ما ستجده في هذا المقال:
غالباً ما يكون من السهل الانخراط في العادات الجديدة، خاصة إن كانت من العادات المحببة إلى النفس، لكن ليس كل سلوك قد يتحول إلى إدمان بالسهولة نفسها، لذلك متى تصبح العادة إدمان؟
متى تصبح العادة إدمان
يبدو أن التفريق بين العادة والإدمان صعباً، إلا أنه هو الأساس في معرفة ما إذا كان الشخص معتاداً على الأمر أم مدمناً عليه، حيث يمكن أن تصبح العادة إدمان عندما:
تكرار الحدوث
غالباً ما يقوم الشخص بالسلوك المتصف بالعادة عدد محدد من المرات، لكنها تتحول إلى إدمان عندما:
- يتغير نمط الحدوث ويزيد عما كان في السابق.
- يشعر الشخص بإلحاح شديد للقيام بالأمر.
مقدار الكمية
قد يكتفي الشخص عند القيام بالعادة بالوقت المخصص لها أو المعتادة عليه، لكن في الإدمان يحدث زيادة في الكمية بشكل مستمر، حيث أنه:
- في حال عدم الاكتفاء بالمقدار المحدد وطلب الزيادة فهذا هو الإدمان.
- يستمتع الجسم بالكمية الجديدة، ثم يبدأ بالتعود على هذه الكمية، وما يفرزه الدماغ من هرمون الدوبامين.
- طلب الزيادة في كل مرة تقريباً لأن الكمية القديمة لم تعد تُشعر الشخص بالسعادة أو الرضا المعتاد.
اللجوء إلى السلوك
يقوم الشخص بممارسة السلوك عندما يشعر بالملل أو عندما يكون متوتر، إلا أن اللجوء إلى السلوك عندما يكون الشخص حزين أو غاضب أو يشعر باليأس أو كهروب من المواقف، فهنا يصبح إدمان على السلوك.
الشعور أثناء السلوك
تعتبر السعادة هي الشعور الطبيعي أثناء ممارسة سلوك العادة، أما في الإدمان فغالباً ما يتحول الشعور إلى خدر، أو الشعور بنشوة كالتي تنتج عن تناول عقار مخدر.
الشعور عند انتهاء السلوك
يحاول المدمن أن يخفي حقيقة إدمانه، ففور الانتهاء من السلوك ينكر الشخص ما قام به لشعوره بالخجل والندم، أما في العادة فإن الشخص لا يعير الأمر أي أهمية بعد انتهائه.
يرتبط الإدمان بالهروب من الأفكار والذكريات والعواطف الصعبة.
السيطرة على السلوك
يتمنى الشخص أثناء قيامه بالسلوك لو بإمكانه التخلي عن العادة، أما في الإدمان فعلى الرغم من إنكاره للأمر أمام الجميع، إلا أنه يظن أنه مسيطر عليه، وأن بإمكانه التخلي عنه في المرة القادمة.
خطورة السلوك
يمكن أن تنطوي العادات على بعض الخطورة، إلا أن بعضها يكون إيجابي، أما في حالة الإدمان فإن السلوك ينطوي على مخاطر متنوعة ويبقى الشخص مندفعاً تجاهها.
المخاطرة للقيام بالسلوك
عندما يجد الشخص نفسه مضطراً للمخاطرة، مثل السرقة أو بيع الممتلكات في سبيل ممارسة السلوك، فإن الأمر خرج من نطاق العادة وأصبح بشكل جلي إدماناً.
التفكير بالسلوك
ما مدى التفكير بالسلوك في الأوقات اليومية، هل يفكر الشخص بالأمر إلى درجة التأثير على قيامه بالمهام الأخرى، إن كان الأمر كذلك فلم يعد عادة وإنما إدمان.
التحكم بالسلوك
في العادة يبقى الشخص يتحكم بالسلوك، إما عند إدمانه للأمر، فإن السلوك يبدأ بالتحكم بالشخص.
الأعراض الانسحابية
يمكن للشخص التوقف عن العادة دون الشعور بالأعراض الانسحابية، ولكن حين يشعر بهذه الأعراض فإن الأمر لم يعد يتعلق بالعادة بل أصبح عبارة عن إدمان.
الآثار السلبية
على الرغم من أن العادات قد يكون منها السلبية، إلا نتيجتها النهائية لا يمكن أن تكون مؤثرة على جميع نواحي حياة الشخص، على عكس الإدمان الذي غالباً ما يؤثر على العلاقات والحياة الشخصية.
التخلص من العادة
للتخلص من العادة لا بد أن يكون الشخص صادق مع نفسه، وملاحظة:
- هل ممارساته للسلوك هي من قبيل العادة أم أنها إدمان عليه.
- ما هي العوامل المسببة للعادة، حيث أن كسر هذه العادة يعتمد على الكثير من العوامل.
- في معظم الأحيان يحتاج الأمر إلى 21 يوماً.
العادات قد تكون مزعجة ولكن لدينا سيطرة عليها. بينما الإدمان لا يمكننا السيطرة عليه حتى لو رغبنا بذلك.
علامات تدل على الإدمان
على الرغم من أن علامات الإدمان تختلف باختلاف نوع الإدمان والشخص ذاته، إلا أن العلامات التالية لا بد أن ترافق إي إدمان، وهي:
-
- رغبة الشخص الشديدة للقيام بالسلوك أو الاستخدام المادة بشكل القهري.
- على الرغم من معرفة العواقب والمخاطر المترتبة، فإن الشخص يبقى يمارس السلوك ذاته.
- عدم قدرة الشخص على التحكم بتكرار الأمر أو الكمية أو العدد، فدائماً ما يطلب عقله المزيد من السلوك بشكل مستمر.
تظهر الدراسات أن العادة تحتاج إلى ممارستها 18 يوم إلى عام كامل لتصبح عادة عند الشخص، إلا أن الأشخاص في المتوسط يحتاجون إلى 66 لتكوين العادة.
كلمة من عرب ثيرابي
في بعض الأحيان لا يدرك الشخص أن سلوكياته هي دليل على إدمانه، لذلك فقد لا يلجأ إلى العلاج. إلا أن الخبراء في عرب ثيرابي يوضحون العلامات التالية والتي تدل على ضرورة طلب العلاج:
- إلحاق الضرر بالنفس وبالأخرين نتيجة الإدمان.
- عدم القدرة على ترك السلوك بشكل ذاتي.
- التأثير بشكل سلبي والتسبب بنتائج غير مرغوبة.
- محاولة ممارسة سلوكيات الإدمان في جميع جوانب الحياة اليومية.