ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من أن الرغبات الجنسية من الأمور الإنسانية التي وضعها الله في البشر، إلا أن البعض يعاني من الكبت الجنسي، حيث يمنع نفسه من التعبير عن رغباته الجنسية، حيث أن ما يحمله الشخص من الأفكار والمشاعر سلبية تجاه الجنس هو ما يثير مشاعر الذنب والخجل والقلق والخوف.
لتتعرف على المزيد عن مصطلح الكبت الجنسي تابع القراء معنا.
ما هو الكبت الجنسي؟
يمكن توضيح مصطلح الكبت أو القمع الجنسي على أنه عدم قدرة الشخص على التعبير عن رغباته الجنسية على الرغم من امتلاكه للدافع والانجذاب الجنسي من قبل الآخرين. حيث يواجه هذا الشخص صراعاً فيما يتعلق بالتعبير عن هذه المشاعر، الامر الذي يجعله يقمع دوافعه وغرائزه ويشعر بالخجل والذنب بشأنها.
لذلك قد يشعر الشخص بالخوف من ممارسة الجنس والقلق الجنسي بعد ممارسة الجنس أو حتى التعبير عن ميوله الجنسية. فهو في معظم الأحيان يمتلك مشاعر سلبية تجاه الجنس أو يعتقد أن ممارسة الجنس أمر خاطئ. وبسبب ذلك فقد يجد صعوبة في مناقشة حياته الجنسية مع زوجه، بما في ذلك عدم القدرة على التعبير عن ما يعجبه أو يكرهه جنسياً.
كيف يختلف الكبت الجنسي عن اللاجنسي؟
كون الشخص يقوم بكبت مشاعره الجنسية لا يعني أنه لاجنسي. حيث أن الشخص اللاجنسي لا ينجذب منسياً للآخرين أو لديه اهتمام أو رغبة قليلة أو معدومة. أما من لديه قمع جنسي فهو لديه مشاعر ورغبات وانجذاب جنسي للآخرين لكنه يقاوم هذه الرغبات.
قد يهمك: تعرف على أنواع الاضطرابات الجنسية النفسية ومحفزاتها
ما هي أسباب الكبت الجنسي؟
هناك الكثير من العوامل التي قد تساهم في تطور الكبت الجنسي لدى الشخص، ومن بينها:
نظرة المجتمع للجنس
تضع الكثير من الثقافات الجنس ضمن النطاقات المحرمة أو المعيبة، حيث أنها تدني من يتحدث عنه أو يمارسه. كما أن التربية تلعب دوراً كبيراً في كبت الشخص لمشاعره الجنسية. حيث أن حرص الوالدين على حماية أطفالهم من التعرض لمواقف الاعتداء الجنسي أو الشعور بالخجل والارتباك إذا قام أحد الأطفال بسؤال عن الأمور الجنسية ولد لديه شعوراً لا إرادياً أن هذه الأمور لا يجوز تناولها أو التعبير عنها.
التجارب المؤلمة السابقة
في حال كان لدى الشخص تجربة جنسية سلبية وإن كانت برضاه، فهي كفيلة لتكوين تصور لديه أن جميع العلاقات ستحمل الشكل ذاته. مما يجعله ينفر من أي علاقة قد تحدث مستقبلاً ويبدأ بكبت غريزتها لضمان عدم التعرض للموقف ذاته.
في حالات أخرى، فإن التعرض للاعتداء الجنسي أو التحرش قد يولد لدى الشخص خوفاً ورفضاً من ممارسة الجنس. حيث يتم الربط بين الصدمة النفسية التي تعرض لها وبين مشاعر مثل الرعب والشعور بالعار.
الأفكار والذكريات المتعلقة بالاعتداء الجنسي قد تجعل الشخص من الصعب أو المستحيل أن يشعر بالرغبة الجنسية ما لم يتم علاجه نفسياً.
الخوف من انتقال الأمراض الجنسية
قد يتولد الكبت الجنسي لدى الشخص بسبب الخوف من انتقال الأمراض الجنسية الشائعة. فمثلاً مشاهدة البرامج التي تتحدث عن الأمر أو تحدث أحد الأشخاص عن تجربة شخصية بذلك يعد كفيلاً في محاولة الشخص إحكام السيطرة على غرائزه وكبتها بشكل أكبر.
