يحاول الأطفال لفت الانتباه بطرق مختلفة، ومن ضمنها رمي الأشياء في الاتجاهات جميعها، لذلك لا بد من وجود خطة تعديل سلوك رمي الأشياء للتقليل من الفوضى المتكونة.
خطة تعديل سلوك رمي الأشياء
يبدو سلوك رمي الأشياء من السلوكيات المزعجة والمدمرة للغرفة، ولكن لا بد من إعادة توجيهها بالشكل المناسب من خلال اتباع خطة معينة، مثل:
استراتيجية المقاطعة وإعادة التوجيه (Interrupting And Redirecting)
تعمل هذه الاستراتيجية على تشكيل السلوكيات المناسبة والتقليل من السلوكيات غير المرغوبة، ويمكن تنفيذها من خلال:
- عند بدء الطفل في رمي الأشياء يجب تجاهل هذا السلوك بشكل كامل.
- التركيز على عدم التلفظ بأي انتقاد أو توجيه.
- الابتعاد ومراقبة المشهد من بعيد.
- عندما تخف وتيرة رمي الأشياء، يتم التوجه نحو لعبة ممتعة والبدء في اللعب بها بكل شغف، مما سيثير اهتمام الطفل.
- يمكن رمي الكرات البلاستيكية في سلة الألعاب، أو رمي البلالين بشكل متبادل على بعض.
- الانخراط باللعب مع الطفل، بحيث ينسى أمر رمي الأشياء في هذه اللحظة.
- توجيه بعض العبارات للطفل لتصف مهارته في رمي الكرات.
استراتيجية فرص الاختيار المنظمة (Structured Choice Opportunities)
تتبع هذه الاستراتيجية لتثبيت وترسيخ السلوكيات الجيدة والتقليل من السلوكيات السيئة، ويمكن أن تقلل من رمي الطفل للأشياء باتباع الطريقة التالية:
- عند بدء الطفل في رمي الأشياء يجب المحافظة على الهدوء وتجنب الاستفزاز.
- توجيه بعض الأسئلة للطفل عن الخيارات المتاحة للعب، مثلاً هل تريد رمي الكرات اليوم في الحديقة أو نستخدم سلة الألعاب.
- عندما يتم إثارة انتباه الطفل بمجموعة من هذه الأسئلة، عندها يقوم باختيار ما هو مناسب له.
- إمكانية التحكم في سلوك الطفل في هذه اللحظة.
- يجب إبداء التقدير على السلوكيات المناسبة وتعزيز الطفل لما يقوم به من تخطي السلوكيات غير المرغوبة.
أسباب سلوك رمي الأشياء عند الطفل
تختلف الأسباب التي تدفع الطفل إلى رمي الأشياء من حوله، ومن ضمن هذه الأسباب:
سبب تنموي
يشكل رمي الأشياء جزءاً من التطور المعرفي لدى الطفل، ويكون في الفترة ما بين 9 – 12 شهراً، حيث يمكن أن يتعلم:
- السبب والنتيجة الحاصلة من رمي الأشياء، سواء الانكسار أو الارتداد أو شيء آخر.
- الأصوات الصادرة عن الأشياء عند رميها.
المدخلات الحسية
تتطور لدى الأطفال بعد عمر السنة القدرة على التقاط الأشياء وتوجيهها، مما يعزز القدرات الحسية بما فيها مفاصله وعضلاته.
توصيل الرسائل
قد يلجأ الطفل إلى إلقاء الطبق لتوضيح أنه أنهى طعامه، من الممكن أن يستمر الطفل بهذا السلوك إلى عمر السنة ونصف.
جذب الاهتمام
يعتبر جذب الاهتمام من المهارات الاجتماعية الأساسية التي يتعلمها الطفل في عمر مبكر، وقد تختلف الطرق المتبعة، لكن رمي الأشياء يبقى الأسهل.
التعامل الصحيح لتعديل سلوك رمي الأشياء
ما لم تكن الأشياء التي يرميها الطفل تشكل خطراً أو أنه يوجهها إلى أماكن بحيث يحدث دماراً، فلا داعي للقلق، واتباع النصائح التالية لتعديل سلوكه:
- توضيح ما يمكن رميه: فكلما كانت الخيارات أكثر كانت قابلية الالتزام أكبر.
