Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب الأكل الانتقائي: ما هو وكيف يمكن علاجه

اضطراب الأكل الانتقائي: ما هو وكيف يمكن علاجه

لا بد وأنك تعرف شخصًا في حياتك (أو قد تكون أنت) شديد الانتقاء فيما يتعلق بالأكل، ولا يكون تناول الطعام معه سهلًا، ربما يكون مصابًا بـ اضطراب الأكل الانتقائي (ARFID)، وهو ما يجعل الشخص يتجنب بعض أنواع الأطعمة، أو يخاف عند تناول الطعام.

 

اضطراب الأكل الانتقائي (ARFID)

هو اضطراب في الأكل يؤثر على نسبة كبيرة من الأفراد، وبشكل خاص الأطفال، والذي يجعل الشخص يشعرون بالخوف من تناول بعض أصناف الطعام، وقد يكون ذلك بسبب معرفة أنه يجب عليهم تناول الطعام حتى عند عدم الشعور بالجوع، أو الخوف من أن تكون درجة حرارة الطعام ليست كما يرغبون، أو الخوف من الاختناق أو المرض، أو حتى الخوف من تناول طعام جديد.

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 30 مليون شخص يعانون من اضطراب الأكل الانتقائي.

 

أسباب اضطراب الأكل الانتقائي

هناك أسباب عديدة ومتنوعة للإصابة في هذا الاضطراب، ومنها:

    • امتلاك تاريخ من اتباع نظام غذائي بالشره المرضي أو عادة الأكل بنهم. 
    • الإصابة بداء السكري من النوع الأول تزيد من مخاطر الإصابة باضطرابات الأكل بشكل عام.
    • السعي إلى الكمال أو المثالية قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب الأَكل الانتِقائية، أو أي نوع آخر من اضطرابات الأكل.
    • الأفكار المهووسة مثل الخوف من فقدان السيطرة، قد تؤدي إلى اضطرابات الأكل.
    • شعور الشخص أنه ليس لديه أي سيطرة على حياته، ومن ثم اللجوء إلى تناول الطعام لأنه شيء لا يمكن لأي شخص آخر السيطرة عليه. 
    • صورة الجسم السيئة بسبب الوزن الزائد، أو الولادة غير المرغوب بها، أو الشعور بعدم التناسب، أو وجود فكرة مختلفة عن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الشخص بجسم مثالي.
    • الإصابة في الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، أو الوسواس القهري، أو الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب. 
    • التعرّض للتنمر أو السخرية بسبب الوزن، ويعتبر سببًا شائعًا للإصابة في اضطرابات الأكل الانتقائي.
    • الحاجة إلى التمتع بحياة مثالية بالصور على وسائل التواصل الاجتماعي.
    • ارتفاع التنمر الإلكتروني بين المراهقين.
    • امتلاك تاريخ من سوء المعاملة أو الصدمات قد يسبب الإصابة باضطراب في الأكل. 
    • الافتقار إلى الدعم الاجتماعي، أو الشعور بالعزلة أو الملل، مما يسبب للشخص اضطرابات الأكل.
    • إعاقات النمو أو الإصابة في اضطراب طيف التوحد بالنسبة للأطفال.
    • التركيب البيولوجي أو الجيني، والذي غالبًا ما يتم تحفيزه بسبب المواقف البيئية، أو النفسية، أو الاجتماعية.
    اضطراب الأكل ليس خيارًا، ولكن هو نوع من اضطراب الوسواس القهري الذي يمكن علاجه بالكامل.

     

    أعراض اضطراب الأكل الانتقائي

    تتضمن الأعراض الشائعة لاضطراب الأكل الانتِقائي:

      • قلة الشهية، ومن ثم فقدان الوزن بشكل كبير.
      • فترات الحيض غير الطبيعية.
      • تقلصات وآلام في المعدة.
      • إمساك.
      • صعوبة في التركيز.
      • انخفاض مستويات الحديد.
      • ضعف أو مشكلات في الغدة الدرقية.
      • تباطؤ معدل ضربات.
      • الدوار أو الإغماء.
      • الشعور بالبرد طوال الوقت، أو الشعور بالبرد في القدمين واليدين.
      • جفاف الشعر، أو الجلد، أو الأظافر.
      • نمو شعر الجسم الرقيق، أو ترقق شعر الرأس.
      • ضَعف في العضلات.
      • ضَعف جهاز المناعة.
      • عدم التئام الجروح بشكل جيد.
      • تورّم القدمين.
      • الحَاجة إلى ارتداء طبقات من الملابس لإخفاء فقدان الوزن أو البقاء دافئًا.
      • وجود قواعد أو حدود صارمة على أنواع أو كمية الطعام الذي يأكله الشخص.
      • صعُوبة في تناول الطعام مع الآخرين.
      • الخوف من التقيؤ أو الاختناق.
      • قائمة قصيرة من الأطعمة المقبولة، أو الأطعمة التي يمكن للشخص تناولها بشكل طبيعي.
      • تناول الأطعمة ذات الخصائص المتشابهة مثل المقرمشة، أو عديمة اللون.
      • تفضيلات لطرق تحضير طعام معينة.
      • تجنب الخضار، أو مصادر البروتين، أو الفواكه.
      • إزالة بعض أنواع الأطعمة من النظام الغذائي، وعدم إعادتها أبدًا.
      • نَقص المغذيات مثل الحديد، وفيتامين أ، وفيتامين ج.
      • تخطي وجبات الطعام خلال اليوم.
      • يصبح الشخص عاطفيًا أو يظهر ضغوطًا حول الأطعمة غير المألوفة.

