Doctor احصل على استشارة نفسية أونلاين
فوائد الضحك

فوائد الضحك على الإنتاجية في العمل: حقيقة أم خرافة!

يعود الضحك بالكثير من الفوائد المتنوعة على الصحة النفسية والجسدية للشخص، فهو يتعدّى مجرد لحظات ممتعة يقضيها الشخص مع نفسه أو الآخرين، حيث يمكن اعتباره كمهدئ للحالات العصيبة التي يمر بها الشخص، بالإضافة إلى حمايته لنا في الكثير من المواقف.

 

أهمية وتأثير الضحك على بيئة العمل والإنجازية

على الرغم من أن البعض يفضل أن يبدو بالمظهر الجدي في مكان العمل، فيمسك ضحكته مهما كان الموقف المحفز للضحك. إلا أن أحدث الدراسات أظهرت أن الضحك في العمل له الكثير من التأثيرات الإيجابية. والتي منها:

  • التقليل من التوتر، حيث يلاحظ الجميع أن الضحك لا يعمل فقط على تخفيف الضغط النفسي الناتج عن التوتر، وإنما يقلل من حدة الأعراض الجسدية أيضاً. فهي في النهاية تعطي شعوراً جيد ومريح.
  • الحد من الشعور بالملل الذي يرافق الوظائف المكتبية، مما يساعد في الشعور بالمزيد من الرفاهية.
  • تحفيز الإبداع والمشاركة والتعاون بين الزملاء، كما أنه يزيد من الدقة التحليلية والإنتاجية المتعلقة بالعمل.
  • التقليل من التغيب بين الموظفين.

 

العلاقة بين الضحك في العمل والإنجازية

هناك الكثير من الدراسات التي تناولت موضوع علاقة الضحك في مكان العمل ومستوى أداء وإنجاز العاملين فيه، حيث أن جميعها أثبت الفوائد السابقة للضحك. ومن ضمن هذه الدراسات:

  • أشارت دراسة أمريكية إلى أنه بعد التمتع بأخلاقيات العمل، فإن ثاني أكثر السمات المرغوبة للقادة هي روح الدعابة. حيث أن رؤساء العمل الذين يتخذون من الضحك والفكاهة أسلوباً في عملهم، كان لديهم فرصاً أكبر في تحقيق أهدافهم في العمل. كما أنه تم تقييمهم بشكل أفضل من قبل مدراءهم.
  • في دراسة أخرى، اتضح أن إلقاء النكات في مكان العمل يمكن أن يجعل الأشخاص يبدون أكثر كفاءة. فقد تبين أن مستوى الإنتاجية قد تحسن بما نسبته 10% بعد الضحك.

 

ما هي فوائد الضحك النفسية؟

للضحك فوائد لا يمكن للشخص توقعها، حيث أنه يأتي في أصعب المواقف ليقلل من حدتها، كما أنه يعمل على:

التقليل من التوتر

أظهرت الدراسات أن للضحك التأثير الكبير في التقليل من هرمونات التوتر، وبالتالي التأثير على الجهاز المناعي المرتبط بطريقة مباشرة بالحالة النفسية للشخص، كما يمكن أن يوفر الضحك مساحة كافية للتمكن من الابتعاد عن الضغوطات الحياتية المتنوعة، ومن فوائد الضحك في هذه الحالة:

  • التقليل من النظرة السلبية للأمور، أو الحد من التركيز على الأمور المزعجة.
  • اكتشاف أبعاد أخرى للمشكلة.
  • الشعور بالطمأنينة، حيث يتذكر الشخص أنه مر بمواقف مشابهة من قبل وتغلب عليها.
  • استخدام الضحك كآلية تكييف مع المواقف أو المشاكل.

يمكن أن تمنحك الفواصل الفكاهية استراحة من القلق.

تحسين الذاكرة

أثبتت الدراسات أن المعلومات المقدمة بجو من الفكاهة أو الضحك يسهل على الشخص تذكرها بشكل كبير، ومن هنا فإن من فوائد الضحك تحسين الذاكرة.

