Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
أسباب قلق النوم: تعرّف على ما يبقيك مستيقظًا على الرغم من التعب

أسباب قلق النوم: تعرّف على ما يبقيك مستيقظًا ليلًا

في الوقت الذي يظن البعض أن النوم أمراً طبيعياً وسليقياً، ولكن ليس بهذه السهولة لدى الجميع، إذ تعاني فئة لا بأس بها مما يسمى قلق النوم، فيكافحون من أجل النوم، ويعانون من القلق حيال ذلك ويصبح النوم مصدراً للخوف في هذه الحالة. لذا سنتحدث عن أسباب قلق النوم.

 

ما هو قلق النوم؟

قبل أن نتحدث عن أسباب النوم دعنا نعرف ما هو قلق النوم (Sleep Anxiety). هو القلق والخوف المتعلق بالنوم، سواء كان عدم القدرة على النوم أو القدرة على البقاء نائماً، فيتملك الشخص الاعتقاد بوجوب وضرورة البقاء مستيقظاً خشية أن يحدث له أمراً سيئاً أو أنه يجب أن يبقى متيقظ ومنتبه، كل ذلك يُشعر الشخص بالقلق لعدم قدرته الحصول على القدر الكافي من الراحة.

 

أسباب قلق النوم

يمكن أن تتنوع أسباب قلق النوم، إلا أنه تقسيمها كما يلي:

اضطرابات القلق

يرتبط قلق النوم باضطرابات القلق بشكل وثيق، حيث يؤثر كل منهما على الأخر، ففي حال كان الشخص يعاني من اضطرابات القلق لن يتمكن من النوم بالشكل المطلوب وسيعاني من قلق النوم، كما أنه في حال إصابة الشخص بقلق النوم فإنه يعاني من اضطرابات القلق في كل من الليل والنهار، فتبدو كحلقة محكمة لا يستطيع المريض الخروج منها.

تشير الأبحاث إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية مثل القلق يعانون أيضًا من شكل من أشكال اضطراب النوم.

العامل الوراثي 

للعامل الوراثي دور في عدم القدرة على النوم، ففي حال كان أحد الوالدين يعاني من قلق النوم، فإن الأبناء يحتمل معاناتهم من الأمر نفسه بشكل كبير. ويعتبر العامل الوراثي من أهم أسباب قلق النوم.

الأمراض الجسدية

الإصابة ببعض الأمراض العضوية مثل أمراض القلب، قد يكون السبب في الإصابة بقلق النوم.

تناول بعض الأدوية

تعمل الآثار الجانبية لبعض الأدوية على زيادة الأرق وبالتالي زيادة قلق النوم، مثل أدوية فرط الحركة وأدوية الاكتئاب وأدوية الربو.

لوحظ زبادة الإصابة باضطرابات النوم مع التقدم بالعمر، حيث لا يتمكن المسن من النوم بسهولة، ويصاب بقلق النوم. 

 

أعراض قلق النوم

مع قلة المحفزات الموجودة أثناء الذهاب إلى النوم، فإنه من السهل متابعة الأعراض المرافقة لقلق النوم، وعلى الرغم من اختلاف هذه الأعراض على الصعيد الشخصي. ولكن من أبرزها:

  • صعوبة النوم أو استمراره.
  • الصعوبة في التركيز.
  • الشعور بالتململ والعصبية من هذه الحالة.
  • رؤية الأحلام المزعجة والكوابيس.
  • الشعور بالارتباك والخوف.
  • الشعور بالخطر المحدق.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • تسارع ضربات القلب.
  • التنفس بشكل سريع.
  • توتر العضلات.
  • التعرق.
  • الرجفة أو الرعشة أثناء النوم.

 

علاج قلق النوم

بعد أن عرفننا أسباب قلق النوم يجب علينا أن نعرف كيف يمكن علاجه. ويمكن أن تتنوع الأساليب المتبعة في علاج قلق النوم، حيث قد يستطيع الشخص من معالجة نفسه ذاتياً، إلا أن بعض الحالات لا بد لها من المتابعة عند معالج مختص لوضع خطة علاجية متكاملة، ويمكن تلخيص علاج قلق النوم بالشكل التالي:

العلاج النفسي لقلق النوم

يتّبع المعالج النفسي أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، حيث يوجه المريض لتغيير طريقة تفكيره خاصة عند الذهاب للنوم وتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية قدر الإمكان، وتجنب العوامل البيئية التي تثير القلق. وقد يستغرق العلاج بهذا الأسلوب ما بين (6 -12) أسبوع.

