الشخصية الحدية والذكاء، ما العلاقة بينهما؟

الشخصية الحدية والذكاء، ما العلاقة بينهما؟

غالبًا ما يتم وصف وتشخيص الاضطرابات النفسية بطريقة سلبية، وبشكلٍ خاص اضطراب الشخصية الحدية (BPD)، ولكن هناك ارتباط وثيق بين الشخصية الحدية والذكاء، وهو ما سنتحدث عنه تاليًا.

الشخصية الحدية والذكاء، ما العلاقة بينهما؟ 

تُشير الأبحاث إلى وجود علاقة قوية بين اضطراب الشخصية الحدية والذكاء؛ حيث أن صاحب الشخصية الحدية يمتلك ذكاء فوق المتوسط (معدل الذكاء > 130)، مع امتلاك مواهب فنية استثنائية.[مرجع1]

كما أن أصحاب الشخصية الحدية لديهم طرق متميزة في فهم المعلومات، وتحليل المشاكل من منظور مختلف.[مرجع1]

الشخصية الحدية والذكاء العاطفي

يتمتع الشخص المصاب في اضطراب الشخصية الحدية في ذكاء عاطفي كبير مقارنةً بالأشخاص الآخرين، ولديه قدرة أكبر على:[مرجع2]

  • تنظيم العواطف.
  • إدراك واستخدام العواطف.
  • قدرة عالية على إدراك العواطف.

ما تأثير الذكاء على اضطراب الشخصية الحدية

كما ذكرنا سابقًا أن الشخصية الحدية والذكاء رفقاء، ولكن هذا الذكاء يؤثر بشكل جيد على الشخص، وذلك على النحو الآتي:

الإدراك

وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص المصابين في اضطراب الشخصية الحدية بإمكانهم قراءة تعابير الوجه والتحولات في المزاج عند الآخرين.

وقد يصفهم الكثير من الأشخاص بأن لديهم “قدرات نفسية”.[مرجع4]

مُعالجة المشاكل

الشخص المُصاب في اضطراب الشخصية الحدية كثيرًا ما يكون مدفوعًا بقوّة للعمل على العلاقات والتغلب على المشاكل.

في العلاقات الشخصية لن يتردد المصاب في اضطراب الشخصية الحدية لفعل أي شيء لحل الجدالات والمشاكل والتخلص منها.[مرجع1]

النشاط والإصرار

بمجرد انخراط المصاب في اضطراب الشخصية الحدية بأي من الأمور التي يحبها وشغوف بها سوف يبذل جهده للنجاح والتميز به.[مرجع3]

المرونة

يتمتع المصاب باضطراب الشخصية الحدية في الكثير من المرونة العاطفية والنفسية، مما يجعله أقوى في مواجهة التغيرات التي قد يمر بها في حياته.[مرجع4]

الإبداع

الإبداع والشخصية الحدية والذكاء هي المثلث الذهبي الذي قد يستفيد منه المصاب في اضطراب الشخصية الحدية.

ولكن لن يستفيد منه حتى يتمكن من فهم ذكائه، وتوظيفه بطريقة جيدة تخدم إبداعه وأهدافه.[مرجع1]

صفات الشخصية الحدية الإيجابية

هناك العديد من الصفات الإيجابية التي تجعل المصاب في اضطراب الشخصية الحدية مميز، ومنها:

التعاطُف

يعرف الشخص المصاب في اضطراب الشخصية الحدية الأذى أو الوحدة أو الضيق العاطفي الذي من الممكن أن يشعر الشخص به، وهو ما يجعله متعاطف مع الآخرين.

ولكن إذا لم تتم إدارة أو تنظيم الطبيعة العاطفية للشخص قد يصبح مثقل بسببها باستمرار لدرجة الإرهاق.[مرجع1]

درجة عالية من الوعي الذاتي

قَد يدرك صاحب الشخصية الحدية مشاعره العميقة، ودرجة الوعي الذاتي العالية لديه، ولكن مشاعره قد تتعارض.

على سبيل المثال قد يشعر بالحماس الكبير لحضور حفلة ما، ولكن يرفض أن يرى أشخاص غير لطيفين.[مرجع3]

الشغف الشديد

الارتباط الكبير بين الشخصية الحدية والذكاء ينتج عنها شغف كبير للإبداع، والتي غالبًا ما تكون حِرفة في هيئة:[مرجع3]

  • الشغف الكبير تجاه أشخاص آخرين.
  • الفنون.
  • الأدب.
  • الموسيقى.
  • الرياضة.
  • الطعام.
  • الرقص.
  • العمل بجد والانخراط الكامل في الحرفة التي يقوم بها.

قُدرة كبيرة على الحب

صاحِب الشخصية الحدية يمتلك قدرة كبيرة على الحب، ويقدم الكثير من الاهتمام أو الرعاية لأحبائه أو المقربين من، ولكن ذلك ما يجعله يتأذى بعمق، ويجعل جراحه العاطفية كبيرة لا يُمكن تجاوزها بسهولة.[مرجع4]

الحساسية

يكون المصاب باضطراب الشخصية الحدية حساس بطبيعته، ويستطيع الإحساس في ألم جميع العالم من حوله، ولكن يبقى بحاجة الكثير من الحب أو الاهتمام من الآخرين.[مرجع4]

كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية

إذا كنت مقربًا من شخص مصاب بهذا الاضطراب اتبع ما يلي للتعامل معه بأفضل طريقة:

اعرف المزيد

أول ما عليك فعله معرفة المزيد عن اضطراب الشخصية الحدية، وفهم التقلبات المزاجية التي يسببها، ومن ثم اعرف كيفية التعامل معها.[مرجع5]

استمع له

كن دائمًا متواجد لأجل هذا الشخص، واستمع له جيدًا في الحديث، واحرص أن تركز بشكل أكبر على عواطفه وليس كلماته.[مرجع5]

ادعمه

عليك تقديم الدعم له باستمرار؛ حيث أن التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية ليس سهلًا بالنسبة له.[مرجع5]

شجعه على العلاج

هُناك الكثير من عيادات الطب النفسي والأخصائيين النفسيين الموجودة للمساعدة في علاج اضطراب الشخصية الحدية، ساعده من خلال البحث عن أفضل الخيارات له، وكن داعمه ومساعده الأول في رحلة علاجه.

ننصحك في التواصل مع منصة عرب ثيرابي لخدمات العلاج النفسي لمعرفة المزيد.[مرجع5]

كن مصدر الأمان

يجب أن يكون وجودك في حياة الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية مصدر أمان، وذلك من خلال:[مرجع5]

  • كُن واضحًا حول الأمور التي ترغب في فهمها والاستفسار عنها، واحرص أن يكون أسلوبك لطيفًا.
  • حافظ على الهدوء والاتساق أثناء التعامل معه؛ حتى لا تزيد من حدة أي خلاف بينكما.
  • تعرّف على المحفزات التي تجعله يشعر بالإنزعاج، وتحفز ظهور الأعراض.
  • احرِص أن تكون جديرًا بالثقة بالنسبة له.
  • ذكره باستمرار بصفاته الإيجابية.
  • حاول أن تتحدث معه حول الاضطراب، أو حول أمور أخرى.

عن تسنيم شلبي

مرحبا، أنا تسنيم شلبي، كاتبة محتوى طبي، ولدي رغبة كبير في طمس بصمة العار حول الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي في المجتمعات العربية. تذكر دائمًا: الحذاء الذي يناسب شخصًا يؤلم الآخر؛ لا توجد طريقة واحدة للعيش تناسب جميع الأشخاص.♥