ما ستجده في هذا المقال:
نظريات العلاج المعرفي السلوكي متنوعة ومتعددة، وتستخدم في علاج العديد من اضطرابات الصحة النفسية، وتعتمد على مبدأ علاج أفكار ومشاعر الشخص لتحسين حالته النفسية أو الصحية.
ما هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)؟
العلاج المعرفي السلوكي من أنواع العلاج النفسي الذي يساعد الشخص على تعلم كيفية تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية والمدمرة التي تؤثر سلبيًا على سلوكياته، وتصرفاته، وعواطفه، وتم وضع مجموعة من نظريات العلاج المعرفي السلوكي.
نظريات العلاج المعرفي السلوكي
تختلف نظريات العلاج المعرفي السلوكي عن بعضها في كيفية عملها وتأثيرها على الآخرين، ومن الأمثلة عليها:
العلاج المعرفي السلوكي يتعلق في المعاني
أول نظرية تنص على أن العلاج المعرفي السلوكي بشكل أساسي يدور حول المعاني التي يصنعها الناس من تجاربهم؛ حيث يفسر الشخص كل شيء يدور من حوله على شكل معتقدات وتفاهمات. والتي بدورها تؤثر على الطريقة التي يرى بها الشخص العالم، ومن ثم على تصرفاته.
الطريقة التي يتم تفسير الأحداث بها
طريقة تفسير الأحداث من نظريات العلاج المعرفي السلوكي التي تدور حول أن الأحداث ليست هي ما يسبب الإزعاج للشخص؛ بل الطريقة التي يفسر بها هذه الأحداث، وهي التي تؤثر على مشاعره، والطريقة التي يتعامل بها مع المواقف، ومن الأمثلة على ذلك:
- إضافة طابع شخصي على الأحداث، والتفكير في ما الخطأ الذي ارتكبه الشخص، والتي ينتج عنها مشاعر القلق.
- وضع مبررات وتفسيرات لسلوكيات الآخرين، وبالتالي الحيادية والهدوء.
- النظر إلى المواقف المختلفة على أنها فرص جديدة، والشعور بالسعادة أو الحماس.
- النظر للمواقف الجديدة على أنها تغيير كبير قد لا تكون نتائجه جيدة، وبالتالي الشعور بالقلق.
الأفكار والمشاعر وأحاسيس الجسد والسلوكيات جميعها مرتبطة معًا
في هذه النظرية يعتقد بوجود رابط بين الأفكار، والمشاعر، وأحسايس الجسد، والسلوكيات، وأن جميعها تؤثر على بعضها البعض في طريقة ما، ويمكن للأشياء التي نقوم بها أن تؤثر على ما نشعر به، وبالتالي يمكن إجراء تغيير في واحدة للتأثير على البقية، ويتم استخدام نموذج “الكعكة المترابطة” لتحديد تأثيرها أو ترابطها معًا.
اختلاف مستويات تفكير الأشخاص
من نظريات العلاج المعرفي السلوكي أن البشر يفكرون على مستويات مختلفة؛ حيث يمتلكون مستويات مختلفة من الإدراك، والعلاج المعرفي السلوكي يعمل على فحص تفكير الشخص على عدة مستويات. ومن ثم ختيار نوع العلاج الأنسب بناءً عليها، ومستويات الإدراك تقسم إلى:
- الأفكار التلقائية: وهي الأفكار السطحية التي تظهر بشكل لا إرادي في العقل استجابة لمحفز ما مثل حدث، أو فكرة.
- المعتقدات الأساسية: وهي أعمق مستوى من الإدراك الذي يعبر عن الحقائق التي يملكها الشخص عن نفسه وعن الحياة، وغالبًا ما تكون آراء غير منطوقة.
- المعتقدات الوسيطة: وهي القواعد أو الافتراضات الموجودة في العقل، والتي تمنع أسوأ عواقب المعتقدات الأساسية من الحصول.
التحيز الفكري
يمكن أن تكون أفكار الشخص ومعتقداته أكثر أو أقل دقة لإدراك العالم، وأن التفكير قد يكون غير دقيق، ويؤثر على المشاعر، وغالبًا ما تكون المشاعر سلبية للاعتقاد بأن الشخص غير دقيق في أفكاره، وتصبح الأفكار منحازة لأسباب عديدة، منها:
- الحصول على معلومات أو أفكار غير صحيحة في الطفولة.
- التفكير بشكل سريع واتخاذ طرق مختصرة، والتي تجعل الشخص يخطئ في التفكير.
- التمسك في المعتقدات أو الأفكار الموجودة في العقل، وعدم النظر لها إذا ما كانت صحيحة أم خاطئة.
عواقب الأفعال
من أهم نظريات العلاج المعرفي السلوكي هي أن الأفعال لها عواقب، وبعضها يكون واضحاً بينما الأخرى لا تكون معروفة، وربما يتمكن الشخص من الإفلات من عواقب ما، أو ربما لا.
على سبيل المثال. إذا كنت تعاني من الاكتئاب قد تقضي الكثير من الوقت في الشعور بالإحباط والضعف والإحباط. مما يجعل من الصعب القيام بالأشياء الممتعة، وبالتالي تظل مكتئبًاً.
