Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الفصام الجامودي

الفصام الجامودي: المعلومات الكاملة

يعتبر مرض الفصام من أكثر الأمراض النفسية حدة وخطورة، إلا أن الأمر قد يبدو أكثر سوءاً عند إضافة بعض الأعراض الأخرى، حيث أن الفصام الجامودي يعتبر من الحالات التي لا يمكن الاستهانة بها، فما هي هذه الحالة وكيف يتم علاجها؟

 

ما هو الفصام الجامودي؟

يعتبر الفصام الجامودي (Catatonic Schizophrenia) نوع نادر وحاد من أنواع مرض الفصام ويمتاز بمتلازمة الجامود، بحيث لا يستطيع الشخص فيها التحرك (دون وجود سبب عضوي لذلك) فيقوم الدماغ بتفسير إشارات حركة العضلات بشكل غير طبيعي.

يحدث الفصام الجامودي لدى 10% – 25% من الأشخاص المصابين بالفصام.

 

أعراض الفصام الجامودي

يتميز الفصام الجامودي بمجموعة من الأعراض الغريبة، ففي بعض الأحيان يحدث فرط حركة وإثارة بشكل ملفت للانتباه وقد يكون خطيراً على نفسه وعلى الآخرين في هذه الأثناء، ثم يتحول ذلك إلى انخفاض كبير في مستوى حركة المريض، ومن الأعراض الواضحة لهذه الحالة:

    • عدم الحركة أو البقاء صلباً كالتمثال لفترة زمنية ليست قصيرة، قد تستمر إلى ساعات أو حتى أيام.
    • الامتثال الشديد والطاعة.
    • الذهول، بحيث لا يبدي المريض أي تفاعل مع ما يحدث حوله.
    • التحفيز، في حالات النشيطة قد يتخذ المريض مواقف غير اعتيادية.
    • المرونة الجسدية، بحيث يبقى المريض على الوضع الذي وضع عليه دون القيام بأي حركة.
    • عدم القدرة على الكلام، أو الرد بكلمات محددة للغاية.
    • السلبية في إظهار الانقياد للتعليمات أو المحفزات الخارجية.
    • المبالغة في الأفعال والمواقف وردود الأفعال.
    • القيام بالحركات النمطية أو التكرارية دون وجود سبب لذلك.
    • إظهار بعض تعابير الوجه المضحكة.
    • تقليد الآخرين في حركاتهم وطريقة كلامهم.
    • ثبات المريض على وضعية غير مريحة للأشخاص الطبيعيين.
    • الشعور بالضيق والإثارة دون سبب واضح.
    • أعراض مرض الفصام المشهورة، مثل الهلاوس والأوهام، اضطرابات في التفكير، عدم القدرة على التعبير عن المشاعر، عدم إدراك المريض لوضعه، انخفاض القدرات المعرفية.

    في حين أن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الفصام الجامودي قد لا يتفاعلون مع ما يحدث حولهم، فإن الكثير منهم يدركون ما يحدث.

     

    أسباب الإصابة بالفصام الجامودي

    على الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي وراء هذه الحالة الصعبة، إلا أن بعض الأمور قد تكون عوامل لها تأثير لا يمكن تجاهله في الإصابة، ومن هذه العوامل:

      • اختلال توازن النواقل العصبية في الدماغ، خاصة كل من هرمون الدوبامين والسيروتونين والغلوتامات، بالإضافة إلى نقص حمض جاما أمينوبوتريك مما يسبب خلل في الوظائف الدماغية.
      • العوامل الوراثية، حيث أن مرض الفصام يمكن تناقله جينياً من جيل إلى آخر.
      • تناول الكحول أو المخدرات.
      • عوامل متعلقة بمرحلة ما قبل الولادة، مثل التشوهات الحاصلة لبنية دماغ الجنين.
      • فقدان الاتصال أو الترابط بين مناطق دماغية متعددة.
      • الإصابة ببعض المشكلات النفسية، مثل الاضطرابات الاكتئابية واضطراب ثنائي القطب أو الاضطرابات الذهانية.
      • الإصابة ببعض المشكلات الجسدية أو العصبية مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون.

