كيف أتعامل مع الزوج المتسلط؟

تعاني المرأة عند ارتباطها بالزوج المتسلط الكثير من الصعاب والتحديات، لذلك فإن معرفة الطريقة الصحيحة والفعّالة في التعامل مع هذا الزوج تضمن للمرأة استقرار حياتها اليومية والتمتع بمزيد من الراحة والهناء في هذه الأثناء.

 

كيف أتعامل من الزوج المتسلط؟

إن كون الزوج من الشخصيات التسلطية يعني المزيد من التحكم في تفاصيل الحياة اليومية، مما ينعكس سلباً على مدى الشعور بالرضا والسعادة المنزلية، إلا أن معرفة المرأة لبعض النقاط يساعد بشكل كبير من الوصول إلى الحياة الزوجية المرجوة، ومن هذه النقاط:

المواجهة بهدوء

لا يستجيب الزوج المتسلط عند مقابلة هجومه بهجوم آخر، لذلك يجب أخذ الأمور بنوع من التروي والهدوء، مهما كان نوع الاستفزاز الذي يمارسه هذا الزوج، حيث أنه في هذه الأثناء:

• لا بد من التمتع بالحكمة وأن تُظهر المرأة المزيد من التفهم والعقلانية.
• الاستمرار في الهدوء على الرغم من احتمالية الظهور كالمستسلم.

البحث عن أسباب التسلط

لا بد من وجود سبب محدد وراء السلوكيات التي يمارسها الزوج المتسلط، ومعرفة هذه الأسباب تساعد في التعامل بشكل أكثر واقعية مع الزوج، فقد يكون السبب إما:

• المعاملة السيئة التي تلقاها الزوج في الطفولة.
• التعرض لصدمة نفسية في الصغر.
• فقدان أحد الأشخاص المقربين.
• الإصابة بإحدى الاضطرابات النفسية، مثل اضطرابات القلق أو اضطراب ثنائي القطب.

محاولة تحقيق الاستقلال المالي والشخصي حتى تتمكن الزوجة من اتخاذ القرارات والخيارات الأفضل لها.

التحكم بالأمور الشخصية

يجب أن تزيد المرأة من شعورها بقيمتها وتعزيز ثقتها بذاتها من خلال إعطاء نفسه المزيد من التحكم في الأمور الشخصية المتعلقة بها، مثل:

• ممارسة النشاطات المفضلة في وقت الفراغ.
• تعلم المزيد من المهارات أو الهوايات.

المحافظة على العلاقات الاجتماعية

من خلال العلاقات الاجتماعية العامة أو وجود الأقارب والأصدقاء، فإن هذا الأمر من شأنه أن يعزز الحالة النفسية للمرأة، حيث أن:

• الاختلاط مع الآخرين يساعد في تحسين الحالة المزاجية والخروج من المزاج السيء الناتج عن الضغوط المتراكمة.
• الحديث عن بعض المشكلات التي تواجهها المرأة من شأنه أن يساعد في التفريغ من الكبت النفسي.
• التواصل مع الآخرين يمكن المرأة من تعلم المزيد من طرق التأقلم للتعامل مع الزوج المتسلط.

وضع الحدود الواضحة

قد يستغرق الأمر المزيد من الوقت من المرأة لوضع الحدود الشخصية فيما يتعلق بشؤونها الخاصة، إلا أنه غالباً ما ينجح في التقليل من تدخل الزوج المتسلط في جميع الأمور، حيث يمكن أن يتم ذلك من خلال:

• اختيار الوقت والمكان المناسب للحديث عن الحدود الشخصية أو التصرفات غير المقبولة من الزوج المتسلط.
• بقاء المرأة هادئة في هذه الأثناء يساعد بشكل كبير على توصيل الرسائل المقصودة.
• توضيح سلوكيات الزوج المتسلط المزعجة بشكل واضح، حيث أنه في بعض الأحيان لا يدرك مدى تأثير هذه السلوكيات على زوجته.

إذا كان الزوج يمارس أي سلوكيات عنف ضد الزوجة يجب إيقافه عند حده وإخبار شخص آخر بسلوكياته العنيفة والحصول على المساعدة فورًا.

اللجوء إلى المساعدة النفسية

يقدم موقع عرب ثيربي جلسات خاصة متعلقة بالمشكلات الزوجية، لذلك يمكن للمرأة أن تطرح في الجلسة العلاجية جميع المشكلات التي تواجهها في تعاملها مع زوجها المتسلط للحصول على أفضل الطرق للتعامل معه بالإضافة إلى القدرة على معرفة أسباب سلوكياته المزعجة.

الرعاية الذاتية

قد تُؤدي سلوكيات الزوج المزعجة إلى زيادة احتمالية إصابة المرأة بالاكتئاب أو القلق، لذلك تساعد الرعاية الذاتية التي تقوم بها في التقليل من هذه الاحتمالية، حيث يُساعدها ما يلي:

• تناول الطعام الصحي.
• كتابة اليوميات التي من شأنها التقليل من التوتر وتفريغ ما تشعر به المرأة خلال اليوم.
• الحصول على قدر كافي من النوم يومياً.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
• ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.

التحدث مع الزوج المتسلط

غالباً لن يكون الزوج على معرفة بحقيقة السلوكيات التي يقوم بها ومدى الإساءة التي تلحق بزوجته، لذلك يمكن الحديث معه بطريقة هادئة وغير هجومية، مما يشكل نقطة يمكن للزوج البدء في التغيير من خلالها.