- تحديد الأماكن المستهدفة للرمي: بحيث توضح قائمة تشكل محاذير للرمي، مثل النوافذ والأشخاص.
- تحديد الوقت: التوضيح للطفل بأنه ليس من المناسب رمي الأشياء في جميع الأوقات، بل تحديد هذه الأوقات.
- العقاب: في حال إيذاء الآخرين برمي الأشياء، يتم إخراج الطفل من المكان لمدة وجيزة كي لا ينسى سبب العقاب.
- تفريغ الغضب: إن كان رمي الأشياء كعلامة للغضب، يجب توجيه الطفل للتعبير عن الغضب بالكلام.
- تقييد الرمي: يمكن تثبيت الألعاب من خلال ربطها في المنطقة المحيطة بالطفل لتقليل المدى الذي يمكن أن تصل إليه.
- المساعدة في جمع الأشياء: لا يمكن للطفل جمع الأشياء التي رماها بمفرده، وإنما يمكن جعل الأمر لعبة ممتعة.
- القدوة الحسنة: عن طريق رمي الأشياء في مكانها الصحيح، يمكن أن يتعلم الطفل ما يمكن رميه وأين مكانه الصحيح.
- وجبة الطعام: عندما يتناول الطفل وجبته، لا بد من الجلوس بجانبه لمنعه من رمي قطع الأكل أو سحب الطبق.
- تقديم القليل: يفضل أن يتم تقديم الكثير من الطعام للطفل، بل كميات قليلة وفي حال إنهائها يقدم له المزيد.
- الأدوات المناسبة: لا تناسب الأواني الزجاجية للطفل، بل استخدام الأواني غير القابلة للكسر.
طرق إضافية لتعديل سلوك رمي الأشياء
يمكن للخطوات الإضافية التالية أن تساهم في تعديل سلوك رمي الأشياء عند الأطفال:
- شرح نتائج رمي الأشياء: فمن خلال جمل بسيطة ونبرة غير حادة يمكن توضيح ما يمكن أن يحصل نتيجة لرمي الأشياء.
- وضع القوانين: بشكل مسبق يجب الاتفاق مع الطفل أنه في حال قام برمي شيء ما، فسيتم إخفاء هذا الشيء عنه.
- تقديم البدائل: في حال أراد أن يرمي شيئاً لا يمكن رميه، يجب تقديم خيار آخر للاستمتاع بالاستكشاف.
- المدح والثناء: عندما يلعب الطفل باللعبة دون رميها، لا بد من مدحه لتحفيزه على سلوك كهذا.
- معرفة السبب: قد يكون هناك سبب وراء هذا السلوك كالجوع، لذلك يجب الانتباه إلى أسباب رمي الأشياء.
- الهدوء: قد تعود الأمور بالفشل إذا تم التحدث مع الطفل بطريقة قاسية، لذلك يجب التحدث معه وتوجيهه بطريقة هادئة.
- التجاهل: يحاول الطفل لفت الانتباه بالقيام بما هو غير مناسب، لذلك يجب عدم الانتباه له، لتفادي تكرار الأمر.
- الاعتراف بمشاعره: يمكن امتصاص غضب الطفل من خلال التوضيح أنه على حق وتفهمه بشكل كامل.
- التعبير عن المشاعر: يجب السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره عند توجيه العقاب له، من خلال بكائه.
نصيحة عرب ثيرابي
في حالة عدم تمكن الوالدين من تعديل سلوك رمي الأشياء لدى الطفل، ننصح في عرب ثيرابي اللجوء إلى استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- رمي الطفل للأشياء دون سبب واضح أو محفز، للتمكن من معرفة الأسباب في ذلك.
- عدم إصغاء الطفل للتوجيهات أو الأوامر أثناء رمي الأشياء، بل تجاهلها بالكامل.
- عندما يفضل الطفل رمي الأشياء للتواصل مع الآخرين بدلاً من الحديث.
- الشعور أن الطفل ينتابه الغضب أثناء سلوكه، وأن هذا السلوك عبارة عن تفريغ للغضب.
- استهداف الآخرين في رمي الأشياء، مثل رمي الأشياء على الوالدين، أو استهداف أماكن تشكل خطراً
- تكرار المحاولات الفاشلة لتصحيح سلوك الطفل، دون وجود أي دليل على تغير بسيط في السلوك.