ما ستجده في هذا المقال:
يعد مرض ألزهايمر من اضطرابات الدماغ التي تزداد سوءًا بمرور الوقت. ويتميز بإحداث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات من بروتينات معينة. ويتسبب في تقلص الدماغ ثم موت خلايا الدماغ في النهاية. ولكن هل الأعراض النفسية لها علاقة بظهور أعراض الزهايمر؟
الأعراض النفسية ومرض الزهايمر
تشير دراسات إلى أن الأعراض النفسية ليست سببًا لمرض الزهايمر، ولكن على الأرجح تعد مؤشرات مبكرة للمرض. كما أن مثل هذه العلامات يمكن أن تساعد الأطباء على تشخيص مرض الزهايمر في وقت مبكر وبالتالي زيادة فرص إبطاء تقدمه:
- أشارت الدراسات إلى أن أعراض القلق، والإثارة، والاكتئاب وأعراضه، واضطراب النوم، وتغيرات الشهية، مرتبطة بالمرحلة المبكرة من مرض الزهايمر.
- أشارت أيضًا إلى أن الاكتئاب الهياجي كان له ارتباط بمراحل متقدمة أكثر من المرض.
- قد ترتبط اضطرابات تعاطي المخدرات، أو الذهان، أو اضطرابات المزاج. أو الاضطرابات الفسيولوجية، أو الشخصية، أو اضطرابات النمو، أو السلوك بالخرف وهو من المراحل المتقدمة للزهايمر.
- وجدت دراسة أن حالات الصحة النفسية ارتبطت بحالات الخرف اللاحقة لمرض الزهايمر وغير المرتبطة به، بالإضافة إلى أنواع الخرف المبكرة والمتأخرة الأخرى.
أشار الباحثون إلى أن الحرمان الاجتماعي أو الأمراض الجسدية المزمنة السابقة لم تكن عوامل مهمة في الإصابة بالزهايمر على عكس الاضطرابات النفسية.
أعراض الزهايمر الأخرى
يعد فقدان الذاكرة العرض الرئيسي لمرض الزهايمر. وتؤدي تغيرات الدماغ المرتبطة بالمرض إلى مشاكل متزايدة في:
الذاكرة
يعاني كل شخص من فقدان الذاكرة في بعض الأحيان، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بمرض الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا:
- يؤثر فقدان الذاكرة مع مرور الوقت على القدرة على أداء وظائفك في العمل أو في المنزل.
- قد يكرر المصابون به العبارات أو الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
- نسيان المحادثات والمواعيد أو الأحداث.
- وضع العناصر في غير مكانها.
- تضييع في الأماكن التي كانوا يعرفونها جيدًا.
- قد ينسون في النهاية أسماء أفراد الأسرة أو الأشياء اليومية.
- مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة للأشياء أو التعبير العاطفي عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات.
التفكير والاستدلال
يسبب المرض صعوبة في التركيز أو التفكير خاصة فيما يتعلق بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام. والقيام بأكثر من مهمة في وقت واحد أمر صعب لهم. وقد يصعب عليهم إدارة الشؤون المالية أو دفع الفواتير في الوقت المحدد. قد لا يتمكن المريض من التعرف على الأرقام أو التعامل معها.
إصدار الأحكام والقرارات
يتسبب المرض في انخفاض القدرة على اتخاذ قرارات أو أحكام معقولة في مواقف الحياة اليومية:
- قد يتخذ الشخص خيارات سيئة في البيئات الاجتماعية أو يرتدي ملابس غير مناسبة للطقس.
- قد يصبح من الصعب عليه الاستجابة للمشاكل اليومية.
- يمكن أن لا يعرف كيفية التعامل مع الطعام المحترق على الموقد أو اتخاذ القرارات عند القيادة.
تشمل أهم العلامات المبكرة نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة، ثم يتطور إلى مشكلات خطيرة في الذاكرة ثم فقدان القدرة على أداء المهام اليومية.
تغيرات في الشخصية والسلوك
يمكن للتغيرات الدماغية التي تحدث في مرض الزهايمر أن تؤثر على الحالة المزاجية والسلوكيات. وقد تشمل المشكلات ما يلي:
- الاكتئاب أو فقدان الاهتمام بالأنشطة.
- الانسحاب الاجتماعي أو تقلب المزاج.
- عدم الثقة في الآخرين أو الغضب أو العدوان.
