ما ستجده في هذا المقال:
يطلق على متلازمة الإرهاق المزمن أحياناً اسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل/متلازمة التعب المزمن (ME/CFS). وتعد هذه المتلازمة من الاضطرابات المعقدة التي يمكنها أن تؤثر على الجسم كله وتسبب ألماً وتعباً شديداً. وتستمر هذه الحالة لمدة 6 أشهر على الأقل، ويمكن أن تعيق الأنشطة اليومية للمريض.
من يمكن أن يصاب بمتلازمة الإرهاق المزمن؟
يمكن أن تحدث متلازمة الإرهاق المزمن عند الناس من جميع الأعمار بما في ذلك الأطفال أو المراهقين. وعادة تكون معظم الحالات خفيفة أو معتدلة، وتظهر عند النساء بنسبة أكبر من الرجال. ولا يعتمد ظهور متلازمة الإرهاق المزمن على سبب واحد، وإنما قد تظهر بسبب عوامل مختلفة، فما أبرز هذه الأسباب؟
ما الذي يسبب متلازمة الإرهاق المزمن؟
من أبرز الأسباب التي يظن العلماء أنها قد تساهم في الإصابة بمتلازمة الإرهاق المزمن ما يأتي:
- مشكلات في جهاز المناعة: يمكن لوجود تشوهات في جهاز المناعة أن تساهم في الإصابة بالمتلازمة.
- اضطرابات الدماغ: يمكن أن تؤثر اضطرابات الدماغ مثل تغيرات مستويات هرمونات الدماغ مثل هرمون السيروتونين (Serotonin) أو الكورتيزول (Cortisol). أو تغيرات النظام الكهربائي في الدماغ أن تساهم في الإصابة بالمتلازمة.
- الجينات: لاحظ بعض العلماء وجود خلل في بعض الجينات المحددة داخل الخلايا يمكنها أن تؤثر على نسب الإصابة بالمرض.
تعد متلازمة الإرهاق المزمن أكثر شيوعًا عند النساء في الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
- الفيروسات: مثل فيروس إبشتاين-بار (EBV)، أو الفيروس الهربسي البشري 6، أو فيروس نهر روس (RRV)، أو فيروس الحصبة الألمانية.
- البكتيريا: يمكن للالتهابات التي تسببها البكتيريا مثل الكُوكْسِيلَّةُ البُورنيتِيَّة، أو المفطورة الرئوية أن يكون لها دور في الإصابة بمتلازمة الإرهاق.
- نقص بعض الفيتامينات: قد يعاني بعض المصابين بمتلازمة الإرهاق من نقص فيتامين ب 12 أو ب.
- أسباب أخرى: مثل انخفاض ضغط الدم، أو ضعف جهاز المناعة، أو الاختلالات الهرمونية، أو الإجهاد البدني الشديد، أو تغيرات في كيفية إنتاج الجسم للطاقة واستخدامها.
تختلف الأعراض التي تظهر على المصابين بمتلازمة الإرهاق المزمن اعتماداً على الشخص نفسه أو على شدة الحالة. ويعد التعب الشديد العرض الأكثر شيوعاً، ويكون شديداً بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية بمختلف أشكالها. وللاطلاع على أبرز أعراض هذه المتلازمة الأخرى يمكنك متابعة القراءة.
ما هي أعراض متلازمة الإرهاق المزمن؟
من أبرز الأعراض المصاحبة لمتلازمة الإرهاق المزمن ما يأتي:
- مشكلات في النوم مثل الأرق المزمن.
- فقدان الذاكرة أو انخفاض التركيز.
- انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو أحد أشكال انخفاض ضغط الدم ويحدث عند الوقوف بعد الاستلقاء أو الجلوس.
- آلام في العضلات، أو الصداع المتكرر.
- آلام في المفاصل دون وجود احمرار أو تورم.
- التهاب الحلق المتكرر.
- انتفاخ في العقد الليمفاوية تحت الإبطين أو الرقبة.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- القشعريرة أو التعرق الليلي.
- حساسية للضوء أو اللمس أو الحرارة أو البرودة.
- ضيق في التنفس أو القلق ونوبات الذعر.
- ألم في العين، أو مشكلات في الرؤية.
- خدر أو وخز أو حرقة في اليدين أو القدمين أو الوجه.
- طفح جلدي.