الحد من سيطرته

لن يتوقف الزوج المتسلط عن تحكمه في التفاصيل الحياتية الخاصة بالزوجة، لذلك يجب عليها إيقاف هذا التحكم بجميع الطرق، حيث يمكنها:

• الاعتماد على ذاتها مادياً من خلال البحث عن الوظيفة المناسبة.
• تكوين العلاقات الاجتماعية الخاصة بها والتواصل مع الأشخاص الآخرين دون الحاجة إلى إذن من الزوج.
• إظهار إمكانية الابتعاد أو الانفصال في حال بقاء الوضع كما هو، بالإضافة إلى استخدامه كطريقة للتهديد في حال استمرار السلوكيات المزعجة.

بعد المحاولات العديدة التي تقوم بها المرأة في تصحيح مسار الحياة الزوجية والتي قد لا تثمر، قد يكون الانفصال هو الحل الوحيد في هذه الحالة، إذ أن المتابعة بالعلاقات السامة غالباً ما يكون له التأثير النفسي الكبير.

 

ما هي الآثار الناتجة عن تسلط الزوج؟

غالباً ما تتحول سلوكيات الزوج المتسلط لنوع من أنواع الإساءة العاطفية المختلفة الشدة، حيث يمكن أن ينتج عنها:

• تعرض المرأة لأنواع مختلفة من الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
• محاولة المرأة الانتحار نتيجة لتراكم الكثير من المشاعر السلبية لديها، والمتعلقة بسلوكيات زوجها المزعجة.
• قيام المرأة ببعض السلوكيات خطيرة مثل إيذاء الزوج أو القتل.
• تأثير العلاقة على نفسية المرأة بشكل سلبي، حيث أنها غالباً ما تشعر بتدني تقديرها لذاتها.
• التأثير على كيفية رؤية الأطفال (في حال وجودهم) للأم، وقد يكتسبوا بعضاً من سلوكيات الأب المتسلط.
• تولد المزيد من مشاعر عدم الثقة بين الزوجين، بسبب قيام المرأة ببعض السلوكيات السرية خوفاً من التعرض للنقد أو الإهانة من الزوج المتسلط.

 

كيفية وضع الحدود للزوج المتسلط

من خلال اتباع النقاط التالية يمكن للمرأة أن تضع الحدود الخاصة بها، والتي تمنع من خلالها الزوج المتسلط من الاستمرار في تجاوز الحدود:

• يجب طلب المزيد من الوقت لتنفيذ طلبات الزوج لإظهار أن طلباته لن تنفذ على أنها أوامر لا يمكن التفكير بها.
• التوضيح للزوج المتسلط أن ما يشعر به من ضيق بسبب الممارسات الخاصة بالمرأة هي ذاته ما تُشعِرُها بالراحة.
• الوصول إلى الحلول الوسطى بين المرأة وزوجها، والتي تلبي احتياجات ورغبات الطرفين قدر الإمكان.
• تدوين الملاحظات والنقاط المزعجة للتمكن من الرجوع إليها في جلسات الحوار.
• تغيير بعض المعلومات المتعلقة بحسابات المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي للتقليل من قدرة الزوج المتسلط من تتبعها أو تجسسه عليها.

استخدام الضمير (أنا) في التعبير عن المشاعر أو التعبير بعدم الارتياح من سلوكيات الزوج المتسلط.

 

تأثير الزوج المتسلط على الصحة النفسية للمرأة

كون الزوج متسلطاً فهذا الأمر له الكثير من التأثيرات النفسية على المرأة. ومن ضمن هذه التأثيرات:

• الشعور بضائقة نفسية: أن الخوف المستمر من التعرض للانتقاد أو الغضب يعد من الأمور المزعجة والتي تزيد العبء النفسي على الزوجة. فكونها لا تعرف كيفية تفاعل زوجها مع ما ستقوم به يجعلها تحت ضغط نفسي متزايد.
• العزلة: في معظم الحالات، يحاول الزوج المتسلط إبعاد زوجته عن الحياة الاجتماعية الخاصة بها للبقاء تحت سيطرته.
• الاستقلالية المحدودة: الشعور بعدم القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية أو بأن الزوج هو من يقوم باتخاذ القرارات الخاصة بها بدلاً عنها.
• الشك في النفس: إن التعرض المستمر للانتقاد أو التوبيخ يؤدي في النهاية إلى شك الزوجة بنفسها أو عدم ثقتها مما تقوم به أو أحقيتها بعيش حياتها كما كانت تطمح.
• فقدان الهوية: بسبب سيطرة الزوج المتسلط، فغالباً لن تتمكن المرأة من التعرف على شخصيتها وأفكارها.

 

نصيحة عرب ثيرابي

إن كان زوجك متسلطاً فهو غالباً لن يرى نفسه مخطئاً أو بحاجة إلى تصحيح سلوكه مهما بذلت من مجهود في سبيل ذلك. في هذه الحالة يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن الوقت قد حان للحصول على المساعدة المتخصصة والمتمثلة بعلاج الأزواج. 

فهو النوع المختص من العلاج النفسي الذي يعمل على تحسين العلاقة الزوجية ويساعد في حل المشكلات المتراكمة.