ما ستجده في هذا المقال:
عندما يصاب الشخص بالاكتئاب، فإن تأثير ذلك على الحالة النفسية غالباً ما يكون مفهوماً لكن تأثر الجسم والحالة الصحية قد تكون معروفة لدى الكثيرين.
إن كنت بحاجة لمعرفة كيفية تأثير الاكتئاب على حالتك الصحية فلا بد من قراءة السطور التالية.
تأثير الاكتئاب على الجسم بالأعراض الجسدية
يظن الكثير من الأشخاص أن الاكتئاب ينحصر على الأعراض النفسية، لكن في حقيقة الأمر هناك الكثير من الأعراض الجسدية ترافق هذه الحالة. حيث أن اختلال التوازن في السيروتونين من شأنها أن يؤثر على الكثير من الوظائف الجسدية الأخرى، لذلك نجد الشخص المكتئب دائما ما يشكو من الأعراض الشائعة التالية:
- زيادة الشعور بالأوجاع أو الآلام. حيث أن عتبة الألم لدى الشخص تتغير ويصبح شعوره بالأوجاع أكثر حدة. والتي تحدث لدى حوالي اثنين من كل ثلاثة أشخاص يعانون من الاكتئاب.
- الشعور بالتعب المزمن وفقدان الطاقة على الرغم من عدم كسل الشخص.
- تراجع الرغبة الجنسية أو الاهتمام بالأمور الجنسية. فقد أظهرت الدراسات أن ما يقرب من نصف الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من مشكلات جنسية.
- تغيرات على الشهية سواء بفقدانها أو زيادتها.
- اضطراب نمط النوم سواء كان ذلك بالأرق أو قلة النوم العميق أو النوم الزائد. وفي جميع هذه الأحوال يمكن أن يكون لذلك آثار سلبية على صحتك البدنية. قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى التعب، مما قد يؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة اليومية.
وجد الباحثون أن مشاكل النوم والتعب من أعراض الاكتئاب لدى كبار السن. لكن غالباً ما يتم تجاهلها باعتبارها جزءاً طبيعياً من الشيخوخة.
اعرف المزيد: الاكتئاب: اختبار تقييمي، الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج
صحة الجسم وتأثير الاكتئاب عليها
دائماً ما يتم التركيز على الحالة المزاجية لمريض الاكتئاب، على الرغم من أن الاكتئاب بحد ذاته يسبب الكثير من الحالات العضوية الأخرى في حال عدم علاجه. إن كنت أنت أو أحد المقربين منك يعاني من الاكتئاب فهو عرضة لما يلي:
الإصابة بالأمراض الجسدية والعدوى
يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة بعدد من الأمراض والحالات الأخرى، حيث أن زيادة مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول أو الأدرينالين تؤثر سلباً على طريقة تفاعل الجسم مع الأمراض.
وعلى الرغم من عدم معرفة حقيقة العلاقة بين الاكتئاب والجهاز المناعي، إلا أن كل منها يؤثر على الآخر. حيث يصبح الشخص المكتئب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.
الألم الجسدي
هناك الكثير من الأوجاع التي يشكو الشخص المكتئب منها. فغالباً ما يعاني من:
- الصداع المستمر.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل ألم المعدة والإمساك أو الإسهال.
- تشنج العضلات خاصة عضلات الكتفين والظهر.
صحة القلب
يعد التأثير على صحة القلب من الأمور التي لا يربطها الكثيرين بالاكتئاب، حيث أن السلوكيات التي يقوم بها الشخص المكتئب تؤثر على صحة الجسم والقلب بشكل كبير. ويظهر ذلك على النحو التالي:
- يمكن للتدخين المفرط وعدم ممارسة التمارين الرياضية وتناول الطعام غير الصحي أن يزيد من خطر أمراض القلب والشرايين.
- يؤثر الاكتئاب على معدل ضربات القلب أو ضغط الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من المشاكل المرتبطة بالقلب.
- التوتر والقلق المرافق للاكتئاب يمكن أن يساهم أيضاً في الإصابة بأمراض القلب.
يصبح الشخص المكتئب أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري والسكتة الدماغية في حال عدم حصوله على العلاج المناسب.