- طنين في الأذن، أو الاكتئاب، أو تساقط الشعر.
- صعوبة في المشي، أو صعوبة في تحريك اللسان للنطق وإنشاء الكلمات.
يعاني حوالي 1 من كل 4 أشخاص مصابين بمتلازمة الإرهاق المزمن من أعراض حادة.
كيف تشخص متلازمة الإرهاق المزمن؟
حتى يشخص المريض بالإصابة بهذا الاضطراب يجب أن تستمر الأعراض لمدة تزيد عن 6 أشهر على الأقل. ويجب أن تكون الأعراض شديدة بحيث لا تخف حتى ولو كان المريض مرتاحاً أو لم يكن يبذل مجهودات كبيرة. ولكن لا توجد اختبارات محددة يمكن خلالها تشخيص المرض، وإنما يمكن للطبيب أولاً أن يستبعد الأسباب المحتملة الأخرى ثم يراجع تاريخ المريض الطبي. ثم سيتأكد من معاناة المريض من الأعراض الأساسية، ثم سيسأل عن شدة التعب غير المبرر ومدته. وتتضمن بعض الحالات التي لها أعراض مشابهة لأعراض هذه المتلازمة ما يأتي:
- مرض لايم.
- التصلب المتعدد.
- كسل الغدة الدرقية، أو السمنة الشديدة.
- اضطراب الاكتئاب الحاد.
- اضطرابات النوم.
- الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا).
- الذئبةُ الحمامية المجموعيَّة (SLE).
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين.
لا يوجد في الوقت الحالي علاج محدد لهذا الاضطراب، ولكن يمكن أن يعمل الطبيب مع المريض ليساعده على إدارة الأعراض. وتختلف خطط العلاج الموضوعة اعتماداً على المريض نفسه. فما هي أبرز العلاجات المستخدمة؟
كيف تعالج متلازمة الإرهاق المزمن؟
من أبرز العلاجات المتبعة:
الأدوية
يوصى بعدم تناول أي دواء دون وصفة طبية أو دون استشارة الطبيب نظراً للآثار المحتملة لها. وقد يصف مقدم الرعاية الطبية أحد الأدوية التالية:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRI).
- الأدوية المضادة للفيروسات.
- الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG).
- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids).
تغييرات في روتين النوم
قد يوصي الطبيب أو مقدم الرعاية بتغيير عادات النوم التي يتبعها المريض وتحسينها قبل وصف الأدوية أو البدء في العلاج. ومن أبرز هذه التوصيات:
- النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- عدم أخذ قيلولة لمدة تزيد عن 30 دقيقة خلال النهار.
- استخدام السرير للنوم فقط مع إزالة كافة الأجهزة الإلكترونية.
- تجنب تناول وجبات كبيرة قبل الذهاب إلى السرير.
علاجات منزلية أخرى
من أبرزها:
- التوقف أو الحد من تناول الكافيين يمكن أن يساعد على النوم بشكل أفضل وتخفيف الأرق.
- التمارين الرياضية لا يجب أن تكون قوية أو تحتاج إلى مجهود عالٍ حتى لا تؤثر سلباً على الأعراض.
- قد يساعد الوخز بالإبر أو اليوغا أو التدليك في تخفيف الألم المرتبط بمتلازمة التعب المزمن.
بسبب أوجه التشابه بين أعراض متلازمة التعب المزمن والعديد من الحالات الأخرى، فمن المهم عدم التشخيص الذاتي والذهاب إلى الطبيب.
نصيحة عرب ثيرابي
يمكن أن تساعدك الاستراتيجيات المختلفة في إدارة أعراض الإصابة بالمتلازمة، وتشمل هذه الاستراتيجيات:
- العثور على طبيب مختص ويمكننا هنا أن ننصحك في عرب ثيرابي الذي يمكن أن يساعدك على العلاج وإدارة الأعراض.
- جدولة أوقات الراحة والنشاط لتحسين جودة الحياة.
- تعلم تقنيات الاسترخاء الفعالة.
- توعية العائلة والأصدقاء بالأعراض والتحديات.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- تناول المكملات الغذائية إذا كنت تعاني من نقص في أحدها.
- العثور على من يمكنه المساعدة في الأعمال المنزلية أو رعاية الأطفال في الأوقات التي تحتاج إلى عمل كبيرة إن أمكن.