ما ستجده في هذا المقال:
على الرغم من إدراك الجميع لأهمية النوم المبكر والفوائد الكثيرة المترتبة على ذلك، إلا أن الكثيرين منا يستهتر بالأمر. سواء كان ذلك بسبب اكتظاظ اليوم بالمهام الحياتية والمهنية التي لا تنتهي، أو بسبب الرغبة بالسهر وقضاء المزيد من الوقت في الترفيه أو مشاهدة التلفاز، فإن ذلك يعود على الشخص بمضار لا حصر لها.
في السطور التالية نتطرق إلى الفوائد العظيمة للنوم مبكراً، لعلها تكون حافزاً في تغيير نمط النوم لديك.
الفوائد النفسية للنوم المبكر
على الرغم من أن قضاء بعض الوقت الإضافي في مشاهدة التلفاز أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يبدو أمراً ممتعاً وجذاباً، إلا أن الحرمان من النوم أو عدم الحصول على القدر الكافي من الراحة يعود بالكثير من الآثار السلبية على المدى الطويل. كما أنه يشكل خطراً وتهديداً للصحة النفسية.
في المقابل فإن الحصول على القدر الكافي من النوم الصحي بالذهاب إلى السرير مبكراً له تأثيرات إيجابية لا يمكن إهمالها. ومن بينها:
تخفيف التوتر الفوري
أظهرت أحدث الدراسات مدى فاعلية النوم في التقليل من مستويات التوتر المرتفعة والمشاعر السلبية الناتجة عنه. لذلك، إن كنت تشعر بالتوتر أو تعرضت للمزيد من المواقف المجهدة، فحاول الذهاب إلى غرفة النوم بشكل مبكر للحصول على بضع ساعات إضافية من النوم، ذلك يضمن لك الشعور بتحسن نفسيتك فور استيقاظك في الصباح وملاحظة فوائد ذلك.
تحسين الحالة المزاجية
من الطبيعي أن تشعر بالسعادة والتفاؤل بعد الحصول على ساعات كافية من النوم الليلي. وقد يعود ذلك إلى:
- إن النوم المبكر يتيح للشخص الاستيقاظ في الساعات الصباحية الباكرة. وبالتالي الاستفادة من أشعة الشمس المساهمة في إنتاج المزيد من هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالسعادة والمتعة.
- الشعور بالإنجاز. حيث أن الاستيقاظ مبكراً يتيح للشخص الحصول على المزيد من الساعات النهارية التي يمكنه خلالها إتمام المزيد من المهام الموكلة إليه.
- الشعور بالثقة بالنفس، ويحدث ذلك من خلال زيادة نضارة البشرة واختفاء الهالات السوداء من تحت العينين. الأمر الذي يجعل الشخص يشعر بمدى جاذبيته.
زيادة مستويات الطاقة
الطاقة والحيوية التي يفقدها من يعاني من الاكتئاب مثلاً قد تعود إلى عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم. حيث أنه من المعروف أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الاستيقاظ في اليوم التالي مع فقدان للطاقة والشعور بالتعب والإرهاق. هذا من شأنه أن يولد الكثير من المشاعر السلبية مثل عدم التحفيز أو اليأس.
إن كنت تفهم ما نعنيه جيداً، فلا تتأخر في الذهاب اليوم إلى سريرك بشكل مبكر لتمتلك الطاقة والحيوية اللازمة لممارسات اليوم التالي وضمان الحصول على المزيد من الفوائد.
وجدت إحدى الدراسات البحثية أن الأشخاص الذين استيقظوا بعد نوم حركة العين السريعة كان أداؤهم أفضل بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالاستيقاظ بعد نوم حركة العين غير السريعة.
تحسين الذاكرة والتركيز
غالباً ما يفقد الشخص تركيزه ولا يستطيع تعلم أو حفظ المعلومات الجديدة في حال لم يحصل على القدر الكافي من النوم. حيث أن عملية النوم بحد ذاتها تعمل على إعادة التوازن للدماغ وترتيب المعلومات فيه حسب أهميتها وتقلل من الضبابية الدماغية.
