تناول الأطعمة الدهنية والسكريات قد يكون المسبب الأساسي لـ إدمان الأكل؛ حيث أنها تعزز نظام المكافأة بالدماغ بنفس طريقة العقاقير المسببة للإدمان، والتي تجعل الشخص بحاجة دائمة لتناول المزيد.[مرجع1]
محتويات المقال
ما هو إدمان الأكل؟
الإدمان على الطعام هو الاستهلاك غير المنضبط للأطعمة التي لها نكهة شديدة، ويشترط أكلها بكميات كبيرة تفوق متطلبات الطاقة الضرورية أو الحاجة لها، ويتضمن الإدمان على الأكل التقييد، والنهم للتغلب على المشاعر السلبية.[مرجع2]
ما العلاقة بين السُمنة وإدمان الأكل؟
يعتقد العلماء أن إدمان الطعام يلعب دورًا مهمًا في السُمنة، ولكن من الممكن أن يصاب الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي بإدمان الطعام أيضًا؛ حيث تكون أجسامهم مبرمجة وراثيًا للتعامل بشكل أفضل مع السعرات الحرارية، أو يزيد النشاط البدني لتعويض تناول الطعام.[مرجع3]
أعراض إدمان الأكل
بالإمكان التعرف على إدمان الطعام من الأعراض والعلامات التالية:[مرجع4]
- التهام الطعام بكميات أكبر مما يستطيع الشخص التحمل جسديًا.
- الأكل لدرجة الشعور بالمرض.
- بذل جهد كبير للحصول على نوع معين من الطعام.
- مواصلة تناول الطعام حتى عند عدم الشعور بالجوع.
- أكل الطعام في الخفاء والعزلة.
- الابتعاد عن المناسبات الاجتماعية والوظائف لتناول أطعمة محددة.
- انخفاض الكفاءة في أداء وظائف أو مهن معينة.
- إنفاق مبالغ كبيرة من المال لشراء بعض الأطعمة بسبب النهم.
- قلة الطاقة والتعب المزمن.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- اضطرابات النوم مثل الأرق أو كثرة النوم.
- التهيج والعصبية.
- الصداع.
- مشاكل واضطرابات هضمية.
- الأفكار الانتحارية.
أسباب إدمان الأكل
هناك أسباب مختلفة خلف الإدمان على الطعام، ومنها:
التوتر
قد يُصبح الشخص مُدمن على الطعام إذا كان يتناول الطعام لتعزيز المشاعر الإيجابية وتقليل المشاعر السلبية والتوتر؛ حيث أنه يُكافئ نفسه بتناول نوع معين من الطعام، أو يأكله لأن شيء سيء قد حدث معه، وهو التفكير الكلاسيكي لأي مدمن.[مرجع1]
العوامل الوراثية
تلعب الجينات دورًا في إدمان الطعام، وفي العام 2002 تم إجراء دراسة على مجموعة من النساء لديهن إدمان الكحول في العائلة، وكانت لديهن فرصة أكبر بنسبة 49% للإصابة بالسمنة مُقارنة بمن ليس لديهم تاريخ عائلي من الإدمان على الكحول.[مرجع1]
الصدمة
أحيانًا يكون الإدمان على الأكل بسبب التعرض لصدمة كبيرة، وفي مرحلة الطفولة بشكلٍ خاص، والتي أحيانًا تُسبب الإصابة في اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والذي يزيد من مخاطر الإصابة في إدمان الأكل،[مرجع1] وذلك مثل:[مرجع4]
- الاعتداء العاطفي أو الجنسي.
- أن يكون الشخص ضحية أو ناجي من حدث صادم.
- إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة.
كيمياء الدماغ
استهلاك وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، أو الدهون، أو الملح، أو السكر، أو المحليات الصناعية يؤدي لإفراز هرمونات الدوبامين والسيروتونين التي تسبب الشعور بالسعادة، وبالتالي تُخلق الحاجة لتناولها بكميات كبيرة باستمرار للشعور بنفس الطريقة.[مرجع2]
العوامل البيولوجية والاجتماعية
بعض العوامل البيولوجية والاجتماعية التي تؤثر على تطور إدمان الأكل:[مرجع4]
- الاختلالات الهرمونية.
- التشوهات في هيكل الدماغ.
- الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية.
- الاضطرابات في وظيفة الأسرة.
- الضغط من أقران المجتمع.
- العزلة الاجتماعية.
- نقص الدعم الاجتماعي.
- أحداث الحياة المجهدة.
عوامل نفسية
في بعض الأحيان تكون العوامل النفسية هي السبب في الإدمان على الطعام، وذلك مثل:[مرجع4]
- عدم القدرة على التعامل مع المواقف السلبية.
- تدني احترام الذات المزمن.
- الشعور بالحزن أو الخسارة.
- آلية للتكيف مع المواقف الصعبة والمشاعر المؤلمة.
