ما ستجده في هذا المقال:
في علاج إزالة التحسس للتخلص من الخوف أو القلق سيكون عليك أن تتعلم كيفية الاسترخاء والهدوء، ومن ثم تبدأ في وضع قائمة لمخاوفك حتى تتخلص منها ولا تعُد تسبب لك أي مخاوف.
علاج إزالة التحسس (Systematic Desensitization)
أو ما يعرف بـ علاج إزالة الحساسية المنهجية هو نوع من العلاج السلوكي المستخدم لعلاج اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). و الرهاب والخوف من أشياء مثل الثعابين أو العناكب.
يهدف هذا العلاج إلى تغيير طريقة استجابتك للأشياء أو الأشخاص أو المواقف التي تثير مشاعر الخوف والقلق، مع تعلّم أدوات التأقلم؛ لمساعدتك على الاسترخاء والهدوء.
يستغرق الأمر ما بين 4 – 6 جلسات لرؤية نتائج، ولكن قد تحتاج 12 جلسة في حالة الرهاب الشديد
آلية عمل علاج إزالة التحسس
قبل البدء في العلاج بإزالة التحسس، يجب أن تكون قد أتقنت تدريبًا على الاسترخاء وأن تقوم بتطوير قائمة بالمواقف التي تخاف منها.
وإذا كنت تواجه صعوبة في الوصول إلى حالة من الاسترخاء أو تحديد التسلسل الهرمي للقلق لديك. ليك استشارة أحد المتخصصين الذين سيكونون قادرين على تزويدك بالإرشادات. غالبًا ما يبدأ العلاج بالتعرض الخيالي للمواقف المخيفة، ومن ثم يبدأ التعرض لها بشكل حقيقي حتى لا تعود تسبب القلق أو التوتر.
ويمكن أن يكون التعرض لمسببات الخوف أو التوتر في طريقتين، وهما:
- الافتراضي: وهو أن تتخيل نفسك تتعرض لمسبب القلق في المختبر في بيئة آمنة.
- الواقعي: وهو أن تتعرض بشكل واقعي لمحفز القلق أو الرهاب، ولكن الأبحاث أظهرت أن التعرّض الواقعي له نتائج أفضل من التعرّض الافتراضي.
خطوات علاج إزالة التحسس
غالبًا لن تبدو عملية العلاج بإزالة التحسس متشابهة لجميع الأشخاص. لأن المعالجين يعملون على دراسة وفهم كل حالة وكيف يؤثر عليها الرهاب، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة للحالة.
يتبع علاج إزالة الحساسية المنهجية بشكل عام تقدمًا روتينيًا يتضمن تحديد الخوف، وتقييم المواقف، والتعرض لها، ومراجعة التقدم، وتكرار عملية التعرض حتى التخلص منه، وذلك بالخطوات التالية:
التثقيف النفسي والاسترخاء
بالبداية يجب أن يتم التوضيح لك كيف أن مواجهة مخاوفك سوف يقلل من خوفك، وسوف يقلل القلق أو الخف منها، وليس العكس.
بعد أن يحصل المعالج على موافقتك ويضع خطة لبدء تعريضك للرهاب، سيبدأ بتعليمك تقنيات الاسترخاء؛ لتقليل رد فعل الجسم تجاه القلق.
إنشاء التسلسل الهرمي للخوف
التسلسل الهرمي للخوف هو قائمة يتم وضعها بين المعالج والعميل لوصف وتقييم المنبهات المحفزة للمخاوف أو مسبب الفوبيا.
وتبدأ القائمة بالموقف الأكثر رعبًا والأكثر صعوبة في الجزء العلوي لتمثيل عنصر المستوى العاشر، ومن ثم الانتقال إلى الأسفل وتدوين أدنى موقف من شأنه أن يسبب الخوف.
يفضل وجود العديد من المخاوف في القائمة؛ حتى يتمكن المعالج من التدرج بينها للتخلص من المخاوف أو الرهاب.
التعرض التدريجي
يعتمد العلاج بإزالة التحسس على إكمال التسلسل الهرمي للخوف، والتقدم خطوة بخطوة بدءًا من أقل المخاوف حتى أكبرها.
وتتضمن مرحلة التعرض التدريجي الآتي:
- التعرّض للمخاوف أو سبب الرهاب والقلق قد يكون خلال الجلسات العلاجية، أو بينها كواجبات منزلية.
- عندما يتم التعرض لها ستشعر بالبداية بزيادة متوقعة في القلق، ولكن تقنيات الاسترخاء ستساعدك على الهدوء وتقليل القلق.
- بمجرد أن ينخفض القلق بنسبة 50٪ على الأقل مما كان عليه، ينتهي التعرض ويُعتبر ناجحًا، ومن ثم يتم عكس التجربة.