وجد الباحثون أن المعلومات لديها فرصة أكبر للتذكر والمشاركة إذا كان المحتوى يجعل المشارك يضحك.

تقوية العلاقات الاجتماعية

لا يخفى على أحد أن الضحك معدي، لذلك يمكن استخدامه في تقوية العلاقات الاجتماعية، الأمر الذي يساعد الشخص على:

  • الحصول على الدعم النفسي المطلوب.
  • التقليل من شعوره بالوحدة أو العزلة.
  • التقليل من النزاعات الاجتماعية.
  • تعزيز العمل الجماعي.

زيادة الوعي الذاتي

يقربنا الضحك من أنفسنا ومن الآخرين بشكل أكبر، مما يساعد في زيادة الوعي الذاتي للشخص، وبالتالي التمكن من التعامل مع المواقف المتنوعة بطرق أفضل.

التقليل من الكبت الداخلي

في الكثير من المواقف يساعد الضحك في تفريغ كبت المشاعر الداخلية المتراكم عبر الكثير من المواقف، مما يقلل من شعور الشخص بالثقل العاطفي.

الشعور بالسعادة

يحفز الضحك الدماغ على إفراز المزيد من هرمون الإندورفين، مما يساعد الشخص على الشعور بالسعادة فور القيام بالضحك، مما يترتب عليه:

  • التقليل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
  • الحد من القلق المتراكم من المواقف الحياتية اليومية.

يمكن للضحك أن يرفع معنوياتك بشكل كبير عن طريق تقليل القلق والاكتئاب، مما يجعلك أكثر سعادة.

زيادة المرونة النفسية

عند امتلاك الحس الفكاهي، فإن الشخص تصبح مرونته النفسية أكثر بشكل واضح، مما يساعده على التعايش مع الصعاب الحياتية بتأقلم أكبر.

التقليل من الغضب

في وقت الصراعات، فإن رؤية المواقف المضحكة من شأنه أن يقلل من المشاعر السلبية أو الغضب المتصاعد ويقلل من لوم الذات.

 

ما هي فوائد الضحك الجسدية؟

لا يمكن حصر الفوائد الجسدية الناتجة عن الضحك، حيث أنه يُعد من الأساليب الرياضية التي تشمل الكثير من أجهزة الجسم، فهو يعمل على:

استرخاء الجسم

يساعد الضحك في تمرين مجموعة من العضلات مثل البطن والحجاب الحاجز و الكتفين، مما يزيد الشعور بالاسترخاء المباشر بعد الضحك لمدة تصل إلى 45 دقيقة.

تحفيز الأعضاء

من خلال الضحك يدخل كميات أكبر من الأوكسجين إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب أو الرئتين، الأمر الذي يحفزها على العمل بشكل أفضل أثناء الضحك.

التقليل من الشعور بالألم

من فوائد الضحك التقليل من الشعور بالألم الجسدي المصاحب للكثير من الأمراض الصحية، ويحدث ذلك من خلال:

  • تشتيت التفكير بالألم، ومن ثم نسيان أمر الأوجاع التي يعاني منها المريض وعدم الإحساس بها بعد ذلك.
  • إنتاج الاندورفين يساعد في التقليل من الشعور بالألم، فهو بعمل مسكناً للأوجاع، بالإضافة إلى الشعور بالعافية الصحية.

تحسين المناعة

عند الضحك فإن الجهاز المناعي لدى الشخص يصبح أكثر فاعلية، حيث أنه:

  • ينتج المزيد من الأجسام المضادة التي تحمي من الأمراض أو الالتهابات.
  • يعزز الخلايا التائية في الجسم (الخلايا المناعية).

تحسين النوم

أثبتت الأبحاث أن تحسين أنماط النوم يُعد من الفوائد المترتبة على الاستمرار بالضحك أو رؤية الأمور بفكاهة.

