ما ستجده في هذا المقال:
من المشاعر الطبيعية التي نمر بها بشكل يومي في الآونة الأخير هي التوتر والعصبية والتي غالباً ما يتم التعامل معها بشكل ذاتي. لكن في حال تجاوزت مستويات التوتر العصبي لديك عن الحدود الطبيعي يصبح الأمر بحاجة إلى تدخل وعلاج متخصص. حيث قد يعكس الأمر الإصابة بمشكلة أكثر عمقاً.
حالات تستدعي علاج التوتر العصبي
عادة ما تكون العصبية تعتبر جزءاً طبيعياً من الحياة ولا تتطلب علاجاً متخصصاً في معظم الأحيان، فقط تحتاج إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة مثل التنفس العميق والتأمل.
لكن في حال كان التوتر العصبي الذي يعاني منه الشخص مرتبطاَ بحالة معينة يتم خلالها الحصول على علاج متقدم. ومن الأمثلة على هذه الحالات:
- اضطرابات القلق أو اضطرابات الهلع.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الأرق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الصداع النصفي.
- الإصابة بالاكتئاب.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- التوحد.
كيفية علاج التوتر العصبي
بالإضافة إلى علاج التوتر العصبي في بعض الأحيان من خلال العلاج النفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي)، والأدوية (مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق)، أو مزيج من الاثنين معاً، فقد يتم اللجوء إلى العلاجات التالية للحالات المتقدمة.
الارتجاع البيولوجي
من خلال الارتجاع البيولوجي يتعلم الشخص كيفية التعرف على مستويات التوتر العصبي الذي يعاني منه. حيث يتم توصيله ببعض الأجهزة الطبية التي تقيس بعض العلامات الحيوية مثل ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.
بعد ذلك يتم تعليمه أفضل الطرق للحد من توتره والتي يبدأ باستخدامها للتقليل من الأعراض فور ظهورها أو ملاحظتها.
يساعد استخدام الواقع الافتراضي في الحد من التوتر بشكل ملحوظ.
رسم خرائط الدماغ
يتم رسم خرائط الدماغ هذه من خلال وضع 19 جهاز استشعار حول فروة الرأس لمراقبة نشاط الموجات الدماغية التي تعكس الفيزيولوجيا العصبية الأساسية. حيث تقيس هذه المستشعرات النشاط في مناطق دماغية مرتبطة بالأعراض المرافقة للتوتر. بعد ذلك يتم مقارنة نتائج الرسم مع رسم خرائط دماغية موجودة مسبقاً لأشخاص لا تظهر لديهم الأعراض.
وبناءً على المقارنة هذه يتم وضع خطة علاج متخصصة للتخلص من التوتر العصبي وأعراضه.
الارتجاع العصبي
يأتي الارتجاع العصبي بعد الارتجاع البيولوجي في علاج التوتر العصبي. وكما هو الحال في رسم خرائط الدماغ، يتم توصيل مجموعة من المستشعرات في فروة الرأس لقياس النشاط الدماغي في بعض المناطق.
بعد ذلك يتم الاعتماد على ردود الفعل البصرية والسمعية لتحسين نشاط الموجات الدماغية والحد من التوتر بشكل ذاتي.
يعتبر الارتجاع العصبي إجراء غير جراحي، مما يجعله آمناً للأطفال والبالغين الذين يعانون من أي عدد من الاضطرابات العصبية.
التعديل العصبي
في بعض الحالات يتم الدمج بين التعديل العصبي والارتجاع العصبي. حيث تسمح هذه التقنية بتوجيه دماغ الشخص بلطف نحو أنماط الموجات الدماغية الأكثر ملائمة من الناحية الوظيفية والتي تعمل على تقليل التوتر والقلق بشكل أكبر.
أظهرت الأبحاث أن هذه التقنية فعّالة بشكل خاص في المساعدة للتخلص من اضطرابات القلق والذعر.