       

      تأثير اضطراب الأكل الانتقائي 

      يؤثر اضطِراب الأكل الانتِقائي على حياة الشخص بشكل كبير، ومن هذه التأثيرات:

        • ارتفاع مخاطر الإصابة في اضطرابات نفسية مثل اضطرابات القلق، أو الاكتئاب.
        • السعي للمثالية، وعدم الشعور بالراحة أو الاطمئنان.
        • زيادة مخاطِر الإصابة في أمراض متعلقة بالوزن بسبب اتباع نظام غذائي غير متوازن.
        • مشاكل في الأسنان وصحة الأسنان.
        • نوبات إغماء.
        • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
        • فقدان أو تساقط الشعر.
        • غياب أو اختلال الدورة الشهرية حتى بعد البلوغ.
        • أنماط النوم المضطربة.
        • مشكلات الجهاز الهضمي.
        • سوء التغذية.
        • فقدان الوزن، أو عدم زيادة الوزن عند الأطفال.
        • تأخر النوم.

         

        تشخيص اضطراب الأكل الانتقائي

        يتم تشخيص الإصابة في اضطِراب الأكل الانتقائي من خلال زيارة طبيب أو معالج نفسي، وسوف يطرح الأسئلة حول:

          • عدَم الاهتمام بتناول الطعام.
          • تجنّب الأطعمة بناءً على خصائص محددة مثل الملمس، أو الشكل، أو الرائحة.
          • الشعُور بقلق شديد حول الأشياء التي يمكن أن تحدث أثناء تناول الطعام مثل الاختناق.
          • تناوُل الكثير من المكملات الغذائية.
          • استخدِام أنبوب تغذية.
          • المعانَاة من مشاكل في الأكل أثناء نوبات فقدان الشهية أو الشره المرضي.
          • انخفَاض في الوزن بشكل كبير، أو الإصابة في سوء التغذية.
          • مواجَهة مشاكل في أداء المهام اليومية.
          • استبعاد أي حالة طبية أخرى أو اضطراب نفسي للإصابة في الاضطراب.

           

          علاج اضطراب الأكل الانتقائي

          يتم علاج اضطِراب الأكل الانتقائي بأحد الطرق التالية:

          الأدوية

          لَا يوجد أدوية محددة لعلاج اضطَراب الأكل الانتقائي، ولكن الأدوية التالية قد تساعد في العلاج:

            • سيبروهيبتادين (Cyproheptadine): وهو مضاد للهستامين يمكن أن يحفز الشهية، ويكون مفيدًا للرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من اضطراب تناول الطعام الانتقائي.
            • ميرتازابين (Mirtazapine): وهو مضاد للاكتئاب يستخدم أحيانًا لتحفيز الشهية، ويسبب زيادة الوزن، ويقلل من الخوف من تناول الطعام.
            • لورازيبام (Lorazepam): وهو من البنزوديازيبينات، ويوصف أحيانًا لتقليل القلق المرتبط بتناول الطعام.
            • أولانزابين (Olanzapine): مضاد الذهان غير نمطي، ويستخدم أحيانًا لتقليل القلق الذي يتعلق باضطرابات الأكل.

            العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

            العلَاج المعرفي السلوكي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي الشائعة في علاج اضطرابات الأكل المختلفة، مثل اضطراب الأكل الانتقائي؛ بحيث تساعد الشخص على تغيير أنماط تفكيره المرتبطة بالطعام، ومن ثم تغيير سلوكه الذي يرتبط به.

            80% من المرضى أظهروا تحسن كبير مع العلاج المعرفي السلوكي.

            العلاج الأسري (FBT)

            العلَاج الأسري (FBT) هو نوع من العلاج السلوكي الذي يستخدم عادة لعلاج اضطرابات الأكل عند الأطفال والمراهقين، ويعمل بالخطوات التالية:

              • إزالة اللوم عن المريض والأسرة للإصابة بالاضطراب.
              • النظر إلى اضطراب الأكل على أنه عامل خارجي ليس له أي علاقة في الأسرة.
              • التعامُل مع كل فرد في أسرة المريض كوحدة تتعامل معًا مع اضطراب الأكل لدى المريض.

              التدخّل الطبي

              على الرغم من أن الاضطراب ينتمي إلى فئة الاضطرابات النفسية إلا أنه قد يكون له عواقب جسدية كبيرة. ولذلك قد يكون هناك حاجة للتدخل الطبي لحل المشاكل المرتبطة بالاضطراب، وذلك مثل:

                • أخصائي التغذية.
                • أطباء الجهاز الهضمي.
                • الأطباء.
                • المعالج النفسي.

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                يمكن للشخص مساعدة نفسه في التخلص من اضطراب الأكل الانتقائي من خلال اتباع الاستراتيجيات المقدمة من الأخصائيين في عرب ثيرابي، ومن ضمنها:

                • البدء بإدخال الأنماط الغذائية غير المفضلة لدى الشخص بشكل تدريجي وبكميات قليلة لعدم الشعور بالإحباط.
                • الالتزام بالتعرض للأطعمة غير المفضلة بشكل متكرر للتمكن في النهاية من تحقيق الأهداف المرجوة.
                • ما أن يستطيع الشخص تحمل الطعام الجديد يجب الاستمرار بتناوله مرة أو مرتين في الأسبوع.
                • المشاركة في التخطيط وتجهيز الطعام في حال كان أحد آخر مسؤول عن ذلك.