لذلك، بدلاً من الإفراط في تناول الكافيين خلال النهار للوصول للتركيز المطلوب، فقط حاول الذهاب للنوم مبكراً لتلاحظ الفرق في القدرات الذهنية.
كلما كنت أكثر تركيزاً، كلما كنت قادراً على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتك والتقليل من احتمالية تفاقمها. لذلك، حافظ على روتين نوم صحي ومنتظم قدر الإمكان.
الشعور بالإيجابية
ربطت الكثير من الدراسات بين النوم متأخراً والتفكير السلبي المتكرر أو اجترار الأفكار. فكلما كانت مدة نومك أقل أو جودته متدنية كلما كنت أكثر عرضة لامتلاك الأفكار المتشائمة.
أثبتت الكثير من الدراسات أن النوم مبكر يقلل احتمالية إصابة الشخص بالاكتئاب. فمثلاً النوم في الساعات (10 مساءً – 5 صباحاً) يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23%.
الفوائد الصحية للنوم المبكر
إن الحصول على قسط كافٍ من النوم هو أحد الأشياء التي يجب على الجميع التركيز عليها لتجنب الأضرار الصحية الخطيرة. حيث ينصح بالنوم ليلاً ما بين (7 – 9) ساعات نوماً صحياً للحصول على الفوائد الصحية المتوقعة، ولضمان ذلك لا بد من الذهاب مبكر إلى السرير.
ومن الفوائد الصحية المتوقعة من ذلك:
صحة القلب
النوم الكافي يعد من العوامل الأساسية في الحفاظ على صحة القلب وحمايته من الأمراض الخطيرة. حيث أنه يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى ذلك فهو يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية في وقت لاحق من الحياة.
السيطرة على الوزن
قد تكون معلومة جديدة عليك، لكن لا تستغرب. حيث أن الراحة الجيدة أثناء الليل تعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف المتعلقة بالوزن واللياقة البدنية. ويعود ذلك إلى أن النوم الكافي ليلاً يساعد على إعادة ضبط عملية التمثيل الغذائي وينظم نسبة السكر في الدم (لذلك فإن النوم لا يساعد في محاربة السمنة فقط، بل يحمي من الإصابة بمرض السكري).
فبينما أن عدم الحصول على ما يكفي من النوم أو السهر المفرط يقلل من احتمالية ممارسة الرياضة، ويحفزك لتناول المزيد من وجبات الطعام غير الصحية ليلاً. فإن النوم في الوقت المحدد والاستيقاظ باكراً لتناول وجبة إفطار صحية قبل الساعة 8:30 صباحاً، يساعد في السيطرة على مستويات مؤشر كتلة الجسم.
تقوية جهاز المناعة
النوم بحد ذاته يعد عملية ترميم وصيانة للجسم بجميع خلاياه، مما يساعد جهاز المناعة ويمكنه من مكافحة الأمراض. لذلك، فإن الحصول على القدر الكافي من النوم ليلاً يعد أمراً مهماً وضرورياً للمحافظة على عمل الجهاز المناعي وقوته. كما أن سرعة التعافي من المرض أيضاً مرتبطة بنمط النوم الصحي الذي تمتلكه.
تشير الدراسات إلى أن الليالي الطوال تزيد من الرغبة في تناول البرغر أكثر من الخضار الورقية الخضراء.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن العديد من الجينات تساهم في تحديد تفضيلاتنا للنوم، حيث أن (12 – 42)% من تفضيل الشخص للنوم مبكراً أو متأخراً يعتمد على جيناته، إلا أن الجزء الأكبر من هذا التفضيل يعود لقراره الشخصي ويستطيع السيطرة عليه.
من هنا يرى الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي أن المجال أمامك لا يزال متاحاً للتمتع بالفوائد الكثيرة للنوم المبكر. حيث يمكنك تشجيع نفسك وتحفيز ذاتك على النوم من خلال:
- ممارسة نشاط مريح قبل النوم.
- توفير الأجواء المناسبة في غرفة النوم.
- الابتعاد عن تناول الكافيين والكحول في الفترة المسائية.
- التقليل من الإضاءات بشكل تدريجي.