ما ستجده في هذا المقال:
تنتاب الشخص الكثير من المشاعر السلبية بين الحين والآخر بسبب المواقف الحياتية، إلا أن الشعور بالضيق والاكتئاب دون معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك قد يقف عائقاً أمام الشعور بالعافية النفسية والاستمتاع بالحياة اليومية، فما هي الأسباب المحتملة لهذه المشاعر وكيف يمكن التخلص منها؟
الشعور بالضيق دون سبب
تسبب الكثير من المواقف الحياتية الشعور بالضيق، عندها يستطيع الشخص تحديد السبب وراء ما يشعر به، لكن في أحيان أخرى قد لا يستطيع تفسير سبب شعوره بهذا الضيق عندها يظن أن شعوره هذا هو دون سبب، إلا أنه لا يوجد ضيق أو حزن بلا سبب بل فهو فقط لم يتطرق لبعض الأمور البسيطة في حياته اليومية والتي قد تكون السبب، فغالباً ما يمكن إرجاع هذه المشاعر لما يلي:
-
- خيبات الأمل الصغيرة قد تترك الشخص مستاءً لفترة من الزمن.
- المشكلات المتعلقة بالعلاقات، حيث أن الوحدة أو التعرض للرفض أو المشكلات في العلاقات الشخصية قد تؤثر أكثر مما يمكن اعتقاده.
- قلة النوم تساهم في امتلاك بعض المشاعر السلبية، خاصة إذا عانى الشخص من قلة النوم لعدة أيام متواصلة.
- الشعور بالجوع.
- فقدان أحد المقربين أو الشعور بالخسارة.
الشعور بالضيق أو الاكتئاب قد يكون بسبب مشاعر مكبوتة لم يتم التعامل معها.
تفاصيل أعمق للشعور بالضيق دون سبب
قد يكون الشعور بالضيق له أسباب أعمق مما يتوقعه الشخص، حيث أن بعض التجارب الحياتية، بالإضافة إلى التغيرات الطارئة في الجسم لها وقعها على مشاعرنا، فقد تنتج مشاعر كالضيق بسبب تأثر الشخص بعوامل ترافقه لفترات طويلة إلا أنه لا يدرك تأثيرها على حياته اليومية، ومن ضمن هذه الأمور:
الصدمات النفسية
ما يمكن أن يعتبر صدمة نفسية يختلف من شخص إلى آخر، ولكن الصدمة لها تأثيرات نفسية وجسدية قد تبقى مع الشخص بعد انتهاء الموقف الصادم لفترات طويلة تاركة إياه غير قادر على تنظيم عواطفه، فنجده يشعر بالضيق بالإضافة إلى:
-
- التقلبات المزاجية السريعة.
- الشعور بالحزن أو الرغبة بالبكاء دون وجود سبب محدد لذلك.
- عدم القدرة على تهدئة النفس.
التغيرات الهرمونية
تلعب الهرمونات التناسلية دوراً أساسياً بما يشعر به الشخص، فقد يكون الضيق ناتج عن عدم التوازن في هذه الهرمونات، لينتج عن ذلك بعض المشكلات الخاصة بالإناث على وجه التحديد، مثل:
-
- اضطراب ما قبل الدورة المزعج (PMDD).
- اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum depression).
- مشاعر ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause).
كيفية التفريق بين الاكتئاب أو الشعور بالضيق دون سبب
من خلال الاستشارة النفسية يمكن للأخصائي النفسي تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب أم من الشعور بالضيق والحزن دون سبب، قد يكون الشعور بالضيق عَرض من أعراض الاكتئاب ففي هذه الحالة غالباً ما يستمر لمدة طويلة لا تقل عن أسبوعين، كما يمكن أن يعاني الشخص أيضاً من:
-
- عدم القدرة على الاستمتاع في الأنشطة المعتادة.
- صعوبة في التركيز وتذكر الأشياء.
- الانفعال السريع.
- نوبات من البكاء دون سبب محدد.
- تغيرات في الشهية وأنماط النوم.
- الشعور بالقلق.
- فقدان الدافعية والتحفيز.
- الشعور بآلام جسدية.
- التفكير بالانتحار.
في الوقت الذي يحتاج به الاكتئاب إلى العلاج النفسي، فإن الشعور بالضيق دون سبب غالباً ما يختفي من تلقاء ذاته دون الحاجة إلى مساعدة متخصصة.