العلامات الدالة على الكبت الجنسي
قد يكون الشخص يعاني من الكبت الجنسي دون أن يدرك ذلك. لكن من خلال بعض السلوكيات يصبح التعرف على الأمر أكثر سهولة. ومن ضمن العلامات الدالة على ذلك:
عدم الشعور بالراحة مع الجنس
إن كنت غير قادر على المشاركة أو المحافظة على هدوئك عن الحديث عن الأمور الجنسية، أو إن كنت تشعر بالقلق والارتباك قبل أو بعد ممارسة العلاقة الجنسية دون وجود سبب محدد لذلك، فأنت غالباً تعاني من الكبت الجنسي.
الشعور بالذنب أو العار بعد ممارسة الجنس
بدلاً أن ينتج عن ممارسة العلاقة الجنسية الشعور بالمتعة أو الراحة النفسية، فقد تشعر بالحزن الشديد بسبب الاستسلام لممارسة الجنس أو حتى مجرد التفكير في العملية الجنسية. وقد ينتج عن ذلك:
- البكاء الشديد.
- الشعور بالخجل والعار بسبب الخضوع للرغبات.
- النفور أو الشعور بالقرف من الذات.
غالباً ما يشعر الشخص المكبوت جنسياً بثقل العملية الجنسية على نفسيته بدلاً من الاستمتاع بها. مما يؤدي إلى عدم الرضا والتعاسة في الحياة الزوجية
الانزعاج من التعري
في الحياة اليومية، يحتاج الشخص إلى البقاء عارياً في بعض المواقف مثل الاستحمام أو تغيير الملابس. لكن الشخص الذي يعاني من القمع الجنسي يجد في ذلك تصرفاً لا أخلاقياً ومزعجاً. وقد يؤدي أيضاً إلى زيادة وعيه الذاتي وعدم رضاه العام عن مظهره.
النتائج المترتبة على الكبت الجنسي
بسبب ارتباط مشاعر مثل الخجل أو العار بهذه الغرائز الطبيعية لدى الشخص في حالة القمع الجنسي، فإن هناك مجموعة من التأثيرات جنسية وعاطفية وجسدية سلبية قد تنتج عن ذلك. فمثلاً:
امتلاك مشاعر متضاربة تجاه الجنس
بسبب الغرائز الجنسية، فإن مجرد النظر إلى الشريك قد يولد شعوراً بالاستثارة والرغبة الجنسية وتكوين بعض التخيلات. كل هذا يعتبر استجابة صحية وطبيعية.
لكن في حالة القمع الجنسي، فإن مجموعة من المشاعر المتضاربة قد تربك الشخص وتزيد من استيائه. فعلى الرغم من وجود الاستثارة الجنسية إلا أنه في الوقت ذاته يشعر بالخجل والعار من هذا الأمر.
في حال اضطر الشخص إلى ممارسة العادة السرية فإن ذلك يؤدي إلى شعوره بالضيق ودخوله في معاناة نفسية كبيرة.
الألم أثناء ممارسة الجنس
بسبب اضطرار الشخص إلى ممارسة العلاقة الجنسية مع شريكه، وما ينتابه خلالها من مشاعر الخوف والتوتر. فقد ينعكس ذلك جسدياً ويؤدي إلى الشعور بالألم أثناء الجماع.
فمثلاً، بالنسبة للنساء، يمكن أن يسبب الشعور بالتوتر في هذه الأثناء إلى تشنج مهبلي، مما يجعل العملية الجنسية صعبة وغاية في الألم.
مستوى الأداء الجنسي
إن مستوى الأداء الجنسي يرتبط بشكل وثيق بالمشاعر النفسية التي يحملها الشخص خلال الجماع. حيث أن ممارسة العلاقة الجنسية مع امتلاك مشاعر مثل التوتر والخجل والشعور بالعار غالباً ما تؤثر على أداء جنسي وتقلل من مستواه.
نصيحة عرب ثيرابي
تعد الحياة الجنسية من الجوانب الحياتية المهمة، وكون الشخص لا يعد لاجنسياً، فهذا يعني أنه يمتلك مشاعر جنسية يجب التعبير عنها بالشكل الصحيح للتقليل من الضغط النفسي.
لذلك يفضل الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي طلب المساعدة النفسية في هذه الحالة لمعرفة الأسباب وراء الكبت الجنسي ومحفزاته، وأي عوامل أخرى تشجع على استمرار آثاره.
كما يمكن أن يستفيد الشخص من خلال تعلم الاستراتيجيات الفعالة للحصول على الراحة والاستمتاع باللحظات الحميمة.