فوبيا الأماكن الضيقة
هل سبق وقابلت أحد الأشخاص ورفض أن يركب السيارة؟ أو فضّل المشي على الدرج بدلًا من ركوب المصعد؟ أو حتى زيارة مدينة الألعاب الترفيهية ولعب الأفعوانية؟ من الممكن أن يكون هذا الشخص مصابًا بفوبيا الأماكن الضيقة.[مرجع1]
مفهوم فوبيا الأماكن الضيقة
تُعرف فوبيا الأماكن الضيقة أو الكلوستروفوبيا بأنها اضطراب القلق الذي ينتج من خوف غير منطقي من المساحات الصغيرة والضيقة التي لا يُمكن الخروج منها، ولذلك غالبًا ما يتجنب أصحاب هذه الفوبيا التواجد في أماكن مغلقة أو ذات مساحات صغيرة.[مرجع1]
أسباب فوبيا الأماكن الضيقة
هناك أسباب مختلفة لامتلاك فوبيا من الأماكن الضيقة، ومنها:[مرجع3][مرجع4]
- وراثة من أحد الوالدين.
- وجود خلل في جين GPM6A.
- التعرض لصدمة في مرحلة الطفولة مثل التنمر.
- المحاصرة في مكان ضيق في موقف سابق.
- التعرض للتخويف أو الإساءة في مكان مغلق بمرحلة الطفولة.
- الإنخراط في تجربة غير سيارة في مكان مغلق سابقًا مثل اضطرابات الطيران، أو الوقوع في نفق.
- وجود خلل وظيفي في حجم اللوزة أو جزء الدماغ المسؤول عن التحكم بالخوف وعلاجه.[مرجع1]
- الإصابة بالتشويه المكاني؛ وهو عندما يمتلك الشخص إحساس كبير بالمساحة الشخصية، وهو ما يجعله أكثر ميلًا للخوف من الأماكن المغلقة.[مرجع1]
أعراض فوبيا الأماكن الضيقة
تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب شدة الفوبيا التي يشعر بها؛ حيث يُمكن أن تتراوح الفوبيا من عصبية خفيفة إلى نوبة هلع، ومن أعراض فوبيا الأماكن الضيقة:[مرجع3][مرجع4]
- الشعور بضيق في التنفس.
- تسارع ضربات القلب.
- الشعور بالدوخة والاهتزاز أو الارتجاف.
- البدء في التعرق، والتعرض لهبات ساخنة.
- الشعور بجفاف في الفم.
- الشعور بألم أو ضيق في الصدر.
- الإحساس بالاختناق، والارتباك.
- المعاناة من صداع الرأس، والغثيان، والخدران.
- الحاجة لاستخدام الحمام.
- الإصابة بالخوف من التعرض للأذى أو المرض.
- الإحساس بأن العالم سينتهي أو أن الموت اقترب.
- الشعور بفراشات في المعدة.
- الإحساس بالمرض.
- الإصابة بالإغماء أو الشعور به.
- الإحساس بالإبر والدبابيس.
- سماع صوت رنين في الأذنين.
- الخوف من عدم السيطرة على الموقف، والشعور بالرهبة.
- الإصابة بالقشعريرة، واحمرار الوجه وارتفاع حرارته.[مرجع2]
- إصابة الأطفال بنوبات من البكاء، والغضب، والتشبث.[مرجع2]
- الشعور بالحاجة للهروب.[مرجع2]
علاج فوبيا الأماكن الضيقة
في أغلب الأحيان يلجأ الشخص المصاب بالفوبيا إلى تجنب التعرض للمواقف التي تحفز لديه أعراض الفوبيا؛ كأن يبتعد عن الأماكن المغلقة، ويقرر المشي بدلًا من ركوب القطار، أو الوقوف بجانب الباب في أي مكان مكتظ، إلا أن ذلك لن يُساعد في تخطي الفوبيا والتخلص منها،[مرجع4] ولذلك يتم اللجوء لعلاجها بأحد الطرق التالية:
العلاج بالتعرض
يعتمد هذا النوع من العلاج على تعريض صاحب فوبيا الأماكن المغلقة للمواقف التي تخيفه بشكل تدريجي حتى يتمكن من التغلب على خوفه، ويُمكن أن يبدأ المعالج في جعله ينظر إلى صور مساحات ضيقة، وشيئًا فشيئًا حتى يتواجد في مكان مساحته ضيقة.[مرجع4]
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
حيث يلتقي صاحب الفوبيا مع معالج مُدرّب ويتحدث معه عن جميع الأفكار السلبية والمخاوف الموجودة بداخل عقله التي تجعله يخاف من الأماكن المغلقة، ومن ثم يقوم المعالج بتعليمه طرق فعالة للتغلب عليها.[مرجع4]
العلاج السلوكي الانفعالي العقلي (REBT)
وهو الجانب العملي من العلاج السلوكي المعرفي، ويُركز بشكل أساسي على الحاضر؛ حيث يُساعد في علاج المواقف، والمشاعر، والسلوكيات غير الصحية التي تسيطر على المصاب بالفوبيا، وتعلّم بدائل صحية لها.[مرجع5]
