Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الصدمة العصبية

الصدمة العصبية: ما هي وكيف يمكن علاجها؟

عند للشخص التعرض للحوادث الخطيرة قد ينتج عنها معاناته من الصدمة العصبية، لذلك لا بد من اللجوء إلى الرعاية الصحية في أقرب وقت، حيث أن هذه الإصابة قد تكون قاتلة.

 

الصدمة العصبية

الصدمة العصبية (Neurogenic Shock) هي حالة صحية خطيرة توجب التدخل الطبي الفوري، تحدث بسبب تلف الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الحفاظ على معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم وضغط الدم، وبالتالي عدم تزويد خلايا الجسم بكميات الأكسجين أو المواد الغذائية اللازمة لبقائها على قيد الحياة، وفي حالة عدم العلاج فإنها تؤدي إلى الموت.

 

أسباب الإصابة بالحالة

يمكن أن يصاب الشخص بالصدمة العصبية في الحالات التالية:

  • التعرض لإصابة بالحبل الشوكي (Spinal Cord) وهو السبب الأكثر انتشاراً من بين الأسباب، وغالباً ما يكون بسبب حوادث السيارات.
  • الإصابات الرياضية على العمود الفقري لدى الشخص، أو الإصابة بطلقات نارية على العمود الفقري.
  • التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية أو التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي الإرادي.
  • تسمم الجهاز العصبي اللإرادي.
  • الإصابة بمتلازمة غيلان باريه (Guillain Barre Syndrome)، وهي متلازمة يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة الأعصاب في الجسم.
  • التخدير النصفي أو التخدير النخاعي (Spinal Anesthesia)، وهي تخدير الجزء الأسفل من الجسم عن طريق حقن القناة الشوكية.
  • الإصابة بتلف في الأعصاب.
  • الإصابة بالتهاب النخاع المستعرض.
  • إصابة الشخص بخلل التنسج الهيكلي.
  • إصابة الشخص بالتهاب اللوزتين والبلعوم (Tonsillopharyngitis).
  • الأمراض المتعلقة بالأعصاب.

تقدر الدراسات أن (19 – 31)% من الأشخاص الذين يعانون من إصابة في النخاع الشوكي يصابون بصدمة عصبية.

 

كيفية عمل الصدمة العصبية

عند تعرض الحبل الشوكي للإصابة، فإن أول من يتضرر هو الأعصاب المسؤولة عن التحكم في مدى اتساع الأوعية الدموية، وبالتالي اتساع هذه الأوعية أو انخفاض تدفق الدم من خلالها، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين التي يحملها هذا الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

 

أعراض الصدمة العصبية

تشمل الأعراض المصاحبة للصدمة العصبية على:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • عدم انتظام ضربات قلب المريض، أو بطئها.
  • تقلبات حرارية، حيث يكون الجسم دافئ ثم يبرد ويتعرق.
  • ازرقاق الأصابع والشفاه.
  • فقدان المريض لوعيه.
  • شعور الشخص بالدوار أو الدوخة.
  • عدم القدرة على التحكم بدرجات حرارة الجسم.

 

تشخيص الصدمة العصبية

ليتمكن الطبيب من تشخيص إصابة الشخص بالصدمة العصبية، لا بد من القيام ببعض الإجراءات التي تؤكد الإصابة، ومن هذه الإجراءات:

  • قيام الطبيب بفحص المريض جسدياً.
  • التأكد من العلامات الحيوية الخاصة بالمريض.
  • إجراء بعض فحوصات الدم المخبرية.
  • إجراء بعض الأنواع من التصوير، مثل صورة مقطعية (CT) أو صورة رنين مغناطيسي (MRI) لمعرفة مدى خطورة الوضع.
  • استخدام القسطرة البولية، والتي تمكن الطبيب من قياس كمية البول واكتشاف أي احتمالية للإصابة بالعدوى.

 

علاج الحالة

يقوم الطبيب المعالج بتقديم الرعاية الطبية فور التأكد من الإصابة، حيث تتمثل الرعاية الطبية الأولية للصدمة العصبية ما يلي:

  • منع المريض من الحركة بشكل كامل لتقليل تدهور الحالة.
  • وضع طوق على منطقة الرقبة لضمان عدم تفاقم الحالة الصحية.
  • التأكد من تنفس المريض بالشكل الصحيح، وفي حالة وجود مشكلة في التنفس يحتاج الوضع إلى تزويد المريض بجهاز للمساعدة في التنفس.
  • تزويد المريض ببعض الحقن السوائل الوريدية لضبط ضغط الدم لديه، بالإضافة إلى تزويده ببعض الأدوية التي من شأنها تقليص توسع الأوعية الدموية.
  • العمل على إعادة انتظام ضربات القلب باستخدام بعض الأدوية مثل الأتروبين (Atropine).
  • علاجات الآثار الناتجة عن الحادث.
  • اللجوء إلى الجراحة في بعض الحالات لتقليل الضغط الواقعة على العمود الفقري أو علاج الإصابة الحاصلة فيه.

