضعت بناءً على نظريات العلاج السلوكي المعرفي هي تعلم مهارات حل المشكلات التي تنشأ من ضغوطات الحياة المختلفة، وعلاجها، ويتضمن حل المشكلات في العلاج المعرفي السلوكي الخطوات التالية:[مرجع3]
- تحديد المشكلة.
- وضع قائمة بالحلول المقترحة.
- تقييم نقاط القوة والضعف لكل حل.
- اختيار الحل الأنسب.
- تنفيذ الحل.
أهمية نظريات العلاج السلوكي المعرفي
تُساعد النظريات على وضع خطط علاجية تُساعد في حل العديد من المشكلات، وذلك مثل:[مرجع4]
- السيطرة على أعراض الأمراض النفسية، والوقاية من أعراضها.
- علاج الاضطرابات النفسية عندما لا تكون الأدوية خيارًا جيدًا.
- تعلم تقنيات للتكيف مع الحياة والمشاكل.
- تحديد أساليب للسيطرة على المشاعر والعواطف.
- حل المشكلات في العلاقات، وتعلم أساليب التواصل.
- التعامل بشكل أفضل مع الحزن أو الخسارة.
- التغلب على الصدمات العاطفية المتعلقة في الإساءة أو العنف.
- التكيف مع الأمراض الطبية.
- السيطرة على الأعراض البدنية الشديدة.
استخدامات العلاج السلوكي المعرفي
يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي في علاج مجموعة من اضطرابات الصحة النفسية، ومنها:[مرجع5]
- الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطرابات الأكل المختلفة مثل فقدان الشهية، والشره المرضي.
- الوسواس القهري.
- الهلع والرهاب (الفوبيا).
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الذهان.
- الانفصام.
- مشاكل النوم مثل الأرق.