تأثير الاكتئاب على الجهاز العصبي في الجسم
يظهر تأثير الاكتئاب على الجهاز العصبي بشكل واضح من خلال التغيرات التي تطرأ على الجسم. ويعود ذلك إلى أن الجهاز العصبي هو المسؤول عن نقل الإشارات بين الدماغ وباقي الجسم، ويأتي الاكتئاب ليغير طريقة عمل الجهاز.
ومن أهم هذه التغيرات:
- تغير مستويات الناقلات العصبية في الدماغ من خلال انخفاض مستويات السيروتونين والنورإبينفرين، مما قد يؤدي إلى مشاعر الحزن والقلق والتهيج.
- زيادة إفراز هرمون الكورتيزول كاستجابة للتوتر. والذي بدوره يعمل على زيادة الشعور بالتعب وضعف العضلات وزيادة الوزن.
- تغيرات في بنية الدماغ، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يعانون من انخفاض في حجم مناطق معينة من الدماغ، خاصة في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
أنماط الحياة المتأثرة بالاكتئاب
تلقائياً يتبع الشخص المكتئب بعض الاستراتيجيات والأنماط الحياتية للتعامل مع ما يعانيه في هذه الأثناء، مما يزيد من تفاقم الحالة ويعرضه للمزيد من المشكلات والأمراض العضوية.
ومن ضمن الأنماط الحياتية غير الصحية في حالة الاكتئاب:
تناول الكحول
قد يلجأ الشخص إلى تناول الكحول بإفراط للتعامل مع الأفكار والمشاعر التي تزعجه. ولأن الكحول في طبيعة الحال تعتبر مادة مسببة للاكتئاب، فإن تناولها في هذا الوقت يفاقم الحالة من خلال:
- عدم القدرة على النوم.
- تزيد مشاعر الحزن والقلق.
- تدني مستويات الطاقة والمزاج.
- تأثيرها على فاعلية الأدوية المضادة للاكتئاب.
الخلل في النظام الغذائي
كما يوجد أطعمة من شأنها أن تعزز الحالة المزاجية، هناك أطعمة يجب الابتعاد عنها في حال كان الشخص يعاني من القلق أو الاكتئاب.
فمثلاً السكريات والدهون غير الصحية المتواجد بكثرة في الوجبات السريعة تفاقم أعراض الاكتئاب. أما النظام الغذائي الصحي المعتمد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، فهو يساعد في تحسين الحالة المزاجية.
يساهم تناول الوجبات السريعة والسكريات خلال الاكتئاب في زيادة الوزن، وبالتالي تكوين الشخص صورة ذاتية سيئة عن نفسه.
قلة النشاط البدني
غالباً لن تمتلك الطاقة اللازمة والحافز للقيام بالتمارين الرياضية، بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في البقاء بالسرير خلال الاكتئاب. الأمر الذي يعزز أعراض الاكتئاب ويمنعك من التحسن.
فقد أثبتت الدراسات أن التمارين الرياضية تعتبر علاجاً فعال وتقلل من تأثير الاكتئاب على الجسم. فهي تعمل على:
- تحسين الحالة المزاجية وتقليل أعراض الاكتئاب عن طريق إطلاق الإندورفين، وهو معزز طبيعي للمزاج.
- التقليل من التوتر والقلق، وهي مسببات شائعة للاكتئاب.
- المحافظة على الصحة الجسدية والتقليل من زيادة الوزن المرافقة للنظام الغذائي غير الصحي.
- تحسين الدورة الدموية، وبالتالي الحماية من الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالاكتئاب.
الأمراض المزمنة وتأثير الاكتئاب عليها
على الرغم من أن الاكتئاب قد ينتج عن الإصابة بالأمراض المزمنة وشعور الشخص بالعجز والاتكالية. إلا أن الحالات المزمنة لدى الشخص قد تزداد سوءاً عند الإصابة بالاكتئاب.
وقد يعود ذلك إلى أن التوتر والإجهاز المزمن المرافق لحالة الاكتئاب قد التأثير سلباً على حالات مثل الربو والتهاب المفاصل والألم المزمن. كما أن أعراض الاكتئاب قد تمنع الشخص من إدارة حالته المرضية بالشكل المطلوب.
كلمة من عرب ثيرابي
قد تعتبر العلاجات الدوائية الخط العلاجي الأساسي في معظم حالات الاكتئاب، لكن ذلك لن يمنع حدوث حالات انتكاسية مستقبلية. لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي اللجوء إلى العلاج النفسي بالتزامن مع الأدوية للحصول على أفضل النتائج المرجوة.