- طالما كان التعرض الأول ناجحًا، سيكون عليك مناقشة أعراضك مع المعالج؛ للانتقال إلى المرحلة التالية.
- وهكذا تستمر في الانتقال من مرحلة للمرحلة الأعلى منها حتى يختفي القلق أو الرهاب عند التعرض لمسبب الخوف أو الرهاب.
تبين أن الجمع بين التدريب على إدارة القلق والتعرض أو علاجات الواقع الافتراضي (VRE) كان ناجحًا في علاج 93% من المرضى الذين عانوا من الخوف من الطيران.
الحالات التي يعالجها علاج إزالة التحسس
على الرغم من تطبيقه بالأغلب على حالات الخوف أو الرهاب إلا فعالًا في علاج العديد من حالات الصحة النفسية، ومنها:
الرهاب المحدد
في علاج حالات الرهاب المحدد مثل الخوف من المرتفعات يتم إنشاء تسلسل هرمي للخوف يتضمن الارتفاعات المختلفة.
تبدأ بعدها في الذهاب لهذه المرتفعات بدءًا من الأقل منها حتى الأعلى عندما تكون جاهزًا، وقد تتعرض لها في بيئات خارجية دون وجود المعالج النفسي.
اضطراب القلق الاجتماعي
تتضمن اضطرابات القلق الاجتماعي مستوى شديدًا ومنهكًا من التوتر والخوف والقلق عند مواجهة أشخاص آخرين أو التفاعلات الاجتماعية والتي يمكن أن تقلل من قدرتك على العمل والذهاب إلى المدرسة، أو بناء علاقات ذات مغزى، ولكن علاج إزالة التحسس يمكن أن يزيل هذه المخاوف من خلال التعرض لمواقف اجتماعية متنوعة.
الوسواس القهري
يظهر اضطراب الوسواس القهري في أشكال عديدة، منها أن تكون مهووسًا بالنظافة أو تخاف من الجراثيم أو التلوث، والذي يحقق استجابة رائعة للعلاج بإزالة التحسس.
يتضمن التسلسل الهرمي للخوف في هذه الحالة قائمة بالأشياء التي تجدها قذرة أو غير نظيفة، على سبيل المثال:
- لمس شيء مثل مقبض الباب أو الزر في المصعد.
- التقدم نحو لمس مقاعد المرحاض والدجاج النيء.
- سيؤدي لمس هذه العناصر إلى إثارة المستوى المطلوب من التوتر والقلق، ولكن الاستجابة تتراجع دائمًا مع مرور الوقت.
90٪ من الأشخاص الذين تعرضوا لجلسة واحدة في الجسم الحي أبلغوا عن خوف أقل، وتجنب أقل، وضعف عام أقل مع نتائج تدوم لسنوات.
تقنيات علاج إزالة التحسس
تتضَمن التقنيات التي تستخدم أثناء العلاج بإزالة التحسس الآتي:
التنفس العميق
عندما يشعر الناس بالقلق يميلون إلى أخذ أنفاس سريعة ضحلة تأتي مباشرة من الصدر، والذي يسمى التنفس الصدري. قد لا تدرك عندما تشعر بالقلق، أنك تتنفس بهذه الطريقة.
لكن هذا التنفس يؤدي إلى اضطراب مستويات الأكسجين بالجسم، مما يزيد من معدل ضربات القلب، والدوخة، وتوتر العضلات. وغيرها من الأحاسيس الجسدية الأخرى، ولذلك يكون عليك أن تتعلم التنفس العميق حتى تستخدمه أثناء شعورك بالقلق.
استرخاء العضلات التدريجي
إذا كنت تعاني من اضطراب الهلع، أو رهاب الخلاء، أو أي نوع آخر من اضطرابات القلق قد تعاني من توتر عضلي متكرر أو مزمن، ومن خلال استخدام تقنية استرخاء العضلات التدريجي يمكنك إرخاء عضلات جسمك، وزيادة شعورك بالاسترخاء والهدوء.
من خلال تخيل نفسك في بيئة هادئة وخالية من التوتر يمكنك الوصول إلى حالة من الاسترخاء العقلي والجسدي، مما يجعلك تشعر بمقدار أقل من القلق أو التوتر، ويقلل من استجابتك للرهاب.
نصيحة عرب ثيرابي
علاج إزالة التحسس أحد العلاجات التي تساهم في علاج أعراض اضطراب أو رهاب ما وليس علاج أسبابه. ولذلك جزء كبير من العلاج يعتمد على قبولك واندفاع نحو العلاج. كما نرى أنه من المهم للغاية أن تعثر على طبيب أو معالج مناسب لك في هذا النوع من العلاج؛ لتقديم أفضل درجات الدعم لك. لا تتردد في التواصل مع أطباء عرب ثيرابي والحصول على استشارة نفسية.