الطفل الذي يكذب

كيفية التعامل مع الطفل الذي يكذب

قد يتخيل الطفل الكثير من الأمور ويبدأ بقولها على أنها حقيقة، فيُعد هذا السلوك طبيعياً لدى الأطفال، إلا أن الطفل الذي يكذب فغالباً ما يستمر بهذا الأمر إلى أن يتعامل معه والديه بالطريقة الصحيحة التي تشجعه على قول الحقيقة، لذلك نقدم في السطور التالية أهم الاستراتيجيات للتعامل مع هذا الطفل لتصحيح سلوكه.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يكذب

يعد الكذب من  الصفات السيئة التي يحاول الوالدين إبعاد طفلهما عنها، إلا أن بعض الأطفال يستمرون بهذا السلوك مما يحتم على الأهل اتباع أساليب لتصحيح الأمر، ومن أهم استراتيجيات التعامل مع الطفل الذي يكذب:

التحدث مع الطفل

كنقطة أساسية لا بد من إيضاح أن الكذب أمر غير مقبول، بالإضافة إلى شرح ما يلي للطفل:(المرجع 1) (المرجع 3)

  • كيفية تأثير الأمر على الثقة بالطفل الذي يكذب، وما له من تأثير على علاقته مع بقية أفراد الأسرة.
  • الفرق بين ما يمكن تحقيقه كونه صادق أو كاذب.
  • تقديم الأدلة التي تشير إلى عدم صدق الطفل لكي يعلم أن هناك حقائق لا يمكن تجاهلها عند البدء بالكذب.
  • النتائج المترتبة على الأكاذيب التي يقولها الطفل.

القدوة الحسنة

غالباً ما يتعلم الأطفال من ذويهم، لذلك يجب الامتناع عن الكذب قدر الإمكان خاصة أمام الأطفال لكي لا يعتبرون الأمر طبيعياً، فهم لا يميزون الكذبة البيضاء من غيرها، ومن الكذبات التي يستهين بها الوالدين:(المرجع 3) (المرجع 5)

  • تصغير عمر الطفل للحصول على تذكرة أو وجبة مجانية.
  • تبرير عدم الرغبة بالمشاركة في اللقاءات الاجتماعية بالتعب الجسدي.

جعل الصدق أساس المنزل

لا بد من التركيز بشكل مستمر على أهمية الصدق والتعامل بأمانة بين أفراد الأسرة، وأنه ليس من المقبول خيانة ثقة بعضنا البعض، بالإضافة إلى توضيح أنواع الكذب غير المقبول في المنزل.(المرجع 5)

إعطاء الفرص

يمكن لإتاحة الفرصة مرة أخرى ضمان عدم عودة الطفل الذي يكذب إلى سلوكه هذا فيما بعد.(المرجع 5)

استخدام العقوبات

في حال كان الطفل يتعمد الكذب في الأمور ذات القيمة، يجب على الوالدين وضع العقوبات المناسبة مع الانتباه إلى:(المرجع 1) (المرجع 2)

  • التوضيح للطفل أن العقوبة تخص كذبه، وللحالات التي يمكن الطفل أن يكذب بشأن أمر خاطئ ارتكبه عندها يجب توضيح أن العقوبة تتعلق بكذبه، وعقوبة أخرى تتعلق بالأمر الخاطئ.
  • يجب أن يكون العقاب قصيراً وغير مبالغاً به.
  • عدم الرضوخ إلى المفاوضات بشأن العقوبات وإن نطق الطفل بالحقيقة فيما بعد.

تشجيع الطفل على التخيل

عند سرد الطفل الذي يكذب لقصة من نسج خياله حول أمر معين، لا يجوز مواجهته بالكذب، لكن يمكن تشجيعها لاستغلال خياله في تكوين القصص المسلية.(المرجع 1) (المرجع 2)

عدم التركيز على الكذب

لا يعد الكذب عند الطفل سلوك أخلاقي، لذلك يجب على الوالدين عدم أخذه على محمل شخصي، وإنما التركيز على الأمر الذي كذب الطفل بشأنه.(المرجع 4)

تجنب المواقف المحفزة

يمكن من خلال معرفة حيثيات سلوك الطفل الكاذب الوصول إلى حل جذري لكذبه، وذلك عن طريق:(المرجع 1)

  • معرفة السبب الحقيقي الذي يجعل الطفل يكذب مما يزيد من فرصة إبعاده عن الأمر.
  • استخدام أسلوب المكافأة، ففي حالة كان يكذب لرغبته في الحصول على الحلوى، فيمكن جعل الحلوى كمكافأة على سلوكه الجيد في المرات القادمة.