       

      عوامل خطر الفصام الجامودي

      تتشابه عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالفصام الجامودي مع عوامل خطر مرض الفصام، وهي تشتمل على:

        • العامل الجيني: في حال اكتشاف حالة مصابة بمرض فصام الشخصية في العائلة، فإن احتمالية إصابة شكل آخر تكون كبيرة.
        • العدوى الفيروسية: قد يكون للإصابة ببعض الأنواع من الفيروسات القدرة على تهيئة البيئة المناسبة لتطور الفصام.
        • مرحلة التكون: إن عدم حصول الأم الحامل على التغذية الصحية المتوازنة يساهم بشكل أساسي في زيادة احتمالية الإصابة بالفصام، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار أعمار الوالدين عند إنجاب الشخص، حيث أن الآباء الأكبر سناً تزيد لدى أطفالهم احتمالية التعرض للفصام.
        • الضغوط النفسية: يعمل التعرض المبكر للضغوط النفسية وتراكمها في داخل الشخص إلى تطور حالة الفصام الجامودي.
        • الصدمات النفسية: ومنها تعرض الأطفال لسوء المعاملة أو أي نوع آخر من الصدمة النفسية.
        • المخدرات: تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي وتوازن المواد الكيميائية في الدماغ، وبالتالي تشكيل عامل خطر للفصام.

         

        كيف يتم تشخيص حالة الفصام الجامودي؟

        في كثير من الأحيان يمكن الخلط ما بين حالة الفصام الجامودي والاضطرابات الأخرى، حيث قد تتشابه بعض الأعراض، إلا أنه لا بد من التأكد أن المريض لا يتناول أدوية مضادة للذهان قبل تشخيص الحالة، وذلك لأن هذه الأدوية لها بعض الآثار الجانبية المسببة لتيبس العضلات أو الظهور بوضعيات غريبة، وللقيام بالتشخيص الصحيح لا بد من القيام بالإجراءات التالية:

          • الفحص البدني: لاستبعاد أي مشكلة صحية يمكن ملاحظتها من خلال الأعراض والفحص معاً.
          • فحص مخبري لعينة الدم: بحيث يتم الكشف عن الأدوية التي يتناولها المريض أو المخدرات أو وجود اضطراب في الغدة الدرقية.
          • التصوير الإشعاعي: سواء بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، فإن الهدف منه البحث عن أي خلل في البنية الدماغية.
          • مخطط كهربائية الدماغ: للتأكد من قيام الدماغ بوظائفه الطبيعية.
          • التقييم النفسي: عند استبعاد أي خلل وظيفي وجسدي، يتم التطرق إلى التقييم النفسي لمعرفة تفاصيل أكثر دقة بالأعراض، مثل شدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية للمريض.

           

          طرق علاج الفصام الجامودي

          بعد الحصول على التشخيص الصحيح للحالة، يأتي دور المعالج المختص في وضع خطة تتناسب مع الظروف الخاصة للمريض وتراعي شدة الحالة، حيث تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:

          العلاج الدوائي

          يعتبر العلاج الدوائي أمراً أساسياً للتقليل من الأعراض التي يعانيها المريض، ومن هذه الأدوية:

            • مضادات الاكتئاب.
            • مضادات الذهان.
            • الأدوية المساعدة في حالات القلق مثل البنزوديازيبينات Benzodiazepines.
            • مسكنات الألم أو المهدئات مثل الباربيتورات Barbiturates، والتي تساعد في التقليل من الأعراض بسرعة كبيرة، وتتراوح فاعليتها ما بين الخفيفة إلى التهدئة (التخدير) الكاملة.

            العلاج بالصدمات الكهربائية ECT

            في حال عدم إظهار أي نتائج إيجابية للعلاجات الأخرى، يتم اللجوء إلى الصدمات الكهربائية لعلاج الحالة من خلال تمرير تيار كهربائي عبر الدماغ لتشكيل بعض التشنجات.

            الإقامة في المستشفى

            وهو مناسب للحالات الشديدة، عندما يمتنع المريض عن تناول الطعام ويبدأ ببعض السلوكيات المؤذية له ولغير، لذلك يفضل أن يتواجد المريض في مكان أكثر أمان، وتعتبر الإقامة في المستشفى هي الحل الأمثل في هذه الحالات.

             

            للحالات غير الشديدة والحادة بشكل كبير، يمكن تزامن العلاج النفسي مع الأدوية التي يتناولها المريض

             

            التدريب على الممارسات الاجتماعية

            مما يساعد المريض على الاندماج والتفاعل الصحيح مع الآخرين، للتمكن من التعايش بالطريقة الصحية قدر الإمكان.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            لا يعتبر الفصام الجامودي من الحالات الحالات البسيطة أو التي يمكن للشخص تشخيصها بنفسه، لذلك فإن الأمر يستوجب اللجوء إلى معالج نفسي متخصص لتشخيص الحالة بشكل دقيق، فبناءً على الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي فإنه:

            • تتشابه بعض الأعراض في هذه الحالة مع الأعراض التي تحدث مع اضطرابات أخرى مثل الإدمان على المخدرات.
            • تحتاج الأدوية الخاصة بهذه الحالة إلى وصفة دوائية مقدمة من قِبل الطبيب النفسي.