كيف يمكن التخلص من الشعور بالضيق دون سبب
للتقليل من تأثير الشعور بالضيق الذي يعاني منه الشخص بالأوقات المختلفة، يمكنه تجربة الاستراتيجيات الفعّالة التالية:
التحدث مع شخص عزيز
غالباً ما يرغب الشخص عند شعوره بالضيق الابتعاد عن الآخرين وقضاء المزيد من الوقت وحيداً، إلا أن ذلك لن يزيد الأمر إلا سوءاً، حيث يعمل الحديث مع شخص عزيز على:
-
- التخفيف من العبء الذي يشعر به الشخص.
- الشعور بوجود الدعم المطلوب عند الحاجة إليه.
إضافة الحس الفكاهي
قد يلجأ الشخص عند شعوره بالضيق إلى مشاهدة الأفلام البائسة مما يزيد من شعوره بالحزن والضيق والإحباط، لكن يمكن محاربة هذه المشاعر من خلال إضافة بعض الفكاهة إلى الحياة، فمثلاً يمكن:
-
- مشاهدة الأفلام الفكاهية.
- تصفح بعض صفحات التواصل الاجتماعي المختصة بالنكات.
- التواجد بين الأصدقاء المرحين.
الاستماع إلى الموسيقى
للموسيقى الجميلة تأثيرها على الدماغ، فتزيد من إفراز هرمونات السعادة (الدوبامين والسيروتونين)، فهي تبعث الشعور بالراحة وتزيد من النشاط.
يجب الانتباه إلى أن الموسيقى الحزينة في هذه الأثناء من شأنها أن تزيد من مشاعر الحزن والضيق والاكتئاب، لذلك لا بد من تجنبها مهما كانت تناسب الوضع الراهن.
قضاء المزيد من الوقت تحت الشمس
تعمل أشعة الشمس على تحفيز المزيد من السيروتونين على الإنتاج، وبالتالي الشعور بالمزيد من السعادة وتحسين الحالة المزاجية بشكل عام، ويمكن أن تكون النتائج أكثر من رائعة في حالة ممارسة التمارين الرياضية البسيطة مثل المشي خلال التعرض لأشعة الشمس.
ممارسة النشاطات المفضلة
لن يكون الأمر بسيطاً، إلا أن ممارسة الأنشطة المفضلة يمكن أن تعيد للشخص حالته المزاجية الجيدة من جديد، ففي حال مواجهته صعوبة للقيام بذلك يمكن البدء في النشاطات البسيطة والتي تبعث المزيد من الراحة في الوقت ذاته، مثل:
-
- عناق الحيوانات الأليفة.
- الاستحمام بالماء الساخن.
- التحدث مع أحد الأصدقاء.
ممارسة اليقظة
تساعد اليقظة الذهنية على البقاء في اللحظة الحالية دون الانغماس بالمشاعر السلبية، فهي تسمح للأفكار السوداوية بالمرور دون التفاعل معها.
أمور يجب تجنبها عند الشعور بالضيق دون سبب محدد
على الرغم من أن بعض السلوكيات قد تشعر الشخص بالتحسن اللحظي، إلا أنها تعمل على تعزيز المشاعر السلبية وانخراط الشخص بالأفكار السوداوية مع مرور الوقت، حيث يتم اللجوء إليها كوسيلة للتأقلم السلبي، ومن ضمن هذه السلوكيات:
-
- القيام بمجموعة من المهام في الوقت ذاته، فقد يشعر الشخص بالمزيد من التحكم بموقف، إلا أنه غالباً ما يفشل في تحقيق هذه الأهداف مما يعني المزيد من مشاعر الإحباط.
- التفكير بالأمور غير القابلة للتغير، حيث يحاول الشخص العمل على حل بعض الأمور العالقة فلا يستطيع.
- البقاء وحيداً، مما يشعر الشخص أنه بلا دعم نفسي أو رفقة تسانده في مشاعره.
- اللجوء إلى الكحول أو المخدرات أو القمار أو التدخين المفرط.
نصيحة عرب ثيرابي
في حال عدم قدرة الشخص على معرفة السبب الحقيقي وراء شعوره بالضيق أو عدم مقدرته على التقليل من حدة هذه المشاعر، فإننا في عرب ثيرابي ننصحه باللجوء إلى الاستشارة النفسية المتخصصة والتي تضمن له معرفة الأسباب وراء مشاعره هذه، وتعمل على الاستمتاع بالحياة اليومية بشكل أكبر.