اتباع عادات النوم الصحية لقلق النوم

قد يحتاج الأمر إلى تدوين الممارسات المتبعة قبل النوم لعدة أسابيع، لملاحظة ما يثير القلق ويؤثر على نوعية النوم، وخلالها لا بد من ممارسة عادات النوم الصحية المتمثلة بما يلي:

  • النوم والاستيقاظ في ساعات محددة يومياً.
  • عدم تناول الكافيين قبل النوم بخمس ساعات.
  • عدم ممارسة الرياضة قبل النوم بساعتين.
  • مقاومة القيلولة.
  • المحافظة على غرفة النوم باردة ومظلمة.

تناول الأدوية لعلاج قلق النوم

عند تناول الأدوية لعلاج قلق النوم لا بد أن تكون موصوفة من قبل معالج متخصص، حيث أنها تشمل على أدوية مضادة للقلق، والتي تساعد بدورها على تقليل الأعراض الملازمة لاضطرابات النوم، مع ملاحظة أن بعض هذه الأدوية قد تزيد الوضع سوءاً لدى البعض، لذلك لا بد من مراجعة المختص عند الشعور بالمضاعفات لاستبدال هذه الأدوية.

 

الآثار السلبية لقلق النوم

تؤثر هذه المشكلة على نمط الحياة اليومية وجودتها بشكل واضح، حيث أنه بالإضافة إلى عدم القدرة على الحصول إلى القدر الكافي من النوم، فإن قلق النوم يعمل على:

  • التقلبات المزاجية الكبيرة، وتأثيرها على الأفراد المحيطين.
  • انخفاض مستوى أداء المهام والواجبات بشكل عام بعد ليلة لم يحصل الجسم فيها على القدر الكافي من النوم.
  • يقلل من التركيز والانتباه، مما يؤدي إلى التعرض لخطر الحوادث والإصابات في النهار.
  • يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى أمراض نفسية أخرى.
  • التأثير على ردود الأفعال، وانعكاس ذلك على العلاقات الاجتماعية.
  • الإصابة بأمراض صحية متنوعة، مثل أمراض القلب وسكري الدم والسمنة وضغط الدم.

 

عوامل الخطر لقلق النوم

يصيب هذا القلق جميع الفئات العمرية، إلا أنه يبقى الشخص أكثر عرضة للإصابة به في حال كان يعاني من إحدى الاضطرابات التالية:

  • اضطرابات النوم: مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، الأرق، السير أثناء النوم، تململ الأرجل، أو النوم القهري، رؤية الكوابيس المزعجة.
  • الاضطرابات النفسية: مثل اضطرابات القلق، اضطرابات ثنائية القطب، الاكتئاب، إدمان الكحول أو المخدرات، اضطرابات ما بعد الصدمة أو انفصام الشخصية.

قد يبدو الذهاب إلى النوم أمرًا طبيعيًا، لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، يعد النوم مصدرًا للخوف بسبب قلق النوم.

 

الوقاية من قلق النوم

يمكن لبعض السلوكيات أن تؤثر إيجابياً في منع تفاقم المشكلة، بل قد تعمل هذه الإجراءات على تخفيف الأعراض بشكل واضح، ومن هذه السلوكيات:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتزن، والتقليل من مستويات السكر في الطعام قدر الإمكان فترة المساء.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • محاولة اتباع عادات النوم الجيدة. 
  • الالتزام بالخطة العلاجية وما تتضمنه من أدوية لضمان التحسن في حالة.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء قبل الذهاب إلى النوم.
  • يجب عدم استخدام الهاتف المحمول قبل النوم بساعتين، بالإضافة إلى عدم جلبه إلى السرير نهائياً.
  • توفير بيئة نوم جيدة، مثل الحفاظ على درجة حرارة الغرفة باردة بشكل الطبيعي.
  • الابتعاد عن الكافيين في فترة ما بعد الظهيرة، إذ أنه يبقى الجسم في حالة تنبيه مدة 6 ساعات.
  • عدم تناول الكحول قبل الذهاب إلى النوم.
  • التقليل من شرب السوائل بما فيها الماء قبل الذهاب إلى النوم بفترة جيدة.
  • التعرض لأشعة الشمس خلال النهار، مما يعمل على إعادة ضبط الساعة البيولوجية الداخلية للجسم.

 

كلمة من عرب ثيرابي

عندما تعاني من قلق النوم فإن الأمر يتجاوز عدم القدرة على النوم، فهو يؤثر على جميع تفاصيل الحياة اليومية. لذلك فإن التعايش مع الأمر يعد أمراً مهماً للتمكن من ممارسة النشاطات بالشكل المطلوب. كما يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي القيام بما يلي:

  • الحصول على استشارة نفسية للتمكن من التحدث عما تعاني منه.
  • المشاركة في مجموعات الدعم المتعلقة بالأمر للتعرف على المزيد من التجارب.