نظريات العلاج المعرفي السلوكي حسب علماء النفس
قام علماء النفس في وضع نظريات العلاج المعرفي السلوكي المتنوعة، ومنها:
ألبرت إليس
اقترح عالم النفس ألبرت إليس أن كل شخص يمتلك مجموعة فريدة من الافتراضات حول النفس والعالم، وهي ما توجه الشخص وترشده خلال حياته، وتحدد ردود الأفعال التي يمتلكها تجاه المواقف المختلفة، وقام بتطوير تقنية اللاعقلانية (نموذج ABC)، والتي تشمل:
- الحدث أو الفعل: يتم تسجيل أي استجابة أو نوع تفكير.
- المعتقدات: يتم كتابة الأفكار السلبية التي تواجه الشخص.
- النتائج: لتسجيل المشاعر السلبية أو السلوكيات المختلفة التي نتجت عن الفعل والمعتقدات.
آرون بيك
نظرية آرون بيك من نظريات العلاج المعرفي السلوكي المميزة؛ حيث يعتقد أن رد فعل الشخص تجاه أفكار مزعجة معينة يساهم في حصول خلل، وذلك من خلال الأفكار التلقائية للإدراك غير المحظور (وهي الأفكار المريحة أو المزعجة) التي تأتي على البال عند مواجهة المواقف المختلفة بالحياة، وقام بتحديد 3 آليات مسؤولية عن الاكتئاب، وهي:
- الثالوث المعرفي: وهو عبارة عن 3 أشكال من التفكير السلبي العاجز والنقدي عن النفس، والمستقبل، والعالم.
- المخططات الذاتية السلبية: حيث أن الشخص المكتئب يطور خططاً سلبية لنفسه.
- التشوهات المعرفية: وهي عدد من عمليات التفكير غير المنطقي التي تدمر الذات وتسبب الاكتئاب أو القلق.
أنواع العلاج المعرفي السلوكي
نظريات العلاج المعرفي السلوكي أدت لظهور أنواع متعددة من العلاج، ومنها:
- العلاج المعرفي.
- العلاج الجدلي السلوكي (DBT).
- علاج متعدد الوسائط.
- علاج السلوك الانفعالي العقلاني (REBT).
تقنيات العلاج المعرفي السلوكي
تم وضع مجموعة من التقنيات بناءً على نظريات العلاج المعرفي السلوكي، ومنها:
تحديد الأفكار السلبية
من المهم معرفة الأفكار التي تساهم في السلوكيات السيئة والتي تمنع الشخص من التكيف بشكل جيد، وقد تكون هذه التقنية صعبة في بعض الأحيان وتحتاج وقتاً طويلاً ولكن تساعد الشخص في اكتشاف ذاته.
ممارسة مهارات جديدة
يتم تعليم الشخص مجموعة من المهارات الجديدة التي تساعده في مواجهة مواقف العالم الحقيقي، والتي تساعده في التأقلم مع المواقف الاجتماعية المختلفة.
حل المشكلات
من أهم التقنيات التي وضعت بناءً على نظريات العلاج المعرفي السلوكي هي تعلم مهارات حل المشكلات التي تنشأ من ضغوطات الحياة المختلفة، وعلاجها، ويتضمن حل المشكلات في العلاج المعرفي السلوكي الخطوات التالية:
- تحديد المشكلة.
- وضع قائمة بالحلول المقترحة.
- تقييم نقاط القوة أو الضعف لكل حل.
- اختيار الحل الأنسب.
- تنفيذ الحل.
يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على فكرة أن طريقة تفكيرنا (الإدراك). وكيف نشعر (العاطفة). وكيف نتصرف (السلوك) تتفاعل معًا. وتحدد تحدد أفكارنا مشاعرنا وسلوكنا.
أهمية نظريات العلاج المعرفي السلوكي
تساعد النظريات على وضع خطط علاجية تساعد في حل العديد من المشكلات، وذلك مثل:
- السيطرة على أعراض الأمراض النفسية أو الوقاية من أعراضها.
- علاج الاضطرابات النفسية عندما لا تكون الأدوية خيارًا جيدًا.
- تعلم تقنيات للتكيف مع ضغوط الحياة أو المشاكل.
- تحديد أساليب للسيطرة على المشاعر والعواطف.
- حل المشكلات في العلاقات، وتعلم أساليب التواصل.
- التعامل بشكل أفضل مع الحزن أو الخسارة.
- التغلب على الصدمات العاطفية المتعلقة في الإساءة أو العنف.
- التكيف مع الأمراض الطبية.
- السيطرة على الأعراض البدنية الشديدة.
استخدامات العلاج المعرفي السلوكي
يستخدم العلاج المعرفي السلوكي في علاج مجموعة من اضطرابات الصحة النفسية، ومنها:
- الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب الشخصية الحدية.
- اضطرابات الأكل المختلفة مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
- الوسواس القهري.
- الهلع أو الرهاب (الفوبيا).
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الذهان.
- الانفصام.
- مشاكل النوم مثل الأرق.
نصيحة عرب ثيرابي
يعتبر الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن العلاج المعرفي السلوكي من أكثر الأساليب العلاجية فاعلية، حيث إنه يتميز بالإيجابيات التالية:
- يُعد من أساليب العلاج النفسي القصير نسبياً مقارنة مع غيره من الأساليب.
- مرونته من خلال إمكانية تنفيذ جلساته سواء كانت على شكل منفرد أو بجماعات أو عبر الإنترنت.
- إمكانية الاستفادة من الإستراتيجيات والمهارات المكتسبة خلال العلاج بعد الانتهاء الفترة العلاجية.
- يركز هذا الأسلوب العلاجي على قدرة الشخص على تغيير نفسه.
- تمتد فاعلية العلاج المعرفي السلوكي للحالات التي لا تستفيد من الأدوية العلاجية وحدها.