- تغيرات في عادات النوم أو الأوهام، مثل الاعتقاد بأن شيئًا ما قد سُرق.
المهارات المحفوظة
على الرغم من التغيرات الكبيرة في الذاكرة والمهارات إلا أن مرضى ألزهايمر قادرون على الاحتفاظ ببعض المهارات حتى مع تفاقم الأعراض. قد تشمل المهارات المحفوظة:
- القراءة أو الاستماع إلى الكتب، أو رواية القصص.
- مشاركة الذكريات أو الرسم.
- القيام بالحرف اليدوية.
- قد يتم الحفاظ على هذه المهارات لفترة أطول لأن جزء الدماغ الذي يتحكم فيها يتأثر لاحقًا أثناء المرض.
تخطيط وتنفيذ المهام المألوفة
قد يصعب على المريض القيام بالأنشطة الروتينية مثل؛ التخطيط لوجبة ثم طهيها أو ممارسة لعبة مفضلة. قد ينسى المرضى في النهاية كيفية القيام بالمهام الأساسية مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام.
يمكن أن يسبب الفقدان الشديد لوظائف المخ الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى، وهذه الأعراض والمضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
عوامل خطر قد تزيد من نسبة ظهور أعراض الزهايمر
تشمل أبرز عوامل الخطر ما يأتي:
- العمر: يعد التقدم في السن أكبر عامل خطر معروف لمرض الزهايمر.، ومع ذلك لا يعد جزءًا من الشيخوخة النموذجية، ولكن تزداد فرص تطوره مع تقدم السن.
- تاريخ العائلة وعلم الوراثة: يكون خطر الإصابة أعلى إلى حد ما إذا كان أحد أقاربك من الدرجة الأولى والدك أو أخيك مصابًا بالمرض.
- متلازمة داون: يصاب العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة داون بمرض الزهايمر.
- الجنس: بشكل عام هناك عدد أكبر من النساء المصابات بالمرض لأنهن يميلن إلى العيش لفترة أطول من الرجال.
- ضعف إدراكي خفيف: يعاني المصاب بضعف إدراكي معتدل من انخفاض في الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى بشكل أكبر من المعتاد بالنسبة لعمر الشخص.
- صدمة الرأس: وجدت دراسات أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر والذين تعرضوا لإصابات دماغية رضحية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف والزهايمر.
- تلوث الهواء: وجدت الدراسات أن التعرض لتلوث الهواء وخاصة الناتج عن عوادم حركة المرور وحرق الأخشاب يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
أظهرت الأبحاث أن نفس عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالخرف.
علاج أعراض الزهايمر
يمكن لأدوية الزهايمر أن تساعد في علاج أعراض الذاكرة والتغيرات المعرفية الأخرى:
- يمكن استخدام مثبطات الكولينستراز (Cholinesterase Inhibitors) التي تعمل عن طريق تعزيز مستويات التواصل بين الخلايا.
- قد تعمل هذه المثبطات على تحسين الأعراض المرتبطة بالسلوك مثل الإثارة أو الاكتئاب.
- تشمل الآثار الجانبية الرئيسية لهذه الأدوية الإسهال أو الغثيان أو فقدان الشهية أو اضطرابات النوم.
- يمكن استخدام ميمانتين (Memantine) الذي يبطئ تطور الأعراض لمرض الزهايمر من المتوسط إلى الشديد.
- تشمل الآثار الجانبية النادرة نسبيًا الدوخة أو الارتباك.
يمكن وصف أدوية أخرى في بعض الأحيان مثل مضادات الاكتئاب للمساعدة في السيطرة على الأعراض السلوكية المرتبطة بمرض الزهايمر.
نصيحة عرب ثيرابي
إن التكيف مع احتياجات الشخص المصاب يعد جزءًا مهمًا من أي خطة علاجية. ونذكر لك في عرب ثيرابي خطوات يمكنك اتباعها لدعم مصاب عزيز:
- احتفظ بالمفاتيح والمحافظ والهواتف المحمولة في نفس المكان بالمنزل حتى لا تضيع.
- احتفظ بالأدوية في مكان آمن.
- اطلب من المريض أن يحمل هاتفًا محمولاً مزودًا بميزة تتبع الموقع.
- تأكد من أن المريض يحمل بطاقة هوية أو يرتدي سوار تنبيه طبي.