تجاهل الأمر

قد يكذب الطفل في محاولة منه لجذب انتباه الآخرين فقط، ففي هذه الحالة لا يكون الكذب في أمور خطيرة بل يتمحور حول قلة تقدير الطفل لذاته، فما على الوالدين إلا:(المرجع 2)

  • تجاهل الأمر قدر الإمكان وعدم إعطائه أي اهتمام عند البدء في الكذب.
  • البحث عن موضوع أكثر واقعية لتشتيت انتباه الطفل.

الإشارة إلى السلوك الخاطئ

عندما يستمر الطفل بالكذب على الرغم من تجاهله، عندها يمكن الإشارة إلى عدم تصديقه بشكل غير مباشر، من خلال القول له:(المرجع 2) (المرجع 4) 

  • أن يتحدث عما حصل فعلاً.
  • الإشارة إلى أن ما قاله يعد قصة جميلة لن يصعب تصديقها.

فحص مدى الصدق

في بعض الأحيان يدرك الوالدين الحقيقة بأكملها، عندها يمكن إتاحة المجال للطفل الذي يكذب كي يقول الحقيقة في سبيل عدم التعرض للعقاب، مع التركيز على:(المرجع 2) (المرجع 4)

  • التخطيط المسبق للحديث مع تحضير أسئلة وأجوبة للطفل عما سيتم قوله.
  • تحضير البراهين على مدى كذب الطفل.
  • البقاء بشكل حيادي وغير عاطفي قدر الإمكان.
  • محاولة معرفة سبب كذب الطفل للتمكن من حل المشكلة، مع التركيز على عدم الرغبة في الحصول على مبررات للكذب وإنما الوصول إلى المشكلة الحقيقية.

إتاحة المزيد من الوقت

قد ينتج الكذب بسبب إصابة الطفل الذي يكذب باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، مما يجعله يتحدث دون تفكير مسبق، لذلك يجب:(المرجع 2)

  • إعطائه المزيد من الوقت للتفكير بأقواله قبل النطق بها.
  • توضيح ذلك للمعلمين في المدرسة للتقليل من تعرضه للمواقف المزعجة.

تقديم الامتيازات

في حال كان الكذب هو سلوك مستمر لدى الطفل، فإن تحفيزه من خلال تقريبه من حصوله على امتيازات محببة له في كل مرة يقول به الحقيقة يساعده في التخلص من كذبه.(المرجع 5)

متى يبدأ الطفل بالكذب؟

غالباً ما يبدأ الطفل بالكذب في عمر 3 سنوات، حيث يستطيع التمييز أن المحيطين لن يستطيعوا معرفة مدى كذبه، إلا أن الأمر يأخذ بالازدياد على النحو التالي:(المرجع 1)

  • ما بين (4 – 6) سنوات يستطيع الطفل المطابقة ما بين ما يقوله وتعابير وجهه ونبرة صوته، لكن ما أن يطلب منه تقديم التفاصيل حتى يُكشف أمره.
  • بعد ذلك يستطيع الطفل الكذب دون ملاحظة المحيطين به، حيث يساعده في ذلك امتلاكه لمخزون من الكلمات وفهمه لتفكير الآخرين.
  • في سن المراهقة، غالباً ما يستخدم المراهق الأكاذيب البيضاء في محاولة لعدم إيذاء مشاعر الآخرين.

ما أن يكبر الطفل ويستطيع التمييز ما بين الحقيقة والكذب، يجب على المحيطين تشجيعه ودعمه لقول الحقيقة بشكل دائم.

أمور تحفز الطفل الذي يكذب

هناك الكثير من الأمور والأسباب وراء تحفيز الطفل على الكذب، إلا أن أكثرها شيوعاً:(المرجع 6)

  • الألعاب التخيلية.
  • التباهي أمام الأصدقاء والآخرين.
  • الخوف من العقوبات.
  • تجنب القيام بأمور لا يرغب القيام بها.
  • عدم الرغبة في التسبب بخيبة أمل للوالدين.
  • شعور الطفل بعدم الرضا عن أمر محدد في حياته.
  • محاولة جذب الانتباه.

نصيحة عرب ثيرابي

في بعض الأحيان يكون كذب الطفل متعلق ببعض السلوكيات الخطيرة أو المؤذية للمحيطين، كما يمكن أن تشير إلى مشكلات نفسية، لذلك ننصح في عرب ثيرابي الحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات والعمل على حلها بأسرع وقت، حيث يمكن تتبع الكذب في الحالات التالية:

  • عدم امتلاك الطفل للأصدقاء.
  • عدم شعور الطفل بالندم أو الخجل من كذبه.