 

الأدوية المستخدمة لعلاج هذا النوع من الصدمة

يمكن للطبيب المعالج وصف مجموعة من الأدوية التي غالباً ما يكون لها بعض الآثار الجانبية، ولكن يقوم باختيار من بينها ما تكون فائدته أكبر من أضراره بالاعتماد على مستوى الحالة لدى المريض، ومن هذه الأدوية:

  • فينيليفرين (Phenylephrine).
  • نور ابينيفرين (Norepinephrine).
  • الإبينفرين (Epinephrine).
  • أتروبين (Atropine).
  • جليكوبيرلان (Glycopyrrolate).
  • ايزوبروتيرينول (Isoproterenol).
  • ثيوفيلين (Theophylline).
  • امينوفيلين (Aminophylline).

تحدث الصدمة العصبية بعد 19.3% من الإصابات التي تؤثر على العمود الفقري العنقي و7% من تلك التي تؤثر على العمود الفقري الصدري.

 

الفرق بينها وبين صدمة نقص حجم الدم

لا بد للطبيب من التأكد من الحالة الطبية قبل الشروع بعلاج المريض، حيث يمكن أن يتم الخلط بين الصدمة العصبية أو صدمة نقص حجم الدم (Hypovolemic Shock)، ويتضح الفرق بينهما كما يلي:

  • في حالة الصدمة العصبية تكون ضربات قلب المريض بطيئة بشكل كبير.
  • في حالة صدمة نقص حجم الدم يعاني المريض فقدان شديد لكمية الدم لديه، وبالتالي الإصابة بتسارع في ضربات القلب.

 

الفرق بين الصدمة العصبية وصدمة العمود الفقري

يمكن الخلط بين الإصابة بالصدمة العصبية والإصابة بصدمة العمود الفقري (Spinal Shock)، ولكن يمكن التفريق بينهما كالتالي:

  • يمكن للمريض في حالة الإصابة بصدمة العمود الفقري أن يشعر بضعف في عضلات ظهره.
  • لا يشعر لمريض الصدمة العصبية بأي ردود فعل للعضلات.

 

التعافي من الصدمة العصبية 

غالباً ما تستمر الأعراض التي يعاني منها المريض فترة (4 – 5) أسابيع، ولكن الوقت اللازم للتعافي يعتمد على مدى خطورة الإصابة بحد ذاتها، حيث أن وجود إصابة بالعمود الفقري قد تزيد من الفترة المتوقعة للعلاج، بالإضافة إلى:

  • عمر المريض.
  • تضرر الأعضاء الأخرى، أو تسبب الحادث بمشكلات صحية أخرى.
  • المشكلات الصحية الأخرى التي يعاني منها المريض، في حال وجودها.
  • المدة الزمنية التي قضاها المريض بعد إصابته وقبل تلقيه العلاج.
  • مدى استجابة الجسم للعلاج.

 

الوقاية من الإصابة بالصدمة العصبية 

باعتبار الإصابات والحوادث المتعلقة بالحبل الشوكي هي السبب الأساسي في الإصابة بالصدمة العصبية، فإنه لا يوجد طريقة محددة يمكن أن تقي من هذه الإصابة، ولكن أخذ الاحتياطات التالية تقلل من احتمالية التعرض، ومن هذه الاحتياطات:

  • ارتداء الخوذة عند الركوب على الدراجات النارية.
  • استخدام حزام الأمان عند الركوب في السيارات.
  • تجنب الشخص للقيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول، أو الركوب مع شخص لا يمكنه التركيز.
  • اتخاذ الإجراءات الوقائية للحماية من حوادث السقوط قدر الإمكان.
  • في حال امتلاك الأسلحة النارية، لا بد من التأكد من تفريغها أو تخزينها بالطريقة الصحيحة.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن الإصابة بالصدمة العصبية ينعكس بشكل مباشر على الحالة المزاجية بسبب التغييرات الطارئة على الحياة اليومية والالتزام بالخطة العلاجية، لذلك فإن اللجوء إلى العلاج النفسي في هذه الحالة له الكثير من الفائدة، مثل:

  • تحديد كيفية تأثير المشكلة الصحية على الحالة النفسية.
  • تعزيز التكيف الإيجابي مع الحالة المرضية.
  • المساعدة في إجراء تعديلات حياتية مناسبة.
  • زيادة الوعي الذاتي والشعور بالسيطرة على الحياة.

إن كنت تعاني بعد إصابتك من حالة نفسية غير مستقرة سارع في طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي لتقليل التأثيرات السلبية والتمكن من استرجاع جودة الحياة اليومية.