الفصام وثنائي القطب

ما هو الفرق بين الفصام وثنائي القطب؟

يعد كل من مرض الفصام ومرض ثنائي القطب من الأمراض النفسية الشديدة والمزمنة، وقد يختلط على الأشخاص التميز بينهما، إلا أن المعرفة المتعمقة بالأمر والإلمام بالفروق بينهما تمكن الاختصاصي النفسي من التشخيص الصحيح للحالة.

ما هو الفرق بين الفصام وثنائي القطب؟

يعتبر كلا المرضين من الأمراض النفسية الشديدة، والتي تؤثر على الحياة اليومية للشخص، إلا أنهما يختلفان عن بعضهما بالكثير من الفروقات التي تجعل الأخصائي النفسي قادراً على التمييز بينهما، ومن هذه الفروقات:

اختلاف الأعراض

يتميز كل من الفصام وثنائي القطب بمجموعة من الأعراض المميزة، والتي تسهل على المعالج تحديد الحالة المرضية على وجه التحديد، ومن أعراض كل منهما نذكر:

أعراض الفصام

تعتبر أعراض الفصام جداً مميزة وخطيرة في الآن نفسه والتي يمكن للمحيطين ملاحظتها بسهولة، ومنها:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التعرض للأوهام المزعجة.

  • حدوث مجموعة من الهلاوس للشخص، سواء كانت سمعية أو بصرية أو شمية

  • تحدث المريض بكلام غير منظم أو متسق، فلا يستطيع تكوين جملة مفيدة معبرة، أو قلة التحدث بشكل عام.

  • القيام ببعض السلوكيات الحركية غير الطبيعية.

  • عدم إبداء العاطفة المناسبة، أو انعدامها أو فقدان الإحساس.

  • فقدان المتعة في الأمور المفضلة للشخص.

  • عدم القدرة على المبادرة للقيام بالأمور.

  • تدني الأداء المهني أو الاجتماعي.

  • عدم القدرة على القيام بالعناية الشخصية.

  • الشعور بالكآبة أو النكد.

  • إيذاء النفس أو الآخرين.

  • العزلة الاجتماعية.(المرجع 5)

  • النوم المفرط.(المرجع 5)

  • عدم قدرة الشخص على التعلم أو التذكر بسهولة.(المرجع 5)

أعراض ثنائي القطب

يتميز ثنائي القطب باختلاف أنواعه بنوبات الهوس والاكتئاب المزعجة المتفاوتة في الشدة، حيث يعاني الشخص فيها من مجموعة مختلفة من الأعراض تتنوع بتنوع النوبة الحالية:(المرجع 2)

  • الانفعال والتهيج.

  • فرط النشاط.

  • قلة الحاجة إلى النوم.

  • عدم قدر الشخص على التركيز المستمر.

  • الأرق.

  • الثقة بالنفس المفرطة في نوبة الهوس.

  • الأفكار الانتحارية في نوبة الاكتئاب.

مدة الأعراض

في حالة الفصام لا بد من استمرار الأعراض الحادة (الأوهام والهلاوس والكلام غير المنظم) لمدة لا تقل عن شهر، أما المرض بحد ذاته يجب أن لا تقل مدته عن 6 أشهر، أما في ثنائي القطب فيجب أن لا تقل نوبة الهوس عن 4 أيام والاكتئاب عن أسبوعين.(المرجع 1)

الهلاوس السمعية

يعاني مريض الفصام من مجموعة متنوعة من الهلاوس، إلا أن الهلاوس السمعية تبقى هي المميزة، في الوقت الذي لا يعاني فيه مريض ثنائي القطب من هذه النوع من الهلاوس.(المرجع 6)

جنون العظمة

غالباً ما يكون جنون العظمة من السمات المميزة للمرضين، إلا أنه يلاحظ بشكل أكبر في مرضى الفصام منه في مرضى ثنائي القطب.(المرجع 6)

الانتشار

يعتبر مرض ثنائي القطب أكثر انتشاراً من حيث التعداد بين الأشخاص من مرض الفصام، على الرغم من أن انتشارهما كليهما ليس كبير جداً.(المرجع 3)

المرحلة العمرية

يصيب مرض ثنائي القطب الأشخاص في نهاية مرحلة المراهقة وبداية عمر الشباب، ما يعني أنه يصيبهم في مرحلة محددة جداً من العمر، أما الفصام فإن المرحلة العمرية التي قد يصيبها المرض تعتبر أوسع، حيث قد يعاني الشخص من الفصام في الفترة ما بين (16 – 30) عام.(المرجع 3)

أسباب المرض

على الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء الإصابة بالفصام أو ثنائي القطب غير معروفة على وجه التحديد إلا أن العوامل المسببة للمرض في كلا الحالتين هي:

الفصام

تتنوع العوامل المؤثرة على احتمالية إصابة الشخص بالفصام، حيث تزيد هذه الاحتمالية في حال:(المرجع 4) (المرجع 5)

  • البنية الدماغية والناقلات العصبية تعد من العوامل المهمة.