حماية القلب

يحمي الضحك القلب حيث أنه يحسن من أداء الأوعية الدموية، وبالتالي يساعد في تدفق الدم بشكل أكبر.

إن الضحك لمدة تصل إلى 15 دقيقة يومياً يساعد في حرق ما يقارب 40 سعرة حرارية، ولكن لا بد من التركيز أنه لا غنى عن ممارسة الرياضة بانتظام.

إطالة العمر

يمكن للحس الفكاهي أن يساعد صاحبه في العيش حياة أطول من الآخرين، ويظهر ذلك بشكل خاص لدى مرضى السرطان.

 

العلاجات النفسية والضحك

يمكن اللجوء إلى الضحك كإحدى التقنيات المتبعة في أساليب العلاج النفسي في حالات الاضطرابات النفسية الخطيرة، حيث أظهرت الدراسات مدى فاعلية الأمر.

 

يوغا الضحك

ظهر نوع جديد من اليوغا ذو فاعلية عالية في حالات الاكتئاب، حيث أن الشخص يشارك في مجموعة يتم فيها محاكاة الضحك في البداية إلى أن يصبح ضحكاً حقيقياً دون وجود سبباً وجيهاً للضحك، حيث أن هذا النوع من الضحك أثبت فاعليته لدى:

  • اضطرابات الشيخوخة، حيث أنه أكثر فائدة من التمارين الرياضية في هذه الحالة.
  • النساء كبيرات السن المصابات بالاكتئاب.

 

استراتيجيات لزيادة الضحك

للحصول على الفوائد السابقة بطريقة فعالة يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات التي تضمن الحصول على المزيد من المتعة، ومن هذه الاستراتيجيات:

المشاركة في الضحك مع الآخرين 

يوفر الضحك مع الآخرين المزيد من المرح سواء بتواجدهم أو بعد انتهاء الاجتماع معهم، بالإضافة إلى السماح للمشاعر الأخرى بالظهور.

الضحك على المواقف الحياتية 

عند مواجهة المواقف المؤذية يمكن الضحك عليها، ومن ثم إخبار الآخرين عنها لمشاركتهم الضحك، الأمر الذي يقلل من التوتر الناتج عن هذه المواقف.

تقليد الضحك إلى أن يتقن 

لا يفرق الجسم ما بين الضحك الحقيقي أو المزيف حيث أن الفائدة هي دائماً ذاتها، لذلك يمكن اصطناع الضحك في البداية إلى أن يصبح بالنهاية أمراً حقيقياً.

مشاهدة الفيديوهات المضحكة

توفر الفيديوهات المضحكة فرصة لا تعوض للضحك المستمر، سواء كان ذلك بالمنزل أو السينما، حيث أن الهدف هو الضحك فقط.

 

يمكن أن تساعد صفحات التواصل الاجتماعي المتخصصة بالنكات أو الأشخاص المهتمين بالفكاهة في توفير قدراً كبير من الضحك.

امتلاك حيوان لطيف

إن النظر إلى الحيوانات الأليفة والحركات التلقائية التي تقوم بها تعتبر محفزاً قوياً للضحك الحقيقي.

الابتسام 

لا تقل أهمية الابتسامات عن الضحك، حيث أن لها الفائدة ذاتها تقريباً، لذلك ينصح بتوزيع الابتسامات حيثما واجه الشخص الآخرين.

 

كلمة من عرب ثيرابي

تعمل جلسات العلاج النفسي القائمة على الضحك على تحسين الحالة النفسية للمريض وزيادة شعوره بالسعادة. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه يمكن من خلال تعرف المعالج النفسي على الأمور التي يمكن أن تجعل المريض مبتسماً أو يضحك، ومن ثم كتابة وصف ضحك خاصة بالمريض تمكنه من الضحك فعلاً. فمثلاً يتم توصيته بمشاهدة مسرحية فكاهية مرة في الأسبوع أو المشاركة في جلسات الضحك جماعية.