الواقع الافتراضي (VR)
في العلاج بالواقع الافتراضي يتم استخدام محاكاة الكمبيوتر لمحاكاة المساحات الضيقة مثل المصاعد، أو جهاز التصوير بالرنين، وبهذه الطريقة يتم منح من يمتلك الفوبيا التجربة في مساحة يشعُر بها بالأمان؛ لأنها مكان افتراضي.[مرجع4]
الأدوية
في حال لم تنجح أي طريقة علاج لتخطي الخوف من الأماكن الضيقة أو السيطرة عليه يتم وصف الأدوية بواسطة الطبيب، وتكون أدوية قلق ومضادات اكتئاب؛ للمساعدة في التعامل مع المواقف التي تسبب الخوف.[مرجع4]
ممارسة التمارين الرياضية
يوصي الأطباء بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا، ما لا يقل عن 3 مرات في الأسبوع؛ حيث تساعد التمارين الرياضية على تحفيز إنتاج الإندروفين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، والذي بدوره يقلل من الخوف.[مرجع6]
الاسترخاء
يُفضل التخلص من التوتر ومسببات التوتر عن طريق تقليل تناول الكافيين والسكر، والمحافظة على نظام غذائي جيد، بالإضافة للحصول على قسط كافٍ من النوم؛ لتقليل الضغط على الجهاز العصبي، وبالتالي القدرة على السيطرة على الانفعالات بشكل أكبر، كما يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء المختلفة،[مرجع6] ومنها:[مرجع2]
- ممارسة تمارين التنفس العميق (التنفس بعمق من الأنف لمدة 3 ثوان، ومن إخراج الهواء ببطء من الفم).
- التأمل.
- تمارين اليقظة.
- الاسترخاء التدريجي للعضلات.
نصائح للتعامل مع فوبيا الأماكن الضيقة
من أهم النصائح للتعامل مع الخوف من الأماكن الضيقة:[مرجع2][مرجع5]
- التحدث إلى شخص يُمكن الوثوق به من المقربين حول المخاوف.
- الانضمام لمجموعات دعم؛ لمقابلة أشخاص آخرين يمتلكون نفس الفوبيا، وتبادل النصائح.
- أخذ أنفاس بطيئة وعميقة، والعد حتى 3 مع كل نفس.
- التركيز على أمر آخر يزيد من الشعور بالأمان بدلًا من التركيز مع مصدر الخوف.
- تهدئة النفس عن طريق تذكيرها أن الخوف سيذهب.
- تذكير النفس بأن الخوف غير منطقي.
متى يجب الحصول على المساعدة؟
يُنصح بالحصول على المساعدة في الحالات التالية:[مرجع2]
- عند التأثير على الأنشطة اليومية كالقيام بالعمل أو الدراسة.
- عندما يُبعد الشخص عن المناسبات الخاصة مع العائلة والأصدقاء، ويجعله يُفضل الوحدة.
- إذا كان يسيطر على أفكار الشخص طوال الوقت.
- إذا كان يُسبب الأرق للشخص، ويُبقيه مستيقظًا طوال الليل.
أنواع فوبيا الأماكن الضيقة
الخوف من الأماكن المغلقة يأتي بأشكال مختلفة ومتنوعة، وهي:
الخوف من المساحات الصغيرة
يمتلك بعض الأشخاص خوف من جميع المساحات الصغيرة، وبعضهم يمتلك فوبيا من نوع واحد من هذه الأماكن، وذلك مثل الخوف من الأماكن التالية:[مرجع1]
- الطائرات، والسيارات بشكل خاص أثناء الازدحام المروري.
- القطارات، وقطارات الأنفاق، والأنفاق نفسها أيضًا.
- المصاعد والسلالم الضيقة.
- قبو المنزل، والخزائن.
- الغرف ذات المساحة الصغيرة أو المزدحمة.
الخوف من الحركات المقيدة
غالبًا ما يخاف من يمتلك فوبيا الأماكن المغلقة من أي ظروف تقيد حركاتهم حتى لو كانت المساحة كبيرة، وذلك مثل الحالات الآتية:[مرجع1]
- الخوف من الجلوس في كرسي الحلاقة أو كرسي طبيب الأسنان.
- الخوف من ركوب الألعاب في مدينة الألعاب مثل الأفعوانية.
- الخوف من دخول مدينة الألعاب لأنها مكتظة بالناس.
- الخوف من ارتداء جبيرة علاج الكسر لأنها سوف تقيد حركته.
الخوف من الاختناق
في بعض الحالات يخاف الشخص من الاختناق، وغالبًا ما يترافق ذلك مع الخوف من المساحات الصغيرة؛ حيث يشعر الشخص أنه لا يوجد ما يكفي من الأكسجين للتنفس، والتي بدورها تجعله يُصاب بنوبة هلع، ومن المثير للاهتمام أنه قد يقوم الشخص بخلع ملابسه ظنًا منه أن ذلك سوف يساعده على التنفس.[مرجع1]