الوقاية من التوتر العصبي خير من العلاج
على الرغم من عدم القدرة على منع التعرض للتوتر في أغلب الأحيان، إلا أن التحكم بالتوتر للتقليل من تفاقم الحالة يساعد في تجاوز الأمر بسرعة أكبر. وفي سبيل ذلك قم بتجربة:
- الاستعداد المسبق: يمكن أن يتفاقم التوتر العصبي بسبب الخوف من المجهول. فإن كنت تتوقع أن تشارك في عرض تقديمي أو تخضع لامتحان، فإن الاستعداد المسبقة والتدرب بشكل جيد يحد من ترضك للأعراض.
- تمارين التنفس: أظهرت الأبحاث أن ممارسات التنفس القصيرة الموجهة والعميق يقلل من تسارع ضربات القلب ويخفض ضغط الدم.
- التحدث إلى أحد المقربين: هناك الكثير من الفوائد المترتبة على الحديث مع أحد المقربين. فبالإضافة إلى التحكم بالمشاعر، فقد تمتلك وجهة نظر جيدة للأمر أو تحصل على حلول لم تفكر بها مسبقاً.
أظهرت الدراسات أن الحيوانات لها تأثير مهدئ للأشخاص. حيث أن قضاء 10 دقائق من اللعب مع الحيوان يقلل من التوتر.
نصائح تساعد في علاج التوتر العصبي
يمكن التغلب على التوتر العصبي والمساعدة في العلاج باستخدام الاستراتيجيات التالية:
- إجراء تعديلات في نمط الحياة: مثل تناول الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني، والحصول على قسط كاف من النوم. فبالإضافة إلى مساعدتها تقليل التوتر العام. كما أن هذه التعديلات تتيح لك المجال لتكون أكثر استعداداً للتعامل مع المواقف فور ظهورها.
- معرفة محفزات التوتر العصبي: حاول أن تكون على دراية بالأمور التي تسبب لك التوتر لتتمكن من معالجتها أو منع حدوثها. لكن حاول ألا تتجنب هذه الأمور المزعجة، فعلى الرغم من أن التجنب قد يمنح بعض الراحة على المدى القصير، إلا أنه يؤذي على المدى الطويل.
- تحفيز الإيجابية: يجب التذكر دائماً أن التوتر أمر طبيعي الحدوث في الحياة اليومية، وغالباً ما يمضي في حال سبيله مع الوقت. لذلك يجب تعزيز الطاقة الإيجابية وتقديم التأكيدات الذاتية للشعور بالثقة بالنفس.
- طلب المساعدة أو المشورة المتخصصة: إن الحديث مع المعالج النفسي يفتح للشخص المجال في التعرف على أبعاد التوتر لديه. كما أنه يساعد في تعلم المزيد من المهارات لتجاوز الحالة بسرعة وسهولة أكبر.
- ممارسة تمارين الاسترخاء وزيادة اليقظة الذهنية: فمثلاً ممارسة التأمل أو اليوغا أو استرخاء العضلات التدريجي أو التنفس العميق يساعد في إعادة التوتر لمستوياته الطبيعية ومنعه من التفاقم.
هناك الكثير من تقنيات الاسترخاء، فما عليك إلا تجربة مجموعة كافية منها قبل الحكم على فاعليتها. فما قد يناسب غيرك قد لا يناسبك.
نصيحة عرب ثيرابي
لا تقلق إن كنت لا تعاني من الشعور بالتوتر، فهناك الكثير مما يمكنك فعله للحد من هذه المشاعر. حيث ينصح الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي ممارسة بعض الاستراتيجيات التي من شأنها الحفاظ على مستويات التوتر اليومي في حدودها الطبيعية.
ومن هذه الاستراتيجيات:
- الضحك أو الابتسامة: قد يكون الأمر صعباً خاصة في المواقف المزعجة. لكن تذكر، عندما تضحك تزيد مستويات هرمون الإندورفين، يتم التخلص من التوتر ليحل مكانه الهدوء والشعور بالارتياح.
- التنفس بعمق: يعتبر التنفس العميق وسيلة رائعة للحد من القلق. كما أنه يساعد على إيصال الأكسجين إلى دماغك ويمكنك من التفكير بوضوح أكبر.
- كتابة اليوميات: ما أن تبدأ في كتابة مشاعرك السلبية، حتى تبدأ بملاحظة أنماط التفكير السلبية لديك. تساعدك هذه التدوينات في معرفة محفزات التوتر والعمل على إيجاد أفضل الحلول لها.