  • تناول الأدوية المؤثرة على الدماغ أو المخدرات.

  • المشكلات المتعلقة بالحمل وقبل الولادة، مثل سوء التغذية والإصابة بأنواع معينة من الفيروسات.

  • زيادة نشاط الجهاز المناعي للشخص، كما هو الحال في أمراض المناعة الذاتية. 

  • العوامل البيئية، مثل الصدمات النفسية أثناء الطفولة والعزلة الاجتماعية.

ثنائي القطب

تتشابه بعض العوامل المسببة لثنائي القطب مع العوامل المسببة للفصام نوعاً ما، وقد تتضمن:(المرجع 4) (المرجع 5)

  •  تركيبة الدماغ وطريقة عمل المواد الكيميائية فيه.

  • الوراثة، حيث تلعب الجينات دوراً لا يمكن تجاهله في الأمر.

  • التعرض للتوتر الشديد، لذلك فإن التمكن من التعامل الصحيح مع المواقف المجهدة للنفس يعمل على الحماية من المرض.

  • العوامل البيئية، مثل الصدمات النفسية أثناء الطفولة والعزلة الاجتماعية أو تعاطي المخدرات.

العلاج المناسب

تتضمن الخطة العلاجية المناسبة لكل من الفصام وثنائي القطب العلاج النفسي والدوائي، حيث يتم اختيار الأسلوب الأمثل في العلاج النفسي وما يتناسب مع حالة المريض، أما الدواء فهو يختلف في المرضين، حيث أنه:(المرجع 3) (المرجع 4)

  • في حالة الفصام يعتمد على الأدوية المضادة للذهان مثل أولانزابين (Olanzapine) أو ريسبيريدون (Risperidone).

  • في حالة ثنائي القطب فلا بد من مجموعة من الأدوية للتحكم بالأعراض المختلفة، منها مثبتات المزاج مثل الليثيوم، مضادات الذهان، مضادات الاختلاج، مضادات القلق، والأدوية المنومة.

التشخيص

بعد التعرف على أعراض كل من الفصام وثنائي القطب، لا بد من تطبيق بعض المعايير المحددة للتمكن من تشخيص الحالة لإحدى المرضين، حيث أنه:(المرجع 5)

  • لتشخيص الفصام، لا بد من أن يعاني المريض من إثنتين من (الهلاوس، الأوهام، الكلام غير المنظم)، وفي حال ظهور واحدة من الأعراض السابقة لا بد من يعاني الشخص من (سلوك غير منظم والأعراض السلبية).

  • لتشخيص ثنائي القطب، يجب أن يعاني الشخص من نوبة هوس أو هوس خفيف مرة واحدة، بالإضافة إلى نوبة اكتئاب كبيرة واحدة على الأقل.

ما هو سبب التشابه بين الفصام وثنائي القطب؟

على الرغم من أن كل منهما يعتبر حالة قائمة بذاتها، إلا أن التشابه بينهما هو تجربة الأعراض الذهانية، حيث أنه:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • خلال إصابة الشخص بالفصام، فإن الهلاوس والأوهام (الأعراض الذهانية الأكثر انتشاراً) هي السمة المميزة لهذا المرض.

  • في حالة ثنائي القطب، إن كان الاضطراب من النوع الأول فإن المريض سيعاني من الأعراض الذهانية في كل من الهوس والاكتئاب، أما في النوع الثاني، فإن المريض سيعاني من هذه الأعراض خلال نوبة الاكتئاب فقط.

اضطراب فصامي عاطفي

في بعض الأحيان يعاني الشخص من أعراض الفصام وأعراض ثنائي القطب في الوقت ذاته، فيصعب تشخيص الحالة على أنه إحدى الحالتين، لأنه لا يتناسب مع المعايير التشخيصية المحددة، عندها تتصف الحالة التي يعانيها باضطراب فصامي عاطفي.(المرجع 3)