تأثير إدمان الأكل
يؤثر إدمان الطعام على جوانب مختلفة من حياة الشخص، وذلك على النحو الآتي:
التأثيرات الجسدية
الكثير من الآثار الجسدية السلبية تنتج عن الإدمان على الأكل، وأبرزها:[مرجع4]
- الأمراض القلبية.
- داء السكري.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- سوء التغذية.
- البدانة والسمنة.
- الإرهاق، والألم، والتعب المزمن.
- قضايا واضطرابات النوم.
- انخفاض الدافع الجنسي.
- الخمول والصداع.
- التهاب المفاصل.
- السكتة الدماغية.
- أمراض الكلى والكبد.
- هشاشة العظام.
التأثيرات النفسية
يجلب إدمان الأكل مشاكل وضعف في الصحة النفسية، وبشكل خاص عند نقص الدعم والمساعدة، وذلك مثل:[مرجع4]
- احترام الذات المتدني.
- الاكتئاب.
- نوبات الذعر (نوبات الهلع).
- زيادة مشاعر القلق.
- اليأس والشعور بالحزن والإحباط.
- ارتفاع الشعور بالعصبية والتهيج عندما يكون الوصول لبعض أنواع الطعام مقيدًا.
- الانفصال العاطفي.
التأثير على الحياة الاجتماعية
يمتلك الإدمان على الأكل تأثير ضخم على الحياة الاجتماعية للشخص، وذلك على النحو الآتي:[مرجع4]
- تراجُع ملحوظ في الأداء الوظيفي والأكاديمي.
- الانعزال والانسحاب الاجتماعي عن المقربين والأصدقاء.
- التقسيم والانفصال بين الأسرة.
- قلة الاستمتاع بالهوايات والأنشطة التي يستمتع بها الشخص بالعادة.
- مخاطر مهنية ومالية.
علاج إدمان الأكل
يهدف علاج الإدمان على الأكل واضطرابات الأكل للتخلص من عادات الأكل القهري والبحث عن بدائل صحية، وذلك من خلال:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يعمل العلاج السلوكي المعرفي على زيادة وعي المُدمن بأفكاره وسلوكه السلبي الذي يسبب الإدمان على الطعام، وكيف يُمكنه التعامل معها بشكل أفضل وبطرق أكثر إيجابية، ويُعتبر من أكثر الطرق نجاحًا في علاج أنواع الإدمان المختلفة.[مرجع5]
إعادة التأهيل
يوجد برامج علاج مهنية لإعادة التأهيل لإدمان الأكل في عيادات داخلية أو خارجية حسب ما يناسب الشخص، ويتم خلاله:[مرجع5]
- الحصول على مراقبة على مدار الساعة من أحد المتخصصين.
- توفير وجبات طعام صحية مدروسة ومجدولة؛ لتقليل الحاجة لإدمان الطعام.
- وجود أخصائيين طبيين، ومستشارين مدربين لجلسات فردية وجماعية.
- المساعدة الطبية لأعراض الانسحاب من الطعام.
- الدعم الاجتماعي ودعم الأقران.
العلاج الغذائي
التغذية عنصر أساسي في أي برنامج لعلاج إدمان الأكل، وذلك من خلال إنشاء عادات أكل صحية بمساعدة أخصائي تغذية تساعد في التخلص من الإدمان على الطعام، ويهدف العلاج الغذائي إلى:[مرجع5]
- معالجة نقص التغذية الناتج عن أنماط الأكل غير الصحية.
- تقليل الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السريعة.
- إعداد خطة وجبات غذائية متوازنة حسب السعرات الحرارية الموصى بها لكل شخص.
- إنشاء نمط وجدول منتظم للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة.
- إدارة النظام الغذائي للحالات المرضية المشتركة مثل السكري، ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
- خلق عادات صحية في شراء الطعام، وتحضير الوجبات والطهي.
هل أنت مصاب بإدمان الأكل؟
بالطبع أنت بحاجة لزيارة طبيب والحصول على تشخيص رسمي بذلك، ولكن إذا كانت تنطبق عليك الأمور التالية من المحتمل أنك مصاب به:[مرجع3]
- ينتهي بك الأمر تتناول كميات طعام أكبر مما أنت مخطط لها عند تناول أطعمة معينة.
- تستمر في تناول بعض أنواع الطعام حتى لو لم تكن جائعًا.
- تتناول الطعام لدرجة الشعور بالمرض.
- تقلق من عدم تناول أنواع معينة من الأطعمة، أو تقلق بشأن تقليل أنواع معينة من الطعام.
- تبذل جهدك للحصول على بعض أنواع الطعام عندما لا تكون متوافرة.
- تقضي الوقت في تناول الطعام بدلًا من قضاء الوقت في العمل أو مع العائلة.
- تتجنب المواقف المهنية أو الاجتماعية حيث يتوافر الطعام؛ خوفًا من الإفراط في الطعام.
- تواجه مشاكل في الأداء في العمل والمدرسة